شفق نيوز/ اذا مررنا بتاريخ الاسلام وايران والكورد، تقع عيوننا على اسماء كثيرة تحمل لقب الدينوري، ومن بين هؤلاء الأعلام الذين توزعوا من مجالات العرفان والدين الى الحكمة والطب والرياضيات الى الشعر او اي مجال كان لهم باع فيه، نرى أسماء كثيرة ظهرت في بلاد بيستون وگوران وصحنة وكنگور.
في السنوات الماضية ظهر أيضا الكثير من الشعراء والمطربين وعازفي الطنبور الذين استلهموا فنهم من خلفياتهم من الديانة اليارسانية وكتاب الكورد المقدس (سرنجام)، واحيوا العديد من الاشعار والاغاني واللغة الكوردية لغة گوران، لغة هذه الاشعار والاغاني والموسيقيين أصبحت لغة الأدب والحماسة الكوردية.
هذه اللغة وعلى الرغم من انه شيء من الماضي بالنسبة لنا اما بالنسبة إليهم مازالت لغة الحديث والكلام ولغة الحياة والاشياء اليومية، ولهذا اشخاص من قبيل الاستاذ ارژنگ بالنسبة لنا ولغتهم واناسهم مازالوا الى حد ما يشبهون الاساطير.
ارژنگ كان قد قرأ سابقا كلمة في مهرجان گلاويژ تحت عنوان (لغة اليارسانيين). هناك قال ان كل ما يملكه هو من لغة اليارسانيين فقط.
التقينا الاستاذ قاسم ارژنگ (شهماڵ) في مدينة صحنة في كرماشان وأجرينا معه هذا الحوار..
- ارژنگ، اسم معروف في الشعر الكوردي للجميع، انت كيف تعرف نفسك؟
-كان هناك صديق اسمه برهان، اظن انه كان يعمل في مجلس (الاحتفاء بذكرى الشاعر شيركو بیكس)، رأيته في مهرجان گلاويژ، قال كلاما جميلا، لي: لا اعرف من انت؟ واظنك زردشت زمانك. وانا بنفسي عندما افكر بهكذا اسئلة بصراحة لن تكون لدي اجابة افضل من هذه؛ فانا لست اي شخص، سوى يارساني عتيد.
مرة في مهرجان گلاويژ، قلت في كلمة لي، انا من جماعة دونادون= تناسخ الأرواح، وروحي وكلامي واشعاري هي نفسها التي نسبت قبلي الى بهلول وسرهنگ داوان وناوس سرگتي وكاكا ردا وشاخوشين وريحان وباباطاهر وكبار اليارسانيين، فهي ليست لي وحدي، فالارث الكوردي هو هذا ، فلسان اليارسانيين موجود في دم وجينات اي كوردي، سواء عرف بذلك ام لا؛ لأن الأمر ليس بيده؛ فهو الدم الذي يفور والقلب الذي ينبض، ويدوم طالما الانسان باق، يحن ليبقى الانسان الحنين ويمزح ولايذبل.
معتقدات اليارسانيين، مثل المغناطيس الذي يجذب ذرات الحديد الصغيرة اليه، فهي تجذب اي كوردي الى تلك المودة والصداقة والمحبة التي كأنها شيء معجون في حليب ودم اي كوردي، لماذا؟ لان اليارسان هي الديانة الكوردية الاولى والكورد منذ تكوينهم الاول تعودت آذانهم على كلمات سرنجام وعزف الطنبور وقرأت عليهم الهوره الآهورائية، وهذه الحياة المستمرة لالاف السنين والنصائح الياراسانية منذ الاف السنين، ستبقى ليوم القيامة في قلب اي كوردي، واي كوردي سيبقى وارثا للثقافة اليارسانية سواء اكان من اتباع اهل السنة او من الشيعة الكورد، كونهم جميعا حتى قراءتهم للاسلام هي امتداد للوصايا اليارسانية ، لان الرحم والترابط والسنن والتأليف الموسيقي والشعر والاغاني وحتى روح اللغة الكوردية تتشبع من عيون الماء الزلال اليارسانية لحد الان.
وارژنگ واحد في هذه الالفية، جانب واحد منه في هذه الدار الدنيا التي على وسعها له فيها قلب مرتبط باليارسانية وله رأس مرتبط بالرحمة وله لسان تحت شاربيه الطويلين اللتين تعدان من مواريث آبائه.
هو رجل ولد قبل قرابة ستين عاما في مدينة (صحنة)، جعلت هموم وذكريات اصدقائه الشهداء لسانه يلهج بالشعر الكوردي ويكتب القصة الكوردية فهو من حينها الى يومنا هذا ترونه هكذا امامكم قد علت على قسمات وجهه علامات الشيب.
-عن اي شيب تتكلم؟ ماذا تقول يا استاذ، انت بالنسبة لنا هو الشخص القديم ذاته.
