=KTML_Bold=الحماية الذّاتيّة القوّة الأساسيّة للشّعب في روج آفا -2=KTML_End=
وضع الشعب الكردي الذي يعمل على تطوير نظامه الديمقراطي الحر في ساحات مختلفة، للشعوب التي تعيش داخل سوريا أسساً لمشروع يضمن لهم التحرر من القيود والأزمات التي تعيشها البلاد، وذلك في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط حرباً عالمية ثالثة تعتبر سوريا مركزها الأساسي.
بات الشعب الكردي في شمال وشرق سوريا اليوم مصدر أمل لشعوب العالم أجمع وليس للكرد فقط، في حين يتعرض أبناء هذا الشعب الذي يخوض ثورة منذ أكثر من 7 أعوام لخطر الإبادة.
حماية الثورة لا تتم بأشخاص معينين، على العكس، ذلك يتم عبر نظام حماية مشترك يتخذ كل أبناء المجتمع لأنفسهم مكاناً فيه، لذلك فإن مبدأ الحماية في مناطق شمال وشرق سوريا ليس فقط قاعدة من قواعد النظام الديمقراطي، إنما هو يتجذر كمبدأ أساسي في جميع التنظيمات والمؤسسات التي يتم بناؤها وتشكيلها على الأرض.
وبالنسبة لمجتمع يتعرض لخطر الإبادة، فإن الحماية هي مسألة وجود.
فعندما كان داعش قد أدخل الرعب في قلوب العالم أجمع وبدأ بإحكام سيطرته على مدينة تلو الأخرى، وارتكب بحق شعوب المنطقة مجازر مروعة، استطاعت ثورة روج آفا حماية وجودها وإثبات نفسها على أنها مثال لشعوب العالم، إذا ما تحدثنا عن نظام الحماية والشكل الذي دافعت به الثورة عن نفسها.
واليوم، تتواصل هذه المقاومة ضد جيش الاحتلال التركي، لكن ما هي ركائز منظومة الحماية في شمال وشرق سوريا وكيف تديرها الإدارة الذاتية؟
قوات سوريا الديمقراطية
يدير الشعب في روج آفا مع انطلاقة ثورته نفسه بنفسه، هذا ما وضع أسس بناء الإدارة الذاتية التي انتشر تأثيرها في مناطق شمال وشرق سوريا بعد تطهيرها من داعش وجبهة النصرة.
استناداً على مبادئ الأمة الديمقراطية التي تدعو الشعب لإدارة وحماية نفسه بنفسه، وضعت شعوب المنطقة من كرد وعرب وأرمن وسريان وتركمان نظاماً ديمقراطياً لها، وشاركت جميعاً في نظام الحماية الذي أفرزته الثورة، إذ لم تنحصر مهام الحماية في وحدات حماية الشعب أو المرأة.
مع انخراط جميع المكونات وشرائح المجتمع في نظام الحماية، تشكلت قوات سوريا الديمقراطية في تشرين الأول عام 2015 لتصبح القوة الجامعة لقوى عدة هي:
وحدات حماية الشعب والمرأة، المجلس العسكري السرياني، كتيبة الشهيد نوبار أوزانيان الأرمنية، جيش الثوار، بركان الفرات، قوات الصناديد، لواء ثوار الرقة، شمس الشمال، لواء سلجوك، لواء الجزيرة، جبهة الأكراد، مجلس منبج العسكري، مجلس الباب العسكري، مجلس دير الزور العسكري، مجلس الرقة العسكري، مجلس الطبقة العسكري، مجلس كري سبي/تل أبيض العسكري، مجلس سريه كانية/رأس العين العسكري، مجلس كوباني العسكري، مجلس قامشلو العسكري، مجلس الهول العسكري، قوات حماية الخابور.
وقد ساهم تشكيل قوات سوريا الديمقراطية بتصعيد النضال الثوري المشترك لشعوب المنطقة، وتحولت ثورة روج آفا إلى ثورة لعموم مناطق شمال وشرق سوريا بعد تحرير المناطق التي احتلها داعش.
قوات سوريا الديمقراطية كانت وما تزال هي المسؤولة عن حماية مناطق شمال وشرق سوريا عسكرياً، لكن في الداخل كانت هنالك تنظيمات أمنية أخرى تعمل على ضمان أمن المنطقة، وهي:
قوات حماية المجتمع، قوات حماية المجتمع- المرأة
نظام الحماية الذي أوجده شعب المنطقة لحماية أرضه وهويته ووجوده وثقافته، تحول مع الأيام ليحمل اسم قوات حماية المجتمع/ المرأة، هذه القوات بنيت لتحمي مكتسبات الثورة والشعب في القرى والأحياء والشوارع.
