#بدري نوئيل يوسف#
مقدمة:
يتضمن الفلكلور الكوردي أحداثاً مهمة وشاملة لحياة الشعب، لم يدرس لحد الان دراسة ميدانية وعلمية، هذا التراث الضخم الذي يمتلكه الشعب الكوردي معتدا على المعلومات الشخصية، والاستفسار من بعض كبار السن دون اللجوء الى الاقامة في ميدان البحث، تراث يمثل صوراً شتى للحياة العامة في هذا المجتمع العريق، بما في ذلك فنونهُ واحتفالاتهِ وسلوكهِ، شعب له تراث فولكلوري كبير و متنوع، والذي ساعد على تكوين هذا التراث الضخم و نموه و انتقاله من جيل الى جيل اخر هو الموقع الجغرافي، الذي سلكه هذا الشعب من جبال وانهار وعيون دافقة وأراضي خضراء وبساتين جميلة وهواء منعش، ان هذا الموقع الجبلي ساعد من جانبه على ان يحتفظ الشعب بفولكلوره الاصيل، والتقاليد والأعراف الموروثة من الاجداد الى الاحفاد، و تخضع تلك التقاليد والأعراف لتأثيرات الطبيعة الجغرافية او المناخية التي تتجلى في مظاهر الحياة كشكل او هيئة الملابس وتصاميم البيوت والأثاث المنزلي وغيرها، وطقوس الزواج التي يمارسها الشعب الكوردي تمثل فلكلورًا خاصًا، له طابعه المميز عن بقية الشعوب، حيث لم تؤثر عليها عمليات التطور والتمدن، وخصوصًا في الأرياف.
عادات وتقاليد :
من عادات الكورد اثناء بدء مراسيم الزواج، تحريم الام حديثة الولادة حضور حفلة الزفاف، والتشاؤم من الام الحديثة الولادة، والتي يسمونها في عدة الاربعين يوم بعد الولادة، من حضور حفلة الزفاف لأنهم يعتقدون بأنها نذير شؤم على العروسين، وبأن العروسان الجدد سوف لن ينجبان الاولاد في المستقبل، وإذا حدث وحضرت الحفلة، وصارت الصدف بأن العروسين يتأخران بالإنجاب، أو لم يرزقهما الله، يلقى باللوم على الام الحديثة الولادة، والكل يرمقها بنظرات العتاب، وإذا مات الرجل قبل أن يزف إلى الفتاة التي عقد قرانها، اعتبروا هذه الفتاة نحسًا، فلا يتقدم أحد للزفاف منها، وإذا ما تكرر الأمر مرة ثانية لنفس الفتاة، فلا يجرؤ أحد بعدها على التقدم لخطبتها، أما إذا حدث العكس وماتت الفتاة وعاش الرجل، فإن ذلك لا يعتبر نحسًا عندهم، ولا يتشاءمون منه، ولو تكرر الأمر عشر مرات.
الإشبينة أو القريبة :
هي (المرأة التي تقوم بخدمة العروس يوم زفافها وقبل الزفاف) ، وتسمى باللغة الكوردية (بَه ربووك).وكانت قديما المرأة التي تقرب وجهات النظر بين الطرفين ، وتلعب دورا مهما في إتمام الزواج، حيث أنها تتمتع بفكر ودﮪاء غريبين لإنجاح او إفشال مشروع الزواج. تعتبر الاشبينة سيدة الموقف في كل حالات الزواج، لأن العروسين ما كان لهما ان يتعرفا على بعضهما بعضا إلا بليلة الزفاف، وكانت الاشبينة تتولى بدهائها الشديد، تجميل صورة العروس بوصف عينيها الواسعتين السوداويين، وشعرها الحريري، وقامتها الفارعة الممشوقة، وبشرتها البيضاء، ونضارة وجهها الناصع المدور لإذكاء الرغبة عند عريسها، او بالعكس مقابل أجر يدفع لها، تضاف اليها هدايا وهبات ذوي العروسين رغم أنها نادرا ما كانت تصدق في أقوالها، وكانت الاشبينة او بعض الوسيطات من اقارب الطرفين، السبيل او الوسيلة الوحيدة للجمع بين الفتيات والشباب، اذ كانت الاذن تعشق وتحب، وينطق اللسان بالموافقة قبل ان ترى العين شريك الحياة.
