مسد والدم الجديد 3
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7836 - 2023-12-25 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
- لقد أثبتت التجربة بأن الأزمة في سوريا أزمة بنيوية لها جذور مرتبطة بالذهنية الإقصائية الرافضة لمفهوم التشاركية في المجتمع والسياسة والاقتصاد، ويشكل النظام بما يمثله من تعبير سياسي ومنهج حكم أحد أهم تعابير هذه الأزمة ومسبب رئيسي لها، كما مثلت العديد من القوى الرافضة للنظام، الوجه الآخر للأزمة بما جسدته من سلوكٍ إقصائي مرتهن للأجندات الخارجية استناداً للتماثل الإيديولوجي والنفعي الانتهازي، والذي يدفع السوريون ثمنه أثماناً باهظة.
لقد أثبتت التطورات الأخيرة في المنطقة وخصوصاً ما يرتبط بأزمة الصراع العالمي وتجسيداتها، بأن جميع محاولات تجنب الحل السياسي الحقيقي واللجوء إلى الاستقواء بالخارج لم تأت بأي نتائج إيجابية لسوريا، وأن فشل السوريين في الاتفاق على صيغة مرضية تنهي الأزمة وتعالج آثارها وتعيد لسوريا عافيتها، ابقتها دولة عاجزة عن أداء أي دور على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
لقد شدد المؤتمر على أهمية استمرار العمل على تنشيط الحوار السوري – السوري من أجل الوصول الى توافقات وطنية تعزز وحدة الطيف السوري المؤمن بالمشروع الوطني الديمقراطي وتعزيز جهوده في تحقيق وحدة سوريا أرضاً وشعباً، كما أكد المؤتمر على أن مجلس سوريا الديمقراطية ملتزم بالخطاب الوطني السوري وأن يهتم بكافة القضايا الوطنية بذات المستوى، وأن يعمل على تبني مواقف جامعة للسوريين، وفكر يلتزم الديمقراطية وحقوق الانسان ووحدة وحرية سوريا، كما حث المؤتمر أعضائه على بذل كل ما يمكن من جهود لاستكمال تحقيق أهداف المجلس على الصعيد الوطني، واعتبر المؤتمرون أن مجلس سوريا الديمقراطية لا يزال يمثل أهم مشروع سوري ذو رسالة وطنية تعبر عن حقيقة التنوع الثقافي والقومي والديني، وتجسد قيم التسامح والعيش المشترك.
أكد المؤتمر على مكانة الدول العربية وأهمية دورها في المنطقة، وابدى المؤتمر انفتاحه على أي مساهمة تهدف لاستعادة الدور العربي في سوريا على ركيزة دعم إرادة السوريين في الانتقال الديمقراطي، واستعادة دورها كلاعب حيوي في ضمان الأمن والاستقرار الإقليمي.[1]