المرأة الكوردية نموذجا للشجاعة في محاربة الطغاة و الارهاب
ا .د . قاسم المندلاوي
امتازت المرأة الكوردية بالدور القتالي و العسكري ضد نظم الاستبداد والطغاة في ” تركيا وايران وسوريا والعراق ” و في محاربة ” داعش الارهابي ” فهي مقاتلة ” بيشمركة ” في صفوف ثوار و مناضلين #حزب العمال الكوردستاني# دفاعا عن حقوق الكورد في شمال كوردستان المحتل من قبل تركيا ، وخلال السنوات الاخيرة انضمت الاف الفتيات المقاتلات الى صفوف هذا الحزب ، وشاركن في معركة تحرير مدينة ” كوباني ” غرب كوردستان ، ومن اشهر المناضلات – المقاتلات ” سكينة جانسز ” من مؤسسي حزب العمال الكوردستاني و اطلق عليها ” اسطورة ” اما بالنسبة للمناضلة البطلة ” ليلى زانا ” وهي اول امرأة كوردية تم انتخابها للبرلمان التركي عام 1991 وخلال خطاب التنصيب وبسبب تحدثها باللغة الكوردية جردت من حصانتها وحكم عليها بالسجن لمدة 15 سنة واعترفت منظمة العفو الدولية بانها سجينة الراي ” و في عام 1995 منحت بجائزة ” ساخاروف ” من الاتحاد الاوربي ولكن ما الفائدة مع نظام شوفيني وحكام مستبدين و ظلام في تركيا ” كذلك المناضلة – الناشطة السياسية ” فيليكناس اوجا الالمانية ” وهي من اصول كوردية ايزدية ” والمناضلة الايزدية الكوردية البطلة ” زريفه وسي ” من قرية زورافا في شمال سنجار التي تسكنها عشائر جوانا الايزدية بزعامة داوود الداوود وقفت ببسالة و قاتلة الى جانب رجالها مثل حموشرو وخلف الناصر و داوود الداوود ضد حملة ” فريق باشا ” الذي اراد ابادة المكون الايزيدي الا انه مني بالفشل الذريع بفعل صمود المكون ، وتخليدا لموقف هذه البطلة فقد تم تسمية احدى مدارس مدينة سنجار باسمها ، وشاركت المرأة الكوردية ” البيشمركة ” في غرب كوردستان في القتال ضد داعش والغزو التركي الفاشي وهن في صفوف وحدات حماية المرآة و قوات سوريا الديمقراطية و لعبت دورا رئيسيا لفك الحصار لمدينة ” كوباني ” حيث قاتلة بشجاعة وبصالة وصمود ضد تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش ” وتمكنت من هزيمة هذا التنظم الفاشي و تحرير المدينة ، وشاركت مع مقاتلات حزب العمال الكوردستاني البطلات في انقاذ الايزيدين المحاصرين في جبل سنجار من قبل ” داعش الفاشي” حيث تعرضت الفتيات الايزديات الى جرائم دواعش الساديين من قتل وخطف واغتصاب و التعذيب بابشع الوسائل وتقف في مقدمتهن الفتاة المظلومة ” نادية مراد ” من قرية ” كوجو ” التي كانت الهدف الاول لهجوم داعش على سنجار حيث ابادوا سكان القرية بالكامل ومن بقي حيا فقد اختطف ، نادية مراد التي قتل من عائلتها 13 فردا و كان للخبر الذي تناقلته الاعلام المحلية و العالمية وقعة المؤثرعلى الضمير الانساني لما حصل لهذا المكون المسالم الهاديء فاستدعيت ” نادية مراد ” الى منظمة الامم المتحدة فالقت كلمة عن هول الفاجعة النكراء التي حلت بهم والتي فاقت في بشاعتها كل الجرائم الوحشية التي حدثت في العالم ابكت ممثلي دول العالم وفي مقدمتهم ” بان غي مون ” السكرتير الاسبق لمنظمة الامم المتحدة ليقوم من منصته ليحتضنها وعينيه ملئ بالدموع وقرر تعينها سفيرة للسلام ، كما استقبلها كبار المسؤولين في البيت الابيض وعلى ما اذكر فان الرئيس الامريكي الاسبق ” ترامب ” قد تبرع بسبعين مليون دولار لاعمار مدينة سنجار ، كما استقبلها الرئيس الفرنسي ” دانييل ماكرون ” في قصر الاليزيه ، ومنحت ” نادية مراد ” جائزة زاخاروف الروسية للسلام كما منحت جائزة نوبل للسلام فقررت ان تبني مستشفى في المدينة بمبالغ الجائزتين .. تحية اكبار وافتخار الى البطلة الشجاعة ” نادية مراد ” والى جميع الايزديات في انحاء العالم .