مناقشة الردود على مشروع - الحركة الوطنية الكردية - ( 1 - 2 )
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 2916 - #13-02-2010# - 10:45
المحور: القضية الكردية
حان الوقت بعد مضي ستة أشهر على نشر مشروعنا الحركة الوطنية الكردية – حوك - في سوريا في وسائل الاعلام وما ترك من اهتمام ملفت به من جانب النخب الثقافية والسياسية التي تناولته تقييما نقديا واسعا فقد تطرق العشرات من مثقفينا المرموقين الى جوانب المشروع المتعددة وحاولنا نشر ما وصلتنا من مناقشات وحوارات من دون تمييز في موقعنا – كرد عرب – بزاوية خاصة والتي بلغت أكثر من ( 37 ) مداخلة اضافة الى مجموعة من الردود حول المشروع على سؤال وجهه الناشط السياسي السيد – لوند حسين – على ( 20 ) من المثقفين والسياسيين من مستقلين وحزبيين أعدنا نشرها نقلا عن خمسة ريبورتاجات خاصة بموقع – ولاتي مه - تحمل غالبيتها قدرا من الملاحظات النقدية الوجيهة وكما من المقترحات المفيدة وجملة من التساؤلات التي لابد من متابعتها ومناقشتها من جانبنا بغاية الموضوعية انني اذ أقوم بنقد بياني ( المبادرة والمجلس ) لعلاقتهما الوثيقة بالموضوع ومحاورة غالبية الردود شعورا بالمسؤولية من أجل تعميق مضمون المشروع واضفاء التعديلات اللازمة عليه مستقبلا وتحقيقه انطلاقا من احترام الرأي الآخر وايمانا باستحالة امتلاك الحقيقة المطلقة .
عرض موجز لمجموعة ردود وملاحظات :
- مشروعنا( المبادرة ) ومشروع الأستاذ صلاح هو فكرة انبثاق مرجعية كوردية من خلال مؤتمر قومي, هذا المؤتمر الذي سيتمثل فيه مندوبي الأحزاب والفعاليات المستقلة, أما بالنسبة للتفاصيل فإن الرفيق صلاح تعمق كثيراً فيها, أما نحن فقد تركنا التفاصيل للمستقبل, حيث المباحثات والحوارات بين الأحزاب, وذلك بهدف عدم تقديم مشروع متكامل وجاهز, وإفساح المجال أمام الكل للتعبير عن رأيه والنقاش واغناء المشروع بمقترحاته, أي تقديم كل طرف ورقته للنقاش, وعندها من الممكن أن يكون مشروع الأستاذ صلاح أيضاً من أحد الخيارات والنقاش فيه.
- - لقد قرأت مشروع الأستاذ صلاح بتمعن, وأعتقد بأنه مشروع متكامل يستحق الاهتمام به, وهو مشروع ملائم لتأطير الحركة الكوردية, لتميزه بالديمقراطية في إنشاء المجالس المحلية عن طريق الانتخاب, ومن ثم انتخاب أعضاء المجلس العام. إن تبنينا لهذا المشروع سيدفع بحركتنا نحو ممارسة الديمقراطية في الحياة الحزبية الكوردية, وخصوصاً مشاركة كافة الفعاليات المجتمعية في كافة المجالس حسب اطروحة الأستاذ صلاح, فكل الفئات والشرائح سترى تمثيله في هذه المجالس .
- بخصوص مشروع الأستاذ صلاح بدر الدين و سبب الاهتمام الذي حظي به من قبل العديد من الأوساط الكردية و الكتّاب هذه المرة أكثر من التي قبلها, هو أنّ في المرة الأولى طرح المشروع قبل عقد من الزمن تقريباً باسم حزب الاتحاد الشعبي الكردي وكان الأستاذ صلاح يترأسه آنذاك, وفي هذه المرة طرح مشروعه (الحركة الوطنية الكردية في سوريا) باسمه الشخصي وهو مستقيل من رئاسة ذلك الحزب و يعتبر الآن شخصية مستقلة خلاصةً القول أن العامل الزمني و التطور الطبيعي للوعي السياسي الكردي في سوريا, و توفير وسائل الاتصال و الإعلام مثل الانترنيت, و استقلالية صاحب المشروع هذه المرة لها علاقة وثيقة بالاهتمام الذي حظي به المشروع و من أسباب الرئيسية للاهتمام.
