$أكراد سورية في مرآة مصادر الأرشيف العثماني خلال القرن 18 للميلاد$
المؤرخ شتيفان فينتر، جامعة كيبيك مونتريال – كندا
نشر البحث في مجلة الأرشيف العثماني العدد 27 سنة 2010
ترجمها من الالمانية: د. نضال محمود حاج درويش*
$المدخل$
كانت لسورية (بلاد الشام) أهمية كبيرة بالنسبة لتاريخ الشعب الكردي. على الرغم من أن قبائل كردية صغيرة استقرت منذ القديم في المناطق الجبلية الساحلية واندمجوا مع سكان المنطقة، إلا إن التاريخ الحقيقي للكرد يبدء بحسب المصادر العربية منذ هجرة (ربما المتحدثين باللهجة الكرمانجية) أشباه البدو من المناطق الشرقية لجبال طوروس في العصور الوسطى.
مع صعود الاقطاع العسكري في الشرق الأوسط وإعطاء الأراضي لبعض القبائل وقادة العسكر، استقرت ومنذ القرن 11-12 قبائل كردية في مناطق فيها حصون ذو أهمية استرتيجية مثل حصن الأكراد (قلعة الأكراد فيما بعد قلعة الحصن) والقصير في أعالي أنطاكية.
أقوى قائد عسكري في هذا العصر هو صلاح الدين الأيوبي (توفي 1193) الذي وحد كامل سورية واستطاع الانتصار على الصليبيين، وهو يتمتع بأهمية تاريخية عظيمة لدى الكرد والقوميين العرب. لم يتم حتى الآن البحث بشكل واسع في تاريخ القبائل الكردية. في تقارير البلاط العثماني والرحالة أمثال شرفخان البدليسي وأوليا جلبي لدينا معلومات غزيرة عن الإمارات الكردية في القرن 16-199 الميلادي والتي كانت تتمتع بنوع من الحكم الذاتي في أيالة دياربكر والمناطق المحيطة بها. بعكس ذلك يتم الحديث عن المجتمع الكردي في شمال سورية ابتداء من القرن 19 في كتابات المستشرقين الروس وموظفي الانتداب الفرنسي في القرن 20. بإمكان المرء الحصول على الكثير من الوثائق من الأرشيف العثماني بخصوص حلب والرقة وطرابلس والتي تلقي الضوء على الهيكل الإداري والمشاكل المتعلقة بالإدارة لدى القبائل الكردية في نهاية القرن 17 و18.
بعد فشل الحملة العثمانية ضد فيينا 1683م وما تبعها من فقدان لبعض المناطق في منطقة البلقان، تركزت سياسة الباب العالي بالدرجة الأولى على الأمن الداخلي والبناء الاقتصادي في المناطق الآسيوية للامبراطورية العثمانية، وترتكز هذه السياسة بشكل أساسي في مسألة الإسكان الداخلي للقبائل الكردية والتركية والمرتزقة من الجند، ولتحقيق ذلك اتبعت وسائل العنف والترحيل، إضافة إلى إيجار الأراضي بأسعار مناسبة وحوافز أخرى تدفع المرء للأستقرار غزارة الوثائق الكتابية في الأرشيف العثماني ليس لها مثيل، وهي تزودنا بمعلومات عن مراقبة ومعاقبة القبائل من قبل الجهاز الإداري للسلطنة العثمانية، الأمر الذي يوفر لنا فرصة فريدة لمعرفة أمور كثيرة لم نكن نعلمها عن تاريخ الشعوب والاستعمار ضمن آسيا الغربية في بواكير العصر الحديث.
توجد ثلاثة مناطق في سورية الحديثة مجاورة للحدود التركية مفصولة عن بعضها البعض، تسكنها أغلبية كردية يتحدثون بلغتهم الأم. في هضبة عفرين (كرداغ) شمال غرب حلب، ومنطقة عين العرب (نبع العرب) شمال الرقة والحزام الحدودي حول القامشلي مع امتداد جبل سنجار العراقي في شمال شرق الحسكة. يتم التعرف في الوثائق العثمانية على مجموعات بدوية كردية كثيرة كانت تتوزع على مناطق واسعة من سورية الداخلية خلال القرن 18، وكانوا يجمعون الضرائب باسم الدولة، إضافة إلى هؤلاء البدو وجد قسم من الكرد الذين استقروا حديثاً وبنوا القرى.
يهدف هذا البحث إلى سرد العلاقة بين تلك المجموعات الكردية والدولة العثمانية من الناحية التاريخية وذلك من خلال وثائق الأرشيف العثماني. في الجزء الأول من البحث تتم دراسة القبائل والإمارات الكردية التي سكنت المناطق الغربية من الساحل السوري في القرن 18 والذين اندمجوا مع مرور الوقت في المجتمع العربي أي أنهم استعربوا. في الجزء الثاني من البحث تتم دراسة هجرة قبيلة الملان والرشوان خلال القرن 18 من مناطق الأناضول إلى منطقة الجزيرة، ولو أن الوثائق الحالية تمكننا من إلقاء نظرة تقريبية على توزع القبائل في ذلك العصر، وهي تبين لنا تداخل المجتمع الكردي والعربي خلال بواكير العصر الحديث.
1.2 حمص وحماه
تعتبر الأراضي العليا غربي مدن سورية الداخلية حمص وحماه من أقدم المناطق التي سكنها الكرد. ذكرت سابقاً بناء حصن الأكراد 1031 للأغراض العسكرية، وهو يقع في منطقة أستراتيجية هامة بين حمص وموانئ طرطوس وطرابلس الساحلية، ومع بداية العصر العثماني سكن الكرد في المناطق المحيطة بالحصن.
يرد في السجل العقاري العثماني (طابو التحرير) من القرن 16 و17 ذكر المجموعة القبلية (جماعت) التي تعرف بالكرد الحسكية (HESEKîYE) والتي شكلت مجموعة منفصلة في ناحية حصن الأكراد، وكانت تقوم بجمع الضرائب وترسلها مباشرة إلى الصندوق الخاص للدولة العثمانية، كما كان الحال بالنسبة للبدو وأشباه البدو في سورية أيضاً. وكانت هذه الضرائب تمول المنح الدينية لعائلة السلطان. وقد تم تحصيل الضرائب من 48 عائلة وهي عبارة عن غنم وجاموس. لا يظهر أسم الحسكية في أية وثيقة بعد سنة 1645-1646 (تاريخ آخر سجل عقاري لمدينة حمص).
مع بداية مشروع السلطة العثمانية لإسكان القبائل بنهاية القرن 17 تظهر عشيرة الساضلو Saçlo الكردية في مدينة حماه, التي لجأوا إليها تجنباً لدفع الضرائب للعثمانيين، وكان للساضلو علاقة قرابة مع كرد كلس أما قبيلة قيليضلؤ (loçQili)- والذين سيتم ذكرهم أثناء الحديث عن حي الأكراد بحلب- فقد كان لديهم شعبة في قضاء محافظة حمص، وقد تم رفع دعوى قضائية سنة 1695 ضد أحد قادتهم المحليين بتهمة سرقة الغنم من أحد التركمان المحليين . لا توجد في الوثائق أية معلومات أخرى بخصوص منطقة حصن الأكراد.
كانت قرية وادي الحضور (udhῡrḤ) في سنة 1715 مركزاً يختبئ فيه الكرد خوفاً من قطاع الطرق (الأشقياء) الأتراك من الذين كانو قد تركوا قبائلهم وتجنبوا دفع الضرائب واعتادو على العيش على النهب والسلب . أما بالنسبة للكرد فقد كانت هناك نخبة منهم أعضاء في طبقة الضباط العسكريين, وقد كانت لهم اتصالات جيدة مع قبائل الأناضول وكذلك الجيش العثماني، الأمر الذي مكنهم من التحكم باستيراد الصوف والغنم من كامل المنطقة .
كان سليمان آغا- وهو شخص أصوله غير معروفة- يجمع الضرائب لسنوات طويلة من سكان حصن الأكراد وقراهم, ومول في بعض الأحيان الأستئجار لأمراء حمادة amāda-EmireḤ في لبنان استناداً إلى ملفات القضاء نعلم بأن البرازي كانت أهم عائلة أغوات كردية، حيث امتلكوا مساحات واسعة من الأراضي العقارية ضمن مدينة حماه في القرن 19 . اندمجت هذه العشيرة مع مرور الوقت بالمحيط العربي (أي أنهم استعربوا) وقد وصل البعض منهم إلى مناصب عليا في الجمهورية السورية.
2.2 إمارة الجبل الكردية في طرابلس
استقر الكرد بشكل أساسي في سورية كما هو الحال في كردستان في المناطق الجبلية العالية، بحيث يستيطعون بدون عوائق تربية الماشية وكذلك ممارسة تقاليدهم.
تعتبر الجبال الساحلية الوعرة في لبنان -والتي يمكن للمرء أن يصل إليها بصعوبة- ذو أهمية كبيرة بالنسبة للتاريخ الكردي، حيث استقرت هناك مجموعات قومية ودينية تمتعت بحكم شبه ذاتي واستطاعت الاحتفاظ بتقاليدها بشكل أفضل. كانت عائلة جان بولات (جان ثؤلات Can polat) وعائلة معن من أهم تلك العائلات الكردية الأميرية والذين تحولوا بعد انتقالهم إلى جنوب لبنان إلى المذهب الدرزي وهيمنوا لسنوات طويلة على سياسة القبائل وتحكموا بالضرائب. كذلك عائلة شعب وهي غير معروفة كثيراً فهي تنتمي إلى الطائفة الأثنا عشرية الشيعية في جنوب لبنان. كانت هذه العائلة تتمتع بحق جباية الضرائب في منطقة جبل عامل ولكنهم لم يستطيعوا الصمود طويلاً أمام إمارة شهاب (1788-1840) القوية .يرد اسم هذه الإمارات بكثرة في الوثائق العثمانية المتعلقة بأمور التمويل، ولكن نظراً لاندماج هذه الإمارت السريع في المجتمع الأقطاعي اللبناني لا يمكننا معاملتها كجزء من التاريخ الخاص بالكرد. أما بالنسبة للعائلات الكردية في سنجق طرابلس فقد كانوا ومازالوا حتى القرن 18 محتفظين بهويتهم القومية، وأهم إماراتهم كانت الكورة في رأس نحاش وأحفادهم هم الأيوبيون الحاليون في شمال لبنان. في ملفات قضاء طرابلس من النصف الثاني للقرن 17 يتم ذكر إمارة الكورة ومجموعات كردية أخرى منهم عائلة حمادة التي كانت تحت حكم إمارة الكورة وكانت هناك علاقات زواج بين العائلتين. كانت عائلة حمادة تنتمي إلى الطائفة الأثنا عشرية ووقع على عاتقهم جباية الضرائب عاشت إمارة الكورة مرحلة الانتعاش في منتصف القرن 18.
في سنة 1740 حصل الأمير علي ابن حسن الكردي (حفيد الأمير أحمد ابن موسى الكردي) مع شريك مسيحي على ضرائب الإيجار في عكار وعنفة . خلال العقد اللاحق هيمن فرع موسى وفرع حسن من العائلة الأميرية على الإيجار بشكل فردي أو معاً في محيط الكورة وعنفة والزاوية في جبال أعالي طرابلس.
