كان محمد رؤوف يتطلع في مؤتمرات الاتحاد الإسلامي إلى الفوز بمنصب الأمين العام. لكنه يعمل الآن في صفوف حزب مجهول المصير ، وهو التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة وفي هذا اللقاء يتحدث ،عن أسباب تخلي برهم صالح عن التحالف ، و بدوره يفضل كولان العربي اعادة نشر اللقاء للقراء كما هو:
كان محمد رؤوف يتطلع في مؤتمرات الاتحاد الإسلامي إلى الفوز بمنصب الأمين العام. لكنه يعمل الآن في صفوف حزب مجهول المصير ، وهو.يرغب الحزب الذي كان ينتمي إليه سابقاً في عودته إلى صفوفه، لكن القناعة التي دفعته لترك صفوف الاتحاد الإسلامي الكوردستاني مازالت على حالها. اجرت شبكة رووداو الإعلامية لقاء معه و تحدث فيه عن مستقبل التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة وعن أسباب تخلي برهم صالح عن التحالف و من جانبه يفضل كولان العربي نشر اللقاء للقراء كما هو:
رووداو: ماذا فعلتم لإعادة تنظيم صفوفكم بعد عقد مؤتمركم؟
محمد رؤوف: لو أن د. برهم بقي معنا، وكان مقتنعاً ببقاء التحالف والعمل على تحقيق أهدافه، لما كنا بحاجة إلى عقد ذلك المؤتمر، لكن عندما رحل رئيس التحالف ونظامُ عملنا رئاسي، اضطررنا إلى عقد المؤتمر ولحق البعض من أعضاء الهيئة التأسيسية الأولى ب د. برهم. عقدنا المؤتمر وانتخبنا رئيساً جديداً ، وبعد المؤتمر بفترة وجيزة استطعنا إعادة تنظيم مؤسساتنا، ونفذنا نحو 90% من المنهاج، وكان آخر أعمالنا عقد اجتماع مطلع هذا الشهر، في السليمانية، لانتخاب المجلس السياسي من خلال عملية شفافة وبحضور جميع رفاقنا، وهم أكثر من 230 شخصاً.
رووداو: هل غالبية أعضاء الهيئة التأسيسية الأولى باقية أم ذهبت؟
محمد رؤوف: ذهبوا تقريباً، ولم يلحق البعض ب د. برهم لكنهم ذهبوا، وهم بين بين، ونحن لا نمارس ضغطاً على الذين لا يعودون ولم نحرجهم، وأغلب الذين ليسوا معنا عملاً يؤيدوننا قناعة وقلباً.
رووداو: بعد أن رحل الأعضاء السابقون في الاتحاد الوطني الكوردستاني تحالفكم، برز السؤال عن هوية التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة وهل سيؤول إلى حزب إسلامي؟
محمد رؤوف: لم يذهبوا جميعاً، ومازال معنا الكثير من الأعضاء السابقين في الاتحاد، وأبناء لشهدائهم. التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة يضم أعضاء سابقين من الاتحاد الوطني الكوردستاني، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حركة التغيير، الاتحاد الإسلامي الكوردستاني والجماعة الإسلامية في كوردستان. كما يوجد الكثير من المستقلين السابقين الذين لم ينخرطوا في العمل السياسي من قبل، لكنهم مقتنعون ببرنامج التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة ومستمرون معنا.
رووداو: هل تسيرون أعمالكم إلى الآن في المقرات السابقة لبرهم صالح؟
محمد رؤوف: كلا، لم يعد عندنا أي من المقرات السابقة، عندما عاد د. برهم إلى صفوف الاتحاد الوطني لم يترك غير المقر الذي في أربيل وأعاد جميع المقرات الأخرى، وكان مقرراً إعادة الأثاث الذي في المقرات أيضاً.
رووداو: هل أبلغكم د. برهم بقرار عودته إلى صفوف الاتحاد قبل أن يقدم على تنفيذه؟
محمد رؤوف: كنا قد شكلنا التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة حديثاً، وكان د. برهم يتعرض لضغوط كبيرة من جانب الاتحاد الوطني الكوردستاني. كنت أرى بنفسي كبار شخصيات الاتحاد من عائلة جلال الطالباني والمكتب السياسي يترددون عليه ويضغطون مطالبين إياه بالتوقف، وكانوا يعدونه بتلبية مطالبه. فكتب لهم مشروعاً من ثماني نقاط، وكان ملائماً للاتحاد الوطني وللأوضاع في كوردستان.
