$ملف شهيد:$
الاسم والكنية: سرحد إيبكتن
الاسم الحركي: عباس هراكول
مكان الولادة: سيرت
اسم الأم – الأب: أمينة - خليل
تاريخ ومكان الاستشهاد: 2022-10-12\ بوطان
$حياة شهيد:$
وُلد رفيق دربنا عباس في قرية آوراخ التابعة لناحية بروري في سيرت، وتقع قرية أوراخ أيضاً في نفس الجغرافية التي تتواجد فيها قرية هيشاتي، وعلى مقربة من بعض، ولديه علاقة قرابة مع قرية هيشاتي، وتعتبر قرية أوراخ من القرى القديمة في بوطان التي تستند