كان على الأمراء الكرد كباقي الأمراء المحليين أن يبعثوا بأحد أعضاء العائلة كأسير إلى قلعة طرابلس إلى أن يتم استلام الضرائب. في سنة 1745 تمكن قاسم (على الأغلب ابن حسن الكردي) عن طريق الرشاوى من تجنب ذلك الاحتجاز . تمتع أخوه عمر بالحصول على الإيجارات من الكورة وعنفة حتى سنة 1764 بعد ذلك فقدت العائلة هذا الحق . لم يأخذ الإقطاع الكردي في لبنان حقه الكافي من البحث وهو أمر ينطبق على هذا البحث أيضاً نظراً لقلة الوثائق.
بالنسبة لجماعات أخرى والتي ربما أصولها كردية، مثل عائلة سيفا الأميرية من عكار, الذين حكموا كامل أيالة طرابلس اعتباراً من سنة 1579, يتم ذكرهذه العائلة في المصادر على أنهم أكراد ولكنهم كانوا من ضمن الاتحاد القبلي التركماني (ذوالقادر).
أما شعير الذين ربما هاجرو من شمال سورية، فينتمون إلى الطائفة الأثنا عشرية وكانت لهم في القرن 17 علاقات حميمة مع كرد الكورة وسيفا. تقدم لنا عائلة المرعبي حالة جديرة بالأهتمام, حيث بسطت هذه العائلة سيطرتها حتى القرن 20 على منطقة عكار في أقصى شمال لبنان. في دراسة تفصيلية عن تاريخ عكار أظهر الباحث فاروق هبلوس أن هذه العائلة كانت تجبي الضرائب للعثمانيين، وقد هاجرت من حلب إلى طرابلس سنة 1715, ويرى الباحث بأن هذه العائلة ربما كانت ذات أصول عربية . ولكن هذا التقدير عائد إلى خطأ في ترجمة وثيقة من اللغة التركية (من طرابلس)، وحسب الوثيقة فأن وزيراً عثمانياً (وليس شديد الناصر المرعبي) هو الذي بات لعدة أيام (في سنة 1714) في حصن الأكراد أثناء ذهابه من حلب إلى صيدا، في ذلك الوقت امتلك شديد وأقربائه تحصيل الضرائب من عكار وحصن وصافيتا وأسرع شديد في الانتقال إلى جانب الوزير العثماني عندما حاول الحصول على منصب الحاكم في طرابلس ووضع المنطقة لسنوات عدة في حالة من الاضطرابات
تمتعت عائلة المرعبي بدعم السلطات: في سنة 1741 يظهر شديد وأولاده سلهب وإسماعيل ضمن قائمة من 38 ثائراً أغلبهم تركمان كانوا قد انطلقوا قبل سنة من وادي الحضور وهاجموا منطقة صافيتا وأرهبوا سكانها (هذا الأمر ربما يوضح السبب الذي تم بموجبه نقل حق تحصيل ضرائب الإيجار في هذه السنة إلى أمراء الكورة: انظر في الأعلى). الأمر غير المعروف بالنسبة لنا هو فيما إذا كانت الدولة العثمانية تعتبر المرعبي إمارة كردية كما كان الحال بالنسبة لإمارة الكورة، ولكن الأمر المؤكد هو أن وجهاء عكار مازالو يفتخرون بأصولهم الكردية وكانوا حتى الأربعينيات على الأقل يتميزون بلهجتهم الخاصة وبلباسهم الكردي.
3.2 اللاذقية وجبال العلويين
كانت كامل المنطقة الغربية من الساحل السوري في القرن 18 موطن مجموعة قبائل كردية صغيرة التي لم يعد لها اليوم تقريباً أي أثر. في هذا الفصل سيتم الحديث عن عشيرة رشوان، ويجب أن أذكر هنا بأن أجزاء من اتحاد قبيلة ليكوان (Lekwan) هاجرت من مناطق الأناضول إلى طرابلس عندما أنهوا عقود الإيجار الأقليمية سنة 1749. كان اتحاد قبيلة ليكوان يسكن في أضنة وكانوا معروفين بالسرقة والنهب ومرتبطين بتحالف مع عشيرتي يني إيل وأفشار التركمانيتين وقد أجبرتهم السلطنة العثمانية على السكن في مدينة الرقة ,وقد اندمج هؤلاء أيضاً كأغلب القبائل الكردية في منطقة الساحل السوري في المجتمعات المحلية. نحن نعلم الآن وبالاستناد إلى وثيقة قضائية تعود إلى سنة1761 بأنه كان لدى قبائل عربية رعاة أغنام كرد, حيث مارسوا معهم البداوة بين عكار في لبنان وصافيتا جنوب جبال العلويين .
تاريخياً كانت منطقة الجبال الساحلية الشمالية حول اللاذقية مركز استيطان كردي مهم. يوثق السجل العقاري للضرائب من القرن 16 بناء مسجد (مسجد الأكراد) في جبلة من دخل محصول خاص يعود ربما إلى طبقة من الأكراد المتحضرين والذين ربما كانوا يمتلكون أراض زراعية منذ عصر المماليك الشركس في سورية 1382-1516. كان يطلق حتى القرن 20 أسم جبل الأكراد على المناطق المرتفعة خلف جبلة واللاذقية، وما تزال المناطق المحلية تحتفظ إلى أيامنا هذه بأسمائها الكردية: دوير الأكراد، مزارة الأكراد، بيت الكردي وإلى آخره. كانت بيت ياشوث وقرى علوية أخرى تعود ملكيتها و لفترة طويلة لآغا عائلة كنج (طنج). كان حصن صهيون في سنجق جبلة حسب المصادر العثمانية – والذي كان يعود بالأصل إلى الفرسان الصليبيين- مسكوناً من قبل قبيلة ساجلو (ساضلؤ Saçlo) الكردية في القرن 18، وكانوا يدفعون الضرائب للجوامع وإلى إمارة كوربرولو (Körprülü) محمد باشا في جسر الشغور، أما القبائل الأخرى فكانت تدفع الضرائب لخزينة الدولة في حماه . في وثائق اخرى يتم اعتبار أكراد حصن صهيون جزءاً من عشائر الملية (ملان)، وقد عرف عن هؤلاء بأنهم عاشوا على جني الضرائب والنهب والهجوم على مناطق جسر الشغور
يقع جسر الشغور على نهر العاصي وقد تمتع الجسر بأهمية استرتيجية إضافة إلى منشآت أخرى كانت لها أهمية كبرى بالنسبة للذاهبين إلى الحج وكذلك الأمر بالنسبة للتجار، لذلك كان محل طمع الحكام المحليين في المنطقة الجبلية المحيطة بها. في سنة 1698 هاجمت عشيرة الشيخان الكردية وبمساعدة ألف فارس من العلويين جابي ضرائب من اللاذقية كان يتاجر أيضاً بالتبغ، عندما كان هذا في زيارة إلى أملاكه العقارية بين مدينتي جبلة وجسر الشغور، ولكن رجاله تمكنوا من حمايته.
كان حسن آغا ابن رستم (جابي الضرائب) من أهم الأمراء العثمانيين في شمال سورية في ذلك الوقت وكان كردي الأصل، امتدت منطقة نفوذه بعض الأحيان من هضبة القصير أعالي أنطاكية وكامل منطقة جبل الأكراد إلى قلعة المرقب قرب بانياس على الساحل السوري. بنى حسن آغا مسجداً من أمواله الخاصة في جسر الشغور سنة 1721 وأشرف مع أولاده لعدة أجيال على المنح المالية الغنية لإمارة كوربرولو (Körprülü). قاد عمر وحسن سنة 1730 عشيرة موسان في ثورة قصيرة الأمد ضد العثمانيين، وذلك لأن موظفي الدولة كانوا قد اعدموا أخاهم رستم ابن حسن الكردي قبل ذلك بعدة سنوات (وذلك بسبب امتناعه عن دفع الضرائب) وأحتلوا قلعة العائلة في منطقة سلمى (ناحية بهلولية) ودمروها ، لكن عائلة رستم آغا تمكنت من استعادة دورها المؤثر في المنطقة وتحكمت حتى القرن 19 بتجارة التبغ في المنطقة المحيطة بجسر الشغور وجبلة واللاذقية. تقع القرى التي كانت تخص رستم آغا في ايامنا هذه على جانبي الحدود السورية التركية في القصير، و كان سكان بعض تلك القرى مثل قرية باداما يتحدثون غالباً باللغة الكردية حتى سنة 1850 .
شمال سورية وأقليم الرقة
كانت الأراضي العليا على طول الحدود الشمالية السورية التركية -والتي تشكل منطقة انتقال من الصحراء العربية إلى منطقة جبال طوروس- وما زالت حتى اليوم ذات كثافة سكانية كردية. وهناك جدل حول تاريخ الاستيطان في هذه المنطقة وهذا الأمر يعود إلى الاضطرابات والهجرات خلال الحرب العالمية الأولى. وفي مقابل ذلك تشير مشاريع التوطين العثمانية العائدة إلى القرن 18 إلى تبدل سكاني شمل الكرد والعرب والترك قبل ظهور عصر القوميات الحديثة. الأمر الجدير بالملاحظة هو عدم دراسة الوثائق الغزيرة والمتعلقة بالتجمعات الكردية حتى الآن من قبل المؤرخين. بغض النظر عن مصطلح أكراد الذي يرد في الوثائق العثمانية والذي يشك في أنه يشير إلى الكرد بالمعنى القومي وأنما يشير على الأغلب إلى القبائل البدوية (التركمانية) بالمغزى الأجتماعي فان الأمر الجدير بالملاحظة هو تقريباً عدم ذكر القبائل العثمانية الموجودة اليوم في المنطقة.
في هذا الفصل سيتم إلقاء نظرة على الوجود الكردي في ظل الإدارة العثمانية في منطقة شمال سورية، والذي يجب أن يأخذ حيزاً أكبر في المستقبل, وذلك من وجهة نظر جغرافية وتاريخية ومنهجية.
1.3 حي الأكراد في حلب
كان منطقة جبل الأكراد /كرداغ yayê kurmêncÇ (عفرين الحالية) شمال غرب حلب في الأمبراطورية العثمانية تتمتع بإدارة ذاتية كما كان الحال بالنسبة لكردستان الشرقية. و حسب الزمن والسياق الإداري يظهر بأن هذه المنطقة كانت لواءاً (سنجق) كرديا مستقلا, مركزا إداريا عشائريا أو مركزاً لجامعي ضرائب كبار. يتم ذكر الأقليم العسكري كلس في التسجيلات القديمة بخصوص التمويل وكانت كلس تخضع حسب نظام السناجق الكلاسيكي لسيادة حلب وتسمى رسمياً بأقليم الأكراد، وكانت بالنسبة للعثمانيين مصدراً لتزويدهم بالعساكر من القبائل المحلية، في حملات تجنيد تصل إلى ألف رجل
كانت عائلة جان-بولات التي تم ذكرها سابقاً تحكم كلس لعدة أجيال قبل أن يصبح علي جانبولات حاكماً لحلب، لكنه قام في سنة 1607 بثورة ضد الدولة العثمانية انتهت بهروبه إلى لبنان احتفظ لواء (سنجق) كلس بأهميته كمصدر منتظم لتزويد الدولة بالعساكر حتى أواخر القرن 18 ، ولكن مالكيه الكرد لم يمولوا العساكر مالياً في أوقات الحرب، وأنما كانوا يرسلون مبلغا محددا إلى صندوق الدولة .
