يؤكد المتابعون للسياسة التركية الخارجية بأن أية محاولة لفهم التحركات العسكرية متعددة الأهداف الجغرافية للرئيس التركي، خلال الأعوام الأخيرة، لا يمكنها أن تتم بمعزل عن معرفة الوثائق التاريخية التي يلوح بها في كل مناسبة، وأهم تلك الوثائق على الإطلاق ما يعرف ب(الميثاق الملي)، الصادر عن الآباء المؤسسين للجمهورية التركية في عام 1920، وهي الوثيقة التي يتخذها أردوغان اليوم لشرعنة سياساته العدوانية في الشمالين السوري والعراقي، إضافة إلى تراقيا الغربية وبحر إيجة وشمال قبرص(1)، وفي ضوء ما سبق، يجب الالتفات خلفا والتعرف على كل من الميثاق الملي، وكذلك معاهد لوزان التي لا تقل خطورة عن سابقتها، لفهم ما يحدث على أرض الواقع جيدا.
أولا/ الميثاق الملي (MİSAK-I MİLLİ)
بدأ الحلفاء مع نهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918) بإبرام المعاهدة النهائية من أجل إنشاء نظام عالمي جديد (2)، ومن نتائج تلك الحرب المهمة أن الأتراك بدأوا بالتحضير للميثاق الملي (Misaki Milli)، والمعروف أيضًا باسم ( (Ahd-i Milliو( (Peymanı Milli، وكذلك باسم الميثاق الوطني، منذ انعقاد مؤتمري أرضروم وسيواس، عندما أوصى مصطفى كمال أتاتورك عددا من أعضاء مجلس النواب التركي المنتخب حديثا، والذي بدأ عمله في 12 كانون الثاني 1920، بإعداد وثيقة تلبي المطالب الوطنية بما يتماشى مع القرارات المتخذة في المؤتمرات السابقة، وبالفعل شجع النواب المؤيدون، التقيد بوثيقة سياسية جرى إعدادها من قبل نائب رئيس البرلمان حسين كاظم قادر، وقرروا الجمع بين عدة وثائق و إنشاء هيئة تسمى (عهد الملي)، وأثناء عمل الهيئة، أرسل مصطفى كمال وثيقة تتكون من ثماني مقالات، أعادت الهيئة المذكورة ترتيبها، والتي تعكس في مجملها قرارات مؤتمري أرضروم وسيواس (3).
كان مصطفى كمال اتاتورك قد أكد في خطاب له موجه لأعضاء البرلمان التركي ما يأتي: “أيها السادة، يحكمكم واجب الضمير والدين الاخلاص لهذه الهيئة، لأن السابقين كانوا جبناء، كانوا جاهلين، كانوا غير مؤمنين، ولم يؤمنوا بجدية ويقين بمبادىء القضية الوطنية، ولأنهم لم يقدروا أن الأساس الوحيد للخلاص هو الأمة، وليس إطراء السلطان، والظهور الضعيف أمام الغرباء، والتغافل عن تحقيق الأهداف العظيمة”(4).
يعد إنجار الميثاق الملي خطوة تاريخية أدت دوراً بارزاً في تأسيس الجمهورية التركية واستقلالها، ورسم حدود الجمهورية التركية، حيث انعقدت الهيئة في 12 كانون الثاني 1920 ووافق اعضاها بالإجماع على الميثاق الملي في 28 كانون الثاني 1920، والذي يتألف من إعلان يحتوي على ستة مواد حددت جغرافية البلاد، وجرى تبني مواد الميثاق الملي في البرلمان في 17 شباط 1920 والإعلان عنها وعدها أهم مفاصل التاريخ الوطني، وتكرر الأمر ذاته في 18 تموز 1920، أثناء أداء قسم الولاء داخل أروقة البرلمان التركي(5).
لقد أكد أعضاء البرلمان التركي على أن استقلال الدولة وضمان مستقبل الأمة يكون من خلال التقيد الكامل بالمبادئ التي تظهر أكبر قدر من التضحية بالنفس لتحقيق العدالة والسلام ، ليكون بذلك من أهم الخطوات لإنشاء الجمهورية التركية الفتية، لذا يعد إعلان الميثاق الملي نقطة تحول مهمة في تاريخ تركيا الحديث(6).
