عنوان الكتاب: المياه سلاح تستخدمه تركيا ضد سكان شمال و شرق سوريا
اسم الكاتب: جمعة خزيم
مؤسسة النشر: مركز آسو للاستشارات والدراسات الاستراتيجية (ASO)
تأريخ الأصدار: 2022
بات جليّاً أنّ الحكومة التركيّة تعتمد على المياه كإحدى الأسلحة الاستراتيجيّة الّتي تملكها في سوريا من أجل دعم عملياتها العسكريّة الّتي تستهدف الوجود الكرديّ في سوريا، وتوسع مناطق سيطرتها في شمال وشرق سوريا، وإجبار القوات العسكريّة والسكّان المحليين للرضوخ لشروطها وسياساتها في سوريا.
منذُ بداية الصراع في سوريا، استخدمت مجمل الأطراف العسكريّة، المياه، لتحقيق مكاسب سياسيّة وعسكريّة واقتصاديّة، وصار توفّر المياه للسكّان المحليين مرتبطاً بشكل كبير بالقوى العسكريّة الّتي تسيطر على مصدر المياه الّتي تغذّي مناطقهم السكنيّة.
فقامت فصائل المعارضة السوريّة باستخدام المياه كسلاح في مواجهة النظام السوريّ؛ ففي عام 2015، قامت فصائل المعارضة بتهديد النظام السوريّ بتفجير نبع الفيجة لوقف النظام عملياته العسكريّة في ريف محافظة دمشق، وأيضاً استخدمت المياه في عمليات المقايضة، حيث تم اشتراط ضخّ مياه عين الفيجة إلى دمشق مقابل هدنة مؤقّتة مع النظام.
وقامت جبهة النصرة بالتفاوض مع النظام السوريّ بعد أن أوقفت ضخّ مياه الشرب (مضخّات سليمان الحلبي) والذي أدّى إلى قطع المياه عن كامل المناطق السكنيّة الّتي تسيطر عليها قوات النظام السوريّ، واشترطت وقف القصف الجويّ لإعادة تشغيل المضخّات، وبالمقابل قام النظام السوريّ بقطع الكهرباء عن مضخّات للمياه في ريف حلب الشمالي أثناء سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة داعش عليها.[1]