تم تمثيل أكراد كلس لدى السلطات العثمانية كما باقي الاتحادات القبلية من قبل قائد محلي. كان هذا القائد مسؤولا بشكل خاص عن الضرائب ومراقبة استيطان القبائل الكردية في المنطقة بعد انتهاء حرب سنة 1683-1699. في سنة 1739 سعى إسماعيل وهو قائد من كلس إلى الحصول على مساعدة حاكم حلب، لأن عدة عشائر من قبيلة جوم الكردية غربي عفرين كانوا قد هاجرو إلى المدينة وامتنعوا عن دفع الضرائب الملقاة على عاتقهم . سعى قائد كلس مرة اخرى الى تحصيل الديون القديمة من أعضاء من عشيرة موسى بكلي Mȗsa Beglî المعروفة لأرسالها إلى حلب . في سنة 1761حصل شيخ من عشيرة أوقجي عزالدينلو Oqcî Izzedînlo على منصب الحاكم في كلس وذلك بعد أن نصحه أحد الحكام بأن يكون مطيعاً في تحصيل الضرائب وأرسالها إلى الباب العالي.
لم تعد المنطقة تذكر كأقليم عسكري كردي في الوثائق العائدة إلى القرن 18 وإنما كمقاطعة كلس وشيخلو xloêŞ. و قد مولت ضرائب عشيرة أوقجي عزالدينلو- مثلها مثل العشائر الاخرى التي لا تحصى في المنطقة-مولت الوقف الديني لوالدة السلطان آتيك (وقف) والتي توفيت سنة 1583، وكان الوقف تحت إشراف استانبول. و لكون الأكراد المحليين عنيدين فقد أعطيت جباية ضرائب كلس- والتي كانت غالباً امتيازا مدى الحياة- لحاكم الرقة الذي لعب دور رائداً في سياسة توطين القبائل في القرن 188. بما أن المسؤولية المالية كانت تقع على عاتق حاكم الرقة فأنه كان يقوم بحملات تأديبية ضد أكراد كلس وطرد القبائل المقاومة إلى صحراء الجزيرة.
يتم ذكر قبيلة شيخلو Şêxlo الكردية في وثائق كثيرة، وكما كانت الحال بالنسبة لقبيلة جوم أيضاً، ليس واضحاً دائماً فيما إذا كان المقصود هنا اسم العشيرة أو اسم الموقع الجغرافي (موقع بالقرب من كلس) . ولا يظهر في الوثائق أية تأكيدات فيما اذا كانت عشيرة ما هي فرع من قبيلة محددة ام لا. على سبيل المثال تظهر في بعض الوثائق أميكي îkîEm الكردية بالقرب من بحيرة آموك على الحافة الغربية من كورداغ كعشيرة منفصلة وفي وثائق اخرى كمظلة لدوشيرلو وبكداشلو وأصبحت أميكي معروفة في منتصف القرن 18, وذلك نتيجة لأعمال الغزو والسلب التي كانت تمارسها على الطرق والقرى المحيطة بأنطاكية (كانت أيضاً سنجقا تابعا لحلب) .
سيطرت بكداشلو بشكل خاص على المنطقة المحيطة بقره مورت وهي محطة قوافل على الطريق الشمالية من أنطاكية إلى مضيق بيلان, و في سنة 1754 تم ارسال حملة جديدة من قبل الباب العالي بقيادة حاكم كردي من أضنة (رشوان زادة سليمان) إلى قره مورت لتأديب القبائل التي تقوم بأعمال السلب في المنطقة بعد أن كان قد سبق وقام بحملة كبيرة فاشلة ضدها . كانت قبيلة سركتانلو Serektanlo كذلك الأمر ذات سمعة سيئة، حيث قامت في سنة 1743على سبيل المثال بعرقلة نقل أدوات حربية إلى بيرجيك، وفي سنة 1756 قام 200 رجل منهم بمهاجمة قافلة تجارية ونهبها أثناء سيرها من الأناضول باتجاه حلب .
الجدير بالذكر هو أن مجموعات من القبائل التي يتم ذكرها هنا ترد اسمائها في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية أيضاً. ففي سنة 1743هاجمت مجموعة كردية تجاراً فرنسيين على الطريق إلى أسكندرون وتم كذلك إزعاج التجار الفرنسيين في المدينة واستغلالهم .
كانت قبيلة قليجلو QiliÇlo تسكن في كلس حتى نهاية القرن 19 وهي قبيلة شبه بدوية ومكلفة بتحصيل الضرائب من منطقة جوم القريبة من عفرين وكان لهذه القبيلة فرع في حمص، وكلاهما كانتا تشكلان فرعاً من قبيلة قليجلوا الكبيرة المستقرة في الأناضول، وتم أرسالها خلال القرن 19 من مرعش وسيواس كاستمرار لعمليات الاستيطان في الرقة . تتم المساواة تقريباً في كل هذه الوثائق بين الأكراد السوريين وغيرهم من الأكراد مع قطاع الطرق (الأشقياء).
يجب أن يتسائل المرء فيما إذا كان هذا الموقف من الجانب العثماني يشير في حقيقة الأمر إلى موقف ثابت وعدائي اتجاه المجموعات الكردية, أو أن الأمر يشير بالأحرى إلى تقييم ذاتي جديد من قبل القبائل الريفية كمشكلة إدارية خاصة.
تميزت سياسة الاصلاح للحكومة العثمانية في القرن 18 بمراقبتها الشديدة ومطاردتها ليس للقبائل الكردية فقط وإنما لكامل القبائل التركمانية والعربية أيضاً، وكان التوطين (إلاسكان) الدائم للقبائل، وكذلك الذين خدموا سابقاً في الجيش، في المناطق القاحلة مثل حران والرقة من ضمن مخططات الاصلاح ، وكان الغرض من ذلك هو حماية العمال والفلاحين وكذلك لأهداف أقتصادية, بحيث يوسع هؤلاء من مساحة الأراضي الزراعية. سأعطي هنا آخر مثال، حيث يرد ذكر عشيرة أوقجي عزالدينلوOqcî Izzedînlo الكردية في مصنفات الديوان في حلب وأنطاكية، ويتم وصفها بأنها من أكثر العشائر سوءاً وأنها تقوم بأعمال السلب في المنطقة. ربما كانت عزالدينلو أكبر عشائر تجمع كلس، ويرد بعض الأحيان في الوثائق بأن عزالدينلو كانوا يشكلون أساسا لتحالف قبلي ضم سركتانلو وعشائر أخرى صغيرة. يرد في الوثائق كثيراً بأن عشيرة أوقجي عزالدينلو قد عوقبت من قبل السلطات وتم ترحيلها إلى الرقة ولكنها كانت تعود وبدون تردد إلى المناطق الرعوية المحيطة بحلب. في سنة 1735 حاول البعض منهم الهرب وذلك عندما تم نقلهم من قبل حاكم حلب، وفي سنة 1756 أمتدت حملات نهب عشيرة عزالدينلو من سهول عميق Amīq̒ بالقرب من حلب حتى إلى الأقاليم المجاورة لأضنة ومرعش . لم تستطع السلطات العثمانية أساساً أن تقوم بمطاردة أوقجي عزالدينلو بشكل دائم، وفي آذار 1757 (بداية حساب السنة الجديدة) تم استدعاء قادة عشيرة أوقجي عزالدينلو وعشائر أخرى في جبال كلس ليمثلوا أمام الباب العالي وطلب منهم جمع ضرائب أربع سنوات سابقة وأن لا يسجلوا أعضاء العشيرة الذين ارتكبوا جرائم السرقة . بعد ذلك بعدة سنوات كما ذكرنا سابقاً كان أحد قادة أوقجي عزالدينلو وزعيم كامل تجمع كلس يلعب دور الوسيط بين الدولة وأهم المجموعات الريفية الهامشية.
2.3 قبيلة الملي/ملان
توجد فقط مجموعات قبلية قليلة تظهر ارتباطاً وثيقاً مع التاريخ السوري كما هي الحال بالنسبة لقبيلة الملان. تكونت هذه القبيلة أساساً من عشائر كردية وعربية من منطقة ويران شهر، وهيمنت ابتداء من القرن 18 على شمال سورية بالكامل. عين الباب العالي بعض الأحيان قائدهم تيمور مللي حاكماً على مدينة الرقة ولكنهم لم يتمكنوا من ايقاف حملاته الدائمة على أورفا وقرى المنطقة . عندما احتل والي مصر ابراهيم باشا سورية وقفت قبيلة الملان إلى جانب المصريين (18322 معركة قرب حمص). وفي النصف الثاني من القرن 199 استطاع الملان ثانية تحت قيادة إبراهيم باشا حفيد تيمور-الذي عهد إليه السلطان أمر قيادة فوج من الفرسان الحميدية – استطاع فرض سيطرته على كامل العشائر في المنطقة ومن بينهم عشيرة شمر العربية. بعد الحرب العالمية الأولى وقفت قبيلة الملان إلى جانب قوات الانتداب الفرنسي ضد الكماليين ولكنهم ضربوا من قبل هؤلاء، ومع مرور الوقت وبعد رسم الحدود بين سورية وتركية (1921) استقر القسم الأكبر من الملان على الجانب السوري من الحدود وبشكل خاص حوالي رأس العين وفي الحسكة وأجزاء اخرى من الجزيرة.
أما بالنسبة لمدينة مدينة الرقة فمازال بعض وجهائها يدعون بأنهم من أصول ملية ولو أنهم حالياً من وجهاء قبائل عربية. في بحث ألفه عبد الحميد الحمد حول المجموعات السكانية المحلية، يؤكد الباحث الأصول القومية المتناقضة (ألف ملة) لقبيلة الملان، والتي تم تكوين اتحادها القبلي بداية في عام 1790 من قبل تيمور بك ، لكن المؤلف تجاهل ذكر قبائل الملان قبل ذلك التاريخ بكثير , وذلك في المصادر العثمانية التي اعتبرتهم قبيلة كردية خالصة.
كانت عشائر الملان في القرن 16 ممثلين للسلطنة العثمانية في ماردين ويحتكرون ربح الضرائب، مع أن هذه المنطقة لم تكن على الاطلاق من ميراث القبائل الكردية في كردستان . ولم تكن عشائر الملان بمنأى عن مخطط الاسكان الذي اعتمدته السلطنة العثمانية, ففي سنة 1701 بدات محاولة اسكانهم في مناطقهم الأصلية حول دياربكر/آمد ومن ثم بدأت واعتباراً من 1711 بترحيلهم إلى أقليم الرقة, ولكن الملان وكما هو الحال بالنسبة لجميع البدو لم يبقوا هناك لفترة طويلة وعادو إلى حياة السلب، وكان يتم أرسالهم في السنوات التي تلت ذلك إلى مناطق الصحراء .
