=KTML_Bold=أوزان الشعر الكردي قبل الإسلام=KTML_End=
الدكتور ايرج وامقي
ترجمة وتقديم: جلال زنگابادي
(من موسوعة الكردلوجيا)
{ ايرج وامقي (1932- 2000) بحّاثة إيراني معروف من أصل كردي ولد في مدينة صحنه من توابع كرماشان، حيث تلقّى تعليمه الإبتدائي، وتعليمه الثانوي في كرماشان وطهران، ثم أكمل دراسته الجامعيّة في جامعة طهران، حاملاً شهادة الليسانس في الأدب الفارسي، ثم حاز على شهادة الماجستير والدكتوراه في الثقافة واللغات القديمة، وكان طوال فترة تلمذته الجامعية ودراساته العليا وبعد تخرّجه ناشطاً في رفد المجلات بمقالاته ودراساته، وقد عمل في التدريس الجامعي بالإضافة إلى نشاطاته البحثيّة. وتوفّي بالسّكتة القلبيّة في خريف 2000.
تتلمذ وامقي على أيدي الأساتذة الكبار المعروفين: جلال همائي ( الكردي الفيلي الزندي)، ابراهيم پورداود و پرويز ناتل خانلري، الذي أشار وامقي إلى فضله عليه.
بدأ كتابة الشعر والقصة القصيرة في مرحلة الدراسة الثانوية والنشر في المجلّات (سخن) و(فرهنگ ايران زمين) وغيرهما منذ 1954، ومن كتبه:
(1) بیژن نامه: مجموعة مقالات عن شاهنامه الفردوسي
(2) أديان إيران القديمة
(3) ماني النّبي الإيراني
(4) الأدب الإيراني، تاريخ ونقد
وله العشرات من المقالات والدراسات الأدبية واللغوية والتاريخيّة ، ومجموعة منها عن سعدي شيرازي وشعره} (ج. ز)
الشعر الكردي المعاصر منظوم عموماً على العروض الفارسي- العربي، المقتبس، وما عداه على الأوزان المقطعية (الهجائية)، ومن هذه الأوزان الشائعة ثلاثة تطغى على غيرها. وهي الأوزان: سُباعية المقاطع، ثُمانية المقاطع وعَشْرية المقاطع،/ وأكثرها شيوعاً، هو الوزن العشري ( ذو المقاطع العشرة) الذي يشمل تقريباً معظم الأبيات والبنود (المصاريع المنفردة) الموسومة ب (گوراني- الأغنية) 1 في اللهجات الكرديّة كافة، ويستخدم أيضاً في صياغة المنظومات الطويلة والملاحم الكرديّة.
ثمة دائماً وقفة قصيرة ما بعد المقطع الخامس، أي ما بين المقطعين الخامس والسادس. وبعد الوزن العشري، يأتي الوزن ثماني المقاطع، الذي غالباً ما يكون المنظوم عليه بثلاثة مصاريع 2، و كان شائعاً بين الكرد قديماً، أمّا اليوم فيكاد يكون مهملاً، والوقفة في هذا الوزن قصيرة ظاهريّاً، تأتي بعد المقطع الرابع، إلاّ إننا نحسّ بوجود وقفة قصيرة بعد كل مقطعين؛ إذا ما أصغينا جيداً ودقّقنا السمع؛ وعليه فإن البيت الشعري الواحد من الوزن ثماني المقاطع تتخلله ثلاث وقفات قصيرة جدّاً، فضلاً عن الوقفة القصيرة ما بين المقطعين الرابع والخامس. أمّا الوزن سُباعي المقاطع، فهو خاص بالقصائد والمنظومات الكردية، لكنه غير رائج نوعمّا، ولا تتخلله أيّة وقفة تُذكَر، وله بنيته الإيقاعية المتكاملة، التي تتجسد أثناء الإلقاء.
