=KTML_Bold=هل اقترب ميلاد دولة الأكراد؟.. «برزانى» يعلن اتفاقه مع واشنطن بضم أجزاء من الموصل لدولة كردستان=KTML_End=
كورداونلاين
تنسيق مع بغداد لتنظيم استفتاء.. ومخاوف من حرب عرقية مذهبية بالمنطقة حال إعلانها فارس أحمد: سكان إقليم كردستان سيرفضون فكرة الانفصال حال حدوث استفتاء.. ورستم يرد: نتائج الاستفتاء لصالح التقسيم
فى إشارة جديدة واضحة على قرب تقسيم المنطقة برعاية أمريكية، أعلن مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق، أنه أتفق مع الولايات المتحدة على عدم انسحاب قوات البشمركة من المناطق التى تحررها بالموصل.
وقال برزاني خلال زيارته قوات البشمركة على جبهات القتال في الموصل الأسبوع الماضي: خلال زيارتي الأخيرة لبغداد، أكدنا وجوب التفاهم وحسن الجوار وتجنب الصراعات وإذا لم نتوصل إلى حل مع بغداد، فالاستفتاء هو الحل.
تصر كردستان العراق أن المناطق المحاذية لحدودها الرسمية التي تمتد من الحدود مع سوريا غربا إلى إيران شرقا، هي جزء من المناطق التي يجب أن تسيطر عليها، وهو الأمر الذي تعارضه بغداد بشدة.
الإعلان الكردي الواضح حول نية الانفصال عن العراق أثار انتقادات شديدة، حيث أصدرت حكومة بغداد بيانا أعلنت فيها رفضها لتصريحات برزاني.
بغداد ترفض
وقال بيان صادر عن مكتب حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي إن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية ببغداد وإقليم كردستان حول تحرير الموصل، لا يزال ثابتاً ولا يوجد أي تغيير فيه حيث تقاتل قوات البيشمركة جنباً إلى جنب مع القوات العسكرية الاتحادية لتحرير المحافظة من إرهاب داعش.
وشدد البيان على أن الاتفاق يتضمن بندا صريحاً حول انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة بعد تحرير الموصل إلى أماكنها السابقة قبل انطلاق عمليات التحرير.
حرب أهلية
الكاتب الصحفي عبد البارى عطوان – فى مقال له - اعتبر أن تصريحات برزاني تكشف تفاهما أمريكيا بارزانيا على إعلان استقلال إقليم كردستان فور القضاء على داعش فى الموصل، وضم جميع الأراضي التى ستحررها قوات البشمركة إلى الدولة الجديدة بما فى ذلك كركوك الغنية بالنفط وأى أحياء بالمدينة يتم السيطرة عليها عليها .
وحذر عطوان فى معرض تحليله لتصريحات برزاني، من حدوث حرب أهلية بين العرب والأكراد أو بالأحري بين الحكومة المركزية ببغداد وإقليم كردستان، من الممكن أن تنضم لها بحسب عطوان دول مثل تركيا وسوريا وإيران، لافتا النظر إلى أنه من غير المستبعد أن يتوحد العرب سنة وشيعة فى جبهة واحدة ضد القومية الكردية التوسعية فى حرب قد تمتد أعواما وعقوداً .
تراجع أم تقية
ردود الأفعال الرافضة لتصريحات برزاني دفعت رئاسة إقليم كردستان العراق لإصدار بيان يزعم اقتطاعها من سياقها!
وأشار البيان إلى أن الخطاب ترجم بصورة خاطئة، من وسائل الإعلام العربية مؤكداً التزام بارزاني بأي اتفاق مبرم مع الحكومة المركزية في بغداد حول الأراضي المحررة .
وذكّر البيان أن الخطاب كان باللغة الكردية وترجمت جمل معينة من قبل بعض وسائل الإعلام إلى العربية بصورة خاطئة، أدت إلى خروج هذه الجمل من سياقاتها ومضمونها.
