هل يعلمون ان داعش ولادة طبيعية لافكار راديكالية يدعمها الغرب بنفسه؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4990 - #19-11-2015# - 08:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هل يعلموهناك نقاش سياسي و فكري بين المثقفين و المتابعين لما يجري على الساحة العالمية هذه الايام، واخر فلسفي بين المختصين في شؤون الفلسفة و دورها ومن خلالها يعرجون على الدين كفلسفة و اصول تُعتمد، و ما تحمله الكثير من التنظيمات و منها الاسلامية منها،اي من الفلسفة، و منابع افكارهم و مناهجهم، دون ان يبدئوا او يشيروا الى علاج اصل المشكلة و كيفية حلها بجدية معقولة، و المانع الوحيد في حتى الاشارة الى ذلك علنا هو المصالح السياسية الاقتصادية بين الدول .
ان كانت العلاقات الدبلوماسية اساسا مبنيا على حفظ المصالح و الاعتبار لما يهم الاخر و التوافق و التعاون في امور شتى بين الجهات، فان هناك دولا لا يمكن ان تُبعد عن اصل المشكلة في وصول العالم الى ما نحن فيه من الهيجان، و رغم ذلك لم ينبس احد لحد هذه الساعة ببنت شفة عنها، و لم نسمع عن اي ضغط من اجل التقليل من توفير الفرص المتاحة لتنمية هذه التنظيمات من خلالها، و من جانب اخر من استغل المتعاونون مع دولة الام و رحم ولادة هذه الراديكالية و هذه الافكار و المناهج لمصالح سياسية، و ان انعكست شرا عليه في النهاية و تورط فيما صنعته يديه، و لكن لحد هذه الساعة لا يعترف هذا بما اقترفته يديه في هذا الشان، و لازال يلعب كما يحلو له في هذا الاطار في اماكن عديدة من العالم بحرية كاملة، دون ان يتعض من الماضي . و هناك من يستغل هذه الافكار و الفلسفات لامور عامة و صراعات فكرية فلسفية بين المحاور الموجودة في العالم، و هو يعلم بانه على خطا و يسير على الضد من مصالح الانسانية التي يدعيها، و لكن ما يفرض سلوكه و توجهاته هو مصلحته الخاصة ايضا . الم نر ان امريكا هي التي تريد ان تكون للاخوان المسلمين يدا عليا في الاماكن التي يوجدون فيها لانها تتوافق مع فلسفتهم و افكارهم و مناهجهم اكثر من اي احد اخر، و كما نشاهده في تعاملهم و سياساتهم المتبعة في مصر على وجه الخصوص، و هي تعلم ان الاخوان هم منبع و مصدر كل هذه الفوضى و ما توصل اليه العالم من مشاكلهم هم و ليس غيرهم، و هم من انتج التنظيمات الاكثر راديكالية و تشددا، و تعلم امريكا المتحالفة معهم ذلك سرا او علنا، و لا تغيير من سياساتها و توجهاتها لحد الان، لانها تقع ما تستند عليه هذه التنظيمات في صلب فلسفتهم الراسمالية، و هو الاهم عندها استراتيجيا . ان كان الاساس الذي بني عليه داعش هو نفسه الذي اتخدته امريكا في صراعه اثناء الحرب الباردة و لحد اليوم، و هو شريك فكري فلسفي و سياسي في المنطقة لها في المنطقة و لها علاقات واسعة معها و مع راعيها و المجتمع الذي ينتج مثل هذه التنظيمات، و هي تريد اليوم كما تدعي التخلص منهم بعد استخدامهم، و كنتيجة المستجدات التي افرزها مجيء روسيا و دورها في المنطقة و ما يمكن ان تفعله في هذا الاطار و ليس كاستراتجية يمكن ان تتبعها امريكا اصلا . الم تقل امريكا المنطقة تحتاج لسنين للتخلص من داعش، و اليوم تقول مسالة اسابيع او اشهر ؟
العالم يعلم ان هناك دولا تفرخ تنظيمات من هذا النوع طالما بقت على المنهج السائر عليه، او الفكر الذي تؤمن به و المنهج الذي تسير عليه. اليس من المعقول ان امريكا القادرة على فعل اشياء، ان نسالها لماذا لا يتم الضغط من قبلها على انهاء اصل المسالة، ليكون الاصلاح جذريا، و لكنها تتعامل مع القشور و الخطوات الانية المؤقتة، و حت ان ما نراه هو من السطحية في بيان الحلول، اليست السعودية و حكمها و ما يدور فيها و الوضع الاجتماعي الفكري الجامد المستند على السلفية في الفكر هي التي تنتج هذه التنظيمات و ان ادعت تضليلا غير ذلك، او تعاونت هنا و هناك لمحاربة من يحاربها فقط، و لن يشير احد اليها بشكل مباشر، لا بل يتعامل مها الجميع و كانها بريئة و ليست لها اي ذنب في ذلك، رغم الادعاءات التي تقول ان السعودية هي التي تضررت منها بل انها اضرت العالم بها و ابقت على سلطتها الوهابية، و ليس نفسها،بل هي التي تصدرهم جميعا الى ما تريد بعمليات استخبارية مشبوهة، و العمليات الصغيرة التي تقوم بها داخل السعودية، ليست الا ضد نتاجات التنظيمات التي تعمل لدى المخابرات العالمية الاخرى او لدى دول منافسة للسعودية و ليس من رحمها، و هي المصدرة الاساس في هذا المجال .
