تحل علينا اليوم ذكرى وفاة الشيخ الذي اهتم بتحسين معيشة #الكرد# وبذل كل جهده في توحيد الكرد ضمن #دولة كردية# فمن هو الشيخ عبيد الله النهري؟
هو الشيخ عبيد الله بن السيد طه بن الشيخ #أحمد النهري# (1831 – 1888)، ينتمي إلى مدينة شمدينان الصغيرة بمنطقة (#هكاري# ) وهي قرية بشمال #كردستان#، كان زعيم الطريقة #النقشبندية# في كردستان بعد الشيخ خالد النقشبندي، وكان من كبار الإقطاعيين الكرد آنذاك وكان له نفوذ قوي من خلال ممثليه الدينيين ( يسمون خلفاء ) وقد وظف نفوذه وأسلوبه الخطابي في خدمة القضية الكردية وشارك مع 5000 من مريديه في الحرب جانب العثمانيين ضد الروس ( 1877 – 1878 ) وبعد هزيمة العثمانيين ونتيجة القهر الذي سلطته الدولة العثمانية على الكرد وجه الشيخ مريديه بالثورة ضد الدولة التركية ( 1880 ) ورتب البيت الكردي من الداخل، وأقام قواعد السلوك الاجتماعي في مناطق نفوذه وفرض عقوبات على اغتصاب أو اضطهاد لأي حق من حقوق السكان، ونشر العدل، وحرم الرشوة، ووقف ضد أعمال النهب، وقاطعي الطرق، وسعى إلى إشراك سائر المناطق الكردية في الثورة وأرسل مبعوثيه إلى مناطق كردستان داعيا الزعماء الكرد للنضال ضد الدولتين العثمانية والفارسية معا وسعى إلى إقامة اتحاد قبلي كردي وتوظيفها في الثورة بفعالية وفي نهاية تموز (1881 )عقد الكرد أول مؤتمر لهم في شمدينان وحضره ممثلي معظم القبائل الكردية، وأجرى اتصالات مباشرة مع مارشمعون الزعيم الديني للآشوريين وكذلك أجرى اتصالات مع شريف مكة، ومع خديوي مصر وحرص الشيخ على إقامة أحسن العلاقات مع الأرمن في منطقة وان، بدعوة من الارشمندريت الأرمني اوهانيس، حيث كان ممثله للشؤون الخارجية أرمني.
ونبه الشيخ آلاف المقاتلين الكرد المرافقين له إلى أن الأرمن أخوة لهم، وإن إلحاق أي أذى بهم يعد إهانة شخصية له.
ثم اندلعت الثورة على الحدود الشمالية الغربية ( الحدود الإيرانية التركية ) وانتشرت بسرعة واستطاعت السيطرة على أغلب مناطق شرق كردستان وأنشأ فيها دوائر كردية رسمية للإدارة المحلية وأرسلت تركيا جيشا لمساندة الجيش الإيراني في إخماد ثورة الكرد بناء على اتفاق مسبق بين البلدين.
وعند اقتراب القوات الكردية من تبريز تدخلت قوات روسية لمساندة الجيش الإيراني لإخماد الثورة، بعد أن طلبت منها رسميا، وحاصرت الجيوش الإيرانية والتركية والروسية القوات الكردية وأجهضت الثورة وسيق الشيخ النهري ليقيم في إستانبول (كأسير فخري ) حتى عام 1883 وبعدها إلى المدينة المنورة وتوفي فبها بتاريخ 23 تشرين الأول عام 1888 .
ماذا قال الأوربيين والمستشرقين عن الشيخ عبيد الله النهري ؟
يقول رجل الدولة البريطاني اللورد كرزون المتوفي 1925 عن الشيخ عبيد الله النهري ” لقد ذاعت وانتشرت شهرة الشيخ عبيد الله النهري في كل مكان، وكان الكرد ينظرون إليه كمخلص”
ويقول عنه الكاتب الفرنسي المعروف ( كريس كوجيرا) في كتابه الحركة القومية الكردية:
“كان الشيخ عبيد الله إنسانا بسيطا قانعا عادلا مؤمنا بالله ومتدينا جدا، كان مهتما بتحسين معيشة الكرد وكل ذلك دفع مواطنيه إلى تبجيله والنظر إليه وكأن الله أرسله إليهم كمنقذ”
أما الباحث الكردستاني عبد الفتاح البوتاني فقد قال عنه: “الشيخ عبيد الله النهري أفضل نموذج للقيادات الكردية التي ظهرت بعد حكم الإمارات، وهو على حد قول ديفيد ماكدوول وفي نظر الكثيرين أول بطل قومي كردي لأنه قام بثورة بأسم القومية سنة 1880 وكان هدفه توحيد الكرد ضمن دولة كردية”.
يذكر أن الشيخ عبيد الله النهري فارس من فرسان ميادين الأدب والشعر وله ديوان بعنوان “تحفة الأحباب”.
المصدر: مجموعة من المصادر الكردية ووثائق بريطانية[1]