- بالنسبة لمشروع الأستاذ صلاح بدر الدين أقول ليت هكذا مشروع عرض على قيادات سليمة وهمها الأول والأخير مصلحة الشعب الكردي لا مصالحها الذاتية فكيف لهذه القيادات أن تحل أحزابها وهي التي كافحت من أجل اقتطاعها من طرفها الآخر وتوج نفسه إمبراطورا عليها كيف لهم أن يتخلوا عن إماراتهم وإمبراطورياتهم التي أقنعوا ساكنيها بأنهم الأفضل و الأنزه والعالم بأحوال الأنس و الجن. كي يتحقق مثل هذا المشروع لا بد من رحيل هذه القيادات جميعاً بأمان الله وترك المجال لغيرها من الأجيال الجديدة وإلا..فانا لله و إن إليه راجعون
- إنني اطلعت على مشروع الأستاذ صلاح, المؤسف فيه أنه يطالب الأحزاب الكوردية بحل نفسها, وتشكيل مجالس محلية ومن ثم عقد مؤتمر عام يتم فيه اختيار ممثلين للشعب الكوردي, باعتقادي لو انطلقت من الزاوية المثالية, فإنه مشروع جميل, لكننا لو نظرنا إليه من الزاوية الواقعية, فإن إمكانية تطبيقه مستحيلة, فعندما لا نتفق في حواراتنا حول رؤية تحافظ علينا جميعاً, فكيف أن يتم القبول بمشروع يدعونا إلى الحل, باعتقادي أنه مشروع غير واقعي
- ربما كان هنالك بعض التنظير في ما طرحه الأستاذ صلاح والمزيد من التفاؤول، فمثل هذا المشروع بالحرفية التي طرحها يحتاج إلى واقع مختلف عن واقعنا الكوردي من حيث انبنائه على الثقافة القبلية التي تلقي بظلالها على كافة فعالياتنا بما فيها السياسية، أيضا بسبب الحاجة إلى إرساء تقاليد ديمقراطية عتيدة قبل الشروع بمثل هذه الخطوات. لكن على الرغم من ذلك، فإني أرى هذا المشروع متكامل من ناحية دعوته لمشاركة جميع الفصائل والقوى الاجتماعية، سيما مع تنامي الشرخ الذي يفصل الحراك السياسي الكردي عن المجتمع في الآونة الأخيرة، كما يسجل للأستاذ صلاح إيلائه أهمية قصوى للمستقلين والفعاليات الاجتماعية (الشباب- المرأة- المثقفين...)، وتُشكر له هذه الالتفاتة. إن هذا المجلس الذي يطرحه الأستاذ صلاح على هذه الأسس، سيكون مشروعاً يرعاه ويتبناه المجتمع بكافة فعالياته وشرائحه.