الافكار التي تبنت اصحية الذات و احقيتها دون ان تدع اي مجال للاخر، هي التي تنفي الاخر و تمنع عنه اي طريق كي يثبت احقيته باساليب و توجهات و طرق علمية على الارض، بما يمارسه من القتل و النفي و الضغوطات الكبيرة سواء على الدول او التي تصل الى الاهانة الشخصية و التسويف و التقليل من شان الاخر الفرد بشكل مخيف . لابد من ان تكون في موقع تدافع عن نفسها، و هي التي تنتج مثل هذه التنظيمات رغم ما يراد التخفي عن مثل اضرار هذه الحقيقة الموجودة، او التغاضي عنها لاسباب سياسية او اهداف استراتيجية بحتة لها صلة بمستقبل العالمالراسمالي و الصراعات الكبرى بين الافكار والفلسفات بين الشرق والغرب، و كيفيمكن ان يُستغل الشرق بالذات لمنعه في نشر المراد في تلك المجالات التي تقع ضمن اللعبة او الصراع القائم، و رغم وصول الشرارات احيانا الى عقر دار الغرب جراء فعل ايديهم و صنعتهم بشكل مباشر او غير مباشر .
هنا يمكننا ان نسال؛ اليس من المفروض ان تضغط الدول الكبرى المعنية على دول ذات الخصوصية التي لها ارضية في نشر الفكر والفلسفة الراديكالية كي تحجم عن فعالياتها على الاقل ؟ اليست هي السعودية التي تقوم بنشاطات كبيرة و اساسية في العالم لنشر الفكر الاسلامي، و تستغل الارضية الاوربية و الامريكية المتاحة لتوفير الوسائل المادية المعنوية لنشر مثل هذه الافكار باسم السلام المعتدل و هي الاساس بيناء مثل هذا التطرف كناتج نهائي ؟ الا يمكن ان يتخذ الغرب قرارات حاسمة في تعامله مع اصل المشكلة، و من خلال التناقض الموجود في الاسلام ذاته فكرا ودينا و مضمونا ؟ الا يمكن ان ان يضغط الغرب من اجل سحب الاماكن الاسلامية المقدسة من ايدي الدول و المؤسسات الرسمية كي تدعها بايدي المختصين المعتمدين و في مساحة ضيقة، و تكون بداية اساسية و قوية لفصل الدين الاسلامي عن السياسة او عن السلطة، و كما نشاهده في فاتيكان و اصبحت دولة رسمية عليها مسؤلياتها؟ الا يمكن تخفيف تداخل الدين الاسلامي مع معيشة الانسان و فصل ما بينهم بعملية كبيرة من النواحي السياسية الفكرية الفلسفية، و بحملة كبيرة من خلال مرحلة انتقالية ؟ انهم هم الذين لا يريدون ان يكون الاسلام دينا بحد ذاته، دون ان يكون اساسا للسياسة التي يستفيدون منها في تحقيق اهدافهم، و لا يمكن ان يحققوها الا عن طريقها، و يستغلون الدين الاسلامي و محتواه لامور سياسية مخابراتية قحة لا صلة لها بالدين و الحرية، ولم يفسح المجال للاعتناقات الناس للاخرى،و كما يدعون غير ذلك تضليلا و بهتانا . بمختصر شديد، ان ما نراه هو اساس عمل الراسمالية و اليتها المناسبة لتحقيق مرادها و بقائها مسيطرة على حياة الناس في هذه المنطقة والعالم، و ابعاد ذاتها من الشروخ و منعا لانبثاق مرحلة انتقالية للعبور الى المرحلة مابعدها . و من هنا يمكن ان نقول، ان مشكلة الاسلام السياسي ليست الاسلام لوحده فقط ،و انما هي تفتعل و تعمل باسناد الراسمالية العالمية ولتوفير المصالح التي لا يمكن تامينها الا من خلاله رغم ما تستنكره . اي المشكلة هي غربية شرقية و برعاية راسمالية عالمية و توابعها . و نسال؛ هل هناك من يعلم ان وجود داعش كم افاد الراسمالية العالمية في المنطقة و شغل الناس عن الافرازات السلبية للنظام العالمي المتبع الذي فرضته القوى الراسمالية العالمية في المنطقة، و سياساتها التضليلية و مناوراتها، و كما نرى من تعاونها بل و اسنادها للتنظيمات الاسلامية قبل غيرها، و بشكل رسمي، و هي تضغط على الحكومات ايضا من اجل اتاحة فرصة تواجدهم و انمائهم على حساب العلمانية بعكس كل الادعاءات التي تعلنها . و ان ابعدنا نظرية المؤامرة من خلال داعش، و لكن لا بد نعلم ان الغرب هو الذي استغل داعش لتحقيق نواياهم، و لحد اليوم و هم يتلاعبون و يستغلون الوضع القائم من اجل انتقال الوضع في المنطقة الى مرحلة مناسبة لهم و ليس لشعوب المنطقة و كما نلمسها في ظل خطواتهم الجارية و نتعايش معها . اليس هذا دليل على دعمهم للارهاب و الراديكالية التي تنتج الارهاب بالذات؟[1]
Kurdipedia is not responsible for the content of this item. We recorded it for archival purposes.
This item has been written in (عربي) language, click on icon
to open the item in the original language!
دون هذا السجل بلغة (عربي)، انقر علی ايقونة
لفتح السجل باللغة المدونة!
This item has been viewed 26 times
Write your comment about this item!