الفنان آري بابان احد ابرز الفنانين التشكيليين ضمن حركة التشكيل في كركوك. هاجر الى السليمانية واستقرّ في هذه المدينة بعد تعرضه لضغوطات كبيرة من قبل السلطات العراقية في مدينته ابان عهد البعث. رغم الهجرة وتأقلمه مع افراد اسرته في السليمانية، الا ان صلاته بكركوك لم تنقطع...
حاوره: طارق كاريزي
اشتهر برسم المفردات الانسية المحوّرة في لوحاته، انه الفنان آري بابان احد ابرز الفنانين التشكيليين ضمن حركة التشكيل في كركوك. هاجر الى السليمانية واستقرّ في هذه المدينة بعد تعرضه لضغوطات كبيرة من قبل السلطات العراقية في مدينته ابان عهد البعث. رغم الهجرة وتأقلمه مع افراد اسرته في السليمانية، الا ان صلاته بكركوك لم تنقطع، فقد كان يزور المدينة باستمرار ويعيش نبض حياة سكانها ويعبر في جزء واسع من اعماله الفنية عن الاجواء والطقوس الكركوكية.
زيارته لمكتبة كاريز كانت فرصة سانحة للتحدث عن شؤون الفن التشكيلي وشجونه علاوة على التطرق الى عالم الادب والثقافة عموما. فالفنان آري بابان تربطه وشائج عميقة مع الادب، وهو يرى النص الادبي لوحة مكتوبة ويرى اللوحة نص سرديّ مرسوم. بدء الحديث بالتطرق الى خصوصية اسلوبه الفني وقال:
-يرى البعض والكثيرون يقولون بان اعمالي هي سوريالية او ذات مسحة سوريالية. انا شخصيا ارى نفسي فنان واقعي، اعمالي الفنية نابعة من صميم الواقع واستطيع ان اقول بان اسلوبي الفني هو ضمن اطار الواقعية السحرية.
*اليس الواقعية السحرية تيار ضمن نطاق النصوص السردية وبالذات الرواية ممثلة بالروائي الكولومبي كابريل كارسيا ماركيس؟
-نعم هذا صحيح الى حد بعيد. وهذا لا يمنعني كرسام ان استلهم اسس وارضية الواقعية السحرية لأوظفها في اعمال فنية. يجدر هنا الاشارة الى حالة ترد في احدى روايات ماركيز، فهو يقول في سرديته الروائية بان الكلام في غابات الامازون يتبعه تساقط الامطار، ترى ما العلاقة بين الكلام والمطر؟ بعد بحث وتقص تبين ان ذبذبات الصوت تحدث حركة تؤثر في غيوم تلك المنطقة فيتبعها تجمع قطرات المطر ومن ثم هطول الامطار. انا ابحث في لوحاتي عن هكذا اجواء سحرية واقعية واطرحها عبر اعمالي الفنيّة.
*انت معجب بالروائي الروسي الشهير ديستوفيسكي؟
-نعم والى حد انني اراه الروائي الاول عالميا والذي لا تجارى نصوصه بالمرّة، اسلوبه السردي جذاب ومثير لا يدعك تبارح سرده الروائي.
*الحريق الذي شبّ في منزلك اتى على مكتبتك واعمالك الفنيّة، ما حجم الخسارة التي لحقت بارشيفك الفني والثقافي؟
-حادثة الحريق الذي شب في منزلي حقيقة الحق اضرارا فادحة بخزيني ومنجزي الفني واتى عليه بالكامل، فقد احترقت جميع لوحاتي عدا لوحتان كانتا في اربيل واخرى في كركوك ورابعة في دهوك. وكذلك التهمت النيران مكتبتي التي كانت تضم خمسة آلاف كتاب.
*وهل استعدت عافية العمل وباشرت برسم اللوحات من جديد؟
-حقيقة كان هذا الحريق بمثابة الكارثة بالنسبة لي، لان اعمالي الفنية التي انجزتها خلال عشرات السنين من عمري قد باتت وقودا للنار وتحولت الى رماد تذره الرياح، وكذلك خسارتي لمكتبتي الغنية التي كانت تضم ابرز المصادر المفضلة الى قلبي. وقد اصابني حادث الحريق هذا بصدمة كبرى استطعت تجاوز تداعياتها بعد مضي مدة ليست بقصيرة.
*هل حدث تغيير في اسلوبك الفني بعد خسارة مخزونك الفني؟
-بعد ان تجاوزت هول الصدمة لجأت الى استخدام الوان الاكريلك وتركت الالوان الزيتية جانبا، ان انجاز اللوحة الزيتية الواحدة كانت تستغرق احيانا ستة اشهر كاملة بسبب تأخر جفاف الالوان، لكن الاكريلك هو الاكثر مطاوعة للرسم وتجف اللوحة المرسومة بهذه الالوان خلال مدة قصيرة والوانها براقة ومشرقة ولا تقل جاذبية عن الالوان الزيتية، وبسبب كل هذه الامور انني ارسم الآن بالوان الاكريل وانجزت عددا من اللوحات خلال مدة قياسية. وفيما يتعلق باسلوبي الفني، حاولت تجربة اسلوب جديدة ومزجته مع تقنياتي السابقة في انجاز اللوحات وبالتالي فقد توصلت الى اسلوب جديدة في رسم اللوحات.[1]