، ونؤكد مرة اخرى للدور الشجاع لمقاتلات البطلات ومقاتلين الابطال حزب العمال الكوردستاني ولولا وجودهم لما بقي للايزدية اي اثر في مدينتهم الجميلة ” شنكال ” ، و شاركت المرأة الكوردية ايضا في ” الاسايش ” ضمن الادارة الذاتية واخريات شاركن في الجانب السياسي والاداري منهن المناضلة ” اسية عبدالله “هي الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي منطقة الادارة الذاتية والمناضلة ” هيفاء ابراهيم ” رئيسة وزارة مقاطعة عفرين في منطقة الادارة الذاتية و المناضلة ” هدية يوسف ” رئيسة مشتركة في اللجنة التنفيذية لاتحاد شمال في منطقة الادارة الذاتية والمناضلة ” الهام احمد ” الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي ” الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية ” ، وتأسيسا على نضال المرأة الكوردية وكفاحها و شجاعتها و صمودها في ساحات القتال ضد العدو اكتسبة شهرة عالمية مما اصبحن قوة اممية و نموذج مثالي ورمزا لنضال و صمود المرآة في العالم ، و نستذكر هنا ما قالت سيدة البيت الابيض و وزيرة خارجية امريكا الاسبق ” هيلاري كلينتون ” بعد مشاهداتي لفتيات الكورد وهن يدافعن بصدور عارية عن شعبهن ضد الارهاب المدجج بالسلاح ان افتخر باني امراة قوات البشيمركه البطلة من النساء و الرجال ” كما و قررت هذه السيدة الامريكية المحترمة انتاج مسلسل لآل كلينتون يجسد بسالة و شجاعة الفتيات الكرديات في تحرير كوباني من تنظيم ” داعش الارهابي الفاشي” . .
وفي اقليم كوردسان ” ناضلت المرأة الكوردية سنوات طويلة ضد الانظمة الديكتاتورية المتعاقبة وخاصة ضد نظام البعث أبان حكم الطاغية ” صدام حسين ففي عام 1988 وخلال حملة الانفال تم احتجاز الاف النساء الكورديات وساقوا بهن الى سجون و معتقلات التعذيب و اعدم الكثير منهن ، وفي عام عام 2015 تم انشاء وحدة خاصة ” للبيشمركة النساء في اقليم كوردستان ” بهدف القتال في الخطوط الامامية ضد ” داعش الارهابي ” دفاعا عن كوردستان ، ولا ننسى المرأة الكوردية الفيلية ، ففي عام 1974 قام نظام البعث الفاشي باعتقل المناضلة الفيلية ” ليلى قاسم – وهي من قضاء خانقين ” كانت عضوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – درست علم الاجتماع في كلية الاداب – جامعة بغداد ” وبعد تعذيبها في معتقلات بغداد تم اعدامها في #12-07-1974# ، وتعتبر ليلى قاسم شهيدة القومية الكوردية لدى الشعب الكوردي ، وقام نظام البعث الاسود اعتقال مئات الفيليات خلال حملة التسفيرات عام 1980 وماتت الكثير منهمن تحت التعذيب في زنزانات و سجون الطاغية صدام ، هذا غيض من فيض من جرائم صدام وحزبه ” البعث الفاشي بحق المراة الكوردية ، هنالك ادوار اخرى للمرأة الكوردية حيث كانت المناضلة الفيلية ” زكية حقي ” اول قاضية في الشرق الاوسط ” عينها ” الزعيم عبد الكريم قاسم ” واصبحت لاحقا عضوا في قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفي عام 2003 تم تعين السيدة ” نسرين برواري ” وزيرة للبلديات و الاشغال العامة في مجلس الوزراء المؤقت .
