$عفرين تحت الاحتلال (112): استمرار سرقات موسم الزيتون، اختطاف واعتقالات، مقتل قاصر، حرق غابات$
“عبوات زيت جبال #عفرين# ”- منشأ تركيا، تُباع في مدينة غوتينغن – ولاية نيدارزكسن الألمانية.
إن سياسة التجويع وتجفيف مصادر أرزاق الكُرد هي سياسة قديمة – جديدة تنتهجها الحكومة التركية بحقهم أينما كانوا بتهمة “جميعهم إرهابيون ويدعمون حزب العمال الكردستاني” وبحجة “خطر على الأمن القومي”! وذلك لإجبارهم على ترك ديارهم ودفعهم الى الهجرة والنزوح، بهدف توسيع وترسيخ التغيير الديموغرافي في المناطق الكردية ، فمنذ احتلال الجيش التركي برفقة الميليشيات الإرهابية لمنطقة عفرين تم فرض قيود جمة على حركة الاقتصاد ولجهة تبديد وإضعاف مصادر أرزاق السكان الأصليين، من بينها زيت الزيتون كمصدر رئيسي، فعدا النهب والإتاوات، هناك فريق تركي- مقرّه في مدينة جنديرس- وبإشراف الاستخبارات التركية (MIT) يستحوذ على شراء القسم الأكبر من الزيت ويتحكم بأسعاره التي كانت تتراوح بين /40-50/ دولار للتنكة الواحدة (16 كيلوغرام صافي) خلال السنوات التي سبقت الاحتلال، بينما أصبح السعر بين /20-30/ دولار، في حين أنه في الداخل السوري- خارج النفوذ التركي يبلغ الضعف؛ وكإحدى الدلائل على النهب الممنهج، وصلتنا صورة جديدة من مدينة غوتينغن – ولاية نيدارزكسن الألمانية لعبوات زيت زيتون حجم 1 لتر (1 كغ تقريباً) مكتوب عليها “زيت زيتون جبال عفرين”- منشأ تركيا وتاريخ الانتاج 03-12-2019 وبسعر مُخفَّض /7.5/ يورو، أي أن (16 كغ×7.5= 120 يورو= 140 دولار)، في تأكيدٍ على سلب ثروات عفرين وتمريرها عبر تركيا إلى الأسواق الأوربية… وبالمقارنة بين سعر الشراء من عفرين والبيع في الأسواق الأوروبية ومع الأخذ بعين الاعتبار تكلفة الفلترة والتعبئة والنقل، يبقى هناك فارق كبير ويتبين حجم الأرباح الهائلة التي تجنيها تركيا من مواسم الزيتون في عفرين، حيث أن وزير الزراعة التركي اعترف أمام البرلمان في شهر تشرين الثاني 2018م باستيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين وبيعه، وقال متحججاً: “إننا في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى، كي لا تقع هذه الموارد في يد حزب العمال الكردستاني”؛ أضف إلى ذلك قيام المسلحين ومعظم المستقدمين على سرقة المحصول بشكل جائر أمام مرأى ومسامع سلطات الاحتلال والمجالس المحلية التي تدعي وجودها لخدمة الأهالي، دون أي رادع أخلاقي، ودون أن يتجرأ أحد من الأهالي على تقديم شكوى ضد اللصوص أم منعهم بطريقةٍ ما، وقد رصدنا خلال الأسبوع الفائت بعضاً من هذه السرقات والانتهاكات:
– في بلدة كفرصفرة – جنديرس، تم سرقة محصول حوالي /500/ شجرة زيتون واقعة شمالي القرية على طريق جبل قازقلي عائدة للمواطنين (حسين محمد طرموش- /50/ شجرة، أحمد محمد طرموش- /50/، عبد الرحمن رشيد عبدو- /100/، محمود وشقيقه محمد خليل محمد بولو-/200/، فطوم أرملة المرحوم حسن حميد شير-/50/، محمد رشيد شير- /100/)، علماً أن الميليشيا المسيطرة على البلدة قد استولت على حوالي /15/ ألف شجرة زيتون عائدة لمواطنين مُهجَّرين قسراً من البلدة، موزعة على النحو التالي: (عبدو عصمت مراد وأشقاؤه – /1300/ شجرة، نبي مراد بن خليل نبي-/1800/، عابدين حاج عبدو-/350/، جلال محمد مراد-/500/، عائلة كدرو “محمد و حسين و جميل كدرو، خليل إيبو، وغيرهم”-/8000/، محمد حسين جاسو-/150/) ولغيرهم أيضاً.
