*احوال تركية
ماهي طبيعة الاغتيالات التي تستهدف فيها الحكومة التركية قيادات كردية من #حزب العمال الكردستاني# أو من #حزب الاتحاد الديمقراطي# الذي تعتبره الفرع السوري للكردستاني؟ أية رسائل سياسية توجّهها أنقرة داخلياً وخارجياً من خلال عمليات الاغتيال التي تقوم بها خارج حدودها في شمال العراق أو شمال سوريا؟
تأتي عملية الاغتيال الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة الدفاع التركية، والتي تمكنت فيها من قتل القيادي الكردي فرهاد شبلي الذي كان نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الكردية في سوريا كضربة لكل من حزب الاتحاد الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني ولإيران، وإلى حد ما لواشنطن التي تطالبها تركيا بوقف دعمها للكرد في سوريا.
وبحسب الأناضول، فإن جهاز الاستخبارات التركي تمكن من تحييد الإرهابي السوري حسين شبلي، الرئيس المشارك لما يسمى بالمجلس التنفيذي المركزي للإدارة الذاتية السورية لتنظيم بي كي كي ، في مدينة السليمانية شمال العراق.
وتطلق أنقرة وصف تحييد على عمليات الاغتيال التي تستهدف قيادات في حزب العمال الكردستاني أو في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تصفه بأنه الفرع السوري للعمال الكردستاني.
وقالت الأناضول إن مصادر أمنية تركية، أوضحت الأحد، أن حسين شبلي بفرهاد دريك كُلّف بمهمة في العراق من قِبل قيادة الكردستاني. وأضافت المصادر أن شبلي كان واحد من المقربين فرهاد عبدي شاهين، أحد قيادات ي ب ك/ بي كي كي في سوريا.
وتعليقاً على ذلك اتهمت الإدارة الذاتية الكردية السورية تركيا باغتيال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إدارتها، في أثناء زيارته للعراق.
وقالت في بيان لها ، إن النائب فرهاد شبلي، استهدف في سيارة مدنية في محافظة السليمانية العراقية، من قبل مسيرة تركية (درون)، في أثناء زيارته لإجراء بعض الفحوصات الطبية وللعلاج.
ودعت الإدارةُ الكردية الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق بتحمل المسؤولية وتوضيح موقفها مما وصفته بهذا العمل الإرهابي.
كما طالبت المجتمع الدولي أن يمارس دوره بالضغط على الدولة التركية للحد من هذه العمليات التي تزعزع الاستقرار الإقليمي وتنتهك حرمات وسيادة دول مستقلة دون أي وجه حق والتي تتعارض مع كل المقاييس والأعراف الدولية، بحسب وصفها.
ويمثّل هذا الاغتيال رسالة خطرة من حيث توقيته، ومن حيث مكانه، فهو يأتي في وقت تتحضّر فيها للقيام باجتياح لمناطق في الشمال السوريّ يسيطر عليها الكرد، وتحاول بذلك توسيع نفوذها بتوطيد سلطة الجماعات الإسلامية المسلّحة التابعة لها، لتقطع على الكرد الامتداد الجغرافيّ بين شرق الفرات وغربه، وتحاصرهم في شرق الفرات تمهيداً لمرحلة لاحقة تأمل أن تتغيّر فيها الظروف الدولية والإقليمية بحيث تحصل على إذن لعمليتها المأمولة.
وتحمل الرسالة التركية في طيّاتها تحذيرات لكلّ من إيران والسلطات الكردية في السليمانية، منها أنّها لن تتهاون في استهداف أيّ قياديّ كرديّ تمنحه إيران وأتباعها حرية التحرّك في المناطق التي تكون فيها ذات نفوذ قويّ، وأنّها لن تتردّد في توجيه الضربات في الزمان والمكان اللذين تختارهما.
وتختلف هذه العملية عن عدد من العمليات التركية السابقة التي كانت تسعى إلى خطف قياديين كرد في حزب العمال الكردستاني، ومحاولة الاستفادة من الزخم الإعلاميّ الذي يمكن أن تستثمر فيه السلطة التركية المأزومة داخلياً بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وتراجع شعبية الائتلاف الحاكم المكوّن من حزب العدالة والتنمية وشريكه اليميني المتطرف حزب الحركة القومية.
ويلفت محللون إلى أن استهداف القيادي الكردي في السليمانية له دلالة بعلاقته الإيرانية، حيث لا يمكن لسوري معروف بهذا المستوى أن يتحرك في السليمانية دون غطاء كردي/ إيراني، ولاسيما أنّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الحاكم في السليمانية، معروف بعلاقاته الوثيقة بكل من إيران والعمال الكردستاني، ويمنح ملاذاً لعدد من قيادات الكردستاني سواء بشكل سرّيّ أو علنيّ، وذلك بمباركة من إيران.
ويشير محللون إلى أن أنقرة تواصل من خلال هذه العمليات الضغط على حليفتها واشنطن بوضع حد لتحركات القيادات الكردية ووقف دعمها لهم في سوريا، وتستعمل الأمر كورقة ضغط إضافية في وقت تخوض فيه مفاوضات مع الناتو والغرب وترفع الفيتو في وجه طلب كل من السويد وفنلندا الانضمام لحلف الناتو.
وكان جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، قال يوم الجمعة، إن طائرة مسيرة تركية قتلت أربعة مسلحين من حزب العمال الكردستاني، وأصابت آخر، الجمعة، في السليمانية.
بينما قال مصدر أمني في إقليم كردستان، لوكالة فرانس برس، إن الطائرة المسيرة قصفت سيارة تقل أربعة أشخاص بينهم نساء، ما أدى لمقتل ثلاثة منهم. وأوضح أن شخصًا رابعًا من الكرد السوريين أصيب بجروح بليغة في الهجوم الذي وقع في “قضاء كلار” في جنوب شرق إقليم كردستان الشمالي.
في الوقت نفسه، ذكرت وزارة الدفاع التركية في تغريدة الجمعة أنه تم تحييد ستة من إرهابيي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، موضحة أن ذلك يندرج في إطار عملية قفل المخلب التي تنفذها في هذه المنطقة.
ولم يشر البيان إلى موقع العملية. لكن ناطقا باسم الوزارة قال لفرانس برس إن كلار تقع في مكان أبعد جنوبا.
ويأتي الهجوم بعد يومين على قصف تركي مماثل استهدف مركزا لحزب العمّال الكردستاني كان يجتمع فيه قادة كبار من الحزب يقع في سنجار بشمال العراق.
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه منظمة إرهابية، تمرّدا ضد الدولة التركية منذ 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.
منتصف أبريل، أعلنت تركيا التي تقيم منذ 25 عاما قواعد عسكرية في شمال العراق، تنفيذ عملية جديدة ضد المقاتلين الكرد. وتأتي العملية التي أطلق عليها اسم قفل المخلب بعد عمليتي مخلب النمر ومخلب النسر اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020.[1]