جاء في المادة الأولى من الميثاق الملي أن الأراضي التي تعيش فيها الأغلبية المسلمة، ضمن الخط الذي كانت توجد فيه الجيوش التركية أثناء توقيع هدنة مدروس في 30 تشرين الاول 1918، لا تقبل الانفصال أو التقسيم ولأي سبب بحكم الواقع (7)، وأكدت أن أراضي الدولة العثمانية الواقعة تحت احتلال جيوش العدو [كانت منطقتي هاتاي والموصل تحت الحكم التركي في ذلك الوقت] والأراضي التي استقرت فيها الأغلبية العثمانية الإسلامية المرتبطة ببعضها البعض من حيث الدين والنسب ووحدة الهدف، وتعزيز الاحترام المتبادل والتضحية بالنفس ، واحترام ظروف بيئتهم، وهي لا تنفصل أبدا، كما نصت المادة 2 على ما يأتي: بمجرد حصول الشعب على حريته، نقبل طلب التصويت الحر إذا لزم الأمر للمقاطعات الثلاث، وهي: قارص وأرداهان وباتومي، أما المادة 3، فنصت على: تحديد الوضع القانوني لتراقيا الغربية، والذي تم تأجيله حتى إبرام اتفاق السلام مع تركيا، وأكدت المادة 4 على: حماية مدينة اسطنبول مركز الخلافة الإسلامية والسلطنة العليا وعاصمة الدولة العثمانية وبحر مرمرة من جميع الأخطار، مع عدم الإخلال بهذا المبدأ، ويكون القرار الذي اتخذته بالإجماع الدول الأخرى معنا فيما يتعلق بفتح مضيق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود أمام التجارة والنقل العالميين، ساري المفعول(8).
في ضوء ما سبق، شكل الميثاق الملي “الوثيقة الدبلوماسية والأساس والهدف لبداية لتوحيد البلاد، ووحدة الوطن وأمنه المستقبلي، وقيام الأمة بجمهورية تركيا الجديدة، ووضع أساس الدولة” بحسب مصدر تركي مطلع(9)، لاسيما أن الميثاق طالب بإدراج المطالب الإقليمية التركية، بما في ذلك تحديد وضع قارص وأرداهان وباتومي، وما يتعلق بالمطالبات الإقليمية الافتراضية لتركيا بالعراق وسوريا وحتى اليونان، وبدرجة أقل تتعلق بجورجيا أو أرمينيا أو أذربيجان (10).
ثانيا/ معاهدة لوزان عام 1923
كانت الدولة العثمانية آخر الدول المهزومة في الحرب العالمية الأولى توقيعاً لاتفاقية استسلام مع الدول المنتصرة، في 10 آب 1920 في معاهدة سيفر، والتي رفضها مجلس (المجلس الوطني الكبير) بل وحُكم على الموقعين عليها وعلى الصدر الأعظم بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى(11).
لاحقا، عقدت معاهدة لوزان وهي معاهدة سلام وقعتها حكومة (المجلس الوطني الكبير) في أنقرة بعد طرد القوات اليونانية من قِبل الجيش التركي، في 24 تموز 1923 مع الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا بعد إلغاء معاهدة سيڤر التي وقعتها الدولة العثمانية في 10 آب 1920، تحت ضغوط وإملاءات الحلفاء(12)، والتي أوصت بتقسيم تركيا إلى كيانات منها أرمني وكردي، كما نصت بانسحاب القوات الأجنبية من البريطانية واليونانية وغيرها من الأراضي التركية (13).
ضمت معاهدة لوزان العديد من الأجزاء والبنود، ومن أهمها البنود المتعلقة بالحدود، إذ نصت المادة 2 على تحديد حدود تركيا على النحو التالي: (1) مع بلغاريا: من مصب نهر ريزفايا، إلى نهر ماريتزا، نقطة تقاطع الحدود الثلاثة لتركيا وبلغاريا واليونان: الحدود الجنوبية لبلغاريا هي كما تم ترسيمها في الوقت الحاضر؛ (2) مع اليونان: ومن ثم التقاء أردا وماريتزا: مسار ماريتزا؛ من المنبع على طول أردا، وصولاً إلى نقطة ما على ذلك النهر سيتم تحديدها على أرض الواقع في الجوار المباشر لقرية تشوريك كوي…، المادة 3 من البحر الأبيض المتوسط إلى حدود بلاد فارس، يتم رسم حدود تركيا على النحو التالي: (1) مع سوريا: الحدود الموضحة في المادة 8 من الاتفاقية الفرنسية التركية المؤرخة في 20 تشرين الاول 1921، (2) مع العراق: تُرسم الحدود بين تركيا والعراق وفق ترتيبات ودية يتم إبرامها بين تركيا وبريطانيا في غضون تسعة أشهر. في حالة عدم التوصل إلى اتفاق بين الحكومتين خلال الوقت المذكور، يحال النزاع إلى مجلس عصبة الأمم. تتعهد الحكومتان التركية والبريطانية بشكل متبادل بأنه، ريثما يتم التوصل إلى قرار بشأن موضوع الحدود، لن تحدث أي تحركات عسكرية أو تحركات أخرى قد تُعدل بأي شكل من الأشكال الحالة الحالية للأراضي التي سيعتمد مصيرها النهائي على هذا القرار. المادة 6 أما فيما يتعلق بالحدود التي يحددها مجرى مائي بأنها متميزة عن ضفافها، فإن العبارات مسار أو قناة المستخدمة في أوصاف هذه المعاهدة تعني، فيما يتعلق بالأنهار غير القابلة للملاحة، الخط الوسطي للممر المائي أو فرعها الرئيسي، وفيما يتعلق بالأنهار القابلة للملاحة، الخط الوسطي لقناة الملاحة الرئيسية. ويعود الأمر إلى لجنة الحدود لتحديد ما إذا كان خط الحدود سيتبع أي تغييرات قد تطرأ على المسار أو القناة…(14).
