$عفرين تحت الاحتلال (93): فضائح، خسائر جمة لمعامل البيرين والصابون، استيلاء وأتاوى وسرقات، حرائق غابات، وصول جثث من ليبيا$
كل الأحداث المؤسفة والفضائح التي تقع في منطقة #عفرين# لم تُحرك بَعد مشاعر الإحساس بالمسؤولية ولو في حدودها الدنيا لدى أنقرة والائتلاف السوري- الإخواني وحكومته المؤقتة أو لدى ما يسمون أنفسهم ب “القادة الثوريين للفصائل المسلحة” وبعض الكُرد وشخصيات معارضة، ليخرجوا بموقفٍ يطيب خاطر ضحايا الانتهاكات والجرائم وأهاليهم على الأقل أو يتخذوا إجراءات حيالها وإن بشكل موارب، قصة النساء العاريات المخفيات قسراً نموذجاً، بل إن الدناءة والخسة مستمرة كما هي، والفساد والإجرام متواصلٌ بحق عفرين وأهاليها في ظل صمتٍ دولي مريب.
وقد قفز ملف المخفين قسراً من أبناء منطقة عفرين لدى الجيش التركي والميليشيات السورية الإرهابية الموالية له والمسيطرة على معظم المنطقة، منذ اعتقالهم بشكل ممنهج وتعسفي إثر اجتياح أراض المنطقة واحتلالها في عام 2018م، إلى الواجهة بُعيد افتضاح وجود نساء عاريات وعشرات المغيبين قسراً في مقرّ ميليشيا “فرقة الحمزة” في عفرين- مبنى الأسايش سابقاً؛ حيث تُنشر تباعاً صور ومعلومات شخصية عن أناسٍ مخفين قسراً، بينهم نساء وفتيات، على صفحات التواصل الاجتماعي. أما الإجراء الأكثر خسةً فهو إعادة تسليم أولئك الذين عُثر عليهم في المقرّ إلى “الحمزات” ومتزعمها عبد الله حلاوة من قبل الشرطة العسكرية التي استلمتهم من ميليشيا “أحرار الشام” التي سيطرت على المقرّ، دون الإفراج عنهم أو تقديمهم إلى “القضاء” المرتبط بها، وإعادة إخفائهم، ليواجهوا مصيراً مجهولاً من جديد، بإشراف المايسترو التركي حكماً.
فوضى وفلتان
تفجير سيارة مفخخة في شارع غربي “فرن مدي” بمدينة جنديرس.
– عصر الإثنين 1 حزيران، تم تفجير سيارة مفخخة في شارع غربي فرن “مديه- Medê” بمدينة جنديرس، فألحق أضراراً بالغة بالمحلات والمنازل المجاورة، وأُصيب طفلان وخمسة أشخاص بجروح متفاوتة.
– الخميس 4 حزيران، اعتدى مربي أغنام وشابين آخرين من الذين تم توطينهم في قرية “كيلا” على المواطن “جميل حسن إيبش” ونجليه القاصرين من أهالي القرية بالضرب المبرح والعصي، فأدى إلى جرح رأس “إيبش” ورضوض وجروح في ظَهرَي ولديه، وذلك بعد اِعتراضه على إفلات أغنامهم في حقل له يحتوي على بقايا محصول الحبوب، لأنه الأحوج لتأمين المأكل لمواشيه، حيث اشتكى المعتدى عليه لدى الميليشيا المتواجدة في القرية فقامت بسجن المعتدين، إلى أن تُتَخذ إجراءات أخرى أو يتصالح “إيبش” معهم تحت الضغط.
معامل البيرين والصابون
معمل بيرين في عفرين، تم سرقة معداته- وكالة هاوار
من المعروف أن الاحتلال التركي قام باستهداف البنى التحتية الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية لمنطقة عفرين، بالعدوان عليها واستدامة حالة الفوضى والفلتان فيها وإفلات أيادي قطعان الميليشيات المرتزقة لتنتهك وتُجرم وتسرق وتنهب، فكانت معامل استخراج زيت عرجوم الزيتون وصناعة الصابون عرضة للسرقات ما أن دنس جيش الاحتلال ومرتزقته أراضي المنطقة؛ حيث تم فك ونقل وسرقة كامل معملي “حسو و قدح” ونصف معمل “علوان” لاستخراج زيت العرجوم، إضافةً إلى سرقة مجموعات توليد كهربائية وتركسات وبعض المحركات الكهربائية والتجهيزات الخاصة ب /14/ معملاً آخراً، ومخزون ال /17/ معملاً من الفحم المنتج والمحروقات (مازوت، كيروسين)، فلا يشتغل منها حالياً سوى ثمانية معامل.
