فرهاد محمد احمد
الصحافة الكردية العلنية في العراق 1914-1958.
نشأت الصحافة الكردية بمصر، بصدور أول عدد من جريدة كردستان في 22 -04- 1898بالقاهرة وصدر منها فيما بعد (31) عدداً حتى عام 1902. وأعقبها صدور جريدة ئوميد/ الأمل ثاني جريدة كردية في01-09- 1900.
انطلقت الصحافة الكردية في العهد الدستوري (1908 – 1914) حينما تشكلت عدد من الجمعيات والمنظمات الكردية والتي تركز نشاطها في اسطنبول. فقد أصدرت جمعية كرد تعاون ترقي مجلة كرد تعاون ترقي غةزتةسى في 22-11- 1908. وأصدرت جمعية هيظى/ الأمل مجلة روذ كرد/ يوم الكرد في 19 -06- 1913 وهي المجلة الكردية الاولى، كما أصدرت مجلة هةتاوى كرد/ شمس الكرد في 24 -10- 1913.
ونشأت الصحافة الكردية في العراق، حين أصدر جمال الدين بابان في بغداد مجلة بانط كرد/ نداء الكرد، في الثاني من شباط 1914، باللغتين الكردية والتركية، وهي مجلة أدبية صدر منها (5) إعداد فقط. وتوقفت عن الصدور بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى ، وكانت تطبع في مطبعة الآداب، وعدد صفحاتها (24) صفحة. عرضت الصحف الكردية على صفحاتها خلال الفترة (1908 – 1914) ألاماني القومية الكردية ضمن الدولة العثمانية إلى جانب الاهتمام بقضايا التعليم والأدب واللغة والتاريخ الكردي.
شرعت القوات البريطانية بعد احتلالها للعراق خلال الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)، في توزيع واصدار نشرات يومية باللغات العربية والكردية والتركية، تتضمن أخبار الحرب وانتصارات الحلفاء، وتحولت هذه النشرات الى صحف تعبر عن سياسة بريطانيا في العراق، حين صدر في بغداد جريدة تيطةيشتنى راستى/ فهم الحقيقة، وهي جريدة سياسية اجتماعية أسبوعية صدر العدد الأول منها في الأول من كانون الثاني 1918، استهدفت الجريدة التأثير في الرأي العام الكردي، وجعله يفهم حقيقة ، ان مصالح الكرد مع بريطانيا وعليهم ان يقفوا ضد الطموحات التركية - الألمانية في المنطقة، صدر من الجريدة (67) عدداً حتى 27 كانون الثاني 1919.
وتعد جريدة ثيَشكةوتن/التقدم أول جريدة كردية صادرة في كردستان العراق أصدرها الحاكم البريطاني (ميجر سون ne Ely Banister soa) في السليمانية صدر العدد الأول منها في 29-04- 1920، ومجموع ما صدر منها (118) عدداً حتى 27 تموز 1922. حاول ميجرسون في جريدته تحسين صورة بريطانيا لدى الكرد بعد القضاء على حركة الشيخ محمود عام 1919، ولهذا فإن الجريدة أولت اهتماماً واضحاً بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
صدرت في العهد الملكي في العراق (1921 – 1958) صحف كردية بلغت إعدادها (26) صحيفة غلب عليها الطابع الأدبي، وكانت جريدة بانط كردستان/ نداء كردستان باكورة تلك الصحف، فقد صدر العدد الأول منها في الثاني من آب 1922 بثلاث لغات هي الكردية والتركية والفارسية، جاء في ترويستها بأنهاجريدة علمية أجتماعية أدبية وطنية حرة أسبوعية ، انتهجت الجريدة نهجاً قومياً واضحاً وعدت كردستان دولة مستقلة، لكونها ليست جزءً من العراق. صدر منها (14) عدداً حتى 27-10- 1922. أوضحت بأن السبب في توقفها قلة الحروف في المطبعة.