ولا بدّ من القول هنا، بوجود وزن ذي إثني عشر مقطعاً، فيما مضى، لكنني لم أجد عيّنة ما منه 3 وثمة ما يجب التأكيد عليه، ألا وهو إن الأشعار والمنظومات كافة لا بدّ منْ أنْ تُلقى أو تُغنّى، وهي تبقى بلا أيّة قيمة من دون الإلقاء الموقّع (أي بلحن إيقاعي)
وهنا أيضاً يتمثّل مقصدنا الرئيس في الوزن العشري، بلْ من الضروري أن نوضّح أولاً: إنْ كان هذا الوزن خاصّاً بغربي إيران وموطن الكرد حصراً، أمْ يتواجد أيضاً في مناطق إيران ولغاتها الأخرى.
فهلوي فهلويات:
منذ القِدَم وجد في اللغة الفارسية نمط من الشعر موسوم ب (فهلوي) أو (پهلوي) وهو منسوب الى العديد من المناطق المختلفة، ولا شكّ في ان لفظتي (فهلوي، پهلوي) منسوبتان الى (فهله) أو (پهله).
لعلّ أقدم مصدر يعيننا على معرفة المنطقة المسماة ب(پهله) أو (فهله) هو كتاب (الفهرست) لابن النديم، الذي كان قد استقى المعلومة بدوره من (ابن المقفع)، ويليه كتاب (التنبيه على حدوث التصحيف) لحمزة الأصفهاني، حيث ورد في هذين المصدرين وجود خمس لغات سائدة في ايران، إبان العهد الساساني، وكانت (الپهلوية = الفهلوية) إحداهنّ، وكانت شائعة وسائدة في المناطق الآتية: أصفهان، الري، همدان، نهاوند وآذربيجان.
وهنا يبدو عدم الإنتباه، وعدم الإهتمام واضحين بحقيقة جلية، ألا وهي: إنّ هذه المناطق الخمس، تشكّل مجتمعةً بلاد (ميديا)، وكانت (پهله) أيضاً الإسم الأصلي، بل الرئيس لموطن (الأشكانيين) في خراسان، وهذا أمر آخر.
إنّ ما لا يقبل الشكّ والجدل، هو ان بلاد الميديين (ميديا، ماد) قد أضحت تدعى في العصر الإسلامي ب (ماد) و(پهله) في آن واحد، بلْ ما يثير العجب هو التقارب الواضح الملموس بين لغة هذه المنطقة واللغة الپهلوية الأشكانية 4 لأيّ سبب من الأسباب.
هناك العديد من شعراء المنطقة المعنية، ممّن نظموا أشعارهم على الأوزان الهجائية= المقطعية، تحت تسمية (پهلويات= فهلويات) بالذات* كما هو الحال في المناطق الأخرى من إيران، بلْ ثمّة في آذربيجان اشعار منسوبة إلى الشيخ (صفي الدين الأردبيلي) 5 منشورة في كتاب (سلسلة النسب الصفوية) وقد أوردها المؤرّخ الباحث أحمد كسروي مشفوعة بالشرح والتفسير في كتابه (الآذريّة أو لغة- آذربيجان- القديمة)، لكنّه أخطأ في معرفة وتشخيص أوزانها؛ حيث حسبها من العروض الفارسي- العربي، بلْ لاقى العسر والإلتباس في فهم وتفسير كلماتها 6؛ فمن الجليّ أن وزن هذه (الدوبيتات- أو الرباعيّات) هو الوزن الهجائي ذو المقاطع العشرة. وهنا سنقدم (دوبيتين/ رباعيتين) منها، على سبيل المثال؛ للوقوف (بالتقطيع) على حقيقة وزنها المذكور، ثمّ الإشارة إلى الإلتباس الذي وقع فيه (كسروي)، وهاكم الرباعية الآتية بالإملاء الكردي:
سەفيم، سافی یەم، گەنجان نەمایۆم
بەدڵ دەردەژەرم، تەن بێ دەوایۆم 6
كەس بە هەستی رە نەبوردە با ویان
ئەز بە نیستی چوو یاران خاك پا یۆم 7
لقد ظن كسروي ان المصراعين الأولين منظومان على وزن (مفاعيلن، مفاعيلن، فعولن) والمصراعين الأخيرين منظومان على وزن (فاعلاتن، مفاعيلن، فعولن)؛ ولذا يتضح لنا التناقض الذي وقع فيه كسروي؛ لأن هذه الرباعية (أو الدوبيت)غير منظومة على العروض التقليدي، وسبق أيضاً أن إلتبس الأمر على (شمس قيس) قبل قرون !
