الدكتور صالح شبيب محمد الدليمي
صدر عن مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية كتاب (الشبك في العراق.. دراسة انثروبولوجية للدكتور صالح شبيب محمد الدليمي). ويعد هذا الكتاب الدراسة الاكاديمية الاولى من نوعها التي تتناول الشبك كجماعة اثنية لها اصولها القومية ولغتها الخاصة، منضماً الى (سلسلة دراسات الاقليات في العراق).
صدرت العديد من الدراسات عن الشبك اثارت من الآراء ما كان بعيداً عن نزوع الدراسة الحقلية (الميدانية) الى دراسة المجتمع عن قرب، كما نشرت كتابات حديثة بعد عام 2003 مثل كتاب القاضي زهير كاظم عبود (الشبك في العراق)، وكتاب احمد شوكت (الشبك دراسة تاريخية اجتماعية في اصولهم ولغتهم وموطنهم)، وغيرها، حاولت تجاوز التنميط السابق للشبك.
الا ان هذا الكتاب (الشبك في العراق.. دراسة انثروبولوجية) يمثل دراسة علمية اكاديمية تحدد طبيعة المجتمع الشبكي، وتقدم وصفاً علمياً وتفسيراً لأوضاعهم، من خلال رؤية علمية معمقة لأصولهم ولغتهم ومعتقداتهم واعرافهم وتقاليدهم، وازالة الغموض والتشويه الذي لحق بهم.
يكشف هذا الكتاب عن طبيعة مجتمع الشبك في ستة فصول بالاضافة الى مدخل ركز على اصل الشبك ولغتهم ومعتقدهم، وقد تطرق بشكل تفصيلي الى النسق الايكولوجي من خلال التطرق الى الموقع والبيئة والمناخ ومصادر المياه والسكان واللغة والبيت والملابس، وطرق المواصلات. وركز في فصل اخر على النسق الاقتصادي، متناولاً حيازة وملكية الارض، وانماط النشاط الاقتصادي، وخصص فصلاً مستقلاً لدراسة النسق القرابي، متناولاً القرابة والاسرة والزواج والعادات والتقاليد والختان، والموت. وتناول فصل اخر النسق السياسي الذي تضمن القانون العشائري (العرفي) والادارة والحكومة. واحتوى الفصل الاخير على تحليل مظاهر التغير الاجتماعي.
يعد نشر الكتاب بصيغته الحالية مثالاً على تعاون مثمر بين مؤسسات هادفة للدفاع عن التنوع مثل مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية ومجلس الاقليات العراقية، وبرعاية من دار الرافدين في بيروت ومركز هيما للدراسات في بغداد. [1]