– تقوم عناصر الحاجز المسلح الموجود في مدخل بلدة كوتانا- بلبل بالاستيلاء على نصف حمولة كل سيارة بيك آب أو جرار من ثمار الزيتون، دون أن يتمكن أصحابها من منعهم أو تقديم شكوى ضدهم لدى أية سلطة معنية.
– في إطار الانتهاكات المتواصلة بحق سكان عفرين قامت ما تسمى بالشرطة المدنية بتبليغ عشرين مواطناً في قرية قاسم- راجو لمراجعة مقرّ “المحكمة” في ناحية راجو على دفعتين، ولدى حضورهم إلى “المحكمة” تم اعتقالهم جميعاً ليومٍ واحد بتهمة المشاركة لثلاثة أيام في الحراسة الليلية لدى الإدارة الذاتية السابقة، حيث أطلق سراحهم بعد أن دفع كل واحد منهم /1000/ ل.ت، وعرف منهم: (طاهر سليمان ديكو /81/ عاماً، بطال سليمان ديكو /63/عاماً، محمد شعبان ديكو /35/عاماً، أحمد حسن ديكو /32/عاماً، أحمد عبدالقادر حسن /36/عاماً، حنان شيخ إبراهيم /35/ عاماً، أحمد شيخو /43/عاماً، خليل بكر بلال /45/عاماً). حيث أن الدفعة الثانية (عشر مواطنين) اعتقلوا بتاريخ 11-10-2020م.
– بتاريخ 14-10-2020 أقدمت الاستخبارات التركية برفقة الشرطة المدنية على اعتقال رئيس “المجلس المحلي في معبطلي/ماباتا- المعين من قبل سلطات الاحتلال” المهندس عبد المطلب شيخ نعسان وعضو المجلس حسن إيشانو، لاسيما وأنها بتاريخ 10-10-2020 أقدمت على اعتقال مواطنين آخرين في البلدة، بينهم موظفين وأعضاء من المجلس، وقد عرف منهم: (ميديا إبراهيم خنجر، محمد ستو، صلاح شعبو، محمد علي نعسان)، دون إعلان الأسباب ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
وكذلك تم اعتقال عدد من مواطني قرية حسيه- ماباتا بتهمة تعاملهم مع الادارة السابقة، لإجبارهم على دفع فدى مالية تتراوح ما بين /500 – 1000/ ليرة تركية.
– بتاريخ 10-10-2020 أقدم مسلحو ميليشيا “السلطان سليمان شاه- العمشات” على اختطاف ثلاثة مدنيين من قرية جقلا وسطاني- شيه/شيخ الحديد، وهم: (بطال أحمد علي، حسن محمد علي، عوني خليل أوسو)، وطالبوا ذويهم بدفع فدية مالية مقدارها خمسة ملايين ليرة سورية عن كل شخص، ولكن بعد مفاوضات الأهالي مع المسلحين تم دفع مليون ليرة سورية عن كل شخص لقاء الإفراج عنهم بتاريخ 12-10-2020م.
لشهيد القاصر حسن جمعة الحمد- جنديرس.
– بتاريخ 13-10-2020 وأثناء محاولة مجموعة من المدنيين عبور الحدود التركية أطلقت الجندرمة التركية الرصاص الحي عليهم، مما أدى إلى مقتل واستشهاد القاصر حسن جمعة الحمد من المكون العربي من أهالي ناحية جنديرس.
صورة أرشيفية لحريق بغابة وسط بحيرة ميدانكي، صيف 2018م.
– في إطار التعديات السافرة على الغطاء النباتي في منطقة عفرين، بتاريخ 10-10-2020م، تم إضرام النيران في موقعين من جبل كالوشكي المطل على بحيرة ميدانكى، وكذلك في الجهة الشرقية من جبل هاوار، بالقرب من المركز الحراجي السابق، حيث استمرت النيران من الظهيرة إلى المساء.
إن الاستيلاء على أملاك السكان الكُرد وسرقة محصول الزيتون ومحاولات قطع وتجفيف مصادر أرزاقهم من قبل الميليشيات الإرهابية وتحت إشراف الميت التركي، بمثابة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تستوجب محاكمة مرتكبيها ومعاقبتهم، وتعتبر انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني والعهود والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان، إذ يتوجب على الدولة التركية الالتزام بها باعتبارها دولة احتلال لمنطقة عفرين كجزء من أراضي دولةٍ أخرى.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]