إعداد/ عبد الرحمن محمد
تعد روجهلات كردستان من أبرز المناطق التي لا زالت تحتفظ بأصالة وعراقة التاريخ، وتراث الشعوب الحية التي كانت ولا تزال تطلعنا كل يوم بما يثبت أنها كانت مهد انطلاق البشرية نحو التقدم وبناء الحضارة الإنسانية، وفي أذربيجان الغربية في شرق ايران ما زلنا نرى مدينة من أعرق المدن المسكونة وأقدمها في تاريخ البشرية وهي مدينة “أورمية” المعروفة ببحيرتها الشهيرة ومناخها وطبيعتها الخلابة.
يعود تاريخ شعوب “أورمية” إلى عهود الميديين الذين سكنوا أجزاء مما كان يعرف ببلاد فارس ومن ضمنها أذربيجان وهي مناطق زراعية خصبه وتمتاز بموقع استراتيجي هام، لوفرة المياه وتنوع التضاريس، إضافة إلى أهميتها التاريخية والدينية.
التسمية والأهمية
يرجع بعض الدارسين اسم أذربيجان إلى كلمة “آذر آبادكان” وتعني أرض الشمس، وهي لا زالت تضم معالم أكبر معابد النار الزردشتية، أما كلمة “أورمية Urmiya” فيعتقد انها تتألف من شقّين؛ الشق الأول هو كلمة “أور” والتي تعني المدينة في اللغة الآشورية و”مية” وتعني الماء، و بذلك تكون أورمية أو أرومية تعني بالآشورية مدينة الماء، وقد غُير اسم المدينة في عهد حكم رضا شاه إلى “رضائية” نسبة إليه، ونُقل أن ذلك لشدة محبته للمدينة، كما تعرف المدينة بأسماء “أورمية، أرْمية، أرم، وأورومو”.
وتعتبر المدينة من ثاني أكبر المدن في روجهلات كردستان وعاشر مدينة بعدد السكان في إيران، فقد بلغ عدد سكانها أكثر من 600 ألف نسمة في عام 2005م، وترتفع عن سطح البحر 1350 متراً، ومناخها معروف بتباين درجات الحرارة وفروقاتها بين الصيف والشتاء وفيها تضاريس متنوع بين السهل والجبل.
تاريخ شعوب عريقة
يعتبر الكثير من الباحثين “أورمية” من أقدم المدن المسكونة، وهي تمتد بتاريخها لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وتضم أوابد وآثار غاية في الأهمية. ولذلك؛ فقد رشحتها منظمة اليونسكو لتكون على قائمة المدن التاريخية في ايران، وهي مبعث الديانة الزردشتيه، وفي العصور الحديثة شهدت المدينة فترات هامة كالاحتلال العثماني لها تارة، والاحتلال الروسي تارة أخرى. وقد اكتسبت أهمية لموقعها الاستراتيجي بين القوقاز وبلاد الرافدين وآسيا الصغرى مما جعلها مركزاً تجارياً هاماً.
وتُعرف أيضاً بمدينة الماء، ومدينة الأديان والمذاهب والأقوام، وفي العقود الأخيرة عرفت “أورمية” بحراكها الشعبي ونضال أهلها وبخاصة من الكرد في وجه النظام الشوفيني الإيراني وفي الأعوام الأخيرة التي شهدت العديد من الاضرابات والاعتقالات السياسية وكان من أبرزها اضرابات عن الطعام في سجن “أورمية” سيء الصيت. [1]