يجب أن لا يطمس خطاب الكتبة العثمانيين ضد الكرد الذين يمارسون أعمال السلب (أشقياء) حقيقة أن الملان كانوا واحدة من أبرز التجمعات السياسية في شرق الأمبراطورية العثمانية في القرن 18. كان الباب العالي يكلف عادة زعيم ملان الكبير/ milanê mezin (Millî-i Kebir) باسكان القبائل الملية. وبذلك تحمل زعيمهم كامل المسؤولية بالنسبة لعشائر قبيلة الملان في إطار مشروع استيطان الرقة, ولكن هذه الوساطة كانت مشوشة: على سبيل المثال يرد شكوى في أحد الفرمانات إلى حاكم ديار بكر والرقة في صيف 1750 من نقص الضرائب التي كان قد تم فرضها قبل سنة على الملان والمتحالفين معم من التركمان، وذلك عندما رفضت مجموعة من هؤلاء إطاعة أوامر المسؤول عن الاستيطان وانتقلوا إلى مناطق مختلفة من الأقاليم المجاورة. وفي نفس الفرمان يظهر بشكل واضح بأن قائد الملان بنفسه (وهو المسؤول عن الاسكان) قد انتقل برفقة 1000 خيمة إلى سيويرك Siverek في أقليم ديار بكر وحاصر هناك ولعدة أشهر السكان المحليين ومارس عليهم الظلم ، ولم يكن باستطاعة حاكم دياربكر مواجهة الملان لهذا تمت محاكمته من قبل الباب العالي. وفي السنة التي تلت ذلك كلف الباب العالي والي ماردين والموصل وبغداد بوضع حد لتصرفات الملان، وذلك عندما قام هؤلاء وبمساعدة قبيلة قيس العربية بارهاب سكان مناطق أورفا وبهسني Behisni . الأمر الجدير بالأهتمام هو أن الباب العالي أرسل كتاباً إلى رئيس الملان، بشير ابن كلش عبدي وأخيه محمود جد تيمور مللي الذي سبق ذكره، وهددهم مباشرة بأقصى العقوبات، في حال لم يتبعوا إرادة السلطان ولم يتراجعوا عن أعمالهم السيئة ويعودوا بعوائلهم إلى مناطق الاستيطان كانت العشائر الملية بالكامل بما فيها فرع كلش عبدي، تدين في الماضي بالديانة الإيزدية. يتم ذكر الإيزيديين واتباع الطوائف الدينية الأخرى من الكرد (على سبيل المثال العلويين) في الوثائق الإدارية بشكل متقطع، وعلى عكس ما يتم ادعاءه في الدراسات الحديثة فأن السلطات العثمانية لم تتبع سياسة مباشرة ضد أعضاء الأقليات الدينية في ذلك الوقت*, ولكن يرد دائماً ذكر عصابات من قطاع الطرق في مرتفعات شمال العراق الذين تمت محاربتهم بشدة من قبل الإيزديين (احتلال ودمار برج تل اعفر في سنة 1740). ويرد في أماكن اخرى بأن الإيزديين استطاعوا التمتع بحماية السلطات العثمانية، على سبيل المثال كلف حاكم حلب في سنة 1724 قاضي كلس بحماية جماعة بدوية إيزيدية (Konar-Göçer) من مطالب نقدية مفرطة من قبل مالك عديم الرحمة .
في مرسوم من سنة 1756 وجه اللوم بشكل صريح إلى ملان كبير بسبب اتهامهم بالادلاء باعترافات كاذبة، ولكن في واقع الحال هو أن قيام الملان ومن جديد بخلق الاضطرابات وجلب الويلات في مناطق سويرك كان وراء توبيخ الباب العالي لهم ولكن الأمر المدهش هو دحض تلك الاتهامات من قبل حاكم الرقة، حيث قام بإخبار الباب العالي بوجود خلافات سابقة بين حاكم سيورك ومحمود باشا زعيم الملان. بينما قضى الملان شتاءهم سلمياً، ذهب حاكم سيورك إلى استانبول ليفتري عليهم وخوفاً من عقاب السلطات انسحبت عشائر الملان إلى عمق الصحراء السورية ليسلموا من المضايقات .
دامت لعبة القط والفأر بين الملان والأعداء المحليين وبينهم وبين السلطات العثمانية وسلطات الأقاليم لسنوات عدة. كمثال أخير يوضح لنا الوضع السياسي لاتحاد عشائر الملان في شمال سورية في ذلك الوقت نورد انه في شهر شباط من سنة 1758 أنذر الباب العالي كلاً من حاكمي مدينتي الرقة وبغداد بوبال فضيع لو لم ينسحب محمود والملان سريعاً من منطقة وادي الخابور قائلا انه يجب طردهم وابعادهم إلى الرقة. ويعود السبب وراء هذا الطلب حسب السلطنة هو تجرؤ محمود وذهابه بدون ابداء احترام إلى منطقة الخابور وقيامه بحجز مخزون الحبوب في قرية مجدل ، ومن ثم بنائه لحصن في خربة (arbaḤ) وكذلك مباشرته العمل على بناء القرى الصغيرة والمزارع في المناطق المجاورة، ومخططه لحجز مياه الخابور ومن ثم حفر مجرى نهر جديد ليستملك كامل المنطقة لقبيلته. وقد استطاع رجال قبيلته نزع السلاح من أحد عشائر طي العربية واستولوا على ماشية قبيلة كيكان الكردية لقد جاء في الامر انه يجب على الملان أن يعودوا إلى مناطق سكناهم، ويجب تدمير حصنهم في منطقة الخابور . من الواضح ان تصرف محمود بشكل مستقل هو الذي أثار حفيظة الدولة وليست مشاريعه. بعد أربعة أشهر من ذلك التاريخ وحصول حوادث جديدة تم جرد محمود من منصبه كمسؤول الاستيطان Iskan-Başi″″ وتمت محاربته في قرشداغ Karaca Daǧ حيث اضطر للهروب إلى دياربكر ومن هناك قاد لعدة سنوات الثورات ضد الباب العالي وهو أمر كلفه رأسه .
3.3 قبائل رشوان
في الختام سأعطي لمحة عن عشيرة رشوان الكردية والتي استقرت في كامل مناطق السلطنة العثمانية: ليس بإمكاننا واستناداً إلى الملفات الإدارية العائدة إلى القرن 18 تحديد أصولهم وترتيبهم الإداري, ولم تجر حتى الآن أية دراسة عنهم. يرى نجدت ساكوغلو Necdet Sakaoǧlu بأن الرشوان لم يكن تجمعا سكانيا وإنما عبارة عن مصطلح يطلق على أعداد كبيرة من العشائر البدوية، والتي كانت تنتقل سنوياً بين شمال سورية والأناضول , أما السلطات العثمانية فقد تعاملت معهم كمجموعة مستقلة وفرقوا بشكل واضح بين البدو (erçȍg) والمستقرين (Yarlü) منهم, وتبدو الصورة واضحة إذا أجرينا مقارنة مع قبيلة بوز أولوس(Boz Ulus) التركمانية، حيث تعاملت السلطات مع هذه القبيلة كوحدة إدارية وضريبية. وجد شبيه لوضع هذه القبيلة حتى بداية القرن 16 في اتحاد قبلي كردي يسمى قرة اولوس ((Kara Ulus (″الاتحاد الأسود″) في جنوب شرق الأناضول ، ولكن اسم هذه القبيلة لا يظهر في الوثائق المتأخرة. من المفيد ذكر أن رشوان- والذي يعني باللغة الكردية أسود- كانوا يشكلون في مناطق محلية متنوعة في القرن 18 بقايا اتحاد قبلي كردي, ويرد ذكرهم بشكل خاص في مناطق سيواس ومرعش وأضنة، وكان يحكم مرعش وأضنة وال من عشيرة رشوان زاده.
يبدو أن مركز قبيلة رشوان الرئيسي كان في حصن المنصور (آدي يآمان) في منطقة مرعش، ولو أنهم توزعوا في مناطق الأناضول المختلفة . هنا كان يوجد على الأقل جزء من مقاطعة تابعة لقبيلة رشوان، وقد خصصت إيرادها لجامع والدة السلطان في استانبول. وكان يمثل كل عشيرة أمام السلطنة العثمانية شخص ذو مكانة بارزة.
تخبرنا الوثائق العثمانية المتعلقة بالشكاوى المالية (شيكايت دفترلري)- والتي تعتبر من المصادر الغنية لدراسة التاريخ الاجتماعي والإداري للسلطنة العثمانية – كيف وجب على سبيل المثال في سنة 1690 على فرهاد أوغلي يوسف وهو من بدو الرشوان تحصيل الضرائب المتأخرة، والتي حاولت الحكومة المركزية تحصيلها بشروط أكثر عدلاً .
وقد شغلت المسائل الإدارية موظفي الدولة في أقاليم شمال سورية أيضاً، والتي قضى فيها الكثير من أشباه البدو من الرشوان فترة فصل الشتاء. تسببت على سبيل المثال مجموعة من الرشوان في سنة 1712 بخسائر كبيرة في منطقة حارم غرب حلب، حيث لم يتوقفوا عند المراعي الشتوية التي كانت مخصصة لمواشيهم وإنما تركوا أغنامهم تدخل بساتين أحدى القرى. وفي أحدى المرات كان على حاكم حلب جمع الضرائب المتأخرة منهم, أو، بناء على رغبة الرشوان، ترحيل الأعضاء المتمردين إلى قبرص .
استقرت بعض المجموعات من الرشوان لفترات طويلة في سورية، ويرد في الملفات القضائية من طرابلس بأن ثلاثة من قادتهم طلبوا في سنة 1712 الموافقة من السلطات باستيطان 600 عائلة منهم في منطقة عكار، وقد تم لهم ذلك بموجب شروط فرضت عليهم السكن في منطقة محددة وان يتقيدوا برعي مواشيهم في منطقة مخصصة لهم. إضافة إلى ذلك توجب عليهم دفع قليل من الفائدة للسلطات والمحافظة على الأمن والسلام في المنطقة . ولكن بعد ذلك بعدة سنوات الغيت الاتفاقية من قبل السلطات العثمانية, ويعود ذلك إلى شكوى من قبل محصل الضرائب الذي ادعى بأن هناك نقصا في المبلغ الذي توجب على الرشوان ارساله إلى طرابلس .
كانت أيالة الرقة أهم منطقة لهجرة الرشوان في القرن 18 ، حيث وجب عليهم كما كان الحال بالنسبة لقبائل الملان وقلجلو Qilçlo وعشائر كردية اخرى كثيرة وكذلك عشائر تركمانية، الخضوع للسياسة الحكومية بخصوص الاستيطان التي بدأت منذ العام1691, ولتحقيق ذلك قدمت الحكومة لهم التسهيلات المناسبة بخصوص الضرائب، وكانت تتم في بعض الأحيان معاقبة القبائل بإرسالها إلى الرقة.