اما بالنسبة لنضال المرأة الكوردية في ” شرق كوردستان ” فهي بيشمركة – مقاتلة في صفوف ثوار الكورد المدافعين عن حقوق الشعب الكوردي ضد حكام ايران المستبدين والظلام والعنصريين ، فالمرأة الكوردية ومنذ الحرب العالمية الاولى قاومة هجمات الاعداء في الجيوش الروسية و التركية و الايرانية التي غزة ارض ابائهم ، ففي عام 1915 قام الجيش الروسي بقتل و ذبح مئات من النساء و الرجال الكورد العزل واساءوا الى الفتيات الكورديات ، وفي عام 1936 وخلال نظام ” رضا شاه ” اصدر هذا المجرم المعتوه مرسوم بالكشف عن النساء قسرا ، وخلال اعلان جمهورية كوردستان في مهاباد 1946 بدات مئات النساء المشاركة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحمل السلاح و التدريب على القتال والفنون العسكرية وكثير منهن شاركن ايضا في الجوانب السياسية والادارية وخلال هجوم الجيش الايراني على جمهورية ” مهاباد ” شاركت المرأة جنبا الى جنب اخوانهم الثوار في العمليات القتالية ضد الجيش الايراني دفاعا عن استقلال جمهورية كوردستان ، اما بالنسية لحكام ايران الجدد بعد ثورة عام 1979 فبدلا من نشر العدالة و الحرية والسلام في ربوع ايران ، قاموا باضطهاد المكونات غير الفارسية وعدم الاعتراف بحقوقهم العادلة و اساءوا الى الكورد وقاموا بشن حرب الابادة على الشعب الكوردي مثل ما فعل شاه ايران المقبور قبلهم . ان حكام الشيعة في ايران لم يكتفوا بهذا القدر من الظلم والعدوانية فقد ارسلوا المجرمين والارهابين لقتل زعماء الكورد في اوربا نذكر منهم ” الشهيد عبد الرحمن قاسملو ” وغيرهم ولا ننسى ما تقوم به الجيش الايراني بقصف القرى والارياف والقصبات الكوردي في اقليم كوردستان بشكل مستمر ، كما تفعل تركيا ” دولة الارهاب ” بقصف القرى والمدن الكوردية في جنوب وغرب كوردستان ظلما وعند استفتاء شعب اقليم كوردستان عام 2017 حاربوا ارادة هذا الشعب بشتى الوسائل واعلنوا عبر وسائل الاعلام ” لا نريد دولة اسرائيل ثانية على حدودنا ” ولا ننسى الجريمة النكراء لحكام ايران عندما ارسلوا قوات عسكرية ومليشيات واسلحة الى العراق للمشاركة مع الجيش العراقي ومليشات الحشد الشعبي بالاتفاق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لاحتلال المناطق الكوردية المتنازع عليها ” وتقوم السلطة الايرانية الارهابية باعتقال الاف النساء والرجال من الحزبيين و السياسيين والناشطين الكورد وزجهم في سجون التعذيب ومن ثم اعدامهم ، وتعد ايران ثاني دولة في العالم بعد الصين في قائمة اكثر الدول تنفيذا لعقوبة الاعدام ، وقامت القوات الايرانية باعتقل الناشطة الكوردية ” انيسه جعفري ” وهي من كرمنشاه – شرق كوردستان و طالبة قسم اللغة وعضوة مجلس الكتاب والادب … لقد برهنت المرأة الكوردية في جميع المواقف و الاحداث شجاعتها و جدارتها و قدرتها الدفاعية و صمودها الطويل ضد الاعداء وانها حقا جديرة بالاحترام و التقدير العالمي . فالمرأة الكوردية سجلت صفحات مشرقة من تاريخ ونضال الشعب الكوردي الطويل من اجل الحرية واستقلال كوردستان .
تحية اكبار وافتخار للمراة الكوردية المناضلة والمقاتلة من اجل االحرية والعدالة والسلام و تاسيس دولة كوردية[1]