الاشبينة قادرة ايضا على افشال اي مشروع زواج، مهما كانت درجة الانسجام بين اسرتي العروسين، مستخدمة اساليبها الملتوية والشيطانية، لأسباب كانت تتعلق بأتعابها في اغلب الأحيان، لا لكونها متسلحة بعصا سحرية، بل لأن العادات والتقاليد المتبعة وقتذاك ،كان يتحتم وجود الاشبينة في عملية تهيئة العروس للزواج، منذ اللحظات الاولى لخطوبتها وما قبلها من ترتيبات، وحتى ايصالها الى بيت الزوجية، وكان من المعيب جدا بل من المستحيل ان تتزوج الفتاة، بدون ان تتولى امرها اشبينة مخضرمة ومعروفة في الحي او المنطقة برمتها.
وفي ظل تلك السلطة الممنوحة للاشبينة لا تمانع مطلقاً في تلميع وتجميل صورة عجوز في العقد الخامس او السادس من العمر، لتزويجه فتاة في عمر حفيدته مقابل حفنة من المال، مستغلة في ذلك التقاليد الاجتماعية السائدة، وكانت الاشبينة تلعب دورا محوريا في إتمام عملية الزواج، وتذليل العقبات التي تواجهها والتوفيق بين الرأسين في الحلال وإقناع ذوي العروسين.
ليلة الحنة
تسبق ليلة الزفاف ليلة الحنة، هذا اليوم البهيج يشترك الاصدقاء من الطرفين في ترتيب الزوجين وتجميلهما، تقام في بيت العروس هذه اليلة هي الأهم بالنسبة للعروس لأنها تكون آخر ليلة تقضيها في بيت أهلها، وتكون مخصصة للنساء فقط، حيث تدعو صديقاتها وفتيات العائلة والأهل، وتبدأ من الصباح الباكر، تخضع العروس قبل ذلك بثلاثة أيام لعمليات تجميل (غير جراحية) منها تجميل الوجه وحف الزغب، بعدها تذهب العروس الى الحمام مع صديقاتها، يبدؤون بإزالة الشعر الزائد من جميع اجزاء الجسم، باستعمال معجون يتألف من مزيج الزنك والزرنيخ وللمرة الأولى في حياتها، ثم يصبغ شعرها بالحناء لتفوح منه رائحة زكية، يعقبه الاستحمام وتسريح الشعر، وسط الزغاريد والغناء، ويوضع الكحل على عينيها ليزداد بريقها، ثم تعود العروس وصديقاتها الى المنزل،
ومن ثم تجهز صينية يوضع عليها الحناء وشموع ملونة وأوراق شجر الياس والشوكولاتة والحلقوم ومن السما، وتتولى الإشبينة وضع حفنة من الحناء في راحتيّ العروس، وأطراف أصابعها وأسفل قدميها وكعبيها كنوع من الماكياج، ويوزع بقية الحناء على الحاضرات من الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد، يتسابقن في الحصول عل كمية من الحناء، الاعتقاد القائل إن الفتاة التي تتعطر وتتبارك بحناء العروس، يوفر لها الطالع والحظ في فرص الزواج في أقرب وقت، وكانت الأغنيات والرقصات بين الفتيات تزين تلك الليلة ، وهي الليلة الاخيرة التي تقضيها الفتاة في بيت ابيها، حيث يقوم العريس بإرسال مبلغ من المال او المكونات الاساسية للطعام مثل الرز والسمن واللحم، مع اكياس من الحناء مع مبلغ من المال بنفسه أو عبر أحد أقربائه، من أجل الاحتفال بهذه الليلة، وفي بعض المناطق قبل ترك الفتاة بيت والدها يقوم احد من إخوانها وهو أكبرهم بربط حزام لها دلالة على ان للفتاة إخوان فإذا ما تعرضت الى اهانة او ضرب فان لها من يساندها ويبدأ الاحتفال اثناء وضع الحناء في كف العروس بالرقص والغناء وترديد الاهازيج من قبل الفتيات والنساء .