لا نملك معلومات وافية بالنسبة لمدى تطبيق تلك السياسة ونتائجها، وهو أمر يحتاج إلى بحث مستفيض. الكثير من الرشوان وغيرهم من القبائل تركوا وبسرعة المنطقة المخصصة لسكناهم ليعودوا إلى الشمال. وقد كان لحاكم الرقة (مقره الوظيفي في أورفا) إلى حدما ما سلطات واسعة على القبائل خارج حدود أقليمه وكان يطلب منه مطاردة القبائل في المناطق الاخرى ومعاقبتها وإرجاعها إلى مناطقها المحددة. توجب عليه في سنة 1751 مهاجمة جماعة من قطاع الطرق من الرشوان في حصن المنصور، وكان سكان عنتاب وحصن قد اشتكوا قبل ذلك بعدة سنوات من معاون حاكم الرقة لدى الباب العالي بتهمة ابتزاز الأموال وسرقة الأغنام . كانت عشيرة عمرانلو (Omranlo) الكردية وهي فرع صغير من قبيلة جيهان بكلو Cihanbeglo ضمن مخطط الاسكان، حيث عهد بمسألة انتقالهم من ملاطية إلى حاكم الرقة، بعد أن كان هؤلاء قد عبروا نهر الفرات في صيف وخريف 1764 ونهبوا القرى في منطقة سيفرة-أرغانيSivre-Ergani . من غير الواضح هنا أيضاً الفترة التي قضتها القبيلة في الرقة، ولو أن الكثير من الكرد في مناطق الأناضول والذين ينتمون إلى عشائر كانت جزءا من الاتحاد القبلي لقبيلة رشوان و جيهانبكلو- يدعون بأن أصولهم سورية وهذا الامر ربما يعود إلى حقبة الاسكان في القرن 18.
تعتبر الوثائق التي تزودنا بمعلومات عن علاقات الرشوان مع الجهات المحلية الفاعلة في شمال سورية أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لغايات البحث.
كما كان الحال بالنسبة للكرد، تمت قيادة القبائل البدوية العربية من قبل أمير صحراوي (öl BeǧiÇ) معترف به رسمياً كان يتوجب على الحكومة دائماً حماية العشائر الصغيرة منه. اشتكى الرشوان في سنة 1694 من الأمير الصحراوي السابق حسين حمد العباس الذي هاجم مع المئات من أعضاء عشيرتي موالي وقيس وعرب آخرين قبيلة الرشوان في مقرهم الشتوي في السلمية وسرقو 200 ألف رأس من الماشية. حصل موظفوا السلطنة العثمانية في كامل سورية على أوامر توجب عليهم بموجبها السعي إلى أرجاع المواشي إلى الكرد .
كان الرشوان يتوقفون عادةً خلال ترحالهم في مناطق غير مأهولة بالسكان، ولكن في سنة 1736 وعندما كانت عشائر الرشوان تجوب المنطقة بين سلمية وكوك سو (Gök Su) في الشمال تسببت بأضرار بالغة بمحاصيل قرى شرق حلب وكان عليهم دفع تعويض لتلك القرى. بعد ذلك بسنتين هاجم الباب العالي ثانية أخو حمد العباس وذلك نصرة لقبيلة الرشوان التي تعرضت مناطقهم للاضطرابات وتم ابتزازهم مالياً بنتيجة صراع داخلي ضمن إمارة الصحراء. حصلت قبيلة رشوان على مرافقة عسكرية وصلت إلى الفرات واستطاعت من جديد الاتفاق مع جول بكي حول دفع الضرائب السنوية، وتعهد حكام حلب والرقة من جهتهم بمراقبة حمد العباس مراقبة شديدة[81].
كانت حماية قبيلة رشوان الكردية من الأهداف الأساسية لأمير الصحراء وتم رفع واجب دفع الضرائب عن الرشوان من قبل الباب العالي وذلك في سنة 1750 بعد أن عجزوا عن الدفع في السنة التي سبقتها.[83]
الخاتمة
كان وضع القبائل الكردية في سورية خلال القرن 18 متناقضاً ، فمن جهة تم وصفهم من قبل السلطات العثمانية بالأشقياء أي قطاع الطرق وذلك لقيامهم بأعمال السلب على الطرقات، ونظراً لتملصهم من دفع الضرائب كانت تتم معاقبتهم بابعادهم إلى مناطق أخرى. ومن جهة أخرى تخبرنا الوثائق الإدرية بأن الباب العالي كان يسعى وبشكل دائم لتأمين لقمة عيش القبائل، وبأن فرض الضرائب على القبائل كان يتم بشكل عادل ووفقاً للقانون.
قبل كل شيء كان يتم تعيين زعيم القبيلة في الإدارة العثمانية عن طريق تمييزه برتبة أمير أو مسؤول الاسكان وغير ذلك، وكان هؤلاء يتمتعون بمكانة بارزة كوسطاء بين القبيلة والسلطنة. كان كرد سورية ضمن السلطنة العثمانية كغيرهم من القبائل العربية والتركية خاضعين لسياسة الدمج والمراقبة، وهو أمر يمكن تشبيهه بوضع تقريباً كل المجموعات الهامشية في الريف الاوربية وأسيا الغربية في بواكير العصر الحديث.
سيكون من الخطأ ومن خلال استحضار إجراءات نموذجية عفى عليها الزمن لتحديث الدولة العثمانية من جمع تاريخ قومي كردي، ومن جهة أخرى يمكننا الملاحظة بأن مسألة تطوير الهوية الكردية في عصر الهوية القومية الحديثة أصبح صعباً، نظراً لأن الكرد من بين أسباب اخرى، لديهم نقص في الوثائق العلمية والتي بناءاً عليها يتم تصويرهم ببساطة على أنهم شعب بدون تاريخ.
وقد حاولت هنا من خلال إلقاء نظرة أولية عامة على الأرشيف العثماني العائد إلى القرن 18 إظهار الوجود التاريخي للكرد, الذي أتمنى أن أكون قد وفقت فيه.
ملحق الوثائق
Tripoli Scharia-Gerichtsakten 4/1: 104.75
(Herbst 1715.)
Sene-i sabıkada Trablus-Sam mukataalarından Safita mukataası zabiti ve isbu senede Akkar nahiyesi
seyhlerinden hala Akkar mukataası zabiti seyh Sedidü’n-Nasir’in akrabalarından amısıoglı olan seyh
iii. Halil Merab takriri üzere tahrir olunmusdur.
Bundan akdem Haleb’den mazul hala Sayda ve Beyrut muhafızı devletlü vezir-i
mükerrem fbrahim Pasa hazretleri
Haleb’den gelüb Sayda’ya giderken Trablus-Sam nahiyelerinden Hısnü’l-Ekrad
nahiyesinde vaki
Tahun Sahibi nam mahalde nüzul ve iki gün meks buyurduklarında mezkur nahiye zabiti seyh Sedid’
ün-Nasir varub vezir-i müsarün-ileyh hazretleriyle bulusdikde [sic] “Trablus mansıbı içün arz eyledim kariben
üzerime tevcih olunacakdır” diyü mezkur seyh Sedid haber vermekle iltizamında olan Trablus-Sam mukataalarından
Hısnü’l-Ekrad ve Akkar mukataaları ehalilerine ilam u isaat eylediginden nice ihtilal
idirilüb tatil
u tesvis eylediginden ma-ada isbu sene-i cedidde “Trablus mansıbı içün devlet-i aliyeye arz eyledim üzerime
tevcih olunmakdır” diyü müsarün-ileyh vezir-i mükerrem taraflarından mezkur Sedid’e
mektub ve çohadarlarından
mahsus-ı muradımı gönderüb tarafına gitmek üzere isaret itmekle mezkur seyh Sedid kalkub
Sayda’ya gitdikden sonra tarafından Akkar ve Hısn nahiyelerinde sakin akrabalarına defat ile kagıdlar
tahrir “kariben efendimize Trablus mansıbı üzerlerine tevcih olunub maan ol tarafa giderim ve mukataaları
taraflarından iltizam idüb zabt iderim” diyü defat ile kagıdlarını gelüb nice tesvis ü ihtilale
bais olmusdur ve hala bu ana degin bu menval üzere mektubları eksik olmayub her yaz
gelür. Sah.
[Unterschrift:] Bende-i Halil Merab.
Hama Scharia-Gerichtsakten 42: 85.
(18. November 1719.)
Serafet-siar Hama kadısı efendi (zide fazlühü) ve kıdvetü’l-emacid ve’l-ekarim Hama zabiti el-hac fsmail Aga (zide mecdühü) inha olunur ki:
Kıdvetü’l-emasil ve’l-akran Sügur mütevellisi Hasan Aga (zide kudretühü) divan-ı Haleb’e arzuhal gönderüb Sügur vakfı reayalarından Saclı Ekradı cemaatından
Kasim ve Osman ve fbsir ve hevalarına tabi bir kaç nefer reayanın üzerlerine edası lazim gelen mal-i vakıf ve dahi vakıf anbarından bir mikdar
gılal-i sayü’n-nas olan pahalarıyla alub gerek mal-i vakfı ve gerek gılalin kıymetlerini verildikden gayri cemaatı mezburdan
[frei] nam reayanın devab u mevasilerin nehb u garet ve vakıf topragından firar ve haliyen evleriyle Hama kazasına varub
sakin oldugın bildirüb davet-i ser-i serif olduklarında itaat eylememeleriyle zimmetlerinde olan mal-i vakfı
ve gılalin kıymetini tahsil ve taraf-ı vakfa eda eyledikden sonra mezburları kaldırub
kadimi yerlerine nakl ü iskan itdirilmek
babında bi’l-iltimas buyurıldı tahrir u iltimas ve kıdvetü’l-emasil [frei] (zide kudretühü) mübasir tayin u irsal olunmusdur.
fnsallah-teala vusulinde gerekdir ki: Mezburları mübasir marifetiyle mahalline sere ihzar ve zimmetlerinde olan mal-i vakıf ile
vakıf anbarından mübayaaları olan gilalin kıymeti tahsil ve taraf-ı vakf-ı serife eda u teslim ve yine vakıf reayasından
gasb itdükleri devab [u] mevasiyi serle aliverilüb ihka[k]-ı hak eylediklerinden sonra evleriyle kaldırılub
vakf-ı merkum topragında kadimi yerlerine nakl ü iskan itdirüb taallül u niza itdirmeyüb muceb-i buyurıldıyla amel
ve hilafından bi-gayet ihtiraz u ictinab olunmak diyü [yazılmısdır].