حلت جريدة روذ كردستان/ شمس كردستان محل جريدة بانك كردستان/ نداء كردستان، لسان حال حكومة الشيخ محمود، صدر العدد الأول منها في 15 -11- 1922، جاء في ترويستها بأنها جريدة أسبوعية سياسية أدبية اجتماعية رسمية صدر منها (15) عددا حتى الثالث من آذار 1923. دافعت الجريدة في مقالاتها عن الحقوق القومية للشعب الكردي، وعن خصوصية كردستان، وذلك في معرض ردها على الادعاءات العراقية والتركية بأحقيتها بضم ولاية الموصل.
ساءت علاقات الشيخ محمود مع بريطانيا، لذا ترك السليمانية وتوجه بقواته إلى خارجها ، وتمكن إتباعه من اخذ المطبعة معهم ونصبها في كهف (ضاسنة) في جبال سورداش، وأصدروا جريدة بانك حق/ نداء الحق في 28 -03- 1923، وصدر منها ثلاثة إعداد فقط. وبذلك تعد هذه الجريدة أول جريدة كردية سياسية ناطقة باسم قوة مسلحة كردية.
وبعودة الشيخ محمود مرة أخرى إلى السليمانية في 11 تموز 1923، شرع في تنظيم أمور المدينة بتشكيل حكومة فيها، وأصدر جريدة أميد استقلال/ أمل الاستقلال لتكون لسان حالها في 20 أيلول 1923. ولعبت هذه الجريدة دوراً بارزاً في بلورة الوعي القومي لدى الكرد. وكان مجموع ما صدر منها (25) عدداً حتى 15 ايار 1924. لقد استطاعت الصحف الصادرة في عهد الشيخ محمود (1918 – 1924) ان تعبر عن الحقوق القومية الكردية، وحاولت إفهام الحكومة البريطانية والعراقية والتركية خصوصية الكرد في هذه المنطقة وضرورة تشكيل حكومة كردية مستقلة فيها.
دخلت الصحافة الكردية مرحلة جديدة، بعد القضاء على حكومات الشيخ محمود وحل مشكلة ولاية الموصل بإبقائها ضمن العراق، وحيث ان الحكومة العراقية لم تكن تسمح بإصدار صحف كردية سياسية ولهذا توجه الكرد نحو إصدار الصحف الأدبية لترسيخ الهوية الكردية والتمسك بالحقوق القومية التي وعد بها للكرد والمطالبة بتنفيذ ما تم الوعد به ضمن الدولة العراقية.
تعد جريدة زيانةوة/ الانبعاث أول جريدة شبه رسمية للحكومة العراقية صدرت في السليمانية في 18 آب 1924، ومجموع ما صدر منها (56) عدداً حتى 14 كانون الثاني 1926. كرست الجريدة صفحاتها للتنديد بسياسة الشيخ محمود الذي كان يطالب باستقلال كردستان، وبسياسة تركيا التي كانت تطالب بأنضمام ولاية الموصل إليها، فضلاً عن اهتماماتها بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأدبية.شاركت مدن أخرى السليمانية وبغداد في النشاط الصحفي فصدرت أول مجلة كردية في رواندوز بأسم زار كرمانجي/ اللهجة الكرمانجية في 25 ايار 1926، وصدر عددها الأخير (24) في 23 -07- 1932. وجريدة كركوك التي صدرت في 15 -10- 1926. فيما صدرت مجلة روناكى/ النور في اربيل في 24 تشرين الأول 1935، وعددها الأخير (11) في 16 -03-ر 1936.
يذكر انه خلال سنوات الاحتلال البريطاني في العراق (1914 – 1932) صدر اكثر من (200) مجلة وجريدة متنوعة لم تكن بينها سوى (6) فقط باللغة الكردية، كما لم تحدث زيادة في عدد الصحف الكردية بعد استقلال العراق عام 1932. ورغم ذلك طرأت على الصحافة الكردية في الثلاثينات تغيرات جوهرية من حيث المضمون والشكل، اقتضتها طبيعة العمل الصحفي المتطور، فظهرت مجلات وجرائد كردية بحلة جديدة وبشكل مصور وبتقنية حديثة ، تطورت فيها أساليب المقالات منافسةً في ذلك أخواتها من الصحف العراقية، اختلفت فيها المواضيع وتحررت من النهج التقليدي القديم.