: لو لم يستقبلني الشعر ويحتضنني لكان الشيب قد اعجزني ومضى. ان الجراح التي سكنت روحي والنيران التي اضطرمت في قلبي ارعبتني وجعلت من قامتي، بدلا من التراب الرماد، شعرا خالصا. الوحدة، الوحدة المحببة التي تعد رفيقا لشخص انقطع عن شعبه لكي لا يتقطع، انا وحيد بلا مؤنس، يصاحبه في فراغه؛ الوحدة والجلوس والقراءة.
-منذ متى زرع الشعر جذوره في اعماقك؟
: مازال صداه يرن في اذني، أعني جدتي، والدة أبي، (عمبرة الله هاتفي) فاضت الانوار على قبرها، كان أنين رثائها الحزين(پاوەموورى) الذي يتجذر من ثقافة تقديس الاموات عند اليارسانيين، مع مصيبة موت عمي الذي اختلط حزن وفاته مع هذه الثقافة مع الثقافة الكوردية اللكية، كلها مازالت امام عيني، ذلك النوع من الرثاء والاشعار التي كنت اسمعها، اضرمت النيران في اعماقي وجعلتني اقرض الشعر.
-منذ متى وانت بدأت بكتابة الشعر؟
: منذ وقت مبكر من عمري كنت انظم الشعر بالكوردية والفارسية واخترت لقب (نزديك) اي القريب.
في البداية، كان قلبي متعلقا بالسير على سكة شعراء المشروطة والعقدين الاربعيني والخمسيني(1340-1350 هجري شمسي) وخصوصا فروخي يزدي وقانع مريواني، من ثم انجذبت الى شعر شيركو بيكس واصبحت اشعار شيركو وهلمت وبشيو هي ما اسير على نهجها واوصلتني الى ذلك المكان الذي افكر فيه بالعالمية والعمل على مستوى البلاد.
وعدا عن نظم الشعر كنت اقوم بترجمة قصائد بعض الشعراء، من الكوردية الى الفارسية، ففي الكوردية ترجمت لشعراء كركوك والسليمانية وتمت طباعة البعض منها.
-ماهي القوالب الشعرية التي تنظم بها اشعارك؟
: أنا اشعاري هي من تخبرني ان اصوغها بأي قالب، انا ليس لدي اعتراض ان اقولها باي قالب او لا اقولها بقالب اخر على الرغم من اي شعر واي شاعر له طعمه الخاص ورائحته الخاصة، الا اني اريد من اشعاري ان اكون نفسي وان ابقى نفسي فقط.
-في الفترة التي كنت تكتب فيها الشعر، ماذا تذكر منها؟
-في تلك الفترة، كان الثلاثي (سنگين جواد، محبت، ورادفر) لهم ظل ثقيل جدا على الشعراء الذين يكتبون بالفارسية والكوردية في كرماشان كأنما قطعوا الطريق على أي عابر سبيل؛ ماعدا من يكتب بالشعر الكلاسيكي الذي كانوا يفضلونه على غيره، انا هربت من ذلك الإطار وقمت بتعريف الشعر الكوردي الذي يكتبه الشاعري الكوردي شيركو، والشاعر الإيراني شاملو للبلاد.
-انتم مارستم مهنة الصحافة ايضا، الى اي مدى ساعدتكم هذه المهنة؟
: عندما كنت اشرف على صفحة الأدب والثقافة في جريدة سيروان الاسبوعية، آليت على نفسي ان اعرف الناس على فنون الشعر والادب الحديث مثل (الريالية) الواقعية او (السوريالية) فوق الواقعية وشعر المونولوج ومتعدد الاصوات، وكنت اجري الحوارات مع الكتاب والشعراء، كنت اريد الفن للبلاد ولم يلونّي اي لون ولم اصبح عبدا لاحد، هذه الخصوصية كلها نابعة من الفن الذي يصيب الانسان بالجنون، والانسان يجدد معه جلده ويتجدد واي غصن يولد منه غصن اخر ولم يصبح بائتا وجامدا قديما.
-منذ متى وانت تكتب الشعر باللهجة اللكية؟
: انا كتبت باللهجة اللكية منذ حوالي عشرين عاما، وقمت بتعريف هذه الذخيرة من اللهجة اللكية للبلاد، وهذا العمل اصبح عاملا مساعدا لتعريف العديد من الشعراء الكورد مع اسمي.
في كرماشان، سابقا، لم ار ولم اسمع باي شخص يكتب الشعر الحديث باللغة الكوردية، ولكن للحقيقة اقول لم اكن مطلعا على الشعر الكوردي الفيلي لا في ايلام ولا في العراق وبغداد وخانقين، وكما قلت في كرماشان على وسعها لم يكن هناك من يكتب الشعر الحديث، في السابق لم يكن الامر كما يحصل اليوم.