Fi 5 M[uharrem] sene [1]132. III. Aleppo Sultansdekrete 5: 135. (August 1744)
Kıdvetü’l-emacid ü’l-ayan Ruha mütesellimi [frei] (zide mecdühü) tevki-i ref-i hümayun vasil olıcak malum ola ki:
Ekrad-ı Kilis eskiyaları öteden berü adet-i müstemirreleri olan fesad u sekavetleri icraya mübaderet
ve bundan akdem voyvodaların üzerlerine hücum ile katl ü idamına cesaret idüb ve’l-hale hazihi:
Derunlarında zabt u rabtlarına kadir voyvodaları olmamak hasebiyle Haleb etrafında vaki fukara-ı raiyete
isal-i zarer u hasaret ve bu esnada egerce bir kaç neferi ahz ve seran lazim gelen cezaları tertib
u icra olunub lakin eskiya-yı merkumanın serr u mazarretleri havali-i merkumadan def ü men olunmak
içün bi-her hal üzerlerine tahdidini ikaa kadir bir kimesne voyvoda tayin ü irsal olunmak lazime-i
halden olundıgı hala Haleb mütesellimi olan dergah-ı mualla kapucı basılarından
iftiharü’l-emacid ü’l-ekarim
camiü’l-mehamid ü’l-mekarim fsmail (dame mecdühü) tarafından bu defa der-i devletmedarıma ilam u isaret olunmakdan
nasi senki mütesellim-i muma-ileyhsin Ekrad-ı merkuma eskiyasının zabt u rabtlarına kadir bir kimesneyi bir gün
mukaddem üzerlerine voyvoda nasb u tayin idüb acaleten ü müsaraaten mikdar-ı kifaye piyade ve süvarı
ile Kilis canibine irsal u tesyir eylemek fermanım olmagın isbu emr-i serifim isdar ve [frei]
ile irsal olunmusdur. fmdi vusulinde senki mütesellim-i muma-ileyhsin ber vech-i
muharrer fermanım oldıgı üzere
katan tahir u tevakkuf eylemegesizin Ekrad-ı merkuma eskiyasını zabt u rabt ve tahdid ü inzarını
ikaa kadir ceri ü cesur bir kimesneyi üzerlerine voyvoda nasb u tayin idüb bir an akdem ve bir
saat mukaddem acaleten ü müsaraten mikdar-ı kifaye piyade ve süvarı ile Kilis canibine irsal ü tesyir
ile serr u mazarretlerinden bilad u ibadı temin u tatmine bezl ü cid ve cehd-i akid idüb hilafından
bi-gayet hazr u mücanebet eylemek babında ferman-ı alisanım sadir olmusdur.
Buyurdum-ki vusul
buldukda bu babda vech-i mesruh üzere seref-yafte sudur olan ferman-ı vacibü’l-itba ve lazim’
ü’l-imtisalimin mazmun-ı itaat-makrunıyla aml olub hilafetden bi-gayet hazr u mücanebet eyleyesin
söyle bilesin alamet-i serife itimad kılasın. Tahriren fi evasıt-ı Recebü’l-fered sene seba ve hamsin ve mie ve elf. Bi-makam-ı Kustantiniye el-mahruse. IV. Mühimme Defteri 160: 107. (Februar 1758)
Hala Rakka valisi vezir fbrahim Pasa’ya hüküm ki:
Hala Bagdad-ı Darü’s-Selam valisi vezir Süleyman Pasa (edam’ Allah-teala iclalehü) tarafından dergah-ı muaddelet-penah-ı husrevaneme gelen kaime-i sıdk-alamede
Rakka iskanından Millü-i Kebir iskan bası olan Mahmud-ı sekavet-nümud nice eyyamdan berü demag-ı fesad itibarında müntakis olan asar-ı habaset ü melanetden nasi rıbka-ı
itaatdan rıkbe-piç mutavaat ve badiye-peyma-yı bagy u tugavet olmakla saki-i merkum bu esnada Mardin mülhakatından Habur sancagına tabi Müceddel nam mahalle nüzul
ve ol-tarafda ziraat u hıraset iden reaya-ı fukarasının yetmis seksen kadr dolablarının mahsulatını ahz eylediginden gayri mahall-i merkumdan Harbe nam mahalde
müceddeden bir kale bina ve etrafında kura ve zıya insa ve Habur suyını bend ve bir nehri cedid ihdas ve havali-i mezbureyi kendi ile asairi halkına melca u makam-ı
ittihaz itmek fikr-i fasidinden oldugından gayri Tayy asairi mülhakatından olan Cevale nam asiret halkını dahi ber takrib ile yanına celb ve bi-la muceb tüfenklerin ahz ve ihtiyarların
der zincir ve dedelerin zabt ve Mardin mukataasının muazzamat-ı asairinden olan Kiki asiretini dahi urub mevasi ve emvallerini nehb u garet itmekle yerleri hali
u harabe kalub Mardin mukataasının ibradan külli kesr u noksan tari oldıgından ma-ada anif[a] fesadına duhul iden nare-i magrurane ile Habur topragında
bi muhaba nüzul ve ikamet idüb bir mikdar müddet dahi ol-havalide irha-ı ınan-ı utüvvine ruhsat verilmek lazim gelür ise bir gaile-i haile zuhurına bais olacagı bedidar
olmakla tedariki görülmek lazime-i vakt ve halden idügi ala’t-tefsil tahrir olunmus saki-I merkumun sekavet-i salifesine nazran tedib u gusmalı ve mahall-i mezburdan tard u tenkili
hususuna simdiye dek amal-i saibe-tedabir ile Bagdad valisi-i müsarün-ileyh tarafından sai u dikkat olunmak lazim idi. Ancak tahriri üzere ol-havaliden tard u tedib
mertebe-i ferizaya reside oldıgı bu defa gelen tahriratından malum oldıgına binaen senki vezir-i müsarün-ileyhsin seniñ ile bi’l-muhabere saki-i mezburun tedib ve mahall-I mezburdan
tard u tebidi ve mahall-i iskanına nakl ü tesyiri Bagdad valisi-i müsarün-ileyh rey-i isabetpezirine ve niru-yı bazu-yı celadet-tahmirine emr-i serifimle ihale ü tefviz kılınmakla
sen-dahi bi’l-mükatebe müsarün-ileyhin rey u tedbirine mümasat u muvafakat ile saki-I merkumın asireti halkıyla mahall-i merkumundan izac ve Rakka’da olan mahall-i iskanına nakl ü iskan
olunması matlub-ı hümayunum olmagın ilamen saña dahi isbu emr-i alisanım seref-sudur olub [frei] ile irsal olunmusdur. fmdi keyfiyet malumuñ oldukda müsarün-ileyh ile
mükatebe ü muhabere merasimine raiyet ve müsarün-ileyh tarafından saña kagıdı geldikde rey ü tedbir dil-pezirine mümasat u muvafakat birle katan kusur u fütura cevaz ve mesag
göstermeyüb dilirane u uburane cünbis ü reftar ile bi’l-ittifak ü’l-ittihad saki-i mezburun üzerine varılub tedib u gusmalıyla havali-i merkumadan külliyen tard u izac
ve ihdas eyledigi kalesi dahi yere beraber hedm olunub kendüse tevabi ve asireti ile kaldırılub heyet-i mecmuasıyla kahren u irgamen Rakka’da olan mahall-i iskanına nakl
u iva ve serr ü mekrinden ol-havali ahalilerin tahlis ü teminine say-ı evfer ve eda-ı hizmet der-i aliyeme tahrir ü inha idüb müsarün-ileyhin rey ü tedbirine muhalefinden
ve kusur u tevaniden bi-gayet ittika u ihtiraz eylemek babında ferman-ı
alisan sadir olmusdur Fi evail-i C[emazi II] sene 1171.
مصادر البحث
.1 مجموعات الأرشيف (حسب الاختصارات)
Aleppo: Sultansdekrete (Evamir-i Sultaniye); Markaz al-Watha’iq al-Ta’rikhiya، Damaskus.
Hama: Scharia-Gerichtsakten; Markaz al-Watha’iq al-Ta’rikhiya، Damaskus.
MD: Sultansdekrete (Umur-ı Mühimme Defterleri); Basbakanlık Osmanlı Arsivi، Istanbul.
MM: Finanzakten (Maliyeden Müdevver); Basbakanlık Osmanlı Arsivi، Istanbul.
SD: Beschwerdensentscheide (Sikayet Defterleri); Basbakanlık Osmanlı Arsivi، Istanbul.
Tripoli: Scharia-Gerichtsakten; Libanesische Universität، Kopienbestand der Bibliothek des
Literaturwissenschaftlichen Seminars، Tripoli.
TT: Steuerkataster (Tapu-Tahrir Defterleri); Basbakanlık Osmanlı Arsivi، Istanbul.
المصادر
Ah@mad، Muh@ammad Ah@mad 1995: Akrad Lubnan wa-TanzAimuhum al-Ijtima‘i wa’l-Siyasi. Süd-Beirut: Maktabat al-Faqih.
al-Ah@mar، Nafidh 2001: “Al-Aqalliyat al-‘Irqiya fi ‘Akkar fi’l-Qarn al-Thamin ‘Ashar (al-Akrad wa’l-Turkman).” In: Al-Aqalliyat wa’l-Qawmiyat fi’l-SaltAana al-‘Uthmaniya ba‘d 1516. Al-Fanar،Libanon: al-Jam‘iya al-Ta’rikhiya al-Lubnaniya، S. 381-404.
Ates، Nuh 1992: _ç Anadolu Kürtleri (Konya-Ankara-Kırsehir). Köln: Komkar.—– 2003: “Halikan ve Resvanların Kökeni Üzerine Bazı fpuçları.” Bîrnebûn 19: S. 56-61.
Aydın، Suavi et al. 2000: Mardin: Asiret-Cemaat-Devlet. Istanbul: Tarih Vakfı.
Badr al-Din، S@alah@ 2000: Gharb Kurdistan: Dirasa Ta’rikhiya، Siyasiya، Watha’iqiya Mujaza.Bonn: Kawa-Verband für kurdische Kultur.
Barkan، Ömer Lûtfi 1943: XV ve XVIinci Asırlarda Osmanlı _mparatorlugunda Ziraî Ekonominin Hukukî ve Malî Esasları: Birinci Cilt Kanunlar. Istanbul: Bürhaneddin Matbaası.
Bayrak، Mehmet 1998: “Binbogalarda Kürt Asiretleri.” Bîrnebûn 5: S. 56-62.
Çelik، Senol 2002: “XVI. Yüzyılda Hanedan Kurucu Bir Osmanlı Sancakbeyi: Canbulad Bey.”Türk Kültürü _ncelemeleri Dergisi 7: S. 1-34.
Charles-Roux، Fr. 1928: Les Échelles de Syrie et de Palestine au XVIIIe siècle. Paris: Paul Geuthner.
Dündar، Abdulkadir 1999: Kilis’teki Osmanlı Devri Mirmarî Eserleri. Ankara: Kültür Bakanlıgı.
Erdogan، Haci 1997: “fç Anadolu Kürtleri: Ülkeden 250 yıllık bir kopus sürecine ragmen asimile edilemeyen bir Toplum.” Bîrnebûn 1: S. 27-37.
Gilsenan، Michael 1996: Lords of the Lebanese Marches: Violence and Narrative in an Arab Society. Berkeley: University of California Press.
Gülsoy، Ersin 2000: “XVI. Yüzyılda Trablus-Sam، Hama ve Humus Türkmenleri.” In:
Anadolu’da ve Rumeli’de Yörükler ve Türkmenler Sempozyumu Bildirlileri. Ankara: Yörtürk Vakfı، S. 121-124.
