ألخيار ألأمثل للكُرد ألفيليّين
بقلم:عزيز الخزرجي
أمام الكُرد الفيلييون خيارٌ وحيد أمثل في الانتخابات القادمةبعد إنكشاف فساد جميع القادة المتحاصصين, أعرضها عليكم من خلال 10 نقاط لكسب حقوقهم المهضومة من قبل الأعداء و الأصدقاء إلى جانب نشر العدالة و الامن و تخليص العراق من الأزمات و المحن , بسبب طيبتهم ألزّائدة و إخلاصهم و صدقهم و عطائهم ألمعروف للعراق و للناس أفراداً و أحزاباً و حكومات و أمم, فقد كانوا حتى الأمس وجه بغداد ألجّميل خصوصاً قبل مجيئ صدام للحكم, حيث بنوا آلعراق و حملوا بغداد على ظهورهم بصدق و أمانة و هم يديرون تجارتها و صناعتها و حديدها و حتى سكرابها لإدارة العراق كله, و هم يخدمون الناس و يبيعوهم رزقهم في الشورجة و العلاوي وسوق الحديد و السكراب بباب الشيخ و أسواق الخشب في النهضة و محلات بغداد في الكفاح و غيرها ولم يكلّوا أو يملّوا بل فوقها و بدل ردّ الجميل لهم؛ هجم الغُربان الصداميون عليهم لتسفيرهم وتشريدهم بدل إكرامهم و إسعادهم لتبقى هذه الشريحة النموذجية مظلومة و مهضومة الحقوق للآن .. مُتغرّبة عن أوطانها في بلاد العالم, بل و تفاقمت و تعقدت أمورهم حتى بعد إستلام الأصدقاء للحكم بعد 2003م, فما زالت الحكومات المتواليّة تسحقهم و تستغلّ طيبتهم و تخصّصاتهم و أمكانياتهم و تسرقهم بلا ضمير و وجدان, لذلك فإنّ الخيار الوحيد و الأمثل لهذه الشريحة الكبيرة بهذا الظرف الذي قد يكون آخر فرصة لِلَمّ شملّهم و ردّ حقوقهم وإثبات وجودهم المُهدّد بين إجحاف الدول و الأطراف الرئيسيّة من الخارج و آلفرعيّة و آلأقليات المتحاصصة لحقوقهم من آلداخل حتى من أكراد الشمال للأسف؛ فمثلاً ألمسيحية لا يمثلون سوى نسبة أقل من 2% من سكان العراق بحسب تعداد 47 المشهور في العراق, بينما الكُورد الفيليية وقتها كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف المسيحيين(1) ألذين حدّدوا لهم بالكوتا أكثر من مقعد في النواب و وزارة مع عدد كبير من السفراء و المدراء!
هذا بحسب أرقام رسميّة وردت من (وزارة الشؤون الاجتماعيّة) ألعراقيّة, حيث كان يبلغ تعداد الفيليّية عام 1947م أكثر من 30 ألف نسمة أنذاك و بذلك شكلوا نسبة 6% من نفوس العراق الذي بلغ عام 1947م مليوني و 968 نسمة, كان يسكن حوالي 14 ألف نسمة منهم في المدن في حين يسكن 16 ألف نسمة في الريف و بآلمناسبة لو أردنا إضافة الكُورد الفيليية الذين كانوا يسكنون في (بشت كوه) و الشريط الحدودي و هي مهران و إيلام و دهلران و زرين آباد يقابها بدرة و زرباطية وقصر شيرين و توابعها شمالا ثم إلى الجنوب بدءاً بعلي الغربي و الشرقي فالعمارة حتى آلبصرة ليتضاعف العدد لأنّ أكثر المدن تابعيتها أنذاك لم تكن معلومة بدقة.
و بحسب ألنّسب التصاعدية إعتماداً على قانون (الأنتكَرال) و حتى قانون (الأحتمالات) يجب أن تكون الزيادة تصاعدياً, ليصبح عدد الفيليين أضعاف أضعاف عدد المسيحين! هذا كمثال فقط عرضناه لنبيّن بوضوح مدى المظلومية التي لحقت بآلفيليين في قضية الحقوق و الحصص التي إختارها السياسيون لا نحن بآلمناسبة, لتحديد النظام ألسّيئ الجديد بعد 2003م, لأننا و الشعب أساسا نرفض التحاصص, لفقدان العدالة فيه وعدم وجود مثل هذه الحكومة في أيّة دولة أو نظام في العالم, و بناءاً على هذا يجب أن يكون حصة الفيليين(ألعراقيين) الآن أكبر من حصة المسيحيين و آلتركمان بأضعافٍ مضاعفةٍ بمستوى أكراد الشمال تقريباً إن لم يكن أكبر!
