=KTML_Bold=ثورة الشيخ سعيد في الوثائق الفرنسية-7- خالد عيسى=KTML_End=
خالد عيسى
كان الصراع على كردستان شرساً بين السلطات التركية والانكليزية والفارسية والفرنسية. وكان كل طرف يريد أن يضمن له أكبر قدر ممكن من هذه الأراضي بما أوتي من قوة وخدعة. وأخيراً حصل نوع من التوافق بين هذه القوى على الاعتراف المتبادل بحق كل منها في احتلال قسم من كردستان. كل ذلك بدون أي اعتبار لوجود الشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره.
لم تهدأ مقاومة الشعب الكردي يوماً ضد السلطات التي تحتل أراضيه وتنفي وجوده وتنكر عليه حقه في تقرير مصيره. لكن الجغرافية السياسية لكردستان، و طبيعة التوازنات الدولية منعت الشعب الكردي من أسباب الانتصار ونيل حقوقه المشروعة .
باسم العلمانية حاربت السلطات التركية ثورة الشيخ سعيد. وتحت راية هذا الشعار حصلت على الدعم الغربي. و استغلت نفس هذه السلطات الدين لتعبئة المسلمين في صراعها مع غير المسلمين في الداخل والخارج. وبالحديد والنار احتفظت تركية بشمال كردستان ضمن حدودها. نعم لقد أخمدت السلطات التركية عسكرياً ثورة الشيخ سعيد بتواطؤ إقليمي. إلا أن القضية الكردية بقيت معلقة في تركية، وبقي الشعب الكردي يقاوم من أجل حقوقه المشروعة.
وبالحديد والنار تحتفظ إيران بشرق كردستان ضمن حدودها. إلا أن القضية الكردية بقيت معلقة في إيران، وبقي الشعب الكردي يقاوم من أجل حقوقه المشروعة.
ولضمان مصالحها ضم الانكليز جنوب كردستان(ولاية الموصل) بالحديد والنار إلى دولة العراق الناشئة. إلا أن الشعب الكردي بقي يقاوم من أجل كامل حقوقه المشروعة.
وبالحديد والنار تم الاحتفاظ بغرب كردستان ضمن حدود الدولة السورية تحت الانتداب الفرنسي. إلا أن القضية الكردية بقيت معلقة في سورية، وبقي الشعب الكردي يناضل من أجل حقوقه المشروعة.
نعرض لكم في هذه الحلقة وضع الثورة الكردية في شمال كردستان، حسب المعلومات المتوفرة لدى المخابرات الفرنسية في الثلث الثالث من شهر نيسان عام 1925 . وذلك بترجمة فقرات من النشرة الأسبوعية للمعلومات رقم 601، الخاصة بإدارة المخابرات الفرنسية. نرفق لكم صورة عن النشرة المذكور.
****
المفوضية العليا للجمهورية الفرنسية
في سورية ولبنان
-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:
إدارة المخابرات
الإدارة المركزية
-0-0-0-0-0-0-
بيروت في 27-04-1925
مسجل في وارد هيئة أركان الجيش
قسم الدراسات
برقم 1672 تاريخ 11-05-1925
سري للغاية
النشرة الأسبوعية للمعلومات رقم 601
أسبوع 19/25-04-1925
(خاص بضباط المخابرات)
خاتم هيئة أركان الجيش- المكتب 10-05-1925
دولة لبنان الكبير: (…)
” بمناسبة الاحتفال بيوم العيد، تظاهر المسلمون القادمون للصلاة في جامع بيروت الكبير، تعاطفاً مع القنصل التركي في المدينة.”
“في حلب:
القسم الكبير من الجماهير كانت قد تأثرت بالدعاية التركية حول التخلي عن سنجق اسكندرون، بل وحتى عن منطقة حلب.
يعود هذا الشعور إلى الدعاية العنيفة التي تقوم بها حالياً الصحافة التركية، ومن المحتمل، إلى التصرفات التي يقوم بها القنصل التركي الجديد، الذي قد حوّل كل نشاطاته نحو المجال السياسي، والذي يقوم بدعاية جدّية ليحث الأتراك المقيمين في سورية عند تصديق اتفاقية لوزان على اختيار الجنسية التركية.
كما قيل في النشرات السابقة، فقد جاء رؤساء العصابات المشهورين من تركية للقيام بعمليات في سورية.”
“على الحدود السورية-البريطانية، ظهرت بعض التوترات في القسم السوري من جبل سنجار المُدار مؤقتاً من قبل البريطانيين، وعلى الأرجح هذا ما سيجبر البريطانيين بالتدخل.
ثانياً:
تؤكد الصحافة التركية، وأيضاً الأخبار الواردة، بأن الحركة الكردية قد أُخمدت بشكل تام، ورغم ذلك لازال العديد من المنتفضين الكرد المسلحين مستمرين في السيطرة على الجبل، ومن الممكن أن تقع أحداث جديدة فيما إذا قلل الأتراك من قواتهم العسكرية في المنطقة.
تبقى هذه القوات كبيرة جداً، وهي تُدعم في كل يوم. من 10 إلى 17 نيسان تم النقل على السكك الحديدية عبر سورية 35 ضابطاً، 879 جندياً، 16 رشاشاً، والعديد من المقطورات المحملة بالذخيرة.
حسب مسافر فرنسي آت من دياربكر، القوات التركية تدعو إلى انبهار كبير وتشكل قوة جدية لا يمكن تجاهلها.
كل شيء يدعو إلى الاعتقاد بأن القوات التركية جاهزة للتأهب للقيام بتحركات على الحدود العراقية، إن لم تقم بعمليات أكثر مباشرة، ويتوقف ذلك حسب ما تتخذها عصبة الأمم من قرارات بشأن الموصل.”
(…)
فالعراق ” لا يمكن له سوى الاعتماد على البترول من أجل الحصول على الموارد، وفيما إذا تم فصل الموصل عن بغداد، لن يضر ذلك المصالح البريطانية في شيء، إنما سيكون ذلك بكل بساطة نهاية القومية العربية. يجب أن نتذكر بأنه يبدأ العراق تحت الوصاية البريطانية بالإفلاس، فالتبعية المالية سيمهّد فيها للتبعية الاقتصادية والسياسية. ويمكن أن تُستخلص من ذلك مقارنات مفيدة مع القوة الانتدابية في سورية.”[1]