وكان لظهور عدد من الجمعيات الكردية العلنية، التي اتخذت من الصحف وسيلة لنشر أفكارها ومبادئها، دوراً كبيراً في تثقيف الرأي العام الكردي، كجمعية الشباب التي أصدرت عددين من مجلة يادطارى لاوان/ ذكريات الشباب صدر العدد الأول منها في عام 1933، والعدد الثاني في 1934. وجمعية زانستى التي أصدرت عدداً من مجلة زانستى/ المعرفة في 25 شباط 1938، وهيمجلة علمية أدبية تاريخية اقتصادية وتعد أول مجلة تصدر في السليمانية. وجمعية المعلمين التي أصدرت في اربيل جريدة هةولير/ اربيل باللغة الكردية والعربية، صدر العدد الأول منها في 16 كانون الثاني 1950 واخر عدد لها (140) في 28-12- 1953.
تعد مجلة نزار – الغابة المجلة السياسية الكردية الوحيدة في العراق، صدرت في30 آذار 1948، جاء في ترويستها بأنها مجلة أسبوعية سياسية جامعة تصدر باللغتين العربية والكردية وصدر عددها الأخير (229)في 15-02-1949(). أوضح صاحب المجلة علاء الدين سجادي الهدف من إصدارمجلته بالقول: بأنها تسعى لتوثيق الإخوة العراقية ومعالجة النواحي الثقافية والسياسية والاقتصادية لعرضها إمام السلطات المختصة والسعي لرفع مستوى الفرد العراقي في جميع هذه المناحي وشجب إعمال النفعيين والمتربصين للسوء وإحباط مناوراتهم ودسائسهم لتفكيك عري الوحدة العراقية المقدسة.
تعد مجلة كلاويَز/ نجمة الصباح من أطول المجلات الكردية عمراً خلال العهد الملكي(1921-1958) ، صدرت في بغداد في كانون الأول 1939 وصدر عدد الأخير (105) في آب 1949، وهي تعد من خيرة المجلات الكردية، ولعبت دوراً مشّرفاً في نشر الأفكار الوطنية والديمقراطية وتنمية الثقافة والأدب القومي وخلق جيل من الأدباء والكتاب على نحو تقدمي وطني.
شهدت الصحافة العراقية ومنها الكردية في أواخر العهد الملكي اكبر انتكاسة في مسيرتها التاريخية، فبواسطة القوانين التي أصدرتها الحكومة كبّلت النشاط الصحفي بكثير من القيود، حيث تألفت وزارة نوري السعيد (1888 – 1958) الثانية عشرة (3 من آب 1954 – 17 كانون الأول 1955)، وخلالها عطلت جميع الصحف الوطنية تمهيداً لحلف بغداد. فقد أصدرت وزارة الداخلية في 22 أيلول 1954 مرسوم المطبوعات رقم (24) لعام 1954، ألغيت بموجبه جميع الأحزاب وصحفها والجمعيات والنوادي المجازة رسمياً في أنحاء العراق كافة وعددها (458) وألغيت بموجب المرسوم جميع امتيازات الصحف وعددها (170) صحيفة منها صحيفة واحدة في كل من السليمانية واربيل وكركوك. لذا تعد فترة (1954 – 1958)، فترة ركود بالنسبة للصحافة العراقية والكردية. ومن الصحف الكردية التي ظهرت خلال تلك الفترة هي: مجلة هةتاو/ الشمس ومجلة هيوا/ الأمل ومجلة ثيَشكةوتن/ التقدم ومجلة شةفةق/ الفجر وإن هذه الصحف استمرت بعد اندلاع ثورة 14-07- 1958.