ثالثا/ تركيا وأحلام قضم أراضي دول الجوار
يظل حلم الأتراك بعودة الخلافة العثمانية مسيطرا على عقل رئيسها الذي يسعى لتحقيق حلم أجداده قبل سقوطهم المروع منذ مائة عام، مستخدما شتى الوسائل القذرة لتحقيق حلمه على حساب أمن وأمان ومستقبل جيرانه متعللا بشتى الذرائع (15).
ذكر عبد الله غول بعد وصوله إلى السلطة في عام 2003، في حوار مع صحيفة تركية “إن خلق تركيا داخل الأناضول وحبسها هناك غير وارد؛ وأن حدود تركيا الكاملة ليست الحدود الرسمية تأثير تركيا ومصالحها يتخطى حدودها”. وعندما سُئل: هل هذه عثمانية جديدة؟ قال: “كيفما تصفها صِفها، فالبلقان والشرق الأوسط وآسيا الوسطى مناطق تعنينا عن كثب، وتركيا لا يمكن أن تُحبس داخل الأناضول”. وبدروه ذكر وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو في 24 تشرين الثاني عام 2009: “نحن لنا إرث باقٍ من العهد العثماني؛ يقولون عثمانية جديدة، نعم نحن عثمانيون جُدد، نحن يتحتّم علينا الاهتمام بدول منطقتنا كما الاهتمام بدول شمال أفريقيا” (16).
كما اختار الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان، في تشرين الأول 2016، وبعد رفض الحكومة العراقيّة مشاركة تركيا في عملية تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش، لقاء دورياً مع المخاتير الأتراك، ليردّ على القرار العراقي بالقول: “عليهم قراءة الميثاق الملّي ليفهموا معنى الموصل بالنسبة لنا”، وأضاف: “الموصل كانت لنا”، وإثر ذلك تداولت صحف تركيّة خريطة الميثاق الملي) وفيها تقتطع تركيا أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وكذلك أجزاء من كل من: أرمينيا، وإيران، وجورجيا، واليونان، وبلغاريا، ما تسبب بموجة إدانة واستنكار واسعة(17).
لقد كانت المرة الأولى التي يشير فيها الرئيس التركي إلى الميثاق الملي ، عندما رد على استبعاد بلاده بالقول: “في الموصل التاريخ يكذب علينا.. وإذا رغب السادة الأفاضل (يقصد الحكومة العراقية) في التحقق من ذلك فعليهم بقراءة الميثاق الملي ليفهموا معنى الموصل بالنسبة لنا” (18)، حيث كان محور حديثه خلال مؤتمر القانون الدولي الذي عقد في اسطنبول، استحالة بقاء تركيا خارج مسألة الموصل، بقوله: “أنقرة ستشارك في تحرير الموصل، وأي محادثات مستقبلية بشأن المدينة ستكون بمشاركة تركية”(19)، وبذلك كان حادا جدا في مقاربته لاتفاقية لوزان التي وقعت في عام 1923. والتوقف أمام الميثاق الملي الذي أقره البرلمان التركي (20).
