الشعب هو الذي انفرد به ام هو الذي انفرد بالشعب ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - #11-09-2015# - 11:46
المحور: القضية الكردية
نعيش في واقع متازم و يزداد يوما بعد اخر اثر اصرار الساسة في اقليم كوردستان على الدخول في المتاهات التي لا تتضرر منها الا الفقراء و المساكين و اصحاب الدخل المحدود نتيجة انانيتهم و عدم اكتراثهم بمصالح الشعب ابدا، و لم يستفد من المتاهات التي ولجت فيها الاحزاب و الاتجاهات جميعا الا السياسيين و الاحزاب و التجار المحتكرين و الحلقات الحاكمة المتنفذة المسيطرة على السلطة بما فيها السياسية و الاقتصاد الذي اذابوهما في بودق واحد، عن طريق التجارة والاستئثار بالسلطة السياسية من اجل كسب المنافع على حساب الطبقة المستضعفة .
هل من المعقول ان تفكر كما و انك تعيش في بدايات القرن العشرين و تريد ان تنفذ ما نفذه ابائك واجداداك دون اي اختلاف او تغيير في الاسلوب و العقلية من كافة النواحي . هل يمكن ان ننخدع باسباب و ادعاءات واهية غير منظورة في هذا الزمن لما تسير عليه في الوقت الذي يعلم حتى الطفل ما الخلل في كل موضع و موضوع .
اننا نعتقد بان الانعزال التي تفرضه السياسة المتبعة من قبل القادة و السلطة على نفسهم قد فرضت عليهم عدم معرفة ما يفكر به الشعب و مستواه ونظرته و ادراكه و هو في قرن الواحد و العشرين، و هم يعتقدون بان ما يتكلمون عنه يصدقهم الشعب دون اي شك . انهم يخدعون انفسهم سواء بعلمهم او دونهم نتيجة الحال التي يعيشون فيها و كل ما يسمعون و يرون ليس الا ما ينقله اليهم المستشارون و السياسيون المصلحيون و الحلقات الضيقة المتسلطة الى جانبهم و مهمتهم هو كيل المديح دون نقل الواقع اليهم كما هو، و هم فرحون وكانهم يعيشون في عهد السلاطين و الاقطاعيين و الملوك في زمن ما .
ادعى احد المبتهجين البشوشين الصاعدين قريبا و منذ اشهر الى سدة السلطة بقدرة قادر او نتيجة لتملق او مساومة كبيرة على حساب ما يخص الانسان من الناحية الاخلاقية كانت ام الاجتماعية ام الاقتصادية، و هو يتكلم و كانه العالم المناظر المفكر العبقري الذي لا مثيل له و على اعتقاد بانه يمرر ما يدعيه على الناس جميعا . يقول بعظمة لسانه و واثقا من نفسه بان الشعب مغفل و الجميع يصدقه، او انه يعلم و يفيده ما يدعيه لمصالح يخصه شخصيا، يقول؛ انه الشعب بكل فئاته و مكوناته و طبقاته و قطاعاته و شرائحه، من لازال يخول ان يبدا قائدا ابديا دون منازع لما زكاه حزبه و عائلته و تضحياتها و تاريخه و اخلاصه و رمزيته و حتى قدسيته لم ينساهة بعدما تذكر ما جاء من الاساس ليعلنه و ان كان قد ادركه في النهاية، هذه المواصفات و العوامل و الدوافع التي ادعت الاستمرار على طلب بقائه على سدة الحكم طالما يقدر عليه و يمكن ان يورثه للمستحقين من بنيه حسبما ادعى بشكل مباشر . و انه و كانه العالم الخبير و هو يحلل و يعلل و يقول؛ جاء امثلة من التاريخ و كيف جاء بالعديد من العائلات العريقة في البلدان المتعددة التي كانت لها الدور الرئيسي في استقلال بلدانهم و تقدمها و كيف بقت مكانتهم و دورهم و اهميتهم و موقعهم السياسي الاجتماعي الاقتصادي محفوظة لحد اليوم ، و هذا ما يدفع الشعب المخلص لقادته المضحين حسب قوله ان يفرضوا بقاء رمزهم على سدة الحكم . ياله من فصاحة في التعليل و محاولات بائسة لايجاد الحجج و تضليل باسم الاخرين و بطرح امثلة و ابعاد عامل الزمن و المكان من المعادلة . انهم لا يفكرون ولو لحظة واحدة في سلطة القانون و الديموقراطية و الانسانية و التقدمية التي يدعونها زورا دون ان يخجلوا في السر و العلن، انهم يريدون ملكيا باسم الجمهورية، يدعون نظاما برلمانيا و يريدونها رئاسية في العمل و التعامل و السلطة، انهم يدعون خدمة الشعب و لا يفكروا في ما هو عكس خدمة الشعب و هم يسيرون عليه بعلمهم و اصرارهم الحزبي العائلي الشخصي .
كل هذه الادعائات التي يطلقونها كل يوم و ليلة من اجل ان يعلنوا للجميع بان الشعب هو الذي انفرد بهم و على العكس من الحقيقة التي هي انهم هم من انفردوا بهذا الشعب المسكين و جثموا على صدوره .
هل ادعاء عكس القانون و العمل على تطبيق ما لم يتلائم مع اي قانون ساري من اجل شخص او حلقة معينة ليس ببداية التفرد والدكتاتورية و السير بعكس المتغيرات العالمية و التغييرات العصرية التي حدثت لما كان ثابتة في هذه المنطقة، و عدم الاعتبار لاي شيء .
هنا عمليا و على ارض الواقع سيستوضح للجميع بان هم الاصدق ام الشعب و بخطوات صريحة عملية و هو ارتفاع اصوات الشعب من اجل الاحتجاج و نفي الادعاءات التي تخرج باسمهم من قبل المصلحيين المنفردين المتوجهين نحو الدكتاتورية او بدفع منهم دون ان يدخلوا هم الحلبة طالما استخدموا الكماشة متقين حرارة الاستياء و الامتعاض الذي يعيشه الشعب . انه اليوم و ليس غدا الذي يمكن ان يختار الشعب من هو اهل السلطة و المناسب لتحقيق اهدافه و مصالحه وما يهم حياته و ظروفه العامة و تغييرها نحو الافضل، و اخراجه من المحنة التي سببتها الساسة و هؤلاء المرتزقة و التابعين المتملقين في كل حدب و صوب .
لابد ان نذكر الحقيقة هنا، ربما هناك لتلك الاقوال التي تصدر من هؤلاء بعض الحقيقة حول مرحلة ما و ما كان عليه الشعب من الظروف العامة و الوعي و المستوى الثقافي المعين الذي دفع الى الاهتمام و الاعتبار للكاريزما و الوجوه الاجتماعية، مما دفع هذا الى تفرد شخص هنا و هناك، و هذا ما دفع هؤلاء الى ان يتدخلوا في شؤون العامة لكافة الناس، و من ثم ادى هذا الى ان يكون لهم الدور الكبير على الساحة السياسية من خلال انضمامهم الى الاحزاب و استئثارهم بالسلطات، و خاصة منذ اندلاع الثورة الكوردية في الخمسينات والستينات القرن الماضي و هي مرحلة وجود الحزب الواحد القائد، الا ان اليوم لم تعد هناك فرصة للتفرد الشخصي و الحزبي مهما حاول اي منهم لذلك.[1]