الخطوبة والمهر:
إذا ما تجاوز الشاب العمر المعقول للزواج ولم يعبر عن رغبته فيه، نتيجة خجله (مثلاً) فإن الأب أو الأم أو أحد الإخوة، يقوم بكسر هذا الحاجز ويفاتح الشاب في الموضوع، أما إذا كان الشاب يريد فتاة معينة فإن مجموعة من الأقارب يطلق عليهم اسم (داخوازيكه ران) أي طالبوا يد الفتاة للزواج، مثل الأم والأخت والعمة، والشاب ﮪو الذي يحدد الفتاة التي يقتنع بها كزوجة عن طريق الحب، أو رؤيتها في مناسبة ما أو من خلال أفراد عائلته، ويشاﮪدﮪا بطريقة ما، ليعلن موافقته او رفضه لها، ومن دون علمها حتى لا يسبب لها الإحراج، واحتراما لمشاعرﮪا. طالبوا يد الفتاة يقومون بمفاتحة أم الفتاة بموضوع التقارب والزواج، ولا تعطي والدة العروس الجواب سواء كان بالموافقة أو النفي، بل تطلب مهلة زمنية لإبلاغ الأب، ولا بد هنا من موافقة كل من الفتاة ووالدها وأخوتها وعمها وابن عمها، لأن ابن عمها له الأحقية بالزواج من الفتاة ويطلق عليه اسم ( ئاموزا بشته)، بعد انتهاء المهلة الزمنية المحددة تذهب إحدى قريبات الشاب لأخذ الموافقة، أو تذهب إحدى قريبات الفتاة لإبلاغ أهل الشاب، بعدها يقوم والد الشاب مع الإخوة وبعض وجهاء المنطقة باختيار رئيس لهم، والذي يكون إمام الجامع في أغلب الأحيان، ويذهبون الى بيت الفتاة للتقدم بشكل الرسمي لطلب الفتاة، يتم الاتفاق على الذهب والمهر بالتراضي، والجدير بالذكر هنا أن العريس يدفع المهر لأهل العروس، لتزويدها بالملابس والأثاث وهو ملزم بتحمل كافة النفقات من الملابس والأثاث والاحتفال، بعد ذلك تقوم والدة الشاب وأخواته بأخذ الفتاة إلى السوق لشراء الذهب، والذي يكون في الغالب الحزام والكردانه (العقد ، القلادة) والدرع والحجل (للرجلين) وهناك سلسلة ذهبية تربط من أعلى الرأس الى أسفل الحنك، وقلادة تتدلى الى امتداد السترة، وهي الحلي التي تلبسها العروس فوق الملابس التقليدية الكوردية، والعقود المصنوعة من الاحجار الكريمة الناعمة، ويعتقد بأن لها القدرة على ابعاد الشر، الذي تسببه العيون الحاسدة وهناك الاساور مع حزام عريض تزينه الحلقات والسلاسل الفضية، وقرط ذهبي، أو زر ازرق على شكل زهرة صغيرة يثبت في الانف جهة اليسار ، ويعلق على الجبين هلال صغير تتدلى منه ثلاث اقراط على شكل قلوب، بعد شراء الذهب والحلي تأتي مرحلة أعداد مستلزمات العرس وضروراته يحمل جهاز العروس فوق الحصن أو من حمالين، وحاليا تستعمل السيارات والمقصود بالجهاز عرض ثروة العريس ومدى كرمه، ويتم نقل حاجات مطبخها معها ، ومرات يستعير العريس الحوائج والأثاث من منزل والده وتعاد بعد انتهاء حفلة العرس، وبعد شراء الذهب تقدّم أسرة العريس الذهب المتفق عليه مسبقا إلى أسرة العروس مع الحلي الذهبية إلى العروس بواسطة والدة العريس أو شقيقته أو إحدى قريباته. وكذلك يؤخذ العريس من قبل اصدقائه الى الحلاق لقص شعره ثم الى الحمام، ويعود الى منزله مع اصدقائه المقربين.