حرب برعاية دولية
إلهام أحمد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية أكدت لالأهرام العربي أن البرزاني قد يكون تلقى تشجيعا من بعض القوى الدولية للتوجه نحو الانفصال، محذرة من أن ذلك ليس فى صالح الاستقرار في العراق أو كردستان.
وأشارت إلى أن تصريحات برزاني تأتى فى ظل تعقيدات الوضع بالموصل، محذرة من خطورة اندلاع حرب طائفية ومذهبية بين الشيعة والسنة، والكرد والعرب فى ظل قيام قوي دولية بتعبيد الأرض وتهيئة الظروف لهذه المواجهة التى ستحرق الأخضر واليابس بالمنطقة.
وأشارت القيادية الكردية إلى أن البرزاني ربما يسعي من خلال هذه التصريحات لتحقيق مكاسب سياسية والضغط على الحكومة المركزية ببغداد.
سايكس بيكو جديدة
المفكر الكردي بير رستم يري أن تصريحات ومواقف الرئيس بارزاني بخصوص قضية الانفصال ليست بجديدة، لكن الجديد بالموضوع هو الإعلان عن موقفي واشنطن وبغداد، حيث يعلن للمرة الأولى وبصراحة تامة، بأن هناك ضوءاً أخضر أمريكياً بضم المناطق الكردستانية المتنازع عليها للإقليم والتي كان يجب أن تحل وفق المادة (140) من الدستور العراقي، لكن الصراعات العرقية والحزبية أجلت الموضوع.
وأوضح رستم لالأهرام العربي أنه يبدو من خلال النبرة الخطابية وكذلك ما يجري على الأرض من تنسيق بين كل من البيشمركة والجيش العراقي وذلك لتحرير الموصل من داعش، بأن هناك تفاهماً عراقياً للحل وضم تلك المناطق التي حررها البيشمركة لإقليم كردستان.
وأشار إلى أنه فى ضوء ما يتم تسريبه بين الحين والآخر، من وجود بعض الاتفاقيات والخرائط الجديدة التي رسمت للمنطقة بين الدول المحورية وعلى الأخص الروس والأمريكان، يمكن القول إنه بات من شبه المؤكد وجود خطة لإعادة رسم وتوزيع مناطق النفوذ بين الدول السيادية الجديدة للعالم كخلفاء ووريثي العهد الاستعماري النيوليبرالي للشرق، وذلك بعد أفول نجم الدول الاستعمارية الكلاسيكية، بمعنى أن سايكس بيكو جديدة أو بالأحرى معاهدة كيري _ لافروف والتي ربما نتعرف على بنودها كاملةً في السنوات المقبلة.
واعتبر المفكر الكردي أن الوضع المأساوي والكارثي للمنطقة عموماً وبروز المجموعات السلفية والتكفيرية فيها، وكذلك فشل الدولة العراقية في التصدي لمشكلاتها السياسية والأمنية والاقتصادية، دفع بالكرد والرئيس بارزاني لخيار الاستفتاء والاستقلال والذي لا يخلو أيضاً من مسألة الاستثمار الحزبي لتقوية مواقع الديمقراطي الكردستاني في مواجهة منافسيه السياسيين داخل الإقليم وعلى الأخص كتلة الاتحاد الوطني وكوران المتحالفتين أخيرا.
وحول توقعاته لمستقبل كردستان حال حدوث استفتاء أكد رستم أنه لو تم إجراء الأستفتاء في ظل الانقسام الكردي سياسياً، ستكون النتائج أيضاً لصالح الانفصال كون المناخ السياسي العام في المنطقة يتجه لإنشاء كيانات مستقلة منفصلة مستشهدا بتجربة السودان وكذلك ما يجري في اليمن أو حتى ليبيا وسوريا، حيث المنطقة تتوجه للتفتيت والتجزئة عموماً.