- لم تترجم المرجعية ومشروع الأستاذ صلاح بدر الدين على أرض الواقع, لأن الإشكالات كانت تكمن في الدرجة الأولى في آلياتها التنظيمية, وكيفية ترجمتهما عملياً, فضلاً عن مشاركة الوطنيين المستقلين والأحزاب كلها, وفقدان الثقة بينها, وافتقارها إلى ذهنية العمل الجماعي, وعدم تقبل الرأي الآخر, وعدم التخلي عن الذات الأنا, وكلاسيكية آلية التفكير لدى بعض القيادات الكوردية, ولأسباب أخرى جاءت الترجمة بالفشل, لكنهما تعدان نواة لإتمام أية خطوات توحيدية أخرى - المجلس السياسي أقل تعقيداً مقارنة مع مشروعي بدر الدين والمرجعية, وسيكون أكثر حظاً في أن يأخذ طريقه إلى الحياة العملية على الرغم من وجود تحديات حقيقية أمامه, وهذا يعود إلى طبيعة المشروع وآلياته التي تناسب العقلية الحزبية
بالنسبة لمشروع الأستاذ صلاح بدر الدين, لم نناقشه في مكتب العلاقات العامة للتيار, وبرأيي الشخصي, أعتبر هذا المشروع مشروع كامل ومتكامل يُطرح بهذا المستوى لأول مرة على الوسط السياسي الكوردي, فآليات المشروع معروفة وواضحة تماماً, وبالفعل نحن بحاجة لمشروع واضح الآليات. كما إنني تعجبتُ من التجاهل المقصود لهذا المشروع من قبل الفصائل الكوردية وكأنه لم يكن, مع العلم بأن هذا المشروع يأتي في إطار دعم مشروع المجلس السياسي, وقوة مشروع الحركة الوطنية الكوردية, أنه يتحمل النقد, فبمقدورنا قبول بعض النقاط ورفض بعضها الآخر بكل حرية, أو أن هذه مناسبة لواقعنا وتلك غير مناسبة. ودُهشت لعدم تعامل الفصائل الكوردية مع هذا المشروع بمن فيهم رفاقنا في التيار
- لعلَّ الميزة الأولى لمشروع صلاح بدر الدين أنه مكتوبٌ، ويختلفُ بذا عن المشاريع والأطروحات الأخرى التي تبقَ رهنَ الشفاهيةِ القاتلة، ولا يصلنا منها إلا النتفُ اليسيرُ وجُملٌ من هنا وهناك، ما يشي بباطنية الأحزاب الكوردية، رغمَ أنَّها اختارت العلنية منذ سنوات، وهو مشروع متقدمٌ، يستخلصُ من قراءة التجربة الحزبية الكوردية ضرورةَ التفكيك ثم التركيب، فهوَ يعلمُ من خلال تجربته الحزبية السابقة ووضعه الحالي المراقب، أنه لا يمكنُ التعويلُ على أحزابٍ كاسدة ومنتهية الصلاحية، وأشاطرُ مشروعه الرأي في أن الأحزاب الكوردية مفتقرةٌ إلى الفكر السياسي، وإلى المشاركة السياسية للمثقفين وللجيل الجديد والنساء، ومفتقرة إلى الديمقراطية في داخلها، وهو طرحٌ ملفتٌ من ناحية أنه يُعطي نسبة تمثيلٍ كبرى في المجالس الوطنية للمثقفين والمستقلين، الذين يبدون كمثقفين ومستقلين حقيقيين مُغيبينَ عملياً عن الشأن الكوردي من قبل الأحزاب الكوردية، لأن تلكم الأحزاب تريدُ ببساطة مثقفين أو مستقلين إكسسوارات، وأبواق، ومصفقين للأمناء العامين وسكرتيري الأحزاب، ومدَّاحين، أي مثقفين ومستقلين فاقدين للحواس الخمس، ولكن فيما لو تحققَ مشروعُ الأستاذ صلاح بدر الدين، هل سيكونُ الأمرُ مُختلفاً، وسيكونُ للمثقفين والمستقلين دورُ في صناعة القرار السياسي الكوردي، أمْ ستعودُ الأمورُ إلى سالف العصر والأوان، وهلْ يرضَ القياديونَ الحاليون في الأحزاب الكوردية الذي بلغوا من الكبر عتياً حزم حقائبهم ومغادرة كراسيهم كما فعل صلاح بدر الدين، وهم الذين يثبتونَ لنا مراراً وتكراراً أنهم قادرون