مراسيم عقد القِران
كل شيء مهيأ الان ، لكن الجميع ينتظرون الربيع أو الخريف للاحتفال بالعرس الذي يجتاح الى حفلتان، ليس من الضروري اقامتها في يوم واحد، الاولى دينية (ماره برين) وتجري وفقا للمراسم الشريعة الاسلامية المتعلقة بعقد القران، ولا يلزم الطرفان التوقيع عليها، تكتب بنود نص العقد من قبل قاضي او ملا بحضور الشهود عن العريس والعروس عادة ومن بين الشهود الذين يتألفون عادة من اربعة اشخاص يحضر ولي العروس، الذي يكون عادة والدها وعندئذ يتم دفع المهر المتفق عليه، وأما في حالة الطلاق مثلا أو الترمل، فيتم الاتفاق ايضا على دفع مبلغ التعويض يصل الى ثلث المهر، ويستفسر القاضي او الملا عن رضا الطرفين، ويدعو وكيل العروس الى اعادة الاقوال التالية (لقد وافقت على تزويج ابنتي من فلان واستلمن عوضا المبلغ التالي) ، ويستوجب أثناء الجلسة على الجميع وضع ايديهم على الركبتين وبسطها مفتوحة لكي لا يتسنى لأحد ممارسة السحر على العروس، وعندما ينتهي العقد على هذه الشاكلة، تقرأ سورة الفاتحة ويدخل الخطيبان مرحلة الزواج الشرعي، وبالرغم من الفعل لم يتم فلا يمكن نقضه من طرف الزوج إلا إذا رغب بالطلاق الرسمي، ودفع التعويض عنه. وتبقى الخطوة التالية وهي مراسيم الزواج المؤلفة من حفلة العرس التي تتكون من إجراءات دنيوية صرفة، خالية من المراسم الدينية، رغم ذلك فهي مهمة عند جماعة الناس حيث يغلب عليها طابع المرح والسرور الملء بالأغاني الشعبية والدبكات الراقصة البهيجة من تراث الفلكلور الكوردي، ويتم في ذلك اقياد العروس الى دار زوجها، للعلم لم يكن في ايام زمان اجهزة صوت ومسجلات تبث اغاني العرس ولا مغنين يشاركون الاحتفال، والآلات المتوفرة كانت فقط دف ومزمار أي الزورنا (آلتان شعبيتان)، بالإضافة إلى الطنبور (آلة وترية)، وكان الناس يرقصون على موسيقاها. وكان من الشائع ان يتم عقد القران في بيت العروس بحضور القاضي والشهود ومجموعة من أقرباء العروسين ومن ثم يصدق في المحاكم الرسمية، أما في الوقت الحالي ومنذ عدة سنوات يتم عقد القران في احد المحاكم بحضور القاضي والشهود ومجموعة من أقارب العروسين
نقل العروسة الى ببيت العريس
لحظة مؤثرة وجميلة من العروس ان ذرفت بضع قطرات الدموع، وتظاهرت بالحزن لحظة فراق منزل أبويها، ولكن المرافقات من صديقاتها سرعان ما يبدأن بتطبيب خاطرها، وتسليتها بالغناء، تقام مراسم زفاف العروس في منزل العريس، حيث تنقل العروس من بيت والدها إلى عش الزوجية على ظهر حصان يتم تزيينة، وتحضيره خصيصا لها أو تركب العروس عربة يجرها حصان حسب امكانية العريس المالية، ترافقه عدة خيول يمتطيها رجال يرتدون الزي الكوردي