خطة تركيا
وبسؤاله حول رد الفعل التركي المتوقع حال قيام دولة كردية بشمال العراق فى ظل العلاقات المتميزة بين أردوغان وبرزاني، أكد المفكر الكردي أن تركيا كانت وما زالت من أشد المناوئين والرافضين لبروز أي دور ونشاط كردي في المنطقة لكن وبعد كل هذه التطورات والمستجدات وبروز دور كرد سوريا الحلفاء الأقوياء للعمال الكردستاني والمناهض للاحتلال التركي للجغرافيا الكردية، فإن تركيا مدركة بأن الكرد باتوا يشكلون قوة إقليمية جديدة ولن يعودوا للقمقم، وبالتالي فهي مجبرة على القبول بالأمر الواقع وإقرار بولادة دولة جديدة في إقليم كوردستان حيث كوردي حليف أفضل من كردي معارض ومقاوم لسياساتها في المنطقة.
موضحا أن تركيا تعتبر أي دولة كردية حليفة في ظل قيادة برزاني أفضل من دولة تحت قيادة العمال الكردستاني في المنطقة، لافتا النظر إلى أن أنقرة قد تري فى دولة برزاني وسيلة لدفع الأطراف الكردية إلى فتح معارك داخلية، وبالتالي إنهاكها لصالح الدولة التركية.
كردستان الكبري
عدنان بوزان الأمين العام لحزب الشعب الكردستاني السوري أعلن عن دعم حزبه لخطط برزاني الرامية لإعلان استفتاء كردستان العراق ، معتبرا فى تصريحات خاصة لالأهرام العربي أن كردستان العراق ستكون النواة لإعلان دولة كردستان الكبري.
ويري بوزان المقيم بتركيا أنه برغم رفض بعض الأطراف الكردية لفكرة الاستفتاء، فإن كل المؤشرات تؤكد أن أمريكا وروسيا وإسرائيل سيجبرون الكرد على الاستقلال، مشيرا إلى أن التقسيمات الجديدة للمنطقة وعلى رأسها دولة كردستان بيد الدول الكبرى، وسيتم فرضها على الجميع سواء قبل بها الكرد أو رفضوا.
ورفض القيادي الكردي ما يردده البعض من أن دولة كردستان قد تؤدي لحروب جديدة بالمنطقة، مشيرا إلى أنه على العكس من ذلك تماماً فاستقلال كردستان لمصلحة الشعوب المنطقة وخصوصا العرب، لأن الكرد الأغلبية منهم مسلمو السنة لذلك سيدعم العرب الكرد كي يتحدوا معا فى مواجهة الدولة الفارسية في المستقبل القريب.
دعاية سياسية
لكن مصادر كردية من داخل إقليم كردستان العراق تري أن تصريحات برزاني نوع من الدعاية ومحاولة للضغط على حكومة بغداد لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية.
وقالت مصادر داخل كتلة التغيير الكردية المعروفة باسم كوران لالأهرام العربي، إن تصريحات بارزاني أكاذيب ومحاولة للدعاية السياسية فى مواجهة حالة الغضب الشعبي ضد سياسات حزبه داخل الإقليم .
كما توقع فارس أحمد القيادي السابق بحزب الاتحاد الكردستاني الذي يتزعمه مسعود برزاني لالأهرام العربيرفض سكان إقليم كردستان لفكرة الانفصال عن بغداد حال حدوث استفتاء .
وقال أحمد، المقيم بمدينة أربيل العراقية ضمن حدود إقليم كردستان، إن هناك عدة أسباب ستؤدي لفشل الاستفتاء أهمها عدم وجود توافق حزبي بين الأحزاب الكردية داخل الإقليم، فهناك أربعة أحزاب من أصل خمسة موجودين بكردستان ترفض الانفصال ولا يؤيده سوى الاتحاد الكردستاني بزعامة برزاني.
بالإضافة لحالة الغضب الشعبي داخل الإقليم فى ظل توقف حكومة برزاني عن دفع رواتب الموظفين، على الرغم من تصدير أكثر من 7 ملايين برميل نفط دون أن يكون لهذه الصادرات النفطية مردود على حياة سكان الإقليم.
محسن عوض الله / الأهرام العربي
[1]