يبدو ان هذه الرباعية (الدوبيت) أسلم ما وصلنا من دوبيتات (رباعيّات) الشيخ صفي؛ فطالما تعرّضت أشعاره لتصرّف النسّاخ وتلاعبهم! وهنا تعرّضت كلمة واحدة فقط منها إلى التغيير وهي (دەردەژر) لربّما على يد كسروي نفسه، والذي كان يعرف العروض فقط، لتلائمه اللفظة. ولربما كانت بالاصل (دەردە ژارم) القريبة من الكلمة الكردية المعاصرة (دەردەدار).. ومع كل ذلك فهي منظومة على الوزن الهجائي ذي المقاطع العشرية، على الوجه الآتي 8 :
Se-Fim- Sa- Fi- Yim Gen- Can- Ne- Ma- Yim
Be- Dil- Der- De- Jar- im Ten, Be- De- Wa- Yim.
Kes-Be-Hes-Ti-Re-He-Ne-Bur-De-Ba-wian
Ez-Be-Nis-Ti-Çu-ya-Ran-Xak-Pa-yim
ويبدو إن كسروي قد ظنّها ؛ بسبب تكرار الحرف (ي) في (صفي) و(صافي) رباعية منظومة على بحر (الهزج، المسدس، المحذوف): (مفاعيلن- مفاعيلن- مفعول).
وإليكم الرباعية الآتية:
هەمان هووی، هەمان هووى، هەمان هووی
هەمان كەوشەن، هەمان دەشت، هەمان كووی
ئەز وا جەم ئەویان تەنها چوو من بوور
بە هەر شه هری شه رم هەی های هەی هووی! 9
وهكذا يذهب كسروي إلى أن المصاريع (الشطرات): الأول، الثاني والرابع، من وزن (مفاعيلن- مفاعيلن- فعولن) أمّا المصراع الثالث فقد عدّه من وزن (فاعلاتن- مفاعيلن- فعولن) ويبدو ان ناظم هذا الشعر كان على دراية بأوزان الشعر الفارسي؛ فخلط من حيث يدري أو لا يدري، بين ثلاثة أوزان:
He-Man- Hui- He-Man- Hui- “u” he- Man- Hui
He-Man- Kew-sen- He- Man- Des- Tu- He Man – Kui
Ez- Wa- Cem-u- Yan- Ten-Ha Çu-Min- Bur
Be-Her- Seh- Ris-Rem- Hey- Hay-Hey- Hui
ويتضح لنا من التقطيع، ان كل مصراع منظوم على الوزن الهجائي ذي المقاطع العشرة، تتخلله وقفة قصيرة.
بالإضافة إلى آذربيجان، هناك مناطق إيرانية أخرى، راجت فيها الأشعار المنظومة على هذا الوزن. وهنا يجب التذكير بأن أقدم نموذج شعري كردي منظوم على هذا الوزن، وجد في منطقة (السليمانية- كردستان العراق) 10 وقد ربط المرحوم (ملك الشعراء بهار) بينه وبين بداية الفتح الاسلامي في كردستان؛ بدلالة ما ورد فيه من وصف لتدمير الغزاة العرب للمدن والمعابد وبيوت النار الزرادشتية ، لكنّما يبقى النموذج مشكوكاً فيه 11؛ لأن أبياته مقفّاة 12
وحسبما أشرنا سلفاً، بقي الوزن الهجائي العشري (الپهلوي) رائجاً في إيران ردحاً من الزمن بعد الفتوح الإسلامية، لكنّما يقتصر شيوعه الآن على اللغة الكردية والمناطق الكردية؛ وهذا يعني أن الشعر الكردي القائم على الوزن الهجائي العشري والأوزان الهجائية الأخرى؛ إنّما هو بمثابة الموروث والدليل النادرين، اللذين يمكنهما أن يعينا الدارسين والباحثين في خوض دراسة أوزان الشعر في إيران، في حقب ما قبل الإسلام، ولكنّ المعرفة الجيدة والتخصّصية بهذا الوزن في حدّ ذاته؛ تقتضي الدراسة المعمّقة والوافية، أمّا نحن فنتوخّى هنا تبصير القارئ بشكل مقتضب؛ لعله يدرك أهم النقاط والمؤشرات...