ويحملون بنادق (البرنو) ويتحزمون بأشرطة من الطلقات النارية، والخناجر في خواصرهم والمسدسات في جنباتهم كجزء من الديكور المكمل للموكب الذي يرافق العروس في زفافها، وطوال الطريق الى بيت الزوجية يطلق الفرسان النار في الفضاء ابتهاجا، تضع العروسة الوشاح على وجهها ومن فوق الوشاح أيضا تلبس العباية، وعند وصول العروس إلى بيت العريس، كانوا يضعون جرة في يدها فتقوم هي بكسرها، فإذا انكسرت، كان دليلاً على شطارة هذه العروس والعكس صحيح، وجدير بالذكر إن هذه العادة ما زالت مستمرة إلى وقتنا الحالي، و في بعض الأحيان وقبل مغادرة العروس لبيت أبيها يقوم أحد إخوتها، ويكون أكبرهم بربط حزام لها في دلالة على أن للفتاة إخوة، فإذا ما تعرضت لأي نوع من أنواع الإهانة فإن لها من يساندها، يتم اصطحاب العروس لبيت زوجها في أجواء احتفالية، حيث يصعد العريس أو أحد أخواته إلى سطح البيت حاملاً صحنًا مليئًا بالحلوى والقطع النقدية والحنطة ويقوم بإلقائها على المدعوين وذلك ليظهر أنه قادر على إعالة المنزل، وهو صاحب مسؤولية، وإذا كانت العروسة من نفس القرية، كان اهل العريس يجلبونها بعد تناول الغداء الذي يقوم بإعداده أهل العريس، وأما إذا كانت العروسة من قرية أخرى فكانوا يجلبونها ومن ثم يقدمون الطعام للمدعوين.
وصلت العروس منزل العريس وتتظاهر بالامتناع عن النزول من على متن الفرس، ولكن الامور تسير بمجراها الطبيعي، وعند باب منزل الزوجية يستقبل العريس عروسه، وينزلها من ظهر الجواد ويرفع عن وجهها الطرحة البيضاء الرقيقة، ويقبل جبينها تعبيراً عن الترحيب بها في منزلها الجديد، قبل دخول العروس بيتها المستقبلي تصاحبه بعض الطقوس التقليدية، إذ قبل عبور عتبة الباب على العروس أن تخطو فوق شظايا قطع اناء محطم بالنقود اما اهل الحق فترفع العروس شمعتان صغيرتان، عند عبور عتبة الباب، ويقف العريس فوق سطح الدار ويرمي قطع صغيرة من النقود مع حبات القمح والرز المصبوغة بألوان زاهية، اما اليزيديون فتقوم الحماة عند وصول العروس وهي على شرفة الباب بإلقاء السكر والورد عليها ثم تنزل وتقدم لها قارورة ممتلئة بالحلويات وعلى العروس كسرها على ارضية عتبة الدار قبل ان تخطو عليها وتتعداها مقتنعين بأنها ستجلب الحظ السعيد لمستقبل الزواج وبعده تدخل العروس الى بيتها الجديد، بعد عبر دم حمل مذبوح جديد، وفي بعض المناطق تكسر ملعقة خشبية بين قدمي العروس قبل دخولها المنزل، وهناك عادة اخرى يطلق طير من قفصه اثناء عبور العروس عتبة الدار ويقوم العريس وهو واقف على شرفة الباب بتسديد ضربة خفيفة من صولجان يمسكه بيديه الى رأس العروس وهذه العادة موجودة عند كورد ارمينيا ايضا.