-باختصار، اشعارك من وجهة نظرك، ماهي خصوصياتها؟
: الانسان له في اشعاري مكانة عليا، لانه باعتقادي يتوجب ان نكتب الشعر لالانسان والانسانية وحدها. لحريته من القيود والتمييز. قبل سنين طويلة تعرفت على اشعار يانيس ريستوس التي ترجمها فريدون فرياد الى الفارسية، ثقوا الى مدة طويلة جدا كنت تحت ظلها وتحت خطوطها وتخلصت من هذه الحالة بعد جهد جهيد.
-وماذا عن الشعر الكوردي الجنوبي؟
: اشعار زاكروس، يعني اشعارنا الذين نتكلم بلهجة (أرا) جميلة جدا، هي ليست شعرا فقط، هي نوع من الحراك، حراك ثقافي وفكري.
-وماذا عن اللغة الموحدة للغة الكوردية، ماذا تقول؟
: انا ايضا ارغب بذلك واريد ان تولد اللغة الموحدة للكورد ، على الرغم من ان اية لهجة كوردية تبقى جميلة في مكانها، لغة الشعر باية لهجة كانت تطربني، تنعشني باي لهجة كانت سواء بالكرمانجية او السورانية او الكوردية الفيلية، او الكرماشانية او الكلهورية او اللكية او اية لهجة اخرى.
انا بنفسي بدأت بكتابة الشعر بالسورانية والكرماشانية والهورامية (گوران) ومن ثم انجررت شيئا فشيئا الى اللهجة اللكية والى الان اسير على الكتابة بهذه اللهجة، وكنت قد نشرت بيان (الشعر اللكي اليوم) في الصحف الاسبوعية (سيروان) و(نداي جامعة) و(عصر آزادگان)، كان البعض اطلقوا علي لقب (ابو الشعر اللكي) وكتبت في مجلة (رامان) في اربيل بأني (لوركا) الشعر الكوردي، وفوق كل هذا الكلام انا افتخاري هو انه في مهرجان گلاويژ عرّفت بالشعر اللكي الحديث. نشرت ترجمة اشعاري في مجلات في مصر واوكرانيا وروسيا وسوريا. واضيف فوق ذلك بان مجلات ئاوينة وسروة قدمت خدمات كبيرة الى الشعر المكتوب باللهجة الكوردية الجنوبية ، ومجلة (مهاباد) فعلت ذلك ايضا ونحن نقدر ونجل كل ذلك للجميع.
-وماذا تعرف عن الكورد الفيليين العراقيين؟
: هم أناس فعالون ونشطون، لديهم صحافة ولم يقصروا تجاهنا نحن في زاگروس، وهم قد فتحوا الافاق امامهم، واتمنى ان تكون لدينا علاقات اوسع مع الكورد الفيليين في العرا
ترجمة: ماجد سورەميري
ابيات للشاعر ارژنگ
ئنسان 1
من تەك واژەی سەر لاپەڕه نیم
ك تام گوڵێ كاقەزین بگرم
خەڵاتێ ڤڵاتێ بێ ڤڵاتم
ئەر هەقم یە بوو یێ واژه بنۊسم
ئنسانه مەنۊس
ئەر مەێتین قۊته بەین
دەریا هەس
هەر چێ مووشین بووش
هەر ڤەخت هێزه مەگرین، هەر هێز گر
ڤتنت یا ك هێز گرتنت
مەڕمنێ بارگای دووزەخ و بەهشت فرووشەل
ژین فرووشی نیه
ئەۆ ك ڤتێ
بییه ڤێنەی ژین
ئەۊ ك هێز گرت بییه ڤێنەی زەمان
ئەژ ئەقربەی سات بپرس!
ك ها ڤیرێ
كەس و كارم ئاشق ژیان
ئەر منە مەژیم
ئەر تونە مەژین
دەنگ ئشق ها ڤیرمان
منە مەنۊسم ئنسان
هایتێر تو بووشین ئشق
هایتریش بێ مەرگی
*
ئنسان 2
شەوێ ك خۊن مانگ
رووژێ ك خۊن هوێر، ماوە جەوهەر خودنڤیسم
نامەی ئەڕا دەر و دەرڤەچ ماڵ و ئاسارەل خاكە مەنۊسم
پەڵنگ سێنەم ڤازە مەورێ ئەڕای مانگ
كەمووتەر شێعرم مەنیشێیە سەر یاڵ خەیاڵ
شەوێ ك دار داخە مەكیشێ
شێعر ماوە پرسیار
مەنسوور مەپایە دار
داریش مەپایە مەنسوور
هەسیر مەپایە ئەینولقوزات
ئەینولقوزاتیش مەپایە هەسیر
بەقداد مەپایە هەڵەب
هەڵەب مەپایە بەقداد
ئنسان مەپایە ئنسان . . .
تاتە شەماڵ (قاسم ئەرژەنگ).[1]