$عفرين تحت الاحتلال (243): مشروع استيطاني جديد، حصار مهجّري عفرين في الشهباء، إبادة غابات، فوضى وفلتان وأتاوى وتهديد بالقتل$
الممارسات والسياسات العدائية ضد المنطقة وأهاليها مستمرّة في ظلّ الاحتلال التركي، لأنها ممنهجة بالأصل، وأصبحت سلوكاً يومياً معتاداً لميليشيات جيش الائتلاف السوري – الإخواني، دون أي رادعٍ أخلاقي أو إنساني أو قانوني أو سياسي، فالعمشات بدلاً من المحاسبة على فضائحها تتمدد وتسطو وتفرض أتاوى جديدة، وأخرى تهدد مدنيين بالقتل أو تُبيد الغابات وتسرق الممتلكات الخاصة والعامة، ويتواصل مسلسل بناء القرى الاستيطانية وتوطين مئات آلاف المستقدمين بغية ترسيخ التغيير الديمغرافي الواسع ضد الكُرد ومنطقتهم، إلى ما هنالك من انتهاكات وجرائم مختلفة، نذكر منها:
= مشروع قرية استيطانية جديدة:
مؤخراً تم تسوية قسم من أراضي بيادر بلدة “مابتا/معبطلي”- ممتلكات خاصة لأهاليها- وهدم غرفة فيها وهي عائدة ل”حسن خوجة” وإزالة بعض خيم المستقدمين منها، تمهيداً لتنفيذ مشروع بناء قرية استيطانية جديدة لأجل توطين مستقدمين من الداخل السوري وترسيخاً للتغيير الديمغرافي الواسع الذي طال المنطقة منذ احتلالها في 2018م؛ وذلك بالتعاون مع ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” التي تسيطر على البلدة وموافقة “مجلس معبطلي المحلي” المعيّن من قبل الاحتلال، حيث تُقدر مساحة إجمالي تلك الأراضي ب/4.25/ هكتار، نُصبت فيها سابقاً حوالي /150/ خيمة للمستقدمين؛ ولم نتمكن بَعد من معرفة جهتي التمويل والتنفيذ وتفاصيل أخرى عن المشروع.
= مهجَّرو #عفرين# في الشهباء:
المهجَّرون المقيمون في مناطق الشهباء ومدينتي نبل والزهراء وتل رفعت وديرجمال وبعض قرى وبلدات جبل ليلون- شمالي حلب، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وضمن النفوذ الروسي، يعيشون حياةً بائسة، إذ أن عددهم حوالي /60/ ألف نسمة، منهم /9/ ألاف يقطنون في خمسة مخيمات، وغير مشمولين ببرامج الأمم المتحدة للإغاثة الإنسانية، سوى بعض المساعدات توزع من قبل منظمة الهلال الأحمر السوري، وهم يعانون من تدني فرص العمل والخدمات من كهرباء ومياه الشرب والصحة والتعليم وغيرها، ومطلبهم الأساس هو العودة إلى ديارهم؛ لاسيّما وأنّ “هيئة الإدارة المحلية والبيئة لمقاطعة عفرين والشهباء” تتكفل بتأمين الاحتياجات الضرورية، وعلاوةً على أنّ حكومة دمشق تدير ظهرها لهم، فإن قواتها العسكرية والأمنية تفرض حصاراً عليهم وتمنعهم من التنقل إلى الداخل، وتبتز الإدارة مراراً بفرض الأتاوى وسلب حصص من المحروقات والمساعدات التي تؤمنها لهم، فمنذ يومين يعيشون في ظلام دامس، حيث اضطرّت الإدارة لإيقاف معظم المولدات الكهربائية والآليات والسيارات الخدمية بسبب انقطاع مادة المازوت- حسب بيان لها في 27-04-2023م.
= قطع الغابات والأشجار:
– بعَد قطع العديد من الغابات والأحراش في جبال قرى تقع تحت سيطرتها خلال خمس سنوات خلت؛ منذ أواخر عام 2022م بدأت ميليشيات “لواء سمرقند و جيش الشرقية” بقطع حرشي “شيخو /16/ هكتار، أحمد حمباسو /6/ هكتار” الحراجيين بالإضافة إلى مئات أشجار السرو والسنديان والزعرور والقطلب ومنها المعمّرة بالأودية والتخوم المجاورة لهما، في موقعٍ وعر وسط قرى (روتا شمالاً، مسكه فوقاني جنوباً، خالطان شرقاً، كوردان غرباً)، ونظراً لصعوبة المكان فتحت طرقات مؤقتة وأحضرت آليات ومعدّات خاصة لأجل نقل الأخشاب والأحطاب والجذوع، حيث جرت عمليات القطع على نحوٍ متسارع لتقترب من إبادة الحرشين.
– وفق مصادر محلية ومقطع فيديو متداول ومنشور في 28-01-2023م وصور لغوغل إيرث، أقدمت ميليشيات “لواء سمرقند” على إبادة غابة حراجية تُقدر مساحتها بأكثر من /60/ هكتاراً جنوبي مزار “قازقلي”- جنديرس، بالقطع الواسع والاتجار بأخشابها وأحطابها، وتحويلها إلى أرضٍ قاحلة، وبعد بناء قرية استيطانية للمستقدمين على جزءٍ من أراضيها.