كما طالب الرئيس التركي صراحة خلال زيارته اليونان نهاية عام 2017 بتحديث اتفاقية لوزان، إذ سبق الزيارة تأكيده أن لوزان كانت خسارة لبلاده، عندما قال: “يريد بعضهم أن يقنعنا بأن معاهدة لوزان انتصار، أين الانتصار فيها؟ لقد خسرنا بعض جزُرنا في بحر إيجه لمصلحة اليونان.. مَن جلسوا إلى الطاولة في لوزان لم يتمكنوا من الدفاع عن حقوقنا”، في إِشارة إلى “أتاتورك” وتحميله المسؤولية(21).
تكرر تركيا ادعاءاتها بين الفترة والاخرى بشنها غارات جوية على الشريط الحدودي بينها وبين العراق مدعية أنها تلاحق أفراد وقواعد حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية التي يتخذون منها ملاذ وإقامة معسكرات تدريب ومخابىء أسلحة لضرب القوات التركية(22).
كذلك كرر الرئيس التركي تلك الادعاءات، إذ أن فحوى حديثه في الذكرى الثامنة والتسعين لاتفاقية لوزان، يظهر ذلك بقوله “النجاحات الحاسمة التي حققناها في مختلف الساحات، بدءا من سوريا وليبيا، مرورا بشرق البحر المتوسط، ووصولا إلى مكافحة الإرهاب، هي أوضح مؤشر على إرادتنا لحماية حقوق بلادنا”، وذلك في تأكيد منه أنه ينظر إلى المناطق، التي دخلتها تركيا في سوريا وليبيا وغيرها من الدول، على أنها تدخل في إطار الحقوق التاريخية لتركيا(23).
فضلا عما تقدم، تمثل الحالة السورية مثالا واضحا على الأطماع التركية في المنطقة، حيث كانت تحركاتها ترمي إلى السيطرة طويلة الأمد منها تعرض مدينة عفرين التي احتلتها تركيا لعملية تتريك شاملة، حيث اتخذت عدة إجراءت لإحداث تغيرات ديموغرافية بإحلال النازحين من المناطق التي استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها بدلًا من السكان الأصليين وهم غالبيتهم من الكرد تحت ذريعة إبعاد الخطر الكردي، حيث وصلت عملية التتريك في شمال سوريا إلى الكتب المدرسية ولافتات الطرق والمؤسسات التي باتت باللغة التركية، وإنشاء فروع للجامعات التركية فضلا عن البضائع القادمة من تركيا(24).
تتذرع تركيا أن تدخلها في شمال شرق سوريا بشكلٍ خاص وشمال سوريا بشكلٍ عام هو من ضمن البنود الأساسية للميثاق الملّي، والذي ينص على أن الأمة العثمانية أمة لا تتجرأ، ولا يمكن التنازل عن أي قطعة كانت تسيطر عليها الإمبراطورية العثمانية، أي أنها تسعى للسيطرة من هاتاي غربًا إلى الموصل شرقًا بما فيها إقليم كردستان(25)، إذ صرح الرئيس التركي في عام 2018 ، خلال التحضير لانطلاق العملية العسكرية التركية ضد الكرد في شمال سوريا “شمال سوريا كان ضمن حدود الميثاق الملّي”(26).
وفي السياق ذاته، ذكر موقع “غريك سيتي تايمز” أن احد النواب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، نشر تغريدات تدعو إلى “تركيا الكبرى” التي تضم مساحات واسعة من شمال اليونان وجزر بحر إيجه الشرقية، ونصف بلغاريا وقبرص وأرمينيا في مجملها، ومناطق واسعة من جورجيا والعراق وسوريا. كما أشاد غلونك بانتصار السلاجقة لعام 1071، على الإمبراطورية البيزنطية في مانزيكيرت في معركة “ملاذ كرد”، حين دخل الأتراك الآسيويون الأناضول للمرة الأولى في التاريخ، في ذكرى تصادف ال26 من أغسطس آب من كل عام(27).
تزامن ذاك التصريح مع ما قاله وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في كانون الثاني 2019، حول مسألة منح الجنسية التركية للاجئين السوريين: “قد جاؤوا من أراضي حدود الميثاق الملّي”، معتبرًا أن ذلك سبب يخوّلهم الأحقيّة في أن يصبحوا أتراكًا(28)، كذلك أعلن أن “دمشق وحلب كانتا ضمن حدود أمتنا التي أعلنها المجلس العمومي العثماني” (29).