على إدارة أحزابهم من خارج البلاد ومن المشافي ومن السجون !!!. لا أظنُّ أنَّ مشروع الأستاذ صلاح بدر الدين يروقهم من قريب أو بعيد، والذهنية الحزبية الكوردية اليوم غيرُ قادرة على التعاطي مع موضوعة الثابت والمتحول في السياسة، وفاقاً لذلك فإن مشروع بدر الدين سينتظر في أرشيف المواقع إلى إشعار غير معلوم، ربما إلى حين الانحسار النسبي لطبقة الكلس عن الذهنية الحزبية البطريركية الإلغائية الوصائية الراهنة، وتقديم القضية الكوردية على كرسي رئاسة الحزب، ولن يتم ذلك إلا بمرحلة انتقالية تشهد عملية إصلاح حزبية واسعة النطاق (داخل كل حزب)، والاستعاضة عن الهيكليات الحزبية الراهنة بأخرى مرنة
- مشروع الأستاذ صلاح بدرالين, أتى سابقاً لأوانه, أعتقد أن هذا المشروع كان يجب طرحه بعد تشكيل المجلس السياسي, علينا كأحزاب أن نتناقش ونتحاور لنصل إلى مبررات وجودنا كأحزاب, وعندما نقتنع بعدم جدوى وجود تنظيماتنا, عندها يمكن البحث عن البديل, ومن الممكن أن يكون هذا المشروع إحدى البدائل. فطرحه في غير وقته كان السبب الرئيسي في عدم اهتمام الأحزاب الكوردية بهذا المشروع, بالإضافة إلى أن أي حزبٍ كان, صغيراً أو كبيراً, غير مستعد في الوقت الراهن أن يعقد مؤتمر ويعلن عن حل حزبه. لذا يجب أن تسبق هذه الخطوة خطوات أخرى كتشكيل مرجعية أو مجلس سياسي, ومن ثم يمكن البحث في مثل هذا المشروع. والنقطة الثانية أن صاحب الفكرة غير متواجد في الساحة, فلو كان موجوداً لعمل من أجل كسب التأييد لمشروعه
- إذا كان المشروع المطروح الغاية منه التعليق عليه أو التصويت له فأنا أول المصوتين وأول من يتبناه على مدونات ألنت .. ولكن السؤال الأعظم هو هل يتجرأ أي طرف كوردي في سوريا لتبني هذا المشروع أو على الأقل التعليق عليه ..؟. أنا مؤمناً تماماً بأن الحركة الكوردية بحاجة ماسة إلى إطار حقيقي يجمعهم من الشتات ولكن قبل أن نفكر بإطار يجب علينا أن ندرك ونفهم أن تنظيماتنا ليس مستعدة لهكذا مشروع وبهذا المستوى والحج
- علينا الوقوف على المشروع المقدم من طرف الأستاذ صلاح بدر الدين ببالغ الأهمية والتفكير كونه يحمل دلالات مهمة ويأتي في أطار التغيرات الكردستانية والإقليمية والعالمية والسورية ، لذا من المهم بمكان مساندة كل الأطروحات الجدية وذات النوايا والإرادة والتوجهات الكوردايتيه التي تعمل على وضع الشعب الكردي في ظل هذه المعادلات الحالية والمستقبلية لعمل مستقبلي قد يساهم في دفع الحركة الكردية والمجتمع الكردي من حالة الجمود والنكوص إلى النهوض ومن حالة التشرذم إلى التوحد تحت ظل أطار جامع ومانع لحقوق الشعب الكردي في سوريا
- الا ان نجاح هكذا مشروع برأي الشخصي يتوقف على جدّية العمل في الداخل السوري وايجاد منظومة فاعلة تستطيع ان تُقنع اطرافا او اشخاصا يتحملون المسؤولية النضالية ويملكون امكانية تطوير القدرات التنظيمية الديمقراطية ، ورغم ادراكنا صعوبة هذا الامر الا ان هناك اشخاص ومناضلين فاعلين يبحثون عن هكذا مشروع ومن شخصية سياسية لها ثقلها وخبرتها السياسية