لنأخذ مثلاً: البيت الغنائي الآتي 13 ونحلله الى مقاطعه القصيرة والطويلة:
دە نان تەڵاكەت، رۆشنای گەلارەم
تۆ تەخسیر نەیری، خۆم سیا چارەم
أسنانك ذهبيّة يا نور عيني
لا تقصير عندك، أنا تعيس حظ!
De- Nan- Te-La-Ket -Ros-Nay-Ge- La-Rem
To-Tex-Sir- Ney-Ri- Xom-Si- Ya- Ça-Rem
وتكون ترسيمته اللحنية - الإيقاعيّة كما يلي:
--V--/--V--
V----/ -----
ويتضح من تباين المقاطع القصيرة والطويلة، عدم مراعاة ضوابط العروض التقليدي. والمهم هنا هو ان البيت منظوم وفقاً للوزن الهجائي العشري؛ حيث يحتوي كل بند (شطر، مصراع) على عشرة مقاطع، وهو مقسوم الى قسمين؛ بوقفة قصيرة قائمة ما بين المقطعين الخامس والسادس، ومعلوم أن التباين القائم ما بين المقاطع القصيرة والطويلة، يُعد إخلالاً بالتناسق الوزني، في عرف العروض التقليدي. أمّا التناسق (الإنسجام- الهارموني) هنا - وهو ما يجب التأكيد عليه- فيحصل ويتجسد أثناء الإلقاء أو الغناء، حيث تختفي خلاله الفوارق بين المقاطع الطويلة والقصيرة، فتبدو كافة المقاطع طويلة وقويّة النبر، أي أن المقاطع القصيرة والخفيضة تمد أثناء الإلقاء؛ حتى تتساوى مع المقاطع الطويلة في قيمتها اللحنية، وبعبارة موسيقية نقول إن البيت الشعري المنظوم على الوزن الهجائي هذا، يتجسّد إيقاعيّاً كما لو انه يتضمن عشرة مقاطع طويلة وعالية النبر، على شاكلة الترسيمة الآتية:
تن تن تن تن تن تن تن تن تن تن
أي لا يمكن للمرء أن يدرك القيمة الموسيقية لمثل هذا الوزن، بالتدوين وحده؛ مادامت النقطة الأصلية الجوهرية، في الأوزان الهجائية ، تتجلى في الإلقاء والغناء، أي إن هذه الأشعار لا تتكامل بدون لحن وموسيقى، وبمعنى أوضح، هي أشعار غنائية لا تتكامل؛ إلاّ إذا كانت ملحّنة ألحاناً مختلفة منسجمة مع أوزانها، بلْ مصحوبة بالموسيقى. وحين يطرأ عليها تغيّر وتنويع في الألحان؛ تتغيّر مواضع النبرات وشدّتها موضعيّاً. وهكذا نستخلص من كل ما سلف، أن هذه الأشعار لاتتكامل قراءتها، بدون ألحان ومقامات وإيقاع؛ حيث تبقى مفتقرة إلى الشكل التعبيري، الذي تتجسّد فيه لحناً وغناءً؛ وبذلك سرعان ما تتغيّر أوزانها تبعاً للتغيّر الحاصل في شكلها التعبيري (اللحني- الغنائي)، لكنّما يجب الإنتباه إلى وجود لحن نمطي خاص تؤدى به (عادة) هذه الأشعار والمنظومات والملاحم؛ وهنا يمكننا تبيان قاعدة هذا الوزن حسب الترسيمة الآتية:
┴ ─ ┴ ─ ┴
حيث لابدّ من وجود النبرة والوقفة القصيرة في المقاطع: الثاني، الثالث والخامس.
وهكذا يمكننا الوصول عبر استقرائنا الخاص في الأوزان الهجائية، وذي المقاطع العشرة منها بالذات، إلى استنتاج مفاده إن لهذا الوزن ثلاثة أسس:
أوّلها: عدد مقاطعه الصوتية.
ثانيها: النبر.
وثالثها: اللحن.
ثم إن موضع النبر يمكن أن يتغير؛ فيتغير اللحن والإيقاع تبعاً لذلك.
