للعام السادس على التوالي نظمت هيئة الثقافة في #إقليم الجزيرة#، وهيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا الدورة السادسة ل#معرض الشهيد هركول للكتاب# في مدينة #قامشلو#، تغيير موعد إقامة المعرض وتوسيع دائرة دور النشر المشاركة، وتسهيلات أخرى عديدة قدمتها الجهات المعنية ساهمت في نجاح المعرض.
بعد ثورة 19 تموز ازدهرت مختلف قطاعات الحياة بما فيها القطاعات الثقافية وبشكل خاص قطاع النشر والتأليف، حيث ظهرت العديد من دور النشر وانتشرت المطابع الكبيرة والحديثة في المنطقة الأمر الذي سهل على الكتّاب والمؤلفين طباعة نتاجاتهم ونشرها، ومن المعلوم أن ازدهار قطاع النشر والتأليف يقتضي بالضرورة انتعاش حركة تداول وبيع الكتب وبالتالي انتشار العديد من المكاتب، وتعتبر المعارض السنوية للكتاب فرصة لعرض النتاجات والإصدارات القديمة والحديثة على القارئ، تسهل عليهم عملية اقتناء الكتب، كما تعتبر فرصة للمكاتب ودور النشر لعرض نتاجاتها وصرفها الأمر الذي يعني انتعاش سوق الكتاب والإسهام في تعزيز ثقافة القراءة لدى مختلف الشرائح الاجتماعية.
من هذا المنطلق، جاءت فكرة إقامة معرض سنوي للكتاب في شمال وشرق سوريا، حيث أقيم أول معرض في 20 تموز عام 2017 في مدينة قامشلو بالتزامن مع الذكرى السنوية لاستشهاد المناضل والمثقف #حسين شاويش# (هركول) وحمل المعرض اسم (هركول)، ليصبح فيما بعد تقليداً سنوياً تنتظره دور النشر والمكاتب والقراء والمهتمين.
في ال 22 من شهر تشرين الأول الجاري، أقيمت الدورة السادسة من معرض الشهيد هركول للكتاب متأخراً عن موعده المعتاد ثلاثة أشهر لسببين الأول: رغبة الجهات المعنية نقل موعد إقامة المعرض إلى فصل الخريف تجنباً للأجواء الصيفية الحارة، والثاني هو الأوضاع المتعلقة بإعلان حالة الطوارئ في المنطقة.
وكتقليد سنوي افتتح المعرض من قبل والدة الشهيد هركول، بالإضافة إلى مراسم افتتاحية قصيرة تتضمن كلمة الجهات الراعية وكلمة اللجنة التحضيرية.
شارك في المعرض الذي أهدي هذا العام إلى روح الشاعر الكردي جكر خوين،51 داراً للنشر منها دور نشر محلية بالإضافة إلى دور نشر من الدول العربية والأوروبية ودور نشر كردية من شمال كردستان، وعرضت دور النشر نحو 130 ألف كتاب موزع على أكثر من 13 ألف عنوان باللغتين الكردية والعربية.
تم توزيع الأجنحة على دور النشر والمكاتب بشكل أنيق وخصصت رفوف لعرض الكتب، للسماح للزوار بالتجول بين الأجنحة بسلاسة ودون معوقات.
منذ اليوم الأول للمعرض الذي انطلق تحت شعار (الكتب ثروة العالم)، واستمر (8) أيام، بدا واضحاً الحضور والإقبال المتواضع جداً على زيارة المعرض قياساً بالدورات السابقة، وهو أمر كان متوقعاً نوعاً ما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأوضاع العامة في المنطقة، وعلى وجه الخصوص الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للأهالي في ظل تدهور سعر صرف الليرة السورية، مما أدى بشكل عام إلى تراجع القدرة الشرائية للأهالي، وكذلك صعوبة تحمل تكاليف المواصلات خاصة بالنسبة لأهالي المدن البعيدة عن قامشلو.
أما زوار المعرض أنفسهم، فقد تراجعوا نوعاً عن شراء الكتب، أو اكتفى بعضهم بشراء عنوانين أو ثلاثة، وذلك نظراً لعدم تناسب أسعار بيع الكتب مع دخلهم الشهري، فالكتب المحلية كانت تباع بشكل عام بأسعار زهيدة جداً فيما كانت بعض دور النشر المحلية تمنح الكتب للزوار مجاناً، أما بالنسبة لدور النشر من خارج المنطقة أو من خارج سوريا فإن تكاليف نقل الكتب وإيصالها إلى سوريا تراكمت جميعاً مما اضطرهم إلى رفع سعر الكتب نوعاً ما.
اللجنة التحضيرية وكذلك هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، بذلت جهدها من أجل إنجاح المعرض وتسهيل عملية شراء واقتناء الكتب للزوار من خلال جملة إجراءات وتسهيلات منها العمل على دعم أسعار بعض الكتب بالاتفاق مع دور النشر والمكاتب بحسم وصل في بعض الأحيان إلى 35%، إضافة إلى توزيع بطاقات لعدد من الزوار تمكنهم من شراء الكتب بقيمة 10 آلاف ليرة سورية. كما عملت على تخصيص وسائل نقل لزوار المعرض من المناطق البعيدة، بالإضافة إلى التنسيق مع هيئة التربية من أجل تسهيل نقل طلاب المدارس إلى المعرض وكذلك منحهم الكتب مجاناً لتشجيعهم على اقتناء الكتب والقراءة.
تخللت أيام المعرض سلسلة فعاليات ثقافية وفنية، تضمنت إقامة ندوات حوارية حول مواضيع ثقافية واجتماعية، وحفلات توقيع للكتب من قبل مؤلفيها بشكل يومي تقريباً، علماً أن الكتب كانت توزع مجاناً خلال حفل التوقيع، إضافة إلى مسابقات ثقافية وتوزيع الكتب على الفائزين، كما تضمن المعرض إقامة فقرات فنية قدم فيها بعض الفنانين أغان ومعزوفات موسيقية.
عدا عن الزيارات الاعتيادية للمعرض وشراء واقتناء الكتب، فإن الفعالية تعتبر فرصة وملتقى للعديد من المثقفين والكتاب من مختلف مدن ومناطق شمال وشرق سوريا، حيث تتحول أحياناً أجنحة دور النشر نفسها إلى ملتقيات ثقافية، يتبادل فيها بعض الكتاب نتاجاتهم المنشورة حديثاً.
ويبقى معرض الشهيد هركول للكتاب حدثاً ثقافياً مهماً وتقليداً سنوياً تنتظره دور النشر والمكاتب والقراء والمهتمين. وإقامة المعرض هذا العام في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة يعتبر بحد ذاته إنجازاً مهماً يسجل للإدارة الذاتية ولهيئة الثقافة.[1]
(س ر)
ANHA
تێبینی: كوردیپێدیا لە دروستیی ئەم بەڵگەنامەیە دڵنیا نییە، هۆكاری بڵاوكردنەوەی بۆ ئەوەیە كە لە پاشەڕۆژدا راستی و دروستیی ئەم بەڵگەنامەیە بسەلمێدرێت.