يوجد تقليد عندما كان أهل العريس يأتون لأخذ العروس من بيت أبيها، في منزل أهل العروسة يقف عند الباب خالها طالبا هدية تسمى(خلاته خالي) (مبلغ من المال) ، ويلح ويصر على عدم السماح بخروج العروس من المنزل دون أن يمنح هذه الهدية، وكذلك ابن عم العروسة أيضاً كان يقف عند الباب وله أيضاً هدية مالية، وبعد دخول العروسين إلى المنزل تبدأ المراسيم الدينية إن لم تكن قد انتهت، تجلس العروس على منصة منصوبة في احدى زوايا الغرفة هادئة لا تنبس ببنت شفة، كالوثن تحت خمارها المسدل حتى اكمال المراسيم .
بعدها يقام الحفل البهيج بمشاركة الرجال والنساء من الأقارب والمعارف والأصدقاء والجيران وتبدأ حفل الزّفاف من حلقات الرّقص المختلطة بين الرّجال والنّساء، حيث الأغاني والدبكات الكوردية الفلكلورية التي تستمر لساعات طويلة وفي حلقات كبيرة على ضربات الطبل وأنغام المزمار ، يرقص المدعوين مرتدين ملابسهم الشعبيّة التقليديّة الفضفاضة والملوّنة المزركشة، وخلال حفلات الزّواج تكون بداية العلاقات والتّعارف بين الشباب والفتيات والّتي تنتهي بالحبّ والعشق، ويليه الزّواج.
عند اكمال الحشد الغناء والرقص ملء الفؤاد، وحينما يرهق التعب الفرسان في العدو والحركات البهلوانية ينتهي الحفل، عندئذ يترك الزوجان (بوك وزاوا) لوحدهما فيدخلان غرفتهما الخاصة، ويقوم وصيف الشرف (برازاوا) بحراسة الباب، ويقدم العريس لعروسة هدية قبل اكتمال الزواج ثمنا لحيائها (رووسورى) ، وعندما ينبعث هدير طلقة من فوهة بندقية الزوج أو الوصيف، اشارة الى ان كل شيء على ما يرام، وأن النجاح قد حالف الزوج، وكل ذلك وسط الهياج وانبعاث الفرح والسرور، فيبدأ الضيوف بمغادرة الحفلة الى بيوتهم، وان قطعة القماش الشاحب اللون المرفوع من فراش الزوجية تحمل شهادة عفة العروس العذراء، فتقوم الاشبينة بواجبها الجديد بعرضها كشهادة صدق بكارتها على الوالدين والصديقات ومثل هذه القطع تحفظ عادة عند العائلة حتى يحين انجاب اول طفل .
حاليا تكون حفلة الزفاف مختلفة باختلاف حالة العروسين المادية، قسم يأخذ زوجته ويسافر الى إحدى المصايف الشماليه ويقيم في احد الفنادق لمدة أسبوع او أكثر ، القسم الآخر يتزوج في احد الفنادق الكبرى بحجز مسبق لمدة يومين أو أكثر ، قسم آخر يقيم حفل الزفاف في بيته ويدعو عدد كبير من معارفه وأصدقاءه ويستمر الحفل وسط الاﮪازيج والغناء والرقص على أنغام الفرق الموسيقية وعند المساء المبكر يذﮪب الجميع في موكب احتفالي وعلى أنغام الموسيقى الى بيت العروس لجلبها وقسم من اﮪلها وصديقاتها الى بيت العريس ويتخلل الحفل التهاني والدعاء للعروسين بالرفاهة والبنين ، وأما يقام في دار العريس حفل كبير بحضور الاﮪل والأقرباء والمعارف والأصدقاء وسط فرقة موسيقية ،ومطربين ويقام ﮪذا الحفل في مكان مفتوح لاستيعاب جميع المحتفلين ويوزع الطعام والشراب ويصور بالفيديو كذكرى .[1]