برادوست ميتاني
ما هو أصل الكاشيين في البداية؟ الكاشيين كرد زاغروسييون آريون. يقول الباحث الأرمني أرشاك سافراستيان: في كتابه الكرد وكردستان: دون أي شك إن الكاشيين هم أسلاف الكرد, وإن الملك الكاشي أكوم الثاني سمى نفسه ملك أرض كوتي(جودي).
يذكر محمد حرب فرزات: بأن الكاشيين يتألفون من عناصر آسيانية قديمة انضمت إليهم القبائل الهندو آرية المحاربة التي كونت طبقة ارستقراطية مهيمنة وأسماؤهم تشبه أسماء الحوريين، هم أيضاً عملوا في الزراعة ويقول دياكونوف: إن المجموعتين العرقيتين الكاشي والكوتي تتقارب مع بعضها لغوياً وكذلك في ديانة الإله سرياش بتقديس الشمس، وفي البداية ظهر الكاشيون في مناطق كرمنشان في روج هلات كردستان وفي جبال زاغروس وفي جزيرة بوتان وماردين وشمال سوريا وجبال طوروس ثم انتشروا في سومر وأكاد وبابل وجانبي الخليج التي بقوا فيها لحوالي 600 سنة باسم كوردونياش وذلك بمساعدة إخوتهم الكرد الكوتيين أي الجوديين واللولو
حضارة الكاشيين
أقام الكاشيون في الألف الثالث قبل الميلاد أكبر إمبراطورية في موزوبوتاميا شملت مدن سومر، أكاد, بابل, نيبور, آلمان, كوتيوم, بادان, أوروك, دور كاليكالزو, آشنونا, سيبار, أوبيس, بيت نباخي وشا بارباري وغيرها, وكانت لهم علاقات مؤثرة مع دول الجوار كالفراعنة والأشوريين والهيتيين والإيلاميين سواء أكانت علاقات حرب أو سلم، أما في الداخل فقد أوجدوا وحدة اندماجية من مكونات موزوبوتاميا المعروفين حينذاك بسومر, كوتيين, بابليين وهوريين وغيرهم في إمبراطورية مترامية الأطراف ومزدهرة عمرانياً.
الحالة الاجتماعية والاقتصادية
أنقسم المجتمع الكاشي إلى طبقات فلاحين وحرفيين وموظفين وضباط والريفيين المنقسمين إلى مجموعات التي تقاد من قبل الموظفين الملكيين, وقد ازداد الضغط على الفلاحين والحرفيين بالدرجة الأولى، فقد كانوا يدفعون ضرائب اسمها زكوتو للمعابد (زكاة), ووقع على عاتقهم إقامة السدود والقنوات وكان سكان الريف يتعرضون لمعاملة قاسية من قبل الموظفين الملكيين.
كانت الأراضي التي تدفع ضريبة زاكوتو مُعفاة من معظم الضرائب الأخرى, وكانت هذه الأراضي تتمتع بحقوق منها عدم السماح لموظفي الملك بالدخول إليها مهما كانت درجته كان الملك يمنح إقطاعات للمقربين منه كالوجهاء والأعيان ورجال الدولة، بالإضافة إلى المساحات الواسعة التي يملكها هو والتي يعمل بها بعض الناس وفق نظام السخرة.
وكانوا يستخدمون طريقة تأريخ جديدة تعتمد على تسلسل سنوات حكم الملوك, وهم أول الذين استخدموا حجارة خاصة لتثبيت ملكية الإقطاعات الزراعية بأسماء أصحابها (حجارة الطابو), المسماة عندهم كودور (تابو), كانت لها قيمة فنية أيضاً ودينية لقرص الشمس والهلال والفأس أو المحراث رمز إله مردوخ والكوكب رمز عشتار.
الثقافة المزدهرة
يقول الدكتور عامر سليمان والأستاذ أحمد فتيان: لم يكن الكاشيون ذوي حضارة زاهية تضاهي حضارة العراق القديمة، وأقواماً جبلية متنقلة قابلة للقتال فحسب, بل أخذت من الحضارة البابلية الزاهرة الشيء الكثير واعتمدوا على ما كان موجوداً فيها، فاستمرت حركة التأليف والترجمة والاستنساخ والقصص والأساطير الملاحم, وتم تدوين العديد من النصوص الفلكية ونصوص التنجيم والمعاجم اللغوية، كما قال جيبوترو وزملاؤه: إن الحكم الكاشي في بلاد بابل لم يعد إطلاقاً تسلطاً أجنبياً.
يقول الدكتور أحمد فخري: ترك الشعب الكاشي اسمه في بحر قزوين (كاسبين) وإن اسم قصدير باليونانية كاستيليوس من الكاسبين إشارةً إلى الكاشيين مُصدري هذا المعدن، وكلمة قصدير العربية معربة من تلك الكلمة اللاتينية واسم همذان قبل ميديا كان آكاسيا أي كاركاسي مدينة الكاشيين في اللغة الآشورية، وما زالت أسماء كاشية تحافظ على نفسها حتى الآن ولو طرأ على لفظها بعض التغيير بحكم الزمن منها: عشيرة كاسكان الكردية وبحيرة قزوين بعد أن كانت تسمى كاسبين وبلدة كاشان الحالية في الجهة الشرقية لروج هلات كردستان ومعدن قصدير من كاشي التي أصبحت كاسيت ثم كاسيتير لدى اليونانيين.
المراجع:
تاريخ الوطن العربي – د.فيصل عبدالله , د.عيد مرعي.
تاريخ كرد وكردستان ج1وج2- العلّامة محمد أمين زكي
ظهور الكرد في التاريخ- د. جمال رشيد.
تاريخ إيران القديم – محمد حرب فرزات.
تاريخ أسلاف الكرد – د . أحمد محمود خليل[1]