معمل للصابون في عفرين، قبل الاحتلال
أما معامل صناعة الصابون ال /20/ فكانت كل واحدة منها تختزن ما بين /400-500/ طن صابون سنوياً وكميات كبيرة من الكوستيك والزيت، إضافةً إلى التجهيزات، سُرقت معظمها من قبل المرتزقة أو تم دفع أتاوى كبيرة لاستعادة قسمٍ منها، بينما لا يشتغل منها حالياً سوى /11/ معملاً بطاقة انتاجية سنوية دنيا /100-150/ طن صابون.
هذه المعامل كانت رائدة على مستوى سوريا، من حيث كمية الانتاج ونوعيته وجودته، وكانت تُصَدِّر كميات كبيرة منها إلى الخارج، فتعود بالنفع على الوطن والمواطن، بينما حالياً تُعاني الضعف ومعظم أصحابها يدفعون أتاوى- منها شهرية- تجنباً لسرقات جديدة وابتزازات تطالهم على يد المرتزقة المسلحين الموالين للائتلاف السوري- الإخواني المعارض وتركيا. إضافةً إلى إجمالي خسائر جمة تُقدر بعشرات ملايين الدولارات.
موسم ورق العنب وقطع أشجار زيتون
في موسم ورق العنب، فرضت ميليشيا “لواء صقور الشمال” أتاوى جديدة على عوائل كردية في قريتي “بيليه و قزلباش”- بلبل وقرى أخرى تقع تحت سيطرتها، كما عَمد أحد متزعميها المدعو “كوسوفي” المسؤول عن قرية “قزلباش” إلى قلع أشجار معمرة في حقل زيتون بموقع “بازاريه” القريب والعائد للمواطن “محمد عبد الجواد عمر”، منذ خمسة عشر يوماً؛ بغية الحصول على الحطب ونبش المزيد من الكهوف والجروف في الموقع بحثاً عن اللقى والكنوز- أشرنا إلى هذا في تقريرٍ سابق، كون الموقع من الآثار التاريخية، كما أن “كوسوفي” يُؤجر حقول الزيتون والعنب والأراضي الزراعية العائدة للقرية لمربي المواشي كمرعى، حيث يتم إفلات حوالي /2000/ رأس بينها، فتُلحق أضراراً بالغة بالممتلكات، دون أن يتمكن أو يخشى أحد المزارعين من الاعتراض أو الشكوى لدى جهةٍ أخرى.
سرقة كابلات ومحولات كهربائية
يتم تنفيذ جزءٍ من اتفاقية وقعها رؤساء المجالس المحلية مع شركة تركية لتوصيل شبكة الكهرباء إلى مراكز النواحي ومدينة عفرين، من خلال فك وسرقة الكابلات والمحولات الرئيسية في بعض القرى، مثل ما جرى في قرى “كفردليه، تللف، كفرزيت” وغيرها، حيث تم نقل تجهيزات عديدة منها وتركيبها في مدينة عفرين؛ وذلك تحت أعين المقرات والاستخبارات التركية، وبالتعاون بين الشركة المنفذة والميليشيات.
