د.خيري الشيخ
بائع السلال(زمبيل فرؤش) : د.خيري الشيخ
بائع السلات آني بائع السلال أني
إبن الامير كنت آني بالعز والدلال رباني
عشقت الصيد في زماني أجول البلاط مع خلاني
إحدى الايام القدر أوعاني لقبر مهجور قد رماني
وأستفسرت عن المعاني أذا الموت يوما أجاني
وتبت للرب الرحمان للزهد والتقوى هداني
تعلمت صنعة السلال لكسب الرزق الحلال
نسيت الجاه والمال والآخرة في الخيال
أقضي يومي بالتجوال وابيع تلك السلال
رأتني سيدة البلاط
فائقة الحسن والجمال
اجلب لنا تلك السلال وخذ منا الذهب والمال
يا اميرة ذات دلال اخذ القمح وخبز حلال
انت يا شاب تعال فرؤيتي ليست من المحال
دخلت القلعة قسرا واقفلوا الباب في الحال
و ادركت المكيدة وليس للهرب اي مجال و بدأ يجهش بالبكاء وسلم أمره لرب السماء
انا الفقير والزاهد اني
خذي السلال
هذا ليس بمكاني
تقدم ايها الفتى الفقير اجلس على فراش الامير
والمس جدائل الحرير وانسى حساب اليوم الاخير
لا لا لا ياخاتون هذا ليس بصواب
فاتنة و جميلة في ريعان الشباب
قد تبت لربي وافكر بيوم الحساب
إنسي ملذات الدنيا فمصيرنا تحت التراب
لست اهتم بسلال اعجبت بك بلهفة وتفاني
لتكون خليل وحدتي وليس لأمر ثاني
جمالك بالسهم رماني تقدم ولا تكن أناني
هيا تقدم يا حبيبي تنزه في حقل التفاح
تذوق طعم الشفتين احلى من نبيذ القداح
سيدتي ذات عقل تمام حلاوتك كسكر الشام
ما انا الا فقير وغلام ولكنك على نفسي حرام
فستاني الأصفر الزاهي وجدائلي السود كالأفاعي
كحلت لك عيناي تتمتع بهما وحقق لي المساعي
أترجاك يا اميرة البلاد فانا رجل فقير ومسكين
امام جمالك وحسنك انا عاجز وبائس وحزين
لا اتحمل الذنوب و تبت للله رب اليقين
يا فتاي اليافع الصغير دعنا نمرح على السرير
تمتع بنهدين وصدر كبير وأنسى الحساب الأخير
يا يا كول خاتون عيناك من لون الزيتون
قد فقدت العقل بالهراء و الجنون
خوفي من الذنب الكبير وفي لهب النار نكون
يا بائع السلال يا مجهول ذو لباس وثوب تليد
لو صعدت ظهر السمك لن تهرب مني يا بليد
تمتع بهذا الثغرالمعسول ويوم الاخرة بعيد بعيد
اميرتي انا زاهد في الازقة أجوب
اعمل واستغفر عن ذنوبي وأتوب
خوفي بنار الجحيم احترق وأذوب
كفى اعذارا بالايمان صدري مصيف و زوزان
وهذا الصدر كالزوزان لسبع عشائر مرعى وميدان
وكل نهد بحجم الفنجان
تليق لأيادي ملوك الزمان
تنزه فيها بسعادة وأمان وتمتع فيها بعشق وعنفوان
وكحلت لك العينان فانت النبض لقلبي الولهان
يا اميرتي هذا حرام وانا لست في ذاك المقام
ابيع السلال نهارا واصنعها ليلا قبل المنام
اطفالي جياع فما لي بهذا القول والكلام
يا مغفل لما تعقد الأمور فما نفعي من البرج والقصور
فقلبي من الحرمان معذور و كمكان فارغ مهجور
أحببتك بصدق الشعور فادخل فيه الفرحة والسرور
تمتع بلذات الدنيا و واترك الحساب للرب الغفور
لم يرى بائع السلال مهربا ولا سبيل
سارع لسطح البرج الشاهق الطويل
وسلم أمره لخالقه الرب الجليل
وسد عيناه بقطعة قماش او منديل
ورمى نفسه من البرج الطويل
ولحقه جبرائيل كطير منقذ وخليل
وانزله دون ضرر بأمر من الجليل
ولم تتمكن الأميرة منه وهاجت بالبكاء
ونادت على الحراس كمجنونة وبلهاء
ولاقت حتفها عقوبة للخيانة الحمقاء
عاد بائع السلال الى بيته ميئوس الحال
وقرر أن يترك تلك المدينة في الحال
هذه حكاية الدرويش بائع السلال
تخلى عن الامارة والجاه والمال
تزهد وعمل لكسب الرزق الحلال
وان كانت رواية او حكاية تقال
وتغنى لها بأجمل غناء و موال
ومن يومها اصبح زاهدا وقبره مزار
لطالبي المراد والنصيب و كل محتار
وتتحقق الأمنيات بأمر من الجبار
د.خيري الشيخ المانيا هاليكن هاوس7.1.2021
زمبيل فروش : اختلفت الروايات والقصص حول شخصية زمبيل فروش ففي التراث الايزيدي هناك نص موزون عن زمبيل فروش ويقال ان تاريخه يرجع الى عام 332ميلادي قبل ظهور الاسلام وانه ابن امير في اماد دياربكر الحالية وان اسمه بيركمال وله زوجة وطفلين وترك الحياة الأميرية واصبح زاهدا وان الخاتون ابنة امير فارقين لحقت به والبعض يقول انهالحقت به و تركت الامارة وتزوجت منه والبعض يقول بقيت مع اسرته كشقيقة له، وقسم يقولون انه فقير او من شيوخ الشمسانية .
اما في الأدب الكردي يجعلونه مسلما واسمه امير سعيد بن حسن وجاء الي مدينة فارقين والتقى بالخاتون زوجة الوالي وحددوا التاريخ في القرن الثامن الميلادي وان الخاتون لحقته والبعض يقول ان زوجها الامير قتلها ولكن السؤال المهم هو هل من المعقول ان يكون للشخص قبرين أحدهما في تركيا والاخر في تركيا ،اما في التراث المسيحي فيجعلونه مسيحيا كماذكره صديق لي مسيحي ….المهم هو ترك حياة الترف واتجه الى التزهد والعبادة.[1]