استطاع مصطفى رشيد وهو مهاجر من #كوباني#، إنقاذ حياة 92 شخصاً من الغرق في طريق هجرتهم، 61 منهم من إقليم كوردستان، وذلك بالاستفادة من خبرته المهنية ك ميكانيكي عمل سنوات طويلة بإقليم كوردستان.
مصطفى رشيد الذي بقي في إقليم كوردستان ل 14 عاماً، كان يسكن منطقة حجي آوا في السليمانية تحديداً، وعمل هناك ميكانيكياً، لكن قبل نحو شهر ذهب إلى تركيا بطريقة التهريب من إقليم كوردستان، ومكث هناك لبضعة أيام ومنها اتجه إلى إزمير ثم غادرها إلى بودروم، بغية الوصول إلى إيطاليا.
أخبرهم المهرب أنهم سيذهبون على متن قارب يستوعب من 65 إلى 70 شخصاً كحد أقصى، لكنهم تفاجأوا أن القارب يحمل 93 شخصاً.
قال مصطفى رشيد خلال مداخلة له في نشرة الساعة السابعة مع دلبخوين دارا، إنه قبل صعوده إلى القارب أخبر المهربين بأنه سيأخذ معه بعض المعدات الميكانيكية، لكنهم لم يسمحوا له بذلك بحجة أن محرك القارب جديد.
لكن في الطريق تعرض محرك القارب للعطل 7 مرات، وباتت حياة المهاجرين في خطر وهم على وشك الموت والغرق، لكن لحسن الحظ، استطاع مصطفى إصلاح محرك القارب الذي بقي في عرض البحر لمدة 6 أيام بلياليها، ليصلوا بعدها إلى إيطاليا بأمان بعد إنقاذ مصطفى حياته إلى جانب حياة 92 شخصاً آخر.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع مصطفى رشيد الذي أنقذ حياة المهاجرين على متن القارب:
رووداو: هل لك أن تتحدث لنا عن تفاصيل الحادثة وكيف كان القارب سيتعرض للغرق؟ وكيف استطعت إصلاح محركه وإنقاذ حياة 93 شخصاً؟
مصطفى رشيد: بعد يوم من انطلاق القارب كان الوضع يسير على ما يرام، لكن في اليوم التالي تساقطت أمطار غزيرة، وكانت أمواج البحر قوية جداً، شعرنا بالخوف، وفي هذه الاثناء انطفأ محرك القارب، خمنا أنهم اطفأوه لسبب معين، لكن عندما تحدثنا معهم علمنا أن هناك عطلاً وأخبرونا إما أن نسلم انفسنا في اليونان أو أننا سنواجه خطراً لأن أمواج البحر كانت عالية جداً، ونقل لنا هذا الحديث شخص استطاع أن يتكلم مع الربان باللغة الإنكليزية، وفي هذه الأثناء قلت لهم إنني ميكانيكي واستطيع أن أقوم بإصلاح العطل، وبعدها أرشدوني إلى مكان المحرك، وبمعدات بسيطة كانت موجودة هناك مسبقاً، استطعت أن أصلحه بشكل مؤقت، إلى أن نستطيع الوصول إلى مكان أكثر أمناً، وتنتهي الموجات العالية وبعدها أصلحه بطريقة جيدة أكثر، واستغرقت عملية الإصلاح نحو نصف ساعة، وبعدما أبحرنا مدة 7 ساعات تقريباً عاد المحرك للتوقف مجدداً، وبدأ الناس الذين على متن القارب بالخوف، واستطعت بمساعدة شاب آخر أن نصلح العطل مجدداً.
رووداو: ماذا كانت جنسيات الذين كانوا على متن القارب؟
مصطفى رشيد: 25 منهم كانوا أفغان بينهم نحو 15 امرأة.
رووداو: هل كان على متن القارب أهالي من روجآفا وإقليم كوردستان؟
مصطفى رشيد: من روجآفا، كنت أنا وقريب لي، والآخرون كانوا من إقليم كوردستان، من رانية وحاجي آوا وقلادزه (قلعة دزه).
رووداو: أنت أيضاً كنت في إقليم كوردستان 14 عاماً؟
مصطفى رشيد: بقيت 14 عاماً هناك منذ 2008 في حاجي آوا، كنت أعمل خلالها هناك ميكانيكياً.
رووداو: في حال لم يعمل المحرك ولم يتمكنوا من اصلاحه، ولم تكن أنت معهم، هل كان القارب سيغرق؟
مصطفى رشيد: نعم الخطر كان كبيراً لأن المكان الذي تعطل فيه باليونان، كان خطيراً جداًن حيث أمواج البحر هناك لا تتوقف.
رووداو: كم يوماً بقيتم في عرض البحر؟
مصطفى رشيد: 6 أيام بلياليها إلى ان وصلنا إلى إيطاليا .
رووداو: هل كانت الأمواج عالية؟
مصطفى رشيد: نعم خاصة بالقرب من إيطاليا، كان مستواها أخطر بكثير حيث كانت تصل إلى 10 أمتار .
رووداو: المهربون من أي جنسية كانوا؟
مصطفى رشيد: لا أعرفهم شخصياً لكن عن طريق الأصدقاء تواصلنا معهم.
رووداو: كم كانت الهجرة تكلف الشخص الواحد؟
مصطفى رشيد: نحو 11 ألف دولار إلى 12 ألف دولار، والسعر يختلف من شخص لآخر.[1]