أهالي بلدة جلمة يعترضون
ساحة كوليه قرب تل بلدة جلمة، التي تنوي “جمعية السعادة” بناء مخيم فيها
اعترض أهالي بلدة جلمة بكل مكوناتها من السكان الأصليين (كُرد، عرب، تركمان) على موافقة مجلسي جلمة وجنديرس المحليين على بناء مخيم من قبل “جمعية السعادة” على ساحة “كوليه” القريبة من تل البلدة، لقاء رشاوى دُفعت للمتنفذين في المجلسين حسب مصادر منهم؛ حيث تجمع حوالي المئة منهم أمام مقرّ مجلس جلمة ومخفر ميليشيا “فيلق الشام” والمقر التركي، يوم الجمعة 29 أيار، للمطالبة بوقف أعمال إنشاء المخيم التي بدأت بوصول جرافة وقيامها بقطع مياه الينابيع عن الساحة /14/ هكتار ومن الأملاك العامة والتي كانت مصيفاً وساحة لإقامة احتفالات نوروز والرحلات وملعباً لكرة القدم ومرعى للمواشي في فصل الربيع. ومن شأن إقامة المخيم بالقرب من البساتين وحقول أشجار الفاكهة الإضرار بها حكماً ونهبها. علماً أنه توجد مساحات فارغة غير زراعية حول البلدة لتشييد مخيم ودون أن يؤثر على ممتلكات وتراث البلدة. ومن جهةٍ أخرى قام الأعضاء الخمسة لمجلس جلمة، ضمناً رئيسها المدعو محمود علي، ببناء خمسة محلات – لم يتم صب سقفها بَعد- بمحاذاة الطريق العام وعلى ساحةٍ عائدة للمدرسة- ملك عام، من جهتها الغربية وسط البلدة، وبغية إقامة ما يشبه سوق الهال حسب أقوالهم، فاعترض الأهالي على بناء المحلات أيضاً؛ لاسيما وأن أعمال بناء المخيم على ساحة “كوليه” والمحلات قد توقفت حالياً، والأهالي يراقبون الوضع بقلق.
الساحة الغربية للمدرسة وسط بلدة جلمة- قبل الاحتلال، التي بني في طرفها على الطريق العم خمس محلات
حرائق غابات حراجية
حرائق جبل هاوار
ظهيرة يوم الجمعة 6 حزيران، أُضرم حريق هائل في الغابة الحراجية الطبيعية بالقرب من مفرق قرية “چيا”- راجو، الجهة الشمالية من جبل هاوار، وهو مستمر إلى الآن ويتجه نحو الغابة المحيطة بقرية “شيخ” و “ديك” ونحو الجهة الجنوبية لجبل هاوار بمحاذاة وادي “قي- QΔ، ولم يُشاهد الأهالي فرق إطفاء، حيث يتواجد الجيش التركي بقاعدة عسكرية في قرية “چيا” وهي فارغة من أهاليها منذ اجتياحها في آذار 2018م، بسبب منعهم من العودة.
حرائق غابة قرية تترا- جنديرس
وذكر الدفاع المدني في عفرين، بأنه اندلعت حرائق بتاريخ 3 حزيران في تلةٍ حراجية قرب قرى ميدانا، وفي 31 أيار اندلعت حرائق في غابة قرب قرية “تترا”- جنديرس واستمرت مدة ثلاثة أيام، حيث هناك ضعف في إمكانات إخماد الحرائق ومعداتها، إضافةً إلى تراكم الأغصان اليابسة بسبب القطع الجائر والواسع للأشجار وعدم إزالتها بالشكل المناسب من قبل اللصوص والمسلحين.
حرائق تلة قرب قرى ميدانا- راجو
استجوابات وضغوط
يوم الأربعاء 3 حزيران، تم استجواب حوالي عشرين مواطناً معظمهم شباب من بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، مدة خمس ساعات، بتهم ملفقة ولسحب اعترافات منهم تحت الضغط، بغية دفعهم نحو الهجرة القسرية من ديارهم.
وصول جثث مرتزقة
يوم الجمعة 5 حزيران، تم دفن جثة المدعو “أبو طارق” /50/ عاماً المتحدر من حي الهلك بحلب والذي قُتل في ليبيا مع /15/ عنصراً من ميليشيات “فرقة الحمزة”، في مقبرة بلدة بعدينا، بينما تم دفن البقية في اعزاز، وهو الذي استولى على منزلٍ في البلدة وتَوَطَّن فيها مع أسرته، وكان أحد متزعمي ميليشيا “لواء المنتصر بالله” برتبة رائد ومسؤولاً عن قرية “عمرا”- راجو، حيث اختلف مع متزعمها المدعو “فراس باشا” على السرقات والأتاوى التي استحصلها من أهالي “عمرا”، وتم فصله، فالتجأ للانتساب إلى صفوف “الحمزات”.
إن أبناء عفرين يتمسكون بأرضهم وبالدفاع عن قضيتهم العادلة، ويواصلون نضالهم المشروع بثبات ودون تردد في سبيل تحرير منطقتهم من رجس الاحتلال والمرتزقة، رغم شعورهم بالخذلان من الكثيرين، محلياً وكردستانياً وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]