تزايد المخاطر على استقرار اقليم كوردستان يوميا
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6358 - #22-09-2019# - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الحال الموجود لا يمكن ان يستمر و هو على ارجوحة تتمايل بين الاستقرار و الهيجان، او بالاحرى ان الاستقرار الموجود في اقلبم كوردستان هو في اساسه هش و لم يترسخ بعد، الخوف مسيطر على الناس و العلاقات بين الاحزاب التي هي تامر و تنهي في السلطة و حتى هم فوق السلطة و الحكومة تاتمر بهم وهم الذين من المفروض ان يكونوا تحت سلطة الحكومة و لكنهم هم الجهة المنفذة و هم اعلى من السلطة العليا و حتى قبل البرلمان، الا ان في الواقع فان الشخصيات المتنفذة و الكتلتلات الحزبية و الاقطاب هي التي لا سلطة فوقها.
ان ما نعنيه بالاستقرار هو تامين الناس لمستقبلهم القريب على الاقل و عدم سيطرة القلق على حياتهم في مقدمة الامور التي تعتبر من اهم قواعد الاستقرار المطلوب، بعيدا عن الصراعات الخشنة و الاحتكاكات والتلاسنات المستمرة مع حركات بهلوانية طفولية تحدث بني فينة و اخرى و التي تهز قوام السلطة و الاقليم في كل لحظة الى ان يؤدي الى سيطرة حال يدب فيها الخوف في فكر و مسيرة حياة الناس .
الموجود هو انعدام البرنامج المتفق عليه من قبل المتلسطين في ظل فقدان الثقة بين الجهات و التي تدار كوردستان اصلا من قبلهم و هم الحرس القديم و العقلية المنتهية الصلاحية التي لم تقرا المعادلات الجديدة التي استحدثت في المنطقة اصلا، و هي تحكم بعيدة عن المؤسساتية المطلوبة التي تبعد المزاجية و المصلحية في الحكم. و الحكومة التي من المفروض ان تكون ائتلافية مشتركة للقوى، الا ان الانفرادية هي السمة التي تظهر في العلم في الواقع الموجود من انعدام المعارضة القوية التي تسبب في تارجح ميل الحال الموجود الى عدم الاستقرار باستمرار.
الوضع الاقتصادي الهش المستند اصلا على ريع النفط في اطار المخاطر الموجودة دائما نتيجة الارضية التي تؤدي الى عدم تمرير قانون النفط و الغاز و في ظل العلاقات المتوترة بين بغداد و اربيل و علو صوت التشدد و بروز الشوفينية العرقية و المذهبية بين القوى العراقية بشكل جلي اخيرا، مما يسببب هذا الي تلاشي الامل الصغير الذي كان موجودا من قبل في التوصل الى الحلول للمشاكل المتعلقة بين الطرفين، و كل هذا في حال عدم وجود الثقة بين الطرفين و هو الاساس لابعاد الحلول المطلوبة .
المنطقة على شفا التغييرات و الانعطافة السياسية المنتظرة نتيجة الخلافات بين القوى الكبرى و دول المنطقة و الموجود من استمرار تفاعل افرازات الربيع العربي والصراعات الدولية في المنطقة مع التدخلات الخارجية في تلك الدول التي انحدرت فيها مسيرة الثورات. و ما يحدث و الموجود يؤثر بشكل مباشر على كوردستان كما هو المعلوم.
اي المؤثرات ناتج من المعادلات الدولية و ما تشهده المنطقة بشكل عام مع الوضع الداخلي لكل دولة بما فيها كوردستان و ما في الساحة ااداخلية فيها من الصراعات و عدم وجود الوحدة الداخلية و التعاون المشترك. و نتاج المعادلات هذه تسيل افرازات على الساحة و تجعلها متزحلقة و تتسبب في انحرافات لقوى المؤثرة، مما تفرض هذه الحال القلق و انعدام الامان و الخوف المستمر اضافة الى الحالة الاقتصادية التي تشكل دافعا لقلق المواطن اصلا و عدم تامين او ضمان مستقبله و انتظاره للاسوا بشكل دائم. هذا كله يؤثر على حياة الناس في كوردستان مع ما موجود فيها و في ساحة تتصارع عليه القوى بشكل خطر و تدار بعقلية غير ملائمة للمرحلة و في ظل انعدام البرامج و الخطط الاستراتيجية المطلوبة للتعامل مع الحال وقراءة الموجود لاستشراف المستقبل لدى السلطة او الاحزاب الكوردستانية. مع ياس الشعب بشكل عام و انعزاله في التعامل مع الواقع الموجود و ابتعاده عن اداء الدور المطلوب منه مشاركة او مراقبة او حتى معارضة.
وبه يمكننا ان نقول ان اسوا المراحل هي الموجودة حاليا و ما نحن فيها، و ان لم تعبر بشكل حسن سوف نحتار من الامر و لا يمكن ان ننتظر الافضل مستقبلا. و الاهم المطلوب الذي لا تلتفت اليه السلطة و هي تحت هيمنة مصالح الاحزاب هو قراءة الواقع الموجود و ما نتجته اياديهم و ادت اصلا الى قطع الكريق امام انبثاق المؤسساتية التي يمكن ان تقلل من دور الحزب و الشخص في تقرير المصير و في القرارات المهمة التي تدعها في حضن التوجهات الجماعية و بعيدة شيئا ما من المصالح الحزبية الشخصية القحة.
و من اجل عدم افلات الفرصة و تجاوز المحن و توضيح الطريق لعبور المرحلة يجب التعامل مع الواقع الموجود و ليس بخيال ان اردنا الحلول الجذرية للمشاكل المستعصية من العبور الى الضفة الاخرى، وهو العمل على تامين ارضية لكيفية سيطرة حكم العقلية الجماعية و التعاون المشترك للنسبة القليلة الموجودة من القيادة الحكيمة التي غطتها نتاج عمل ايدي القيادات الغشيمة و سيطرة القوى المصلحية، و العمل على كيفية تحسين الحال و اقرار الاصلح و التعامل مع المعادلات بشكل جيد.[1]