الأنغام الثورية لفرقة آكري ما زالت حية في آذان كرد روج آفا
كفرد من العائلة، رافقت فرقة آكري، التي تأسست بمقترح من القائد عبد الله أوجلان، ذكريات كل كردي على أرض وطنه عبر أغانيها وعروضها الفنية منذ ثمانينيات القرن الماضي، حتى أصبحت ميراثاً للفن الكردي الثوري والقومي.
تأسست فرقة آكري عام 1986، من مجموعة مؤلفة من 15 شاب وشابة من الكرد الوطنيين في ناحية عامودا، وعدداً من فناني فرقة مهاباد آنذاك، وذلك باقتراح القائد عبد الله أوجلان، ولا زال صوت أنغام أعضائها يصدح في أحياء الناحية.
الفنان الكردي خوشناف حج يوسف (56 عاماً)، أحد مؤسسي فرقة آكري، أشار إلى المرحلة الأولى لتأسيس الفرقة: أغني منذ نعومة أظفاري، لكن لم تتسنَ لي الفرصة للمشاركة في أي فرقة، بعد التقائي بكوادر حركة الحرية في 1985 وبمقترح من القائد عبد الله أوجلان أسسنا فرقة آكري.
=KTML_Bold=صديقة لكل عائلة كردية=KTML_End=
فرقة آكري، كانت كفرد رافق كل عائلة كردية وذكرياتها، بأغانيها وألحانها الوطنية والثورية منذ ثمانينيات القرن الماضي، ضمن عدد من الأقسام الفنية ك (الأغاني والدبكات والمسرح).
وأضاف خوشناف الذي لطالما كان يغني أغاني الفرقة بشغف عميق وحب كبير للحس الوطني الذي استمده من أعضاء حركة حرية كردستان: كان عددنا قليلاً ومناسباتنا كثيرة، لذلك كان أعضاء هذه الفرقة يتبادلون الأدوار في أقسامها لنتمكن من إحياء مناسباتنا بالحماس المطلوب.
فرقة آكري أيضا لم تسلم من السياسات الاستبدادية والعنصرية التي كانت تمارسها حكومة دمشق ضد الكرد وثقافاتهم حينها، إذ لطالما تعرض معظم أعضاؤها للاعتقال والتعذيب عشرات المرات بعد احياء كل مناسبة كردية في روج آفا.
=KTML_Bold=منع إحياء الأعياد القومية=KTML_End=
يعود خوشناف بالذكريات إلى تلك المرحلة، بالقول: عام 1987 كان أول عيد نوروز شاركنا فيه، الحكومة (حكومة دمشق) حاولت منعنا من إحيائها، لكننا توجهنا إلى عين ديوار في مدينة ديرك، هناك قدمنا أغانينا ومسرحياتنا بحماس كبير وكأن شيئاً لم يكن.
وشارك في الاحتفالية آنذاك كل من الشهيد يوسف، وعلي منصور، وعبد الباقي العمري، وخوشناف حج يوسف، ومحمد عبدو، وبشير ملا نواف، ومحمد مهدي وأحمد رمضان.
للحظة نظر خوشناف إلى آلة الطنبور التي وضعها إلى جانبه للعزف عليها بعد الانتهاء من اللقاء، وتابع حديثه: لم نكن نملك أي إمكانات مادية، جميعنا كنا نعمل في حصاد القطن لشراء الآلات الموسيقية لفرقتنا، كل منا من ناحيته يدعم الفرقة مادياً.
وفي سؤالنا له عن الصعوبات التي كانت تواجه الفرقة آنذاك، أجاب خوشناف: كنا قد تعوّدنا على الاعتقالات وسياسات حكومة دمشق بحقنا، فقد أصبحت كروتين سنوي بالنسبة لنا.
=KTML_Bold=تأخذ من جبال كردستان اسماً لها=KTML_End=
على الرغم من الصعوبات التي واجهتهم، والإمكانات القليلة، لكنهم قدموا الكثير من أجل شعبهم فنياً ومعنوياً، حيث تألف الألبوم الأول الذي أطلقته الفرقة عام 1987 من عدد من الأغاني الشعبية والثورية الكردية، وتعد أغنية Bilind APO، Nazê من أكثر الأغاني شهرةً لها في كردستان، حيث غناها العديد من الفنانين والفرق الكردية كفرقة Berxwedan.
أصدرت فرقة آكري الموسيقية إلى الآن 12 ألبوماً من الأغاني الكردية الشعبية والثورية، التي ركزت على نضال وكفاح حركة حرية كردستان وتأثير فكرها على القضية والموجود الكردي.
بينما تأخذ فرقة آكري اسمها من جبال آكري (Çiyayê Agirî) بباكور (شمال كردستان) بمقترح من القائد، وتعد أعلى قمة جبلية في كردستان.
=KTML_Bold=اللقاء بالقائد=KTML_End=
لحسن حظهم، التقى أعضاء وعضوات الفرقة عام 1989 بالقائد عبد الله أوجلان لأول مرة في أكاديمية الشهيد معصوم قورقماز (عكيد) في لبنان، أوضح خوشناف أنهم ناقشوا حينها كيفية تطوير الفرقة فنياً وضرورة تقويتها لتتماشى مع المرحلة.
وقال خوشناف عن ذلك: كنا نفكر بأن القائد ليس له علم بما تقدمه فرقتنا، لكن لدى لقائنا به أدركنا أنه يتابع أعمالنا خطوة بخطوة، وقدم لنا أوسمة الشرف آنذاك.
جمعت كل قضايا كردستان في أعمالها
وسلطت الفرقة الضوء على كل القضايا السياسية والاجتماعية والوطنية لشعب كردستان في أعمالها الفنية خلال مشاركتها في المناسبات والاحتفالات القومية التي أقيمت في روج آفا.
قدمت الفرقة تضحيات كبيرة خلال مسيرة نضالها الفني في سبيل حرية شعب كردستان وانتصار قضيته، حيث استشهد 10 أعضاء وعضوات لها على هذا الطريق، بعد انضمامهم إلى حركة حرية كردستان في أعوام وأماكن متفرقة بجبال كردستان.
=KTML_Bold=الشهداء=KTML_End=
وشهداء الفرقة هم محمد عبدو، وأحمد سعدون، ويوسف حاج قاسم (بروسك)، وبدرية محي الدين، وهيفا شانياز (ديلان)، وحسين زلفو، وهوكر فواز محي الدين، وإبراهيم سعدون، وحسن (دليل ولات)، وحواء سعدو (هوزان).
ومع انطلاق ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا، أصبحت الفرقة التي لم يتبقَ منها سوى 5 أعضاء من مؤسسيها، تقدم عروضها وفقراتها علناً بعد انضمامها إلى مركز هوري للثقافة والفن بناحية عامودا؛ كما تشارك في الأعمال الفنية التي من شأنها دعم الثورة معنوياً.
أقامت فرقة آكري في مركز هوري للثقافة والفن بناحية عامودا عدداً من الدورات التدريبية للدبكات والأغاني والمسرح، حيث تضم الفرقة حالياً 40 عضواَ وعضوة من الشبان والشابات الكرد بالناحية، وتتحضر الآن للمشاركة في مهرجان أوركيش للغناء المزمع عقده قريباً.[1]