واجهت الصحافة الكردية العلنية في العراق العديد من المشاكل، ويأتي في مقدمتها ندرة المطابع الجيدة في كردستان، فبواسطة المطبعة التي جاء بها ميجرسون إلى السليمانية، أصدرت (ثيَشكوتن /التقدم وبانط كردستان/نداء كردستان وروز كردستان /يوم كردستان وبانك حق /نداء الحق واميد استقلال /امل الاستقلال وزيانةوة /الحياة وزبان/ اللغة). وبواسطة المطبعة التي أسسها حسين حزني موكريانى في رواندوز، أصدرت مجلة زار كرمانجي/ اللهجة الكرمانجية، ثم نقلت إلى اربيل وأصدرت بها مجلة روناكى/ النور. كما انه كان من غير الممكن الاستفادة من المطابع الموجودة في العراق لكونها تفتقر للحروف والحركات الموجودة في اللغة الكردية، فضلاً عن جهل عمال المطابع العراقية باللغة الكردية، مما كان يؤثر على المطبوع الكردي ويجعله مملوءا بالأخطاء المطبعية رغم تكرار تصحيحها.
وعانت الصحف الكردية من المشاكل المالية، فمن المعروف ان الصحف تعتمد في وارداتها على بيع الجريدة والإعلانات، فبخصوص بيع الصحف، تميزت سوقها بالكساد بسبب سواد الأمية المنتشرة بين الكرد. كما انها عانت من عدم دفع الاشتراكات التي تراكمت على مشتركيها. إما بخصوص الإعلانات، فكانت نادرة جداً في الصحافة الكردية قبل عام 1958، ولاسيما الإعلانات التجارية وحتى الإعلانات الحكومية، لم تكن تعطي للصحف الكردية، عدا بعض الإعلانات المحلية التي كانت قليلة جداً.
وكانت محاربة الحكومة للصحف الكردية من أهم العراقيل في طريق تقدمها، حيث لم تكن تسمح بإصدار صحف كردية سياسية، ولهذا غلب على الصحف الكردية الصادرة خلال العهد الملكي الطابع الأدبي، ولم تشهد ظاهرة تغير الامتياز من الأدبي إلى السياسي، كالذي حدث في الصحف العراقية الأخرى. ليس بسبب التأمينات التي تدفع لمنح الامتياز السياسي فحسب، وإنما بسبب الرقابة الشديدة التي كان تفرضها الحكومة على منح الكرد الصحف السياسية، ويذكر ان هذه المشاكل أثرت على مواعيد إصدار الصحف الكردية، فعلى الرغم من امتيازها يومية، اسبوعية، شهرية، إلا أنها لم تصدر في مواعيدها، وامتازت بقلة الإعداد التي صدرت منها، فهناك صحف صدر منها عدد واحد فقط كمجلة زانستى و ثةيذة/ السلم ،كما وأثرت على حجم الصحف وعلى نوعية الورق المستخدم. وإن هذه السمات التي تميزت بها الصحف الكردية خلال العهد الملكي هي سمات الصحافة في المجتمعات النامية.
الصحافة الكردية السرية في العراق 1939-1958.
برزت إلى جانب الصحافة الكردية العلنية في العراق، الصحافة الكردية السرية ايضاً، وارتبط تاريخها بظهور الأحزاب والمنظمات الكردية السرية، التي أولت اهتماماً كبيراً بالجانب الصحفي من اجل التأثير في الرأي العام الكردي والعربي.
بدأت الصحافة الكردية السرية بالظهور خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، فقد أصدر حزب هيوا،/ الأمل ،وهو من الأحزاب الكردية المهمة، عدداً من الصحف السرية استطاعت من خلالها كسب عدد كبير من المؤيدين له ومن شرائح المجتمع الكردي كافة. منها هيوا/ الأمل وهو عبارة عن منشور كتب بخط اليد صدر عام 1941. وكان مجموع ما صدر منه ما يقارب (8 – 9) اعداد. و ثليسة/ الشرارة وهي ايضاً منشور كتب بخط اليد، وقد خصص للتنديد بسياسة الحكومة العراقية في كردستان. وأصدر الحزب منشوراً أخر باسم شيلان باللغة الكردية، وكان مطبوعا على الإلة الكاتبة. ومنشور أخر بأسم دةنكى كرد/ صوت الكرد، أصدره فرع اربيل وهو بحجم صغير ولم يصدر منه سوى إعداد قليلة. وصدرت طوظار/ المجلة وهي من أهم منشورات الحزب، جاء في ترويستها بأنها أسبوعية سياسية اجتماعية سرية كردية يشترك معظم شباب اربيل في الكتابة فيها ونشرها، هدفت المجلة إلى تحرير كردستان وتوجيه الكرد نحو التخلص من براثن الاضطهاد القومي، والتأكيد على تسلح الكرد بالعلم والمعرفة والاهتمام بالواقع الاقتصادي والثقافي.