وهنا تجدر الإشارة - حيث نتناول أوزان الشعر الكردي- إلى تشابه ملحوظ بين هذه المعطيات ونظيراتها في اللغة الفارسية؛ حيث توجد فيها خمسة أنماط من المقاطع:
- صامت ومصوّت قصير (CV) = مقطع قصير.
- تركيب هذين المقطعين مع صامت آخر (CVC) = مقطع صائت طويل (هجاء طويل).
- مقطع قصير مع صامتين – CVC C.
- صامت مع مصوّت قوي (CVI) = مقطع صائت طويل.
- ثم المقطع (CVICC) الذي يأتي دائماً في خاتمة المصراع (الشطرة)، والذي لايُحسب صامتاها الأخيران عند التقطيع، أمّا المقطع (CVCC) فهو يستخدم في الوقت والموضع المناسبين؛ إن لزم الأمر، ولكن الأمر الآن ليس على هذه الشاكلة، في اللغة الكردية، أي في الشعر الكردي المعاصر، حيث يجوز مجئ أي مقطع مهما كان نوعه، وفي أي موضع كان داخل الشطر الشعري، إلاّ إنه - كما أسلفنا- تتساوى شتى المقاطع، رهن الإلقاء أو الغناء، وتتناهى إلى الأسماع كما لو أنها كلها مقاطع طويلة؛ ولذا فإن غير الملم باللغة الكردية، وخاصة إذا ما عوّل فقط على عدد المقاطع المدونة غير المغنّاة؛ سيبقى عاجزاً بالتأكيد عن تعداد وضبط المقاطع الصوتية (قصيراتها وطويلاتها) بقصد تبيان نظامها الوزني، وقد يستنتج نظاماً وزنيّاً ذا إثني عشر مقطعاً بدلاً عن نظام المقاطع العشرة!
الشعر الكردي، وخصوصاً ذو النظام الوزني المقطعي (العشري منه بالذات) يتطلّب منّا دراسة مستقلة، تحليلية ووافية.
وهنا سنقوم بتقطيع بيت شعري غنائي للتأكيد على ما ذكرناه:
هەستە لە خەوێ، بزانە چم دەوێ
لە گەردەنی زەردت، دوو ماچم دەوێ
إنهضي من الرقاد؛ لتعرفي ما ابتغي
من جيدك العسجدي، أريد قبلتين..
Hes-Te Le- Xe- Wê- Bi- Za-Ne- Çim-De- Wê
Le- Ger- De-Ni- Zer-Dit- Dû- Ma-Çim- De-wê
ظاهريا تتوزع المقاطع، في التقطيع التدويني، بالصورة الآتية:
v-v-vvv-
v------v-v
ويظهر جليّاً من تقطيع هذا النموذج، عدم الإلتزام بأيّ نظام وزني، ناهيكم عن بروز نظام آخر ذي أحد عشر مقطعاً بدلاً عن الوزن ذي المقاطع العشرة؛ ما دام لكل عنصر من عناصر كل مصرع لحنه الخاص ، ثمّ إن كيفية تشكل المقاطع القصيرة والطويلة، لا تتبع أيّ نمط نظمي، لكنّنا إذا ما قمنا بتقطيع البيت نفسه غنائيّاً، لا تدوينيّاً سنحصل على نتيجة مغايرة 14 :
Hes- Te- Le-Xe-Wê - BiZa-Ne- Çim- De-Wê
Le-Ger- Deni- Zer-Dit - Du- Ma-Çim De-Wê
هوامش واشارات:
1- قام د. محمد موكري بجمع المزيد من الأبيات الغنائية ونشرها في كتابه (گورانى كوردى- الأغنية الكردية)
2- الشعر الموجود في القسمين الأول والرابع من ال (آفيستا) يتشكل من مصاريع (شطرات) ثلاثيّة.
