$عفرين تحت الاحتلال (117): تغيير ديموغرافي مستمر، زيارات استفزازية، “بعدينا” من جديد، انفجار لغم بأطفال مهجرين قسراً$
تحاول الدولة التركية المحتلة وبمشاركة الميليشيات الإرهابية الموالية لها، بشتى الطرق والوسائل تطبيق التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين الكردية السورية، من أجل القضاء على وجود الكُرد وطمس هويتهم الثقافية والتاريخية، فلم يسلم من ممارساتها اللاإنسانية الشجر والبشر والحجر، تحت ذريعة “حماية الأمن القومي التركي ومحاربة أحزاب انفصالية”، وكذلك التعدي على سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها بأشكال عديدة، إحداها إتِّباع منطقة عفرين لولاية هاتاي التركية ووضعها تحت أمرة واليها، وأخرى بإلغاء أو تدمير بنى تحتية ومؤسسات سورية منذ اليوم الأول للاحتلال، مثل شبكات الاتصالات والكهرباء، إضافةً إلى شبكات مجموعات التوليد المحلية الخاصة ومجموعات الطاقة الكهرضوئية المنزلية، التي تعرضت للسرقات والتخريب الممنهج؛ لتأتي “الشركة السورية التركية للطاقة والكهرباء- STE Enerji” بتنفيذ بعض الأعمال وفق عقدٍ سابق موقع مع “مجالس محلية” وتُعلن مؤخراً تغذية الشبكة الكهربائية في مدينتي عفرين وجنديرس. ومن جانبٍ آخر تتواصل زيارات نصر الحريري رئيس الائتلاف السوري الإخواني الاستفزازية ضمن عفرين، ويرافقه ممثل عن المجلس الوطني الكردي “ENKS” مع الأسف الشديد، إحداها لحقول زيتون عائدة لسكان كُرد مُهجرين قسراً ومستولى عليها من قبل الميليشيات الإرهابية، في تأكيدٍ واضح وصريح على مشاركة المجلس لسياسات الائتلاف وممارساته.
زيارة رئيس الائتلاف وممثل “ENKS” إلى إحدى حقول الزيتون في #عفرين# برفقة عناصر من الميليشيات.
الانتهاكات مستمرة، ولم تتوقف يوماً، رغم مناشدات معظم المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للحكومة التركية بضرورة وقفها ومحاسبة من يقترفها، وقد رصدنا خلال الأسبوع الفائت بعضاً منها:
عبوة من زيت زيتون عفرين، معبأة في تركيا
تأكيداً لما أوردناه في تقارير سابقة حول مشاركة الحكومة التركية وبشكل مباشر بسرقة محصول الزيتون في منطقة عفرين، واستلائها شبه الكامل على تجارة الزيت، بإشراف استخباراتها، بدءاً من الشراء بأسعار متدنية وتجميعه في مركز تركي مخصص بمدينة جنديرس، ونقلها إلى تركيا، ومن ثم تعبئته بعبوات مختلفة، تحت اسم “منتج تركي أصيل”، وتصديرها إلى أوربا وأمريكا؛ ذكرت صحيفة الزمان التركية في تقريرٍ لها بتاريخ 20-11-2020م، بأن (ممثلو هيئة “تعاونيات الإئتمان الزراعي التركي” سافروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتسويق /90 ألف طن/ من زيت الزيتون على أنه منتج تركي، ليتضح إنه مسروق من أشجار زيتون نبتت في أراضٍ سورية- منطقة عفرين السورية)، وقالت الصحيفة: “اعترافاً منه بحدوث السرقة، قال حكمت شينتين رئيس الغرفة التجارية في هاتاي، إن الزيتون يدخل تركيا شريطة أن يتم بيعه للأسواق الخارجية فقط”، ونقل موقع أحوال تركية في تقرير له بتاريخ 20-11-2020م على لسان أونال شفكيور -نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض: (إن الجيش السوري الحرّ المدعوم من تركيا سرق أشجار الزيتون من السكان المحليين، وأن النفط الذي يتم تصديره إلى الغرب عبر تركيا يساهم في الحفاظ على “وحدة أراضي سوريا”، الهدف الذي اعتبرته السلطات التركية أحد أسباب التوغلات العسكرية التركية في الدولة التي مزقتها الحرب).
المركز التركي في جنديرس لشراء زيت الزيتون، عن المرصد السوري لحقوق الإنسان
في إطار حملة الاعتقالات التي تتعرض لها بلدة بعدينا راجو، قامت “الشرطة العسكرية” بتاريخ 16-11-2020 باعتقال المواطنين (محمد خليل سيدو، حنان مصطفى شعبان، أحمد علي هورو، لقمان عمر محمد)، واقتادتهم إلى مركز ناحية راجو، بحجة مشاركتهم في نوبات الحراسة أثناء الإدارة الذاتية السابقة.
بتاريخ الثلاثاء 17-11-2020، تعرض المواطن محمد نبو وزوجته من أهالي قرية حمام جنديرس، أثناء عودتهما من قرية جلمة بواسطة دراجة نارية، على طريق تل سلور جنديرس، بالقرب من مفرق قرية فيلك، لحادث سير مع سيارة عسكرية تركية، مما أدى إلى فقدان “نبو” لحياته على الفور وإصابة الزوجة بجروح وكسور، نُقلت على إثرها إلى إحدى المشافي التركية.
طفل مصاب جراء انفجار لغم في منطقة الشهباء- شمال حلب، عن الهلال الأحمر الكردي
في يوم الجمعة 20-11-2020، انفجر لغم أرضي من مخلفات الحرب في إحدى حقول الزيتون قرب بلدة “تلرفعت” بأربعة أطفال من عائلة واحدة، من أهالي قرية مروانية شيه عفرين، والمهجرين قسراً إلى منطقة الشهباء شمال حلب، مما أدى إلى إصابتهم بجروح بليغة وفقد أحدهم لساقه، وهم (نبي قازقلي بكر، نظمي مصطفى بكر، ديار مصطفى بكر، نبي مصطفى بكر).
في إطار الفوضى والفلتان الأمني، بتاريخ 16-11-2020 انفجرت عبوة ناسفة مزروعة في سيارة شحن، بمدخل مدينة عفرين – طريق جنديرس، دون إصابات تذكر.
مركز تجميع الحطب في قرية “خالطان”- جنديرس.
في إطار انتهاكات الميليشيات الإرهابية بحق الشجر في منطقة عفرين، قامت ميليشيا أحرار الشرقية المسيطرة على قرية خالطان جنديرس، بإنشاء مركز لتجميع حطب أشجار الصنوبر والسرو التي يتم قطعها من الجبال المحيطة بالقرية، ليتم بيعه لصالح الميلشيا المذكورة، وكذلك تقوم معظم الميليشيات بتوزيع الحطب على عائلات المستقدمين دون أن توزعها على العائلات الكردية المتبقية في القرى، بل تجبر هذه العائلات على إحضارها ترخيص جلب الأغصان من الجبال المحيطة مقابل مبلغ /25000 ل.س/.
إن محاولات تجميل ممارسات الميليشيات تحت غطاء “الجهاد والثورة” والتغطية على موبقاتها وفسادها في الأرض بمنطقة عفرين، لا تنطلي على أحد، وسنواصل عملنا إلى جانب الشرفاء من أبناء سوريا عموماً في كشف وفضح سياسات تركيا العدائية لبلدنا وللكُرد خصوصاً، على طريق النضال والعمل لإنهاء الاحتلال ووجود تلك الميلشيات الإرهابية بمختلف مسمياتها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]