ألمطلوب الآن من وجوه و شيوخ و أساتذة الكرد الفيليية ألمُثقفون و هم يملؤون آلدّنيا وأساس العراق مناقشة المسائل المصيريّة الواردة في هذه الورقة لوضع ألأولويات و تحديد النقاط لدخول الانتخابات القادمة المزمع عقدها في حزيران عام 2021م بقوة حيث ستنقلب الموازيين بشكلٍ كبيرٍ بحسب توقعاتنا في الوضع الجاري و بعد كل الذي كان, و نأمل فوز الفيليّين الذين ضحّوا بسخاء و كانوا كآلماء بلا إسم و لون و عنوان و رائحة, لكنهم في نفس الوقت أصل و عماد الحياة, و المحاور الهامّة أدناه أضعها بين أيدي أساتذتنا و شيوخنا الكرام خاصة الأساتذة العاملين في الحكومة العراقية الحالية للنظر فيها ودراستها وتحقيقها لتكون ورقة عمل أساسية للمرحلة القادمة وهي:
أولاً: دراسة وضع الفيليين و تشتتهم و مراكز تواجدهم في بغداد و وسط العراق و الجنوب و بشكل خاص محافظة واسط و توابعها.
ثانياً: ملاحظة أن أكثريّة هذا الشعب ألمُضطهد خصوصاً المُسفّرين منهم في إيران و العالم حيث وصل عددهم لأكثر من مليون مُسفّر و مهاجر و ما زال أكثرهم يفتقدون حتى هوياتهم و جناسيهم العراقية؛ بينما أكثرهم – إن لم يكن كلّهم – قد ولدوا في العراق و خدموا الناس في أهم مرافق الحياة الأقتصادية و حتى العسكرية, و إستشهد منهم الكثير سواءاً أثناء الخدمة أو في سجون البعث و في نقرة السلمان و أبي غريب و آلألاف منهم لحدّ هذه اللحظة لا يعرف مكانهم ربما أُذيبوا بالتيزاب أو بثرامات اللحم في دجلة!؟ و هذا العمل بحدّ ذاته أكبر دليل على مظلوميّة هذا الشعب.
ثالثاً: تحديد الأسماء و الخطوط و مراكز الثقل لأهم العشائر و الكيانات الفيليية و مدنهم خصوصا في الداخل العراقي و في وسط بغداد و تشخيص الناشطين و المثقفين منهم و القيادات التي برزت خلال فترة المعارضة و حتى بعد السقوط, الغاية الأساسية هي إستخلاص قيادة بحسب الموجود و القوى العاملة, و لعلّ إنتخاب ممثل عن كل تيار أو عشيرة أو تكتل في البدء هو الحل الأمثل إبتداءاً .. لصالح الشريحة الفيليية التي تعتبر الثالثة في العراق من ناحية العدد و الأولى من ناحية المظلومية.
رابعاً: تحديد الأولويات و المحاور الرئيسية في ورقة العمل الأولية .. كأساس لتقديمها لإستخلاص ألمنهج ألأمّ الذي سيتم تحديده خلال المؤتمر (العام) الأوّل ألذي يسبق موعد المؤتمر (الخاص) لتحديد التفاصيل و الأولويات و المسائل الجديرة بآلبحث لوضع النقاط على الحروف, من خلال مجمل النقاط التي يطرحها كلّ مشارك أو مندوب في ورقته و توصياته في الأجتماع التمهيدي.
خامساً: تحديد الإستراتيجيات العامّة بخصوص العلاقات الداخلية و الخارجية و التنسيق مع الكيانات الأخرى بما يحقق مصلحة الوطن الذي يضمّ الجّميع لتحقيق العدالة.
سادساً: ألأتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء و قد أشرت لأسماء بعضهم سابقاً, يتم خلال المؤتمر الخاص الذي ينعقد بعد المؤتمر العام بداية السنة القادمة, و هي خطوة ضرورية, خصوصاً بعد فشل الكيانات و الأحزاب الأخرى بآلأخصّ المتحاصصون للرئاسات كرئاسة الوزراء و مجلس النواب و رئاسة الجمهورية و هيئة القضاء الأعلى, بحيث لم نجد أيّاً من أعضاء الخط الأوّل و آلثاني و آلثالث في تلك الأحزاب التي مثّلت تلك الرئاسات؛ لم يصبح مليونيراً؟ لأن النيّات كانت منصبّة لذلك و لم تكن سليمة بل كانت مقوّضة بآلأنا و التعصب الحزبي و القومي البغيض؛ لهذا لم تكن لدى الجهات التي رشحت ممثليها أهدافاً وطنية – إنسانية .. سوى تحقيق مصالح أحزابهم و عوائلهم و قومياتهم و تياراتهم و ذلك كان مستوى فهمهم و ثقافتهم, و باقي الشعب في العراق كان يأتي دائما بآلدرجة الثانية و الثالثة هذا إن كان يبقى لهم شيئ لأن العراق الآن مدين بمئات المليارت بسبب ألأميّة الفكرية ففشلوا بل و إنسحبوا بشكل طبيعي حيث لم يبق لهم مكان في قلب الشعب خصوصا الفقراء منهم, و السبب فقدانهم للحكمة الكونية القائلة:
[لا ينال السعادة مجتمع فيه شقيّ واحد ؛ فكيف الحال إذا كان الشعب كله يشقى!؟].