عرض د. برهم مشروعه عليّ، وقال: أنت أول من يرى هذا، ما رأيك؟ فقلت إن نفذ الاتحاد الوطني هذا سيكون يسيراً علينا ونستطيع تنفيذه، لكني في الأخير قلت إن من المستحيل أن ينفذ الاتحاد هذا المشروع. أرسل إليهم المشروع ولم يفعلوا شيئاً. طال الأمد وفشلت المحاولات على حد علمي. ثم شكلنا التحالف وشاركنا في الانتخابات، واتصلوا به مراراً قبل الانتخابات النيابية العراقية، وعلى حد قوله اتصلوا به مرة أخرى قبل بدء الانتخابات البرلمانية العراقي ب24 ساعة فقط، فأخبرهم أنه ليس لوحده، ولديه شركاء وزملاء، وأنه لا يستطيع الانفراد بالقرار، ومن غير الممكن خلال فترة ال24 ساعة تلك، وبدون تمهيد مسبق، إعداد مشروع ستراتيجي عميق واتخاذ قرار من هذا النوع.
بعد الانتخابات، شعر هو بالإحباط، وكانوا يرغبون في هذا بينما كان هو أيضاً ميالاً لهم، فاستؤنفت المحادثات، وكانت هناك وساطة، فاقتنع بالعودة إلى الاتحاد الوطني الكوردستاني لعله يبلغ كرسي رئاسة الجمهورية من هذا الطريق.
رووداو: هل طلب منكم الانضمام إلى الاتحاد الوطني الكوردستاني؟
محمد رؤوف: قال مادمتُ ذاهباً أحب أن تأتوا معي، رغم معرفتي بأنكم لن تأتوا. ستحصلون على مواقع تليق بكم، ولكني أعلم أنكم لن تأتوا، وكان يقصدني والسيد آرام بالتحديد. ثم قال إننا نستطيع أن نفعل شيئاً آخر، أن نعقد اتفاقاً سياسياً مع الاتحاد، فقلنا إن الوقت مبكر للاتفاق.
رووداو: لماذا لا توجد لديكم نشاطات منذ انعقاد المؤتمر ولا تجتمعون؟
محمد رؤوف: لسببين، الأول، هو أن التحالف يعاد ترتيبه بما يتوافق مع قوانين وتعليمات حكومة إقليم كوردستان، وهذا بحاجة إلى وقت. الثاني، لم نعد نؤمن ببعض الإجراءات الحزبية، مثل كثرة الزيارات والاجتماعات غير المثمرة، التي لا تؤدي إلى قرارات. زرنا الأحزاب كثيراً، وهو إجراء تقليدي. في الماضي، عند تشكيل الأحزاب، كان الحزب مضطراً للتجوال والقيام بزيارات للتعريف بنفسه، لكن التحالف ليس بحاجة إلى ذلك التعريف.
رووداو: لديكم نائبان في بغداد، وخطابهما ينم عن قربهما من د. برهم، هل يسمح تحالفكم بهذا؟
محمد رؤوف: بعد رحيل د. برهم، التقيت أحد النائبين، فقال إننا سنلتزم الحياد لحين تمام حل هذا الأمر، وإذا تم حل التحالف سنكون أحراراً. كانت هناك شائعة مفادها أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيعيد تشكيل التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، أو إن صح القول كانت هناك تلك الكذبة، وكانت هناك ضجة في السليمانية تتحدث عن حل التحالف أو انشقاقه شقين. قال لي النائب، إذا حدث انشقاق لن ننضم إلى أي شق. إنهما لا يستطيعان أن لا يكونا من التحالف، لماذا؟ لأنهما في بغداد بأصوات التحالف، وإذا لم يعودا إلى التحالف سيكونان اثنين من نواب الاتحاد الوطني.
رووداو: هل دعتكم أحزابكم السابقة للعودة إلى صفوفها؟
محمد رؤوف: لم يحصل هذا بصورة رسمية، لكنهم يحبون عودتنا، إلا أن موقفنا من أسلوب عمل الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية لم يتغير، ومع ذهاب د. برهم لم يعد هناك آخرون، والمشروع لم يبدأ بعد فكيف نتخلى عنه.
رووداو: هل بإمكان التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة أن يصبح حزباً فاعلاً في كوردستان برئاسة آرام قادر؟
محمد رؤوف: أنا على قناعة بأن السيد آرام يتمتع بكاريزما تنظيمية وهو محبوب عند شبابنا، وخاصة شباب الجماعة الإسلامية الذين عرفوه من قبل. كما أنه موضع ثقة القيادات في كوردستان، لأنه كان معهم في العمل السياسي، وهو مؤهل وله قدرة في مجال الكتابة إن توفر لديه الوقت، كما أنه مفوه ولا يخاف العمل السياسي، والأهم هو أن السيد آرام ليس وحيداً ولن يُترك لوحده. معه الكثير من الناس الجيدين، وأنا أعلق عليه الكثير من الأمل وسأعينه قدر المستطاع. [1]