عفرين تحت الاحتلال (279): وفاة مواطن قهراً وطعن طالب بالسكاكين، إصابة فتاة، اعتقالات تعسفية، قطع أشجار الزيتون، واشتباكات في “مخيم المحمدية”
عدا عن الانتهاكات والجرائم المختلفة المرتكبة على نطاقٍ واسع وممنهج بحق المنطقة وأهاليها، وعلى خلفيةٍ عنصرية وبسبب خطاب الكراهية المنتشر بين المستقدمين وميليشيات “الجيش الوطني السوري”، هنالك حالات تنمّر واعتداءات يومية لا تحصى تُمارس ضد الكُرد السكّان الأصليين المجرّدين من أية أدوات وسبل للدفاع عن أنفسهم، وأغلب تلك الحالات والاعتداءات لا تخرج إلى العلن ولا توثّق، بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على المنطقة وخشية المعتدى عليهم وأقربائهم في الخارج من الحديث عن المظالم التي تطالهم تجنباً للمزيد منها وتفادياً لعقابِ أشد.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= وفاة مواطن كردي قهراً:
بعد عصر الأحد #11-02-2024# م، لدى وصوله إلى حقل زيتون من ممتلكاته قرب قرية “كُوبَكيه”- مابتا-معبطلي، برفقة شقيقه وثلاثة إخوة من أولاد شقيقته، تفاجأ المواطن الكردي “جمال محمد حمو – مواليد 1970م”- قرية “ݘيه-جبلية” المجاورة بقطع أشجار زيتون، فبادر لسؤال رجلين من مستقدمي ريف حماه متواجدين في المكان عن الفاعلين، إلّا أنهما ردّا بعنف وأحضرا أقرباء لهما بالصراخ (حوالي 15 شخصاً مقيمون في مخيم آفراز القريب من الحقل)، وهاجموا على الخمسة بالعصي والحجارة، وتسببوا بكسر قدم أحدهم وإصابة البقية برضوض وأوجاع في أجسامهم؛ وبعد الاعتداء بحوالي عشرين دقيقة وعودة المعتدى عليهم إلى قرية “كُوبَكيه”، أصيب “جمال حمو” بجلطة نتيجة القهر والضغط الذي أصابه، أدت إلى وفاته على الفور، حيث لم تَفده عملية الإسعاف إلى مشفى في عفرين؛ وقد وري جثمانه الثرى في اليوم التالي بمقبرة القرية.
يُذكر أنّ المعتدى عليهم وذوي المغدور تجنبوا رفع شكوى أو دعوى ضد المعتدين لدى سلطات الاحتلال أو ميليشيات “لواء الشمال” المسيطرة على القرية ولها مقرّ قيادة، خشية تطور الأمور نحو الأسوأ والتعرّض لجرائم أبشع. ولم تجرِ تلك الجهات أية تحقيقات حول ملابسات ذلك الحدث.
= طعن طالب كردي بالسكاكين:
بتاريخ #25-02-2024# م، في المدرسة الثانوية ببلدة مابتا-معبطلي، أثناء الدوام الرسمي، اعتدى أربعة طلّاب- لم نتمكن من معرفة أسمائهم- من أبناء مستقدمي ريفي حلب وحماه على زميلهم في الصف الحادي عشر الطالب الكردي “شيار إبراهيم عمر -17- عاماً” من أهالي قرية “قنتره-قنطرة” المجاورة بالضرب والسكاكين، إحداها “حربة سلاح”، بهدف قتله، فأصيب بجراح بليغة، حيث تمّ إسعافه وإدخاله إلى العناية المشدّدة في مشفى أمانوس بعفرين، وأنقذت حياته، ولا يزال طريح الفراش؛ كما حاولت تلك المجموعة المعروفة بالسلوك السيء في الأثناء بالاعتداء أيضاً على مدرّس حاول تخليص المعتدى عليه، وعلى طالب آخر صديق ل”شيار”.
وقد قامت ميليشيات “الشرطة المدنية في معبطلي” بإلقاء القبض على أولئك المعتدين، بالإضافة إلى أربعة طلّاب كُرد من ذات الصف الدراسي، أحدهم “فرهاد حنيف محمد” من قرية “قنتره-قنطرة” وثلاثة “غيفارا إبراهيم محمد، محمد علي جمكي بن حسين، محمد رضوان مصطفى” من قرية “عربا” المجاورة، بهدف تحريف التحقيق وتشويه القضية وتخفيف الجرم عن الفاعلين.
= إصابة مواطنة كردية:
مساء #29-02-2024# م، نتيجة قصف الجيش التركي والميليشيات السورية الموالية له لقرية “سوغانكه”- جبل ليلون الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، أصيبت الفتاة الكردية “أمينة حكمت محمد -19- عاماً” داخل منزلها بشظايا في بطنها؛ كما أصيب عنصران من الجيش السوري بجراح متفاوتة، بالإضافة إلى أضرار مادية بالمنازل.