لهذا فإنّ إنسانيّة و طيبة الفيليّ و وعيه الكونيّ المُميّز لمُثقفيه وعطائهم و كما ثبت ذلك للجميع سيجعلهم بحكم السّماء قادرين على تحقيق هذه الحكمة الكونيّة ليكون ممثلين حقيقيين لكل الشعب العراقيّ خصوصاً المظلومين منهم إن شاء الله بعد محاكمة الفاسدين.
سابعاً: طرح صيغة محددة لآلية الترشيح و الانتخابات, حيث يبدوا أنّ جميع الأحزاب بسبب الأميّة الفكريّة لا تعرف ذلك لأنها للآن لم تظهر ولم تُبيّن, و هي خطوة ضروريّة و كافية لوحدها كسب ودّ الجماهير بجميع إنتماآتهم, مع بيان كيفية الترشيح فردياً أو حسب القوائم, و بنظري؛ ألفرديّة أفضل من القوائم(نقطة للدّراسة), و يتطلب فرز و تحديث سجلات الناخبين و شطرها حسب المناطق الأنتخابيّة و مراكز متعددة لفرز النتائج بجانب إشراف لجنة من هيئة الأمم المتحدة لدرأ التلاعب بآلنتائج وكما يحدث عادةً, فإذا كان قانون الانتخابات لم يقرّ للآن مع دراسة المستلزمات و الكوادر و الأمكانات و التفاصيل الفنية؛ فأرى من المناسب قيام الأخوة بتقديم ذلك خصوصا و إن بعض أساتذتنا لهم خبرة و تجربة غنيّة في هذا المضمار.
ثامناً: الأهتمام بآلجانب الأعلامي و الأنفتاح ألمهني – المدروس على جميع المحاور الرسمية و غير الرسمية و إستغلال كل فرصة و لقاء خصوصا عبر القنوات الفضائيّة و شبكات التواصل لعرض مشروع الفيليية الوطني – الأنسانيّ – العالميّ لنجاة العراق من المحن التي أحاطت به بسبب التحاصص و الفساد و نهب الأموال التي جعلت العراق مَديناً لمئات المليارات للعالم بسبب سوء الأدارة و الأميّة الفكريّة و العقائديّة, إلى جانب أنّ الحديث عن الانتخابات و مشروع الانتخابات للآن كان مجرد للإستهلاك الأعلاميّ حتى من قبل الحكومة و لذلك لم يتقدم أحد بمشروع مفيد و مثمر و واضح لفقدانهم لعلمه وفنونه بجانب فقدان الأخلاص في وجودهم.
تاسعاً: تحديد حلّ للأوضاع الغير المستقرة التي تندر بعواقب وخيمة في الوسط و الجنوب و حتى بغداد, فمن المحتمل أن تقوم القوات الأجنبيّة بضرب جميع المقرات خصوصا المقاومة, و دفع الشعب لحرب شاملة تكون سيئة العواقب.
عاشراً: ألتنسيق مع جميع الكيانات و الدّول خصوصا أمريكا و إيران للعيش بسلام و إنهاء الحرب لأن العراق لم يعد فيه شيئ يخيف الطرفان ؛ فآلنفط بأيديهم و المدن مباحة و القوى كلها مرتبطة بهم سراً و علانية بعضهم له إرتباط مزدوج؛ والأموال منهوبة بل العراق مَدين؛ و الشعب مُتمرّد حتى على نفسه بجانب تمرّده على ألاحزاب السيئة الصيت؛ و الدول العربيّة باتت أعرابية تتمنى أن يحترق العراق كله بسبب الطائفية, و هكذا يمكنكم القول بأننا وصلنا خط النهاية و لا بد من حكومة إنقاذ لتلافي الخطر الأكبر القادم الذي سيجسد كل الأزمنة العراقية المحروقة بضربة واحدة.
هذا هو مجمل ما أردت بيانه هنا للسّادة و الشيوخ و الوجهاء الأكارم في الطائفة الفيليّية لدراستها و إتخاذ ما يلزم بشأن تفعيلها كفرصة مناسبة للمشاركة في الانتخابات القادمة إن شاء الله .. و يتطلب هذا الأمر الأهمّ أوّل ما يتطلب هو:
الدعوة لجلسة تمهيدية بآلوجوه وبكل من يرغب ألمشاركة لإحياء و إقامة المؤتمر التمهيدي لدراسة هذه المقترحات من قبل كلّ مشارك بحسب تجربته و بصيرته للواقع و الأحداث, لترتيب النقاط الهامة و الضروريّة بحسب الأولويات, كمقدمة لعقد المؤتمر الخاص لدراسة الوضع الداخلي(المنهاج) والنقاط التي قد لا يمكن مناقشتها أمام الأعلام .. للمشاركة و الدخول في الانتخابات القادمة بثقة وقوة بإذن الله على أمل الحصول على رئاسة الوزراء, و الله و لي التوفيق.
خادمكم: ألحكيم عزيز إذ أنذركم بآلأحقاف و قد خلت النّذر من بين يدي و من خلفي أ لا تعبدوا إلا الله إنّ أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.
(1) حنا بطاطو, ألعراق. الطبقات الأجتماعية و الحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية, المجلد الأول. ص60.
[1]