مشاركة الكورد ..بتحرير كل من الرقة والموصل
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 5174 – 2016-5-26
المحور: القضية الكردية
إننا نسمع مؤخراً الكثير من الجدل السياسي والفيسبوكي بخصوص مشاركة القوات الكوردية في تحرير كل من الرقة والموصل وعلى الأخص مشاركة قوات الحماية الشعبية في تحرير مدينة الرقة السورية وما الفائدة منها.. بكل تأكيد؛ إن تحرير المدينتين هي ضمن المشاريع الأمريكية في المنطقة وإعطاء بعض أسباب القوة للإدارة الديمقراطية الأمريكية في منافستها للحزب الجمهوري وخاصةً الإنتخابات على الأبواب وبالتالي فإن الغاية والهدف الأساسي من العملية برمتها تقع ضمن الأجندات الحزبية والإنتخابية الأمريكية في تحجيم “داعش” بكل من سوريا والعراق، لكن هل يعني ذلك بأن على الكورد أن ينأووا بأنفسهم عن هذه المشاركة في العمليات الحربية.
ربما الكثير من الإخوة والأصدقاء وإنطلاقاً من القراءة السابقة وكذلك لخوفهم من أن تكون هذه العمليات سبباً للمزيد من الإحتقانات والحروب الداخلية بين الكورد والعرب _مع العلم أن معاداة شعبنا كانت دائماً ضمن أولوية أجندات هذه الشعوب والأنظمة الغاصبة لكوردستان وبالتالي لا يحتاجون لأي (مبررات أخرى) لمعادات شعبنا؛ كونها موجودة بالأساس_ كذلك وبالإضافة إلى ما سبق فإن الإنقسام السياسي بين المحاور الإقليمية جعلت البعض يرفض أي مشاركة كوردية في تحرير مدينة الرقة من “داعش”، لكن بقناعتي فإن هؤلاء الإخوة والزملاء يتناسون قضية جد مهمة، ألا وهي: مسألة الإرهاب في العالم وبأن الكورد وقواتهم العسكرية؛ البيشمركة ووحدات حماية الشعب باتوا شركاء حقيقيين مع العالم الغربي المدني في محاربتها وبالتالي فإن من مصلحة شعبنا وقضيتنا محاربة الإرهاب إلى الأخير، كونها نقطة إرتكاز رافعة لكوردستان.
وأخيراً نقول لكل أولئك الأصدقاء؛ بأن شعبنا دائماً كان يقدم القرابين والتضحيات ضمن مشاريع الآخرين وكملحقات بهم وبالأخير تبقى لنا المقابر وجماجم القرابين، بينما هم كانوا يحققون المكاسب والإمتيازات وربما هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها الكورد هم أصحاب المشروع السياسي وبالتالي فإن تضحياتهم تكون لغاية وهدف وطني كوردستاني وليس دماء مجانية لصالح الأطراف الإقليمية وشعوبها ومشاريعهم وأجنداتهم التي كانت على الأغلب ضد مصالح شعبنا الكوردي.. وآخراً؛ فإن كنا سنكون أتباع وملحقات للآخرين، فلنكن لأسياد العالم وليس لوكلائهم المحليين وأعتقد بات الكورد مرشحين ليكونوا الوكلاء الجدد لهؤلاء الأسياد في منطقة الشرق الأوسط الجديد، بدل الوكلاء التاريخيين.[1]