- فإلى هذه اللحظة لم يلق مشروع السيد صلاح بدر الدين أي رد فعل من قبل أي طرف حزبي من الأحزاب والتنظيمات الكوردية سواء إيجابا أم سلبا.! وهل قامت تلك الأحزاب التي كانت وما زالت تطرح موضوع (المجالس) في ندواتها بالكلام، هل قامت بعرض مشروع السيد بدر الدين على أعضائها بغاية مناقشته والرد عليه، لا أظن.! اللهمّ إذا استثنينا بعض الأقلام الغيورة لمتابعين ومثقفين، داولوا الموضوع عبر الإنترنيت والذين - مع تقديرنا لهم – لا يشكلون في الواقع الكردي سوى صيحات غيورة في قرار واد سحيق لا تسمع صيحاتهم
- أما بخصوص ملاحظته الأخيرة فهو حر بما يقرره لنفسه وبما يرغب في القيام بأية أدوار. لكننا نراه يطرح مشروعاً كبيراً قد يعجز هو عن حمله وتنفيذه إن لم يلقى استجابة واسعة بخصوصه. بالرغم من خبرته المستمرة في التعامل مع هكذا أعمال ومشاريع. أرى بأن تعهداته المسبقة أتعهد أمام الجميع بامتناعي عن المشاركة في أية لجنة أو هيئة قبل وبعد المؤتمر واقتصار دوري بالناحية الاستشارية الداعمة. تلك سوف تؤدي إلى فشل مشروعه قبل الأوان. فعليه أن يمضي به قدماً حتى يوصله بكل فعالية إلى محطته الأخيرة. عندها سيتعين عليه الالتزام بخياراتهم. فإن وافقوه على ألا يستمر معهم كان له ذلك. وإن لم يوافقوه كان لهم ذلك أيضاً وما عليه سوى الإلتزام
- لا بدَّ من وضع ضوابط، تحوْلُ دون تحوِّلِ حوك إلى حاضن منابر، متنافرة، شتَّى، خشية عدم تكرار ما وقعت فيه أحزاب الحركة الكردية، مجتمعة ومنفردة، من فرقة أليمة، وهنا لابدًّ من دراسة أسباب الحالات الخلافية، والتنابذية، من أجل تحاشي الوقوع فيها
- أما الركيزة الثانية، فهي تتجسد في اعتماد المشروع البناء المؤسساتي للحركة المنشودة وتوزيعه للمهام والمسؤوليات بنسب تأخذ في الحسبان الجانب الجغرافي، وكذلك الكفاءات والطاقات والخبرات التي تقف على مسافة معينة من أداء الحركة الحزبية، والتي لها حصة الأسد بين النسب الموزعة، وحسب اعتقادي وبغض النظر عن موضوع النسب أو الآليات، كون المشروع مفتوح على المناقشة، تبقى هاتين الركيزتين حفارة قبر المشروع، وذلك لسبب بسيط، هو عدم امتلاكه لقوة تنفيذية، وإن كان سيمتلك قوة معنوية وأخلاقية وعاطفية في الشارع الكردي، فضلاً عن أنه، كما سابقاته، يمد الوضع الكردي بآليات الخروج من مأزقه، وهذا ما لا تريده الحركة الحزبية، لكونها المتضررة من أية مبادرة تخرجها من نفقها أو توازناتها الخاصة بها
- من هذا المنطلق أرى بأنّ جميع القيادات السياسية الكردية في سوريا مدعوة إلى التنحي و الاستقالة و حل جميع أحزابهم و البدء فوراً في إعادة البناء و العمل لمشروع وحدوي جديد, يوّحد من خلاله كافة الطاقات و الإمكانيات الموجودة في المجتمع الكردي سياسياً و ثقافياً و اجتماعياً و اقتصادياً, لكي ينسجم مع تطورات المرحلة و سمات العصر نهجاً و تنظيماً و أسلوبا, كما فعلها الأستاذ صلاح بدرالدين مشكوراً عندما استقال من الأمانة العامة لحزب الاتحاد الشعبي و تعهد في مشروعه الجديد: (( أتعهد أمام الجميع بامتناعي عن المشاركة في أية لجنة أو هيئة قبل وبعد المؤتمر واقتصار دوري بالناحية الاستشارية الداعمة )), هذه هي الخطوة الأولى و الصحيحة في الاتجاه و الطريق الصحيح, لأنّ هذه التنظيمات باتت غير نافعة للقضية الكردية ولا تمثل الشارع الكردي إلاّ بنسبة ضئيلة, هذا ما أثبت في آذار 2004 .