3- توجد نماذج من الشعر الكردي المنظوم على الوزن الاثني عشر مقطعاً، ومنها العديد من أبيات شاعرنا (علي بردشاني) وقد نبّهتُ الدكتور وامقي إلى ذلك (ا.شريفي)
4- لغة (فهلة أو پهله) الوارد ذكرها عند الفرس والعرب لها علاقة بالكرد (الكرد الفيلية بالذات) والذين عاشوا وما زالوا يعيشون في عيلام، خوزستان، همدان، لرستان، خانقين ومندلي. ويعد بابا طاهر الهمداني أعظم شاعر نظم بالفهلوية أشعاره (أ. شريفي)
5- ورد في العديد من المصادر أن السلف الأكبر الشيخ صفي أي (جده السابع فيروز شاه زرين كلاه كرد سنجاري) كرديّ الأصل من سنجار القريبة من الموصل، وكان الشيخ صفي نفسه يتحدث باللهجة الكردية / الآذريّة. ويتبيّن من رباعياته أن اللغة الكردية كانت ما تزال سائدة في محيط عائلته؛ ولذا تعد رباعياته المنشورة في كتاب (آذەری و كاوە وەندنی كسروي، كردية أكثر من كونها فارسية (أ. شريفي)
6- من الطبيعي أن يلاقي كسروي العسر في فهمه لرباعيات الشيخ صفي؛ لجهله باللغة الكردية (أ.شريفي)
7- بالإملاء الفارسي:
صفيم، صافيم، گنجان نمايم
بدل دەردە ژرم تن بى دوايم
كس به هستى ره نه بردە باويان
از به نيستى چو ياران خاكپايم
× أوردها كسروي (نبرده ره)
أي:
أنا صفي، الصافي، كاشف الكنوز،
عليل القلب ، جسمي بلا دواء.
لمْ يكتشف أحد السبيل إليه في الوجود
أنا ثرى قدميه في العدم كالصحابة.
8- دوّن د. وامقي هذه الأشعار بالفونتيك الفارسي، ووجدت من الأفضل أن أدونها بالحروف اللاتينية الكردية (أ.شريفي)
9- بالإملاء الفارسي:
همان هوى، همان هوى، همان هوى
همان كوشن، همان دشت همان كوى
از واجم اويان تنها چو من بور
به هر شهريش رم هێ های هی هۆی
× أوردها كسروي (به هر شهرى شرم هى هاى هى هوى)
أي:
نفس (الهو) أنت النداء نفسه، أنت (الهو) نفسه
نفس الحدود، نفس السهول، نفس الجبل.
حشداً أو وحيداً كمثلي تعال
حيث تتلقفني الضجة في أيّة مدينة أقصدها
× الالهو في الصوفية ذات الله تعالى
10- لهذه القطعة الشعرية روايات متعددة ومختلفة في الكتب الكردية والفارسية، ناهيكم عن شتى الآراء بخصوصها، ولست هنا بصدد إدلاء الرأي بشأنها فهي بحاجة إلى دراسة معمقة، وآمل أن أخصّها بمقالة وافية.
11- ها هو البيت الأول من النص بالإملاء الفارسي:
هرمزگان رمان ، اتران كژان.. الخ
تهدمت المعابد وانطفأت النيران
وأخفى أعظم العظماء نفسه
العتاة العرب دمّروا الديار
من پاله (پهله) حتى شهرزور
آهورا مزدا لن يرحم أحدا
وبقي دين زردشت بلا يد (حول وقوة)
12- من هنا فصاعداً، يتناول د. وامقي نماذج أخرى من أرجاء إيران، لمْ أجد ضرورة لترجمتها، ثمّ يستأنف تناول ما يتعلق بالشعر الكردي (أ. شريفي)
13- ليس الشعر المنظوم على الأوزان الهجائية مقتصراً على كردستان إيران، وإنّما هو رائج في جميع كافة أجزاء كردستان، كما في الملاحم الشعرية الشائعة في أجزاء كردستان (العراق، تركيا، السوڨيات، وسوريا).
14- من هنا فصاعداً... يتحدث د. وامقي عن الشعر الحديث المنظوم على الوزن ذي المقاطع العشرة.
* غالبا ما تدعى رباعيات (دوبيتات) بابا طاهر الهمداني ب ( فهلويات) ويؤكد أهم الباحثين الفرس على إن لغته فهلوية (ج.ز)
المصدر
مجله (سروه) ژمارە 54/ بەفرانباری 1369 ش كێشی شیعری كوردی لەپێش ئیسلام
وەرگێڕ: ئەحمەد شەریفی.
الادیب الموسوعی (جلال الزنگابادی)[1]