أضواء على الكورد الفيلية في العراق/القسم 1
#احمد الحمد المندلاوي#
الحوار المتمدن-العدد: 4320 - #29-12-2014# - 19:41
المحور: القضية الكردية
مقدمة
قبل الخوض في سرد الموضوع لابد وأن نشير الى أنَّ الكورد الفيليين في عراقنا الحبيب لهم مزايا قلّ ما تجدها في الإثنيات الأخرى في المنطقة و غيرها،وذلك لثلاثة أمور تتسم بها هذه الشريحة دون غيرها،وهي:
1- الكورد الفيليون ،من التسمية يظهر جلّياً،بأنَّهم من القومية الكوردية بلا أدنى شك في ذلك، فما للأكراد لهم أيضاً من التراث الحضاري والإنساني، و ما الى ذلك من التبعات التاريخية والثقافية،إذن فهم حسب الانتماء القومي كورد (أكراد) .
2- الكورد الفيليون، أغلبيتهم (98./.) مسلمون،وهناك الكاكائية (مندلي و خانقين و كركوك)،،وقلة قليلة من اليهود ،هذا من ناحية الديانة ،ومذهبياً هم من الطائفة الشيعية (الأثنى عشرية) ،بينما بقية الكورد من الطائفة السّنّية (غالبيتهم من الشافعية)،إذن فهم مسلمون شيعة،و لهم باع مشهود في حبهم للطائفة ،وترسيخ أركانها في البلاد.
3- الكورد الفيليون، تقع مناطق سكناهم في وسط العراق وجنوبه ،أي أنَّهم حلقة وصل بين شمال الوطن وجنوبه ،وأمسى بذلك جسر المودة والمحبة بين طرفي البلاد في تواجدهم السكاني.
والنتيجة الحاصلة من الأمور الثلاثة المتجذّرة في كيان المواطن الكوردي الفيلي ،هي:
- الكوردي الفيلي قومياً جزء لا يتجزّأ من الكورد عموماً و يشاركهم في الحس القومي.
- الكوردي الفيلي عقائدياً جزء لا يتجزّأ من المسلمين عموماً، ويشاركهم في الحس الديني.
- الكوردي الفيلي مذهبياً جزء لا يتجزّأ من المسلمين الشيعة، ويشاركهم في الحس المذهبي.
من هنا يلتقي الكوردي الفيلي مع الكورد قومياً،ويلتقي مع العرب المسلمين السنة و غير العرب دينياً(عقيدة)، و يلتقي مع العرب المسلمين الشيعة و غير العرب مذهبياً ،فمن هنا يلتقي مع الجميع في معاملاته التجارية و غير التجارية ،و ترفع الحواجز و الستائر بينهم و بين من يعايشونهم، و يساكنونهم ،وهذه ميزة فريدة لهذه الشريحة المظلومة،بل ترسخت في أعماقهم ،و سرت في دمائهم،و أمست جزءاً مهماً من التكوين الثقافي و الحضاري لهم عبر حياتهم الاجتماعية ،و السياسية ،و هناك عشرات المئات من الأمثلة الواقعية ،والحقائق المبينة على الساحة المدنية و الشعبية،من حالات الزواج و الانخراط في الأحزاب السياسية، والمنظمات الإجتماعية ،والأعمال التجارية،و تسري هذه الحالات بلا أي أدنى تحفظ، رغم الجور و الاضطهاد المبرمج لهم من قبل الأنظمة على مسار الزمن، فمنذ تشكيل الدولة العراقية(1923م) الى سقوط الصنم في (2003م)،بل كانت ردود الفعل لتلك الإنتهاكات الفظيعة، والمخالفة الجهورية لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الانسان بالنسبة للشريحة ايجابية أكثر من ذي قبل ،وتمثّلت في موردين رئيسين ،و هما:
ألف – المطالبة بحقوقهم المشروعة وفق الشريعة الاسلامية ،والقوانين الدولية،و بعيداً عن ممارسات العنف،والردّ بالمثل.
باء – تكوين أنفسهم (مادياً و معنوياً) في بلدان المهجر، و مدّ يد العون لكل عراقي مغترب يعاني من جور النظام البائد و إنتهاكاته الفظيعة لحقوق الانسان.
من هنا أمسى الكورد الفيليون جسر المودة و المحبة بين جميع أطياف المواطنين العراقيين في فَسيفساء عراقنا الحبيب.
احمد الحمد المندلاوي
بغداد
[1]