Halaçoglu، Yusuf 1988: XVIII. Yüzyılda Osmanlı _mparatorlugu’nun _skân Siyaseti ve Asiretlerin Yerlestirilmesi. Ankara: Türk Tarih Kurumu.
al-H?amd، Muh@ammad ‘Abd al-H?amid 2003: ‘Asha’ir al-Raqqa wa’l-Jazira: al-Ta’rikh wa’l-Mawruth. ?Raqqa: ohne Verleger.
Hezarfen، Ahmet & Cemal Sener 2003: Osmanlı Belgeleri’nde Diyarbakır Tarihi (Osmanlıca-Türkçe 40 Adet Orjinal Belge). Istanbul: Etik Yayınları.
H?ublus@، Faruq 1987: Ta’rikh ‘Akkar al-Idari wa’l-Ijtima‘i wa’l-IqtisAadi 1700-1914. Beirut: Dar al-Da’ira.
Izady، Mehrdad 1992: The Kurds: A Concise Handbook. Washington، London: Taylor & Francis.
Nazdar، Mustafa 1984: “Die Kurden in Syrien،” übersetzt von Alex Diedrich in: Gérard Chaliand (Hrsg.): Kurdistan und die Kurden: Band 1. Göttingen & Wien: Gesellschaft für bedrohte Völker،S. 395-411.
Noel، Edward 1920: Diary of Major E. M. Noel C.I.E.، D.S.O.، On Special Duty in Kurdistan.Basra: Government Press.
Orhonlu، Cengiz، 1987: Osmanlı _mparatorlugu’nda Asiretlerin _skânı. Istanbul: Eren.
Reilly، James 2002: A Small Town in Syria. Ottoman Hama in the Eighteenth and Nineteenth Centuries. Bern etc.: Peter Lang.
Sakaoglu، Necdet 1998: Anadolu Derebeyi Ocaklarından Köse Pasa Hanedanı. Istanbul: Tarih Vakfı.
Simsek، Yakup 2000: “Xelikan Asireti.” Bîrnebûn 10: S. 24-28.
Strohmeier، Martin (mit Lale Yalçın-Heckmann) 2000: Die Kurden: Geschichte، Politik، Kultur.München: Beck.
Türkay، Cevdet 2001: Basbakanlık Arsivi Belgelerine Göre Osmanlı _mparatorlugu’nda Oymak، Asiret ve Cemaatlar. Istanbul: fsaret Yayınları.
Vanly، Ismet Chérif 1976: “Le déplacement du pays kurde vers l’ouest (Xe-XVe s.). Recherche historique et géographique.” Rivista degli Studi Orientali 50: S. 353-63.
Vanly، Ismet Chérif 1988: Kurdistan und die Kurden. Band 3. Übers. Uwe Knödler. Göttingen und Wien: Gesellschaft für bedrohte Völker.
Winter، Stefan 2003: “Osmanische Sozialdisziplinierung am Beispiel der Nomadenstämme Nordsyriens im 17.-18. Jahrhundert.” Periplus: Jahrbuch für außereuropäische Geschichte 13، S.51-70.
Winter، Stefan 2005: “Les Kurdes du Nord-Ouest syrien et l’Etat ottoman، 1690-1750.” In: Mohammad Afifi et al. (Hrsg.) Sociétés rurales ottomanes. Kairo: IFAO، S. 243-258.
Zakariya، Ah@mad S?afi 1983: ‘Asha’ir al-Sham، Hrsg. Ah@mad Ghassan Sabanu. Beirut & Damaskus: Dar al-Fikr.
Zekî Beg، Mihemed Emîn 2002: Dîroka Kurd û Kurdistanê، übers. aus dem Soranî-Kurdischen von Ziya Avci. Istanbul: Avesta.
d.nedal331@hotmail.com
* هذا البحث عبارة عن مساهمة في كونفرنس, سورية والأكراد: منذ العهد العثماني وحتى الوقت الحاضر, تم تنظيم الكونفرنس في 22 آذار 2003 من قبل جمعية تشجيع الأبحاث الكردية في برلين, وقد تم نشرالنص بعد ذلك باللغة الفرنسية
“Les Kurdes de Syrie dans les archives ottomanes (XVllle siècle) “in Études Kurdes 10 (2009),S. 125-156.
مع خالص الشكر لكل من (كتبت الأسماء باللغة الكردية)
Carsten Borck, Faruq Hub1us,Mustafa Mih und Fexrî Evdo
* ترجم النص كما هو دون أي تغيير في فحوى الموضوع, عند إضافة أي هامش توضيحي قمت بالتنويه إلى ذلك ]المترجم[.
عنوان ومصدر البحث باللغة الأصلية :
Stefan Winter , Die Kurden Syriens im Spiegel osmanischer Archivquellen (18. Jh.) in: György, Hanzai, Sonderdruck aus Archivum Ottomanicum (2010) 211-239.
[1] ]بغض النظر عن تاريخ الكرد في حقب ما قبل التاريخ, يورد الطبري رسالة بعثها حسين بن زكريا (صاحب الشامة) القرمطي سنة 902 للميلاد إلى حليفه الكردي جعفر بن حميد الكردي طالباً منه المشاركة في حركة القرامطة، ويفهم من فحوى الرسالة بأن جعفر ربما كان يحكم في منطقة حمص (الطبري ج10, ص 105]المترجم .[
]شرف خان البدليسي لم يكن برحالة كما ذكره الباحث وإنما حاكم إمارة بدليس الكردية الواقعة غرب بحيرة وان، وألف كتابه المعروف شرفنامه وباللغة الفارسية في سنة 15966م، وهو كتاب يبحث في تاريخ الدول والإمارات الكردية في العصور الوسطى والحديثة إلى نهاية القرن 16 م، المترجم[.
عاش أوليا جلبي في الفترة من 1611 أو 1616 إلى 1684 م. ]المترجم .[
Orhonlu 1987; Halaçoglu 1988; zur _Iskan-Politik in Nordsyrien vgl. Winter 2003.
] [5].للمدينة تسميات عديدة وهي بحسب تسلسل زمانها كانيا عربا وهي أقدم تسمية كردية للمدينة أي نبع العرب، وسميت يهذا الاسم نظراً لأن القبائل العربية كانت تأتي بقطعانها لتسقيها عند النبع الذي كان موجوداً فيها، والتسمية الثانية هي “كوباني” وقد عممت على المدينة خلال فترة نفوذ عشيرة الملليين الكردية، كما أطلق العثمانيون عليها اسم “مرشد بنار” كجزء من حملات تتريك الأسماء المحلية، وأثناء بناء السكة الحديدية فيها من قبل شركة ألمانية في العام /1911/ أُطلق عليها اسم “كومباني” واصلها الكلمة الانكليزية (company)، ثم عربت أسم المدينة في عهد البعث إلى عين العرب، انظر: حسين أمين حسين، “عين العرب” في مئة عام. ]المترجم .[
TT 1017: 102b; TT 421: 24; MM 9833: 47.
بالنسبة للعشائر التركية في حماه وحمص وطرابلس قارن مع:. Gülsoy 2000
MM 10146: 235; Aleppo 3: 312; Aleppo 5: 390
SD 20: 293.
Tripoli 4/1: 68، 107.
Reilly 2002: 59، 114.
Tripoli 7: 5; Tripoli 8: 171، 329.
Reilly 2002: 33، 104، 114
بخصوص وضع عشيرة برازي في شمال سورية انظر: .Zakariya 1983: 670-672
]جان بولات تعني بالكردية ذو الروح الفولاذية, وتعرف هذه العائلة حالياً في لبنان بأسم جنبلاط, ويلعبون دوراً كبيراً في الحياة السياسية في لبنان, ومن أبرز شخصياتهم كمال جنبلاط (اغتيل 19777) وابنه وليد جنبلاط الذي يتزعم حالياً الحزب التقدمي الاشتراكي.] المترجم .[
Tripoli 7: 101، 130; Tripoli 8: 172; Tripoli 12: 144-7; Tripoli 15: 32، 98-9.
Tripoli 7: 231.
Tripoli 8: 325; Tripoli 9: 80، 91; Tripoli 12: 37-38، 239-240; Tripoli 13: 96-97; Tripoli 16: 96-97، 101-102.
Tripoli 8: 317.
Tripoli 18/1: 49، 51; Tripoli 18/2: 41.
Ahmad 1995: 43-61 und al-Ahmar 2001.
Hublus 1987: 284-288.
Tripoli 4/1: 104، vgl. Hublus1987: 391-392. N. b.
MD 148: 22.
هذا الأمر ربما يوضح السبب الذي تم بموجبه نقل حق تحصيل ضرائب الايجار في هذه السنة إلى امراء الكورة: انظر في الأعلى.
Gilsenan 1996: 12-13، 74; Zakariya 1983: 657-658.
Tripoli 11: 85-86.
Aleppo 3: 364; Aleppo 4: 55-6; MD 156: 275; MD 157: 14; MD 163: 368; Türkay 2001: 486.
Tripoli 16a: 257.
TT 421: 259.
SD 21: 110، 125; Hama 42: 85، 186.
MD 104: 151; MD 110: 391، 558.
يرد اسم عشيرة شيخان ضمن مصنفات القضاء في أنطاكية أيضاً ، وفي وقت لاحق يرد اسمهم مع قبيلة برازي وملان في شمال سورية.
Winter 2005.
Walpole 1851: 3/168-169..
Türkay، Halaçoglu، Hezarfen & Sener u. a
يوجد ″مسجد الأكراد″ في مدينة كلس أيضاً (موجود حالياً ضمن الحدود التركية) ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 17055، انظر في:
Dündar 1999: 260-263..
Aleppo 1: 77، 84-86; Aleppo 2: 70، 88، 142، 151; MD 105: 10، 16..
Çelik 2002.
Aleppo 7: 146-147، 270.
Aleppo 4: 44. Genannt werden (Schreibweisen z. T. unsicher) die Hestevanlo، Qiliçlo، Qîle Qeryelo، Kulaksızlo، Servî، Xelidlo، Deqbûlo، Cedikler، Remezanlo، Eskanlo، Belvelîlo und Sersebann.
SD 20: 183، 386; ferner Aleppo 2: 225.
Aleppo 6: 55.
هاجمت مجموعة من اللصوص سنة 1757 كلاً من مدينتي كلس واعزاز وقتلوا حاكمها العثماني، انظر في:
MD159: 340; MD 160: 23، 44.
Aleppo 1: 22-23; Aleppo 2: 72; Aleppo 3: 151، 205.
Aleppo 2: 225; SD 21: 424; MD 132: 40; MD 141: 91; MD 156: 8-9، 282-283; MD 158: 10.
MD 155: 463، 489-490; MD 156: 239.
Aleppo 3: 56، 206; MD 158: 42; vgl. Türkay 2001: 571.
Charles-Roux 1928: 70-71; Masters 1988: 120-121.