دب الانشقاق في حزب هيوا و انسحب قسم من أعضائه وأسسوا مع جماعة من الشيوعيين تنظيماً شيوعياً في كردستان العراق بأسم يةكيَتى تيَكوشين/ وحدة النضال ونشروا صحيفة تحت هذا الاسم في اربيل عام 1944، صدر منها ثلاثة اعداد فقط،عرفت نفسها بأنها لسان حال الحزب الشيوعي العراقي – الفرع الكردي تصدت هذه الصحيفة للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة في كردستان العراق، كقضية بارزان ومسالة فلاحي سهل قراج في اربيل، كما وشنت حملة على الفساد والرشوة.
بدأت في آذار 1944 المحادثات بين جناح القاعدة الحزب الشيوعي العراقي وجناح وحدة النضال، وتم التوصل الى انضمام جناح وحدة النضال إلى جناح القاعدة)، ولكن تنظيم الفرع الكردي يةكيتى تيَكوشين رفض الانضمام إلى جناح القاعدة بسبب الخلافات حول قيادة فرع كردستان، وأسسوا تنظيماً خاصاً بهم في كردستان في20 نيسان 1945 بأسم الحزب الشيوعي لكردستان العراق وأصدروا جريدة بأسم شورةش/ الثورة لتكون لسان حالها، عرف هذا التنظيم بأسم جريدته شورةش .
تمكن حزب شورةش من تشكيل حزب موحد من جميع التنظيمات السياسية الكردية بأسم حزب رزطارى كرد/ حزب الخلاص الكردي)، فأصدر جريدة رزكارى/ الخلاص عام 1945 التي تولت الدفاع عن مصالح الجماهير الكردية والدعوة إلى التضامن الكردي – العربي في العراق لتحقيق الأهداف المشتركة، وإلى التضامن والاتحاد مع الشعب الكردي في تركيا وايران وسوريا لتحرير كردستان من الغاصبين والمحتلين). ويذكران وكرالطباعة كان بالاعظمية في بغداد والأجهزة الموجودة فيه كانت تطبع رزكارى و شورةش باللغتين العربية والكردية بمعدل عدد واحد في الشهر لكل منهما، وكانت توزع في مختلف مناطق كردستان سراً وعن طريق المنظمات الحزبية).
دخلت الحركة التحررية الكردية مرحلة جديدة بانتهاء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، وذلك بتأسيس الحزب الديمقراطي الكردي – العراق (البارتي ) في 16 آب 1946، وبذلك دخلت الصحافة الكردية ايضاً مرحلة جديدة.
تبلورت فكرة تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في مدينة مهاباد بايران في شتاء 1946، حيث تشكلت الهيئة المؤسسة له برئاسة ملا مصطفى البارزاني وعضوية حمزة عبد الله. وميرحاج احمد ونوري احمد طه ومصطفى خوشناو ومحمد محمود قدسي وخير الله عبد الكريم وعزت عبد العزيز، وكان هؤلاء باستثناء حمزة عبد الله من الضباط الكرد الذين شاركوا في ثورة بارزان عام 1945، وانتقلوا مع البارزاني بعد فشل الثورة إلى ايران).
اعد المؤسسون المنهاج والنظام الداخلي للحزب دون ان يعلنوا عن تأسيسه ، وأوفد حمزة عبد الله إلى العراق للتباحث مع التنظيمات السياسية الكردية، حول ضرورة تشكيل حزب موحد منها، فعقد حزب شورةش ورزكارى مؤتمريهما في أوائل آب 1946 وقررا الانضمام إلى الحزب الجديد، الذي عقد مؤتمره الأول في 16 آب 1946 حيث تم انتخاب ملا مصطفى البارزاني رئيساً للحزب وحمزة عبد الله سكرتيراً للجنة المركزية .
