حوّل النحات أردال توت مستودعه الصغير إلى ورشة عمل للنحت والأعمال اليدوية بعد استبعاده عن العمل من قِبل البلدية فيجسّد الحياة في الحجر والطين والخشب.
بعد قيام حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بتعيين وكلائها في بلدية آمد الكردستانية عام 2016، أصدرت البلدية قرار استبعاد النحات أردال توت عن عمله، فلم يستسلم لهذا القرار لتتجدد إرادته لإنجاز عمل قيم، فحوّل مستودعه الصغير الذي لا يتجاوز مساحته 80 م2 إلى ورشة عمل للنحت ولأعماله اليدوية.
في ورشته الصغيرة يعمل أردال توت على تجسيد الحياة في الحجر والطين والخشب، وتعليم النحت لعشاق هذا الفن الجميل.
أردال توت من مواليد ناحية فارقين التابعة لولاية آمد، يعمل في الأعمال اليدوية منذ نعومة أظافره، مما جعله يتميز بِحسٍ فني رائع.
عندما كان في فارقين كان يلعب بالطين والأسلاك والخشب، ودرس الفن في المرحلة الإعدادية كما اهتم بالرسم وبعد التحاقه بالجامعة تعرّف على فن النحت حينها أدرك أن هناك فن للنحت.
اهتمامه الرئيسي هو الحجر ولكنه يعمل في الطين والخشب الطبيعي أيضاً، من وجهة نظر توت فأن النحت هو فن ثلاثي الأبعاد يمكن الناس من رؤيته وملامسته من جميع الجهات فهو فن وشكل قيم موجود قدم التاريخ حيث كان يعتبر في ذلك الوقت نقشاً على الحجر.
يمارس فن النحت على الحجر منذ عشرين عاماً فهو اهتمامه الرئيسي، أما فن النحت على الخشب الطبيعي والطين فقد مارسه منذ ست سنوات.
صنع المنحوتة لدى توت يستغرق وقتاً طويلاً ليجسّد الحياة في الحجر والطين والخشب. ويعتبر ورشته الصغيرة أكاديمية للفنون اليدوية يعلم الفئة الشابة المهتمة بهذا الفن في آمد.
النحات والرسام توت يرغب بنحت تماثيل للعديد من الأبطال والرواد الكرد ونصبها في الساحات ويحلم أن يصنع تمثالاً لرمز السلام؛ طاهر ألجي في يوم من الأيام ويضعها في سور آمد هذا الحلم يتطلب مساعدة من البلدية بحسب زعم توت إلا أن البلدية لا تولي الاهتمام بالحِرف اليدوية وحتى الآن ليس هناك تمثال من صناعة يد توت في مدينته.
كما أوضح توت لوكالة أنباء الفرات ANF أنه عندما عينت حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وكلائها في بلديات كردستان، أزالوا جميع التماثيل من أماكنهم، بهذه الممارسات يريدون طمس هوية الشعب الكردي وتاريخه “عندما عين البلدية الوكلاء أزالوا جميع تماثيل القادة والأبطال ورموز الكرد من أماكنها، وفي مقدمتهم تمثال أحمدي خاني الذي أُنشِئ ونُصب في آمد في ذكرى مجزرة روبوسكي، واحترق قلبي لهذا، وعلى جميع النحاتين أن يحتجوا على هذه الممارسات الشائنة، سعوا من خلال هذه التصرفات اللاأخلاقية لتشويه التاريخ الكردي وطمسه، والقضاء على تراث شعب؛ نعم يمكنهم إزالة تمثال من ساحة ولكنهم أبداً لن يتمكنوا من محوه من قلب ومخيلة وعقل الإنسان الكردي”.[1]