= اعتقالات تعسفية:
– قضت محكمة تركية في استنبول مؤخراً بالحكم ست سنوات سجن على المواطن “شيخ موس خليل إسماعيل -30- عاماً” المنحدر من قرية “بَنيرَكا”- راجو-عفرين، بتهمة الانتماء إلى قوات الإدارة الذاتية السابقة، قبل احتلال عفرين، والذي اعتقل بتاريخ #02-10-2023# م، من مكان إقامته مع والديه وأسرته في استنبول، حيث إنّ أهله مقيمون هناك من عام 2013م.
واعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ #15-02-2024# م، المواطنين “أحمد عمر سليمان -52- عاماً ونجله مصطفى -26- عاماً” من أهالي قرية “شيخوتكا”- مابتا-معبطلي، من منزلهما في حي عفرين القديمة، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية”، واحتجزت حوالي -2.5- كغ مصاغ ذهب من محلهما (مجوهرات سليمان)، وذلك بتهمةٍ ملفّقة، حيث أفرجت عنهما بعد أسبوعين من الاعتقال التعسفي.
– بتاريخ 15-2-2024م، المواطنين “زهيدة حمزة أمين -70- عاماً، محمود علوش -85- عاماً، حسن صبري -60- عاماً، شيخ محمد شيخو -75- عاماً، سليمان خلو -70- عاماً، عزت خلو -65- عاماً، أحمد خلو -80- عاماً، محمد أوسو -70- عاماً، أحمد محمد أوسو -36- عاماً” من أهالي قرية “آغجلة”، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية في جنديرس”، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث أفرجت عن ثمانية بعد فرض غرامة مالية ألف دولار أمريكي على كلّ واحدٍ منهم، عدا “أحمد محمد أوسو” الذي بقي رهن الاعتقال التعسفي؛ ويُذكر أنّ أغلبهم قد اعتقلوا في مرّةٍ سابقة.
– أواسط شباط 2024م، المواطنة “عديله عبدو حماده -65- عاماً أرملة المرحوم “رشيد حيدر” من أهالي بلدة “بعدينا”، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنها بعد يوم شريطة دفع غرامة مالية -400- دولار أمريكي؛ وكانت قبل ذلك بشهر قد تعرّضت للاحتجاز ليوم وغرامة -500- دولار بذات التهمة، رغم أنها تعاني الفقر المدقع وتعيش على المساعدات.
– بتاريخ #19-02-2024# م، المواطن “إدريس محمد بكر -47- عاماً” من أهالي قرية “كوليا تحتاني” و “رفعت محمد علي رشيد -50- عاماً” من أهالي قرية “كوليا فوقاني”، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
– بتاريخ #25-02-2024# م، المواطن “عبد الرحمن كعرك -50- عاماً” من أهالي قرية “بليلكو” ومقيم في بلدة راجو من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية”، لدى زيارته لمركز الشرطة بغية مشاهدة نجله “حميد -25- عاماً” المعتقل في #21-02-2024# م بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال الاثنان قيد الاعتقال التعسفي؛ وكانت قد اعتقلت “إلهام عبد الرحمن سليمان” زوجة “عبد الرحمن” مدة شهرين بين آذار وأيار 2022م وأفرجت عنها بعد فرض غرامة مالية عليها.
= قطع أشجار الزيتون:
بتاريخ #05-02-2024# م، أقدمت ميليشيات “جيش الشرقية” على قطع ثماني أشجار زيتون من حقلٍ عائدٍ للمواطن “إسماعيل مستو” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، بغية التحطيب والتجارة.
= فوضى وفلتان:
بتاريخ #25-02-2024# م، ونتيجة خلافٍ حول الاستيلاء على أرضٍ بالقرب من قرية “محمدية”- جنديرس وعائدة لمُهجّر من السكّان الأصليين، وقعت مشاجرة وتبادل إطلاق النّار بين مجموعتين من المستقدمين المقيمين في “مخيم المحمدية“، تنتميان لميليشيات “جيش النصر” و “نور الدين الزنكي”، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين.
في ظلّ انعدام الأمن وغياب القانون والإفلات من العقاب، تستمرّ وتتوسع الانتهاكات ومختلف الجرائم، ولا تزال المساءلة عنها في عفرين المحتلة من قبل تركيا بعيدة المنال.
في 02-03-2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– المغدور “جمال محمد حمو”.
– الطالب المصاب “شيار إبراهيم عمر”.
– قصف قرية “سوغانكه”- جبل ليلون، مساء 29-2-2024م.
– قطع أشجار زيتون عائدة ل”إسماعيل مستو”- بلدة كفرصفرة.
[1]