وبتأسيس الحزب الديمقراطي الكردي تم نقل كافة مستلزمات وأدوات الطباعة الخاصة بمجلة رزكارى لسان حال حزب رزكارى كرد إلى الحزب الديمقراطي الكردي، ونظراً للسمعة الطيبة التي يتميز بها رزطارى بين الأوساط الشعبية في كردستان العراق اصدر الحزب مجلة باسم رزكارى في الثاني من أيلول 1946، وكان حمزةعبد الله المحررالرئيس فيها فضلاً عن كتابته للمقال الافتتاحي كان يكتب أغلبية مقالاتها، تعرضت رزكارى خلال مسيرتها للملاحقة، وأدت بأصحابها إلى نقل مستلزمات وأدوات طباعتها من مكان إلى أخر بين بغداد وكركوك والسليمانية لذا تميزت بقلة إعدادها.
لعبت رزطارى دوراً بارزاً في توعية الجماهير الكردية خلال (1946 – 1956) من خلال دعوتها إلى توحيد الجهود بين الشعبين العربي والكردي من أجل القضاء على الاستعمار وجيوشه ومشاريعه ومعاهداته. كما ودعت المجلة إلى تأميم النفط .وعلى تشكيل جبهة موحدة من العمال والفلاحين والكسبة والصناع والرأسماليين الوطنيين، وإلى تقوية حركة السلم في العراق والمحافظة عليه من الحروب. ونشر الحرية والديمقراطية وحرية الكتابة والنشر والأفكار الحرة وحرية الأحزاب وتأسيس النقابات، وإلى تشكيل جبهة موحدة من جميع الأحزاب الوطنية للقضاء على الامبريالية و حكومة نوري سعيد الخائن وتشكيل حكومة وطنية.
صدرت في كانون الأول 1953 مجلة باسم رزكارى تحمل العدد الثالث والعام الثامن من الصدور، اصدرها حمزة عبد الله ناطقة بلسان حزبهالجناح التقدمي للحزب الديمقراطي الكردستانى الذي أسسه بعد طرده من الحزب الديمقراطي الكردستان في العراق عام 1953.
استمرت هاتين المجلتين رزكارى لسان حال الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي الكردستان بقيادة حمزة عبد الله و رزكارى لسان حال الحزب الديمقراطي الكردستانى بقيادة ابراهيم احمد حتى عام 1956، حيث توحد الجناحان في حزب واحد سمى ب (الحزب الديمقراطي الموحد لكردستان العراق)، وانضم له في 1957 مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي العراقي- فرع كردستان. تكونت بذلك لجنة مركزية ومكتب سياسي جديد للحزب، انتخب الملا مصطفى البارزاني رئيساً له، وابراهيم احمد سكرتيراً للجنة المركزية، كما تقررإصدار صحيفة باسم خةباتى كوردستان/ نضال كردستان صدر العدد الأولى منها في آذار 1957 في احد الأوكار السرية التابعة للحزب الديمقراطي الموحد لكردستان العراق في كركوك، في المنزل الذي استأجر بأسم صالح شيره وبمساعدة من أخيه خورشيد شيره. كان ابراهيم احمد وجلال الطالباني المحررين الرئيسين لها، ولكن بعد ذلك أصبح جلال الطالباني لوحده يشرف عليها، حيث كان مختبئاً في منزل قادر تطراني وانه فضلا عن كتابته للعديد من مقالاتها كان يطبعها ايضاً، فكان يكتب على التايب ويدير جهاز الرونيو لوحده.
أصدر الحزب فضلا عن هاتين المجلتين عددا من المجلات والمنشورات، ومنها مجلة مروظ/ الإنسان التي أصدرها في أيلول 1948 بأشراف محرم محمد أمين. ومجلة نركةى جوتيار/ صرخة الفلاح حيث صدر العدد الخامس منها في أيلول 1953، وهي تتكون من ست صفحات، تتضمن مواضيع سياسية وتاريخية منها: (في سبيل توحيد الحركة الديمقراطية الثورية في كردستان العراق)، و (جوهر الديمقراطية الشعبية).[1]