في الحقيقة، ان معاهدة لوزان التي سيُحتفل بعد عامين بذكراها المئوية، تكاد تكون العنوان الأساسي لوجودية الكيان التركي الحالي، منها دعوة بعض المسؤولين الأتراك إلى البقاء في إدلب وعفرين لحماية حدود لواء الإسكندرون (30)، مما يفسر أهمية عام 2023 بالنسبة لتركيا، ولماذا يكثر الرئيس التركي ذكر هذا التاريخ، ولماذا يقول: (سنكون خلفا لخير سلف)، لأنه تاريخ الخلاص من قرن من القيود المجحفة ولأنه تاريخ تحقيق أكبر الإنجازات على الإطلاق، بحسب أحد مؤيدي الرئيس التركي(31).
تركت تلك الادعاءات ردود أفعال كثيرة مستهجنة، منها أن نائب حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي، مانوليس كيفالوغيانيس، كان قد وصف تصريحات تركيا بأنها تمثل تحدياً مباشراً للقانون الدولي وتؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة ككل، قائلاً “أطلق الرئيس التركي تصريحات استفزازية على نحو متزايد، بلغت ذروتها في التدفق الوحدوي العثماني الجديد أخيراً”. و”سنعمل على تحقيق شيء أفضل، ما زالوا يحاولون حبسنا في معاهدة لوزان، سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق أهدافنا لعام 2023، نحن مصممون على قيادة تركيا إلى الأمام”(32).
كما ذكر أحد المهتمين ما يأتي “أن الحديث حول انتهاء صلاحية معاهدة لوزان، أو ماتعرف في المحافل الدولية بمعاهدة السلام مع تركيا الموقعة في لوزان لسنة 1923، ما هو إلا شائعة مغرضة الهدف منها ردم الهوة الشاسعة بين المواطنين الأتراك الغاضبين من السياسات الاقتصادية الفاشلة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا من جهة، ورغبات رئيسهم الموهوم بإحياء الامبراطورية العثمانية والتسلط على محيطه الإسلامي”(33).
*أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر/ العلاقات الدولية في جامعة زاخو – إقليم كردستان العراق
الهوامش:
______
[1] ()خالد أبو هريرة، «الميثاق الملي»… الخريطة التي يهدد أردوغان باستعادتها في 2023، على الرابط: HYPERLINK “https://www.turkeynow.news/”https://www.turkeynow.news
[2] ()SON KARAR MİSAK-I MİLLİ. HYPERLINK “https://www.hepsiburada.com/”https://www.hepsiburada.com
[3] ()خالد بشير، الميثاق الملّي.. ما حكاية الخريطة التي تستند لها تركيا في طموحاتها التوسعيّة؟ على الرابط: HYPERLINK “https://hafryat.com/”https://hafryat.com
[4] ()Misak-ı Millî hazırlanıyor. HYPERLINK “https://www.atam.gov.tr/”https://www.atam.gov.tr
[5] ()Dr. Cengiz Tatar, MİSAK-I MİLLİ (MİLLİ YEMİN, ULUSAL ANT)’NİN 100’ÜNCÜ YILI. https:// HYPERLINK “https://21yyte.org/tr/merkezler”21 HYPERLINK “https://21yyte.org/tr/merkezler”yyte.org/tr/merkezler
[6] ()Misak-I Milli Nedir? Misak-I Milli Kararları Ve Maddeleri Nelerdir?. HYPERLINK “https://www.milliyet.com.tr/”https://www.milliyet.com.tr
[7] ()خالد بشير، الميثاق الملّي.. ما حكاية الخريطة التي تستند لها تركيا في طموحاتها التوسعيّة؟ على الرابط: HYPERLINK “https://hafryat.com/”https://hafryat.com
[8] ()Ögeyi Oylayın, 1920 MİSAK-I MİLLİ (ULUSAL AND). HYPERLINK “http://www.turkishgreek.org/”http://www.turkishgreek.org
[9] ()Dr. Cengiz Tatar, MİSAK-I MİLLİ (MİLLİ YEMİN, ULUSAL ANT)’NİN 100’ÜNCÜ YILI. https:// HYPERLINK “https://21yyte.org/tr/merkezler”21 HYPERLINK “https://21yyte.org/tr/merkezler”yyte.org/tr/merkezler
[10] ()Turkey’s Misak-i Milli and Caucasus. HYPERLINK “http://yandunts.blogspot.com/”http://yandunts.blogspot.com
[11] ()سعيد الحاج، اتفاقية لوزان: ما الذي تستطيع تركيا تغييره؟ على الرابط: HYPERLINK “https://www.turkpress.co/”https://www.turkpress.co