- إن مثل مشروع أ صلاح كان يجب أن يسبق بجملة حوارات، منظمة يديرها طرف محايد، لأخذ آراء ممثلي الأحزاب الكردية، والمثقفين، وأن يستغرق ذلك مدة كافية، عاماً أو بعض عام، لتقريب وجهات النظر، لأن ما يعلن من قبل الجميع يكاد يكون متشابهاً، و تقديم اعترافات من قبل كافة ممثلي الخلافات التي تمت، ومن ثم أن يقدم هذا المشروع
- لذلك، لا أتوقع أن ترحب أغلب الفصائل الكردية بهذا المشروع، وسيلقى الإهمال والفشل كباقي المشاريع التي سبقته، إلا إذا تدخلت قوى كردستانية عدة. ولا أعتقد بأن جيل الشباب يهتم بمثل هذه المشاريع، لأنها لم تعد تؤمن بقيادات عجوزة ومتعجرفة أثبتت فشلها الذريع في مواكبة الأحداث والتطورات. فالخروج من هذا المأزق الذي يشبه إلى حد بعيد بحالة المصاب بمرض السرطان، لا يتم بعمليات جراحية بسيطة هنا وهناك
- ربما يؤخذ على السيد صلاح بدرالدين مقترح المشروع هو أبعاد نفسه من الولوج في العمل بل أختياره البقاء كمستشار سياسي لها , وربما هذه كان من باب التأكيد على أعتزاله العمل السياسي ؟... وهكذا لن نجد سوى البقاء على حالة التشرزم والتفكك المتناثر بين القيادات في الحركة الكردية وذلك بالبعد عن المشاركات العملية لطروحات بعضهم البعض
- بعد مقارنة مسهبة أرى بأن طرح الأخ صلاح بدر الدين أقرب الى المصداقية من طرح التقدمي والوحدة و المجلس السياسي , والذي اعتبر عزل المجلس السياسي لقوى الشعب الكردي الأخرى , غير منطقي , إلا إذا كانت بداية لتحضير مؤتمر وطني واسع وهذا مالم يصرح به الأحزاب التسعة بشكل واضح , مشروع الأخ صلاح بدرالدين يلملم الفكرة بشمولية أوسع ومفهوم أوضح والأهم بأنه لا يضع قيود على الراغبين في المشاركة وتوحيد الحركة من جديد رغم ما عليه من نقاط وسلبيات (كإقامة اللجان والكونفرانسات أو المؤتمرات الشعبية داخل سوريا , طرح غير عملي )
- والأسئلة التي تطرح نفسها بقوة على الأستاذ صلاح بدرا لدين كيف ستختار الأشخاص المنتدبين كأعضاء ؟ من سيترك مكانه لمن ؟ من هو الوطني المنتخب الذي ستختاره كمندوب هل هم مستقلون تماما وما هو مقياس الاستقلالية ؟ ما هي المعاير التي تحدد وفقه فئة المستقلين ؟ لماذا هذا القسم بأنك لن تكون عضوا ممثلا في أي هيئة إذا كنت واثقا من طرحك ؟ أين كنت حتى الآن ولماذا هذا التأخير إذا كنت ممتلكاً لأدوات التغير ؟؟؟
- مشروع صلاح بدر الدين , ليس المشروع الأول , و لن يكون الأخير , في سلسلة المشاريع الداعية الى تقارب الأحزاب الكردية , و تشكيل إطار سياسي , يحتضن جميع القوى السياسية و المنظمات الثقافية و الإجتماعية , و الشخصيات المستقلة . بل إنها جاءت بعد فشل مشاريع أخرى : مشروع المرجعية الكردية الموحدة الذي لم يتحقق , و المجلس السياسي الذي لم ير النور فإذا كانت الأحزاب الكردية تشكل اللبنة الأساسية في مشروع الحركة الوطنية الكردية حوك , فإن ذلك يعني , موت الجنين قبل أن يلد.[1]
[1]