= اختطاف:
– بتاريخ 15-04-2023م، أقدمت ميليشيات “الجبهة الشامية” على مداهمة منزل المواطن “آريان محمود خليل /40/ عاماً” في قرية “معرسكه”- شرّا/شرّان، واختطفته واحتجزته تعسفياً ولا زال، مع سرقة مبلغ مالي وسيارته، على خلفية منعه لمعتدين على أرض له؛ يُذكر أن “آريان” قد تعرّض للاعتقال أكثر من مرّة وفُرضت عليه فدى مالية.
= فوضى وفلتان:
– في 19-04-2023م، أقدمت “هيئة تحرير الشام” على إلغاء وتفكيك خمس محطات وقود بالقرب من قرية “غزاوية”- شيروا التي تقع تحت سيطرة ميليشيات “فيلق الشام” وعلى مقربة من خط التماس – بلدة “دارة عزة” جنوباً والتي تقع تحت سيطرة الهيئة، ليتم نقلها نحو قرية “برج عبدالوا” شمالاً ب/5/كم؛ وذلك في سياق منع ومحاربة الهيئة لعمليات تهريب الوقود من عفرين إلى إدلب.
– بُعيد زيارة فريق للأمم المتحدة إلى ناحية راجو في 17-4-2023م، واستماعها لشهادات بعض أعضاء المجلس المحلي المعيّن من قبل سلطات الاحتلال عن الأوضاع السائدة، اقتحمت أمنية ميليشيات “أحرار الشرقية” مقرّ المجلس وقام المدعو “علاء أبو خالد” مسؤول الدراسات بمواجهة “عبد القادر عثمان” من أهالي قرية “حج خليل” وعضو في المجلس أثناء الدوام الرسمي وتهديده بالقتل أمام أعين بقية الموظفين؛ وفي 26-04-2023م أيضاً، على خلفية تلك الشهادات عن انتهاكات الجماعات المسلّحة، أقدمت ميليشيات “شرطة راجو- الأمن السياسي” على اعتقال عضو المجلس “محمد علي شيخو” من مقرّه، وهو من أهالي “حج خليل” ومسؤول القطاع الصحي، والتحقيق معه لساعات واتهامه بالإساءة إلى ما يسمى ب”الجيش الوطني السوري”، وأفرجت عنه بشرط الحضور حين الطلب.
– قامت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” بطرد /6/ عائلات من مستقدمي غوطة دمشق وإخلاء المنازل المستولى عليها من قبلهم في بلدة “مابتا/معبطلي”، بحجج مختلفة، منها ولائهم ل”الجبهة الشامية” التي طُردت من البلدة في تشرين الأول 2022م؛ وأقفلت المنازل بقصد الاستيلاء عليها مجدداً دون تسليمها لأصحابها أو لأقربائهم.
– بعد منتصف ليلة أمس، وقع انفجار في مبنى “فيلا محمد كوردا” في “دشتا حنارا/سهل الرمّان” على الطريق بين قريتي “مسكه و سندانكه/Sindiyankê”- جنديرس، المستولى عليه من قبل ميليشيات “جيش الشرقية”، فأدى إلى انهياره، ولم نتمكن من معرفة السبب والنتائج، حيث تم تبليغ الأهالي عبر غرف الواتس آب بعدم الخروج من منازلهم.
= انتهاكات أخرى:
– بعد بدء موسم ورق العنب، باشرت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” على الفور بفرض إتاوة 10% على انتاجه في ناحية شيه/شيخ الحديد وقرى وبلدات أخرى تقع تحت سيطرتها.
– في قرية “عتمانا/عطمان”- راجو، “أحمد” و “عقبة” والد وشقيق المدعو “يزيد البشكاوي” المسؤول الأمني لميليشيات “فرقة الحمزة” بناحية راجو، يمنعان أصحاب حقول الزيتون والفاكهة في محيط القرية من حراثتها، لكي تبقى مرتعاً لرعي قطعان مواشيهما (حوالي 250 رأس) وإن تضررت الأشجار بشكلٍ كبير، دون أن يجرؤ أحدٌ على منعه أو حتى الحديث عن هذا الانتهاك؛ فقد حصلنا على صورة لرعي الأغنام في حقل أجاص قرب مفرق “عتمانا” وهو عائد للمرحوم “عمر يوسف” الذي هُجِّر قسراً من قبل الاحتلال.
إنّ عودة الجيش التركي إلى حدوده الدولية وإنهاء احتلاله لمناطق سورية عديدة، وكذلك إنهاء وجود تلك الميليشيات المرتزقة والإرهابية، يُعدُّ خطوات أساسية في البدء بإنهاء أزمة عفرين ومحنة أهاليها، وتالياً لأجل إيجاد حلٍّ للأزمة السورية عموماً.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]