[12] ()إحسان الفقيه، لغط حول معاهدة لوزان… فما حقيقتها؟ على الرابط: HYPERLINK “https://www.aa.com.tr/”https://www.aa.com.tr
[13] ()د. محمد نور الدين، تركيا واتفاقية لوزان، على الرابط: HYPERLINK “https://m.al-sharq.com/”https://m.al-sharq.com
[14] ()عادل رفيق، النص الكامل لمعاهدة لوزان 1923، على الرابط: HYPERLINK “https://eipss-eg.org/”https://eipss-eg.org
[15] ()أمل غريب، «الميثاق الملي».. مؤامرة تركيا لاحتلال العراق وسوريا واليونان، على الرابط: HYPERLINK “http://www.soutalomma.com/”http://www.soutalomma.com
[16] ()الميثاق الملّي والعثمانيون الجدد.. ثقافة الاستعمار تستوطن فكر العدالة والتنمية وشريكه القومي، على الرابط: HYPERLINK “https://www.hawarnews.com/”https://www.hawarnews.com
[17] ()CEVDET KÜÇÜK, MÎSÂK-ı MİLLÎ. HYPERLINK “https://islamansiklopedisi.org.tr/”https://islamansiklopedisi.org.tr
[18] ()خالد أبو هريرة، «الميثاق الملي»… الخريطة التي يهدد أردوغان باستعادتها في 2023، على الرابط: HYPERLINK “https://www.turkeynow.news/”https://www.turkeynow.news
[19] ()أمل غريب، «الميثاق الملي».. مؤامرة تركيا لاحتلال العراق وسوريا واليونان، على الرابط: HYPERLINK “http://www.soutalomma.com/”http://www.soutalomma.com
[20] ()د. محمد نور الدين، تركيا واتفاقية لوزان، على الرابط: HYPERLINK “https://m.al-sharq.com/”https://m.al-sharq.com
[21] ()خورشيد دلي، تركيا بين اتفاقية لوزان والميثاق الملي، على الرابط: HYPERLINK “https://al-ain.com/”https://al-ain.com
[22] ()يوسف الراشد، تركيا وأطماعها الامبراطورية على الاراضي العراقية..! على الرابط: HYPERLINK “http://burathanews.com/”http://burathanews.com
[23] ()خورشيد دلي، تركيا بين اتفاقية لوزان والميثاق الملي، على الرابط: HYPERLINK “https://al-ain.com/”https://al-ain.com
[24] ()محمد حسن عامر، أطماع تركيا في المنطقة.. استعادة “إرث العثمانيين” على جثث العرب، على الرابط: HYPERLINK “https://www.elwatannews.com/”https://www.elwatannews.com
[25] ()ناشط حقوقي: تركيا تسعى إلى تحقيق الميثاق الملّي ووحدة الشعوب كفيلة لردعها، على الرابط: HYPERLINK “https://www.hawarnews.com/”https://www.hawarnews.com
[26] ()رشاد الشيخ، الشمال السوري و”الميثاق الملّي” على الرابط: HYPERLINK “https://albiladpress.com/”https://albiladpress.com
[27] ()”تركيا الكبرى” و”الوطن الأزرق”.. أطماع أردوغان من البلقان للعراق، على الرابط: HYPERLINK “https://al-ain.com/”https://al-ain.com
[28] ()الميثاق الملّي والعثمانيون الجدد.. ثقافة الاستعمار تستوطن فكر العدالة والتنمية وشريكه القومي، على الرابط: HYPERLINK “https://www.hawarnews.com/”https://www.hawarnews.com
[29] ()ما أصل “الميثاق الملي” العثماني الذي يبعث من التاريخ؟ على الرابط: HYPERLINK “https://arabic.rt.com/”https://arabic.rt.com
[30] ()محمد نور الدين، إردوغان يهادن «لوزان»: تجميد تكتيكي ل«الميثاق الملّي» على الرابط: HYPERLINK “https://al-akhbar.com/”https://al-akhbar.com
[31] ()السهلي بوغيدة، ماذا يعني عام 2023 بالنسبة لتركيا؟ على الرابط: HYPERLINK “https://www.aljazeera.net/”https://www.aljazeera.net
[32] ()إنجي مجدي، كيف يسعى أردوغان للتخلص من “لوزان” بحلول 2023؟ على الرابط: HYPERLINK “https://www.independentarabia.com/”https://www.independentarabia.com
[33] ()الحدود المستقبلية بعد 2023 ونهاية صلاحية معاهدة لوزان 2-2، على الرابط: HYPERLINK “https://www.azzaman.com/”https://www.azzaman.com.[1]