Aleppo 3: 31; MD 156: 179، 191، 281; MD 163: 181; MD 164: 188، 205; MD 182: 113، 129; Türkay 2001: 441- 4433.
تتحدث غالبية عشائر قلجلو Qiliçlo اليوم في وسط الأناضول اللغة التركية، انظر: Bayrak 1998.
Aleppo 3: 151، 169; MD 158: 10، 171-172، 303.
MD 159: 67.
]ينتمي تيمور إلى اسرة كردية عريقة. وقد تسلم مناصب رفيعة في استانبول. الا انه كان يتحين الفرصة للخروج من العاصمة، حتى تسنى له ذلك فالتحق بالعشيرة الملية وأصبح رئيساً بلا منازع لها. وأخذ تيمور باشا يضم إلى جيش الملي عناصراً من المحاربين الأشداء ويجهزهم بالسلاح، فأصبح حاكماً نافذ الكلمة حتى كان يهابه واليا حلب ودياربكر نفسهما ودان بالولاء له قادة ورؤساء عشائر مختلفة. وقد أصبح نشاطه خطراً على جميع الطرق المؤدية إلى ديار بكر وحلب والموصل. فقررت الحكومة تعيين سليمان باشا الكبير والي بغداد قائداً عاماً للجيوش الزاحفة ضده سنة 1791. وقد ضم الوالي إلى جيشه الألوف من الفرسان غير النظاميين من الأكراد وغيرهم، منهم قوات والي حلب ووالي الرقة ومتصرف ملطية. وزحفت هذه القوات على ماردين وواجه بها تيمور باشا الذي عجز عن مقاومة هذه الجيوش، فأخلى قلعة بوك وذهب إلى نواحي حلب. بعد ذلك أخذ سليمان باشا يقمع الانتفاضة بقسوة ويعاقب عشائر الملي، وأعدم أكبر رؤسائهم وقادتهم، منهم سعدون بك أخ تيمور باشا، ومحمود بك أبن عمه. وعين ابراهيم بك اخو تيمور رئيساً أعلى للعشائر الملية. وعزل حاكم ماردين من منصبه. وقد نجا تيمور باشا من الأسر لكنه عاد فتصالح مع الحكومة وعين فيما بعد والياً على أورفا سنة 1800، ثم والياً على سيولس سنة 1803، انظر: أحمد عثمان أبو بكر، أكراد الملي و ابراهيم باشا (1973) 21-22، المترجم[. بعد سيواس عين تيمور باشا والياً على الرقة وبقي في منصبه إلى أن توفي، وما يزال قسم من الأكراد الذين قدموا معه إلى الرقة يقيمون فيها وكانوا يسمون ب (القول) وهم من فخد كم نقش الملية ومنهم الخلف والقاسم والجدوع والملة، انظر: محمد علي بك ابراهيم باشا، أمير أمراء كردستان ابراهيم باشا الملي 1845-1908 (أربيل 2009) ص 50. وانتقلت رئاسة العشيرة الملية إلى أيوب بك (1808-1839) ودامت رئاسته لها مدة طويلة يحكم بأمره ولا يلتفت إلى السلطات في شيء، إلى أن بعثت الحكومة العثمانية الجيش عليه، فألقي القبض عليه وبقي سجيناً في قلعة ديلربكر حتى توفى فيها. فانتقلت رئاسة العشيرة إلى تيماوي بك حفيد تيمور باشا. انظر: أحمد عثمان أبو بكر، أكراد الملي و ابراهيم باشا (1973) 21-22]المترجم .[
Zakariya 1983: 664-670; Sakaoglu 1998: 90-104، 156-160; Zekî 2002: 152-156.
]كانت عشائر الملان في هذه الفترة تحت قيادة تيماوي بك الذي سبق ذكره (انظر الهامش 53)، وقد احتل ماردين ومنع القوات العثمانية من الزحف عليها. ولكن لم يلبث أن قتل تيماوي في احدى المعارك، وغادر الجيش المصري أناضول. وبفقدانه حلت بالعشائر الملية مصائب وكوارث كثيرة حيث عادت السلطة العثمانية إلى تلك البلاد. وقد ظلت عشائر الملي على تلك الحال، إلى أن أصبح في أمكان محمود بك ابن تيماوي بك جمع عشائره تحت رئاسته وساعده في ذلك والي الشام، فاتخذ من بلدة ويران شهر مقراً وحصناً له. ولكن ما عتم أن زحف عليه جيش عثماني بقيادة عمر باشا والي ديار بكر، فقبض عليه وسجنه في ديار بكر. عندئذ التجأ ابنه ابراهيم بك إلى الحكومة المصرية والتمس من الخديوي اسماعيل باشا أن يسعى لاطلاق سراح والده من السجن. فساعده اسماعيل واستصدر من السلطان عبد العزيز (1861-1876) فرماناً بالعفو عن محمود بك الذي أطلق سراحه فعلا. ألا أنه توفي بعد مدة لسوء حالته في السجن. فتولى ابراهيم بك رئاسة الملي بعده منذ أوائل سلطنة عبد الحميد الثاني (1876-1909) وراح يحكم في منطقته. أصبح ابراهيم باشا موالياً للسلطان لدرجة انه عندما ثار الشبان الاتراك سنة 1908، أخذ هو بالزحف على دمشق واحتلها باسم السلطان عبد الحميد. وبعدما نجح الاتراك الفتيان وجد ابراهيم باشا نفسه وجها لوجه مع الحكومة التي استعدت عليه خصومه الناقمين وحرضتهم لتعقبه في انسحابه الى أن قتل في طريقه إلى مقره. انظر: أحمد عثمان أبو بكر، أكراد الملي و ابراهيم باشا (1973) 22-25، 56. ] المترجم .[
]بالرغم من السمعة السيئة للفرسان الحميدية وخاصة من جهة ارتكابهم المجازر بحق المسيحيين إلا أن ابراهيم باشا شجع الأرمن والكلدان على النزوح إلى ضواحي ويران شهر وكان يحمي المسيحيين من كل النحل والمذاهب. وقد قدر أثناء المذابح التي ذهب الأرمن ضحيتها بأن ابراهيم انقذ 10,000 أرمني من الهلاك انظر: أحمد عثمان أبو بكر، أكراد الملي و ابراهيم باشا (1973) 38. ]المترجم .[
Al-Hamd 2003: 413-424.
]يعود تأريخ أتحاد عشائر الملية في أقل تقدير إلى عهد السلطان سليم الأول العثماني (1512-1521). انظر في: أحمد عثمان أبو بكر، أكراد الملي و ابراهيم باشا (1973) 266. ]المترجم .[
]لم يذكر الباحث أية أدلة تشير إلى ما يؤيد أقواله سوى الإشارة إلى كتاب هو غير موجود بين أيدينا، لكن كتب التاريخ تؤكد بأن ماردين كانت من ضمن المناطق الخاضعة للدولة الدوستكية الكردية وأن أحمد بن مروان الملقب بنصير الدولة (1061) هو أول من شرع بتعمير بلدة ماردين وعمر ما حولها من القرى ونقل إليها الرجال والأموال وبنى أسواقها ومساجده، انظر على سبيل المثال في: عبد السلام المارديني (المتوفي سنة 1259 ﮬ/ 1843م) تاريخ ماردين من كتاب أم العبر، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي وتحسين ابراهيم الدوسكي (2002) ص 43] المترجم .[
Aydın et al. 2000: 149-153، 160-161.
Halaçoglu 1988: 46، 52-53، 79-80، 85، 114، 136-137; Türkay 2001: 500-501.
MD 154: 289-290.
MD 154: 337-338.
MD 154: 494-495.
*]مقابل ما يذكره المؤلف تسرد لنا كتاب التاريخ أمثلة كثيرة عن ما لاقاه أنصار الطائفة الإيزيدية من مجازر جماعية، وقد بدأت أولى تلك العمليات منذ عصر السلطان سليمان القانوني (1506 و1516 م) وان لم تكن هذه بموجب فتوى رسمية، بعدها صدرت فتاوى من قبل رجال الدين في الدولة العثمانية أباحت بموجبها قتل الإيزيديين، أولها الفتوى التي صدرت من قبل مفتي الدولة العثمانية الرسمي أبو سعود العرادي (سنة 1570 م) والتي أباح فيها قتل الإيزيدية علناً وبيعهم بالأسواق شرعاً، وتعد هذه الفتوى بداية مسيئة وظالمة بحق الطائفة الإيزيدية، وبعدها توالت حملات الإبادة وباستمرار ضد الإيزيديين حتى بلغ عددها (سنة 1917) 66 فرماناً، انظر على سبيل المثال في: أمين فرحان جيجو، القومية الإيزيدية، جذورها-مقوماتها-معاناتها (2010) ص 240- 262] المترجم .[
Aleppo 2: 140; Winter 2005.
لقراءة وثائق أخرى حول الحملات التي وجهت ضد الكرد الإيزديين في العراق انظر:
Hezarfen & Sener 2003: 56-59، 68-71، 78-81، 86-91.
MD 157: 265-266
MD 157: 311-313.
]تقع قرية تل مجدل جنوب تل تمر الحالية وسميت بذلك نسبة إلى مجدل بك ابن (جلاله) عمر آغا ابن إسماعيل آغا ابن خضر آغا المللي, وما زال قبر مجدل موجود في القرية. علماً بان (تل مجدل)، كانت في الماضي بمثابة قرية حدود فاصلة بين فرعي المللية من أحفاد خضر آغا (و يسمى الملية من نسل خضر آغا بمللية الخضر أو ملان كبير ( ملاني مزن) وأحفاد كلش عبدي, وبناء على ذلك قام فرع أحفاد كلش عبدي بإنشاء قرية في تلك الفترة وأسموها تل تمر (بلدة تل تمر حاليا)، نسبة إلى تمر باشا وبذلك تكون تل تمر تقابل تل مجدل من اجل الفصل بين حدود الفرعين، انظر: كونى ره ش، الملان في برية ماردين. في: http://www.doxata.com/aara_meqalat/11064.html ] المترجم .
تتوزع قبيلة كيكان اليوم بين تركيا وسورية في المنطقة الممتدة بين ماردين والدرباسية، ومن أهم معالم هذه القبيلة الهضبة المعروفة بكبز كيكان بالقرب من مدينة الدرباسية، المترجم[. ويرد ذكر قبيلة الكيكان في مخطوطة كتبها شخص يدعى جرجيس حمدي وهي تعود إلى سنة 1865، جاء فيها ما يلي: ″كيكان عشيرة كبيرة تسكن في أطراف ماردين وتمتلك قرى وفي الربيع تسكن خيم الوبر، دون أن تبتعد عن قراها، بسبب مواشيهم ودوابهم، والكيكيون هم مزارعون، وموزعون على 15 ضيعة، والتي تشكل حوالي 400 دار، وشيخهم المسمى (شامدين) عين من قبل مشير ديار بكر، الذي يدفع له أيضاً راتباً وهم صنف الرجال الأقوياء والفرسان الممتازين″، انظر في: عماد عبد السلام رؤوف، دراسات وثائقية في تأريخ الكرد الحديث وحضارتهم (2011) 290 ] المترجم .
[1]