الفلسفة الايزيدية وتأثيراتها الايجابية نحو معرفة الإنسان على خالقه
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7813 - #02-12-2023# - 22:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قبل البدء والدخول في التفاصيل المتعلقة بمصطلح (ايزي)والتي كتب عنها الكثيرون من الخاصة والعامة من الكتاب لهم كل التقدير والاعتزاز. من الضروري هنا أن نتذكر ما يقال عن الإله (ايزي)(ئيزدان) والذي يصوم عامة الايزيدية لاسم الخالق ايزي ثلاثة ايام وبعدها العيد، في بداية كانون الاول الشهر التاسع من التقويم الشمسي الايزيدي.
يعتبر هذه السبقات في النص الديني (زةبوونىَ مةكسور) حول تكوين الكون والخليقة المترجمة الى اللعة العربية من النصوص الدينية الاساسية والقديمة جدا، تظهر فيها الايديولوجية الايزيدية وعقيدتها بكل وضوح في الاتجاه الفلسفي، نحو قدسية الخالق ايزي ( ايزيد)(ازداي)(ايزيد)، ىرغم وجود بعض الكلمات والمصطلحات الغريبة والدخيلة الحديثة فيها من اللغة العربية.
عشاق ومعشوقي النور
نريد حلا أن يكون متنورا في سرّ هذا الوجود
هل الدرة من الاله ... ؟ ام الاله من الدرة ...؟
العاشق العارف العالم
الهي فصل الدرة عن ذاته
الهي سر السماء
قبل ان يكون اللوح والقلم
سلطان ايزي (ئيزيد) عندك نفس اللحظة
إن وجود هذه الكلمات هو تأكيد على وجود النص الديني (القول) مسبقا قبل حدوث بعض التغيرات الواضحة فيه، في فترة متأخرة تعود تاريخها الى عدة قرون، وكذلك إن التفسير في النصوص الدينية القديمة والأدعية الايزيدية، أنها مفتاح الحقيقة نحو التحليل الحقيقي, التي ليس فيها أدنى شك نحو التأمل والتفكير الوحداني العميق نحو الخلق والخليقة.
أنها الانطلاقة الصحيحة لرجل الدين الايزيدي للتأمل والتفكير بعمق روحي ايزيدي، للوصول إلى الاستنتاج الصادق في تفسير معنى ومصطلح السلطان (أيزي)(أزداي)(يزدان)وتقديره في نظر الديانة الايزيدية وفلسفتها، ليتسنى لهم التفسير الحقيقي نحو الانطلاقة الروحية في فكر وفلسفة الديانة الايزيدية العريقة, والتي هي أولى الديانات التوحيدية في كوكب الأرض, ولها تأثيراتها الايجابية على معرفة الإنسان على خالقه.
إن الديانة الايزيدية حافظت على جوهر كيانها وفكر فلسفتها، رغم كل التغيرات والتحديات التي مرت بها عبر كل العهود والأزمنة وإلى عصرنا هذا، ليصبح حقيقة واضحة أمام كل الشعوب عراقة الديانة الايزيدية وأيمانهم التوحيدي للخالق الأعظم ايزي.
وليس الخلط في الكثير من الأمور الدينية بين الشخصيات العسكرية العامة في التاريخ مثل شخصية (يزيد بن معاوية الأموي) أو أسماء المدن( يزدم) أو مدينة (يزد) في بلاد فارس حيث كانت مركز الديانة الزرادشتية وغيرها من التفسيرات والتحليلات الخاطئة، وليس للديانة الايزيدية صلة او علاقة بهذه التوجهات المنحرفة، والتي تريد التشوية في اصالة وقدمية الديانة الايزيدية كما حدث في الفرمانات
إن التفسير في أسم أيزي(يزدان)(أزداي) في غير إطار الأقوال والأدعية الايزيدية والدخيلة، والمعاني التي جاء بها تلك الاقوال والأدعية، يعتبر خرقا لأساسيات ورموز هذه الديانة العريقة في التاريخ, ويعتبر اجتهادا لم يذكره إلا في بعض القصص والحكايات الدخيلة في المجتمع والديانة الايزيدية.. مثل تفسير اسم ايزي أسم لمنطقة أو لشخصية اسلامية أو اسما لمدينة ما وغيرها من التفسيرات والمغالطات التي تحدث هنا وهناك.
إن الذي يفسر أسم (أيزيد) بهذه المعاني المنحرفة يعتبر جاهلا بعلم ومفهوم النصوص الدينية (الأقوال) وفلسفة الديانة الايزيدية, وأن كان حافظا لها او انه يتعمد في تفسير هذا الاتجاه معتمداً على بعض النصوص الدخيلة في الديانة الايزيدية، يجب الانتباه والحذر منها، ونحن لا نريد لرجل الدين الايزيدي أن يتبنى مثل هذه الأفكار التي تفسر الأقوال الايزيدية بشكل منحرف، التي طالما يبحثون عنها الرأي الآخر للوصول بهذه الديانة لتلتقي في تلك الأفكار المنحرفة والدخيلة ولينتسبوا هذه الديانة العريقة, الى الطائفة وأهل السنة والجماعة، حتى يتماشى مع تفسيراتهم وتحليلاتهم الخاطئة بخصوص تكوين الايزيدية.
أذن فالواجب الديني المقدس يفرض ويلزم كل شخص أيزيدي بشكل عام, ورجل الدين الايزيدي بشكل خاص أن يعطي الاهتمام الأعظم للأقوال والأدعية الايزيدية الصحيحة بشكل صحيح وتفسيرها بشكل يطابق المعنى في القول ويطابق في عراقة الايزيدية حسب منظور المستشرقين، وحسب قدمية النصوص الدينية الايزيدية ومعناها وفلسفتها .
هناك اقوال وادعية منحرفة في محتواها, تم تغيرها في زمن ما لتغير حقيقة هذه الديانة, اذن يجب مراعاة التحريف التي قد أدخل إليها، وعدم إعطاء الأهمية إلى الحكايات والقصص الدخيلة وتحت مسميات كثيرة، وينبغي محوها من الفكر والمعتقد الايزيدي, لأنها تربك الكثير من الأمور وتؤدي إلى التوجه الغير الصحيح في التحليل والاستنتاج، والتي نجدها كثيراً قد ادخلت إلى مفردات والرموز الايزيدية، هنا تبدو وتكمن مهمة رجل الدين الايزيدي في الحفاظ على جوهر فلسفة الديانة الايزيدية، لان القول واضح في التقديس وفي المدح والثناء في أسم الخالق(ايزي)(ازداي)في محتوى تلك الأقوال والأدعية الايزيدية.[1]