هوزان أمين -سنتطرق في هذه الحلقة التي يبدوا انها تطورت تلقائياً واصبحت بمثابة وظيفة يمليها علي وجداني اتجاه هؤلاء الاشخاص الذين طالما خدموا الادب والتراث والفن الكوردي،
وضرورة التذكير بهم ومراجعة صفحات من حياتهم اڵاثرة، لهو امر لا بد منه تقديراً ووفاءً لروحهم الطاهرة، حيث تناولت خلال سلسلة حلقات فلنتذكر مبدعينا قرابة عشرون فناناً ومثقفاً واديباً، وسيزداد العدد من اڵان فصاعداً، كل فترة يمر علينا ذكری احد من فقدناهم وهم في ذروة عطائهم، او من قدم وخدم الثقافة والتراث الكردي ما باستطاعته حتی دنوا اجله، سنتناول في هذه الحلقة شخصية مختلفة حيث يعود بجذوره الی القومية العربية وغنی واطرب الجمهور الكوردي في منطقته واصبح احد رموز منطقته في الغناء والطرب، مرت علينا ذكری رحيله الخامس قبل ايام.
انه المطرب باقي خضر او باقي خضو كما متعارف عليه في منطقته، انه احد ينابيع الغناء الذي لا ينضب في منطقة كوباني (عين العرب) مطرب سهل سيروج، ويمكننا القول انه احد رموز الادب الشفاهي الكوردي في منطقته و هو احد اعمدة التراث الغنائي الحكائي الملحمي الكوردي، إلی جانب أسماء أخری سبقوه او عاصروه مثل : عفدالي زينكي، وشاكرو، وكره بيت خاجو، ومريم خان، وكاويس آغا)...الخ نشأته:
ولد المطرب الراحل باقي هنداوي ابن خضر في قرية أرسلان طاش (شيران) التابع لمدينة كوباني (شمال سوريا) عام 1913، وهو عربي الاصول، وينحدر من عائلة هنداوي العربية الأصل والجذور، والتي قدمت من سهل حران (ولاية أورفه التركية) إلی سهل سروج حيث مدينة كوباني
انه من قدامی المطربين حيث تعلم الغناء من والده منذ نعومة اظافره، في مجالس القرية وفي المناسبات، انهی المرحلة الابتدائية، حيث فتح له المجال للتوظيف بتلك الشهادة التي كانت ذات قيمة في ذلك الزمن، وعين شرطي في بلدية كوباني لمدة عامين ونيف خلال سنوات الخمسينيات من القرن الماضي.
لكن ميوله الی الغناء والطرب كانت بادية عليه وتجذبه دوماً مجالس الاغوات والبكوات، وكان يغني في مجالس القری ويطرب ويشجي كل من يستمع اليه، نظراً لتمتعه بصوت قوي جميل قادر علی الغناء لساعات وليالي طويلة.
اهم نتاجاته الغنائية:
كان الراحل خزينة للاغاني الفولكلورية الكوردية غنی وحفظ خلال مسيرته الغنائية مئات الاغاني والتي ترد صداها في المنطقة، حيث سجل قرابة مائة كاسيت بصوته، يشمل قصص وملاحم كوردية غنائية وبطولات وملاحم اشتهرت في منطقتة وتردد صداها في جميع ارجاء كوردستان الا وهي ملحمة العشق والبطولة (Dewrêşê Evdî- درويش عبدي) وهو احد المغنين الذين غنو عن تلك الملحمة باسلوب شيق وبنسخة اصلية مختلفة عن ما قرأه من خلفه، بالاضافة الی اغاني وملاحم اخری مثل (بي مال Bêmal- دلو Dilo- ده لال Delal- ممي آلان Memê Alan) إلخ..
رحيله :
بعد مسيرة طويلة وشاقة ومعاناة وعذاب لاقاه خلال حياته، ابتعد باقي خضو عن الغناء عنوة بعد ما الم به مرض اجبر علی اثره من الابتعاد عن الغناء، بقي وحيداً لا يأبه به احداً و يعاني المرض، إلا انه ظل رغم ذلك محل فخر واعتزاز اهل المنطقة وقدم له نخبة من مثقفي منطقته الدعم ونال علی اثرها الشهرة اكثر، الی ان توفي في احدی مشافي حلب بتاريخ 7 شباط 2009، بعد مسيرة طويلة من الإبداع والعطاء، وفي مراسيم شعبية كبيرة دفن في قرية ترميك التابعة لكوباني.
خاتمة:
لا بد لنا ان نقول كلمة حق في ذكری رحيله الخامس فقد كان الراحل بمثابة رمز للاخوة الكوردية العربية فقد قدم للغناء والطرب الكوردي الكثير اسوة بمغنين من امثاله مثل كره بيت خاجو وآرام ديكران الذين يتجذرون من اصول ارمنية، وبرحيله فقد التراث الكوردي أحد أعلامه ومن رواده الهرمين.[1]
جريدة التآخي-العدد والتاريخ: 6788، 2014-02-19