الإعلان الرسمي عن هذه القوات جاء خلال كونفرانس عقد في عام 2015 في ناحية رميلان في إقليم الجزيرة، وشعارها الشخص المنظم، مجتمع منظم.
انضم عدد كبير من أبناء مناطق شمال وشرق سوريا إلى هذه القوات التي تثبت أن العمر لا يجب أن يقف عائقا أمام أداء واجب الحماية أو الاعتماد على أشخاص معينين أو من جنس معين، حيث انضم لهذه القوات النساء، الرجال، الشباب والمسنون، إذ وجد الجميع أنهم جزء من منظومة الحماية التي تحمي المنطقة ومكتسبات الثورة.
في جميع مدن مناطق شمال وشرق سوريا، يعمل شعب المنطقة ضمن هذه القوات بشكل طوعي لحماية الأرض والشعب ومكتسبات الثورة.
قوى الأمن الداخلي(الأساييش)
تتكفل قوى الأمن الداخلي بضمان الأمن وحفظ النظام داخلياً في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تضم في سياقها قوات لمكافحة الإرهاب، تتواجد ضمن هذه القوات وحدات خاصة بالمرأة استناداً إلى مبادئ الإدارة الذاتية، تشارك هذه الوحدات بفعالية بضمان الأمن الداخلي للمنطقة.
تتدخل قوى الأمن الداخلي- المرأة، بشكل فوري إذا ما وردت شكاوى تتعلق بممارسة العنف.
هذه القوات تضم أبناء جميع المكونات من كرد وعرب وسريان وأرمن وآشور، إذ يشارك كل مكون في حماية منطقته.
تتبع جميع القوات في مناطق شمال وشرق سوريا التي تعمل على ضمان أمن واستقرار المنطقة لمكتب الدفاع في الإدارة الذاتية.
لكن هذا النظام لا يشبه النظام المتشدد للدول، إذ تنظم كل قوة من هذه القوات نفسها وفق خصوصيات شعب المنطقة الذي تمثله، ووفق هذا التمثيل، تتبع لمكتب الدفاع.
رؤى وأفكار أوجلان بخصوص روج آفا
يقدم القائد عبدالله أوجلان تقييمات كثيرة متعلقة بثورة روج آفا وله دعوات عدة يوجهها إلى شعب المنطقة، سنذكر البعض منها:
يعيش شعبنا في سوريا حتى الآن صعوبات كثيرة، نظام البعث السوري لم يكن يفسح المجال لشعبنا لكي يتنفس، ورفض على الدوام إعطاء حقوق قومية أو سياسية أو اجتماعية للشعب.
حركة التحرر الكردستانية استطاعت الاستفادة من الفرص التي سنحت مع بدء الحرب في سوريا، جرى تقييم هذه الفرص التاريخية بشكل صحيح وقامت ثورة روج آفا على هذا الأساس. هذا وضع تاريخي، وشعبنا في روج آفا بات محل معنى وقيمة تاريخية كبيرة بالنسبة للشعب الكردي في عموم كردستان.
لكن في سوريا والشرق الأوسط عامة، تستمر الحروب، لذلك يجب ألا تبقى الثورة من دون حماية ويجب تطويرها وتوسيعها لكي تستطيع الاستمرار، يجب ضمان أمنها، شعبنا في روج آفا وسوريا بشكل عام يجب أن يعملوا بكل ما لهم من قوة لحماية الثورة.
يجب عليهم الاستفادة من الفرص المتوفرة وإنجاح الثورة، لذلك يجب أن يكون الكرد أهلاً للثورة حتى النهاية، أن يناضلوا ويحاربوا حتى النهاية، يستطيع شعبنا أن يقاوم كل الصعوبات وأن ينظم حياته وفق ظروف الحرب.
يجب تطوير نظام الحياة المنظمة وفق ظروف الحرب، هذا ما أسميه بحقيقة الشعب الثوري، إذا لم نصل إلى هذا المستوى، وإن لم يتم العمل وفق هذا الأساس، لن يستطيع الشعب أن يحمي وجوده.
لكي يستطيع الإنسان أن يحمي وجوده وأن يعيش حياة حرة يجب عليه أن يصل إلى مستوى الشعب الثوري، هذا فقط ما يضمن تحقق ذلك، حينها نستطيع حماية وجودنا والعيش بحرية.
ومن المعلوم أن تحقيق هذا ليس بالأمر السهل، إذ يجب على جميع الكرد أن يكونوا أهلاً لهذه الثورة، وأن يقاتلوا من أجلها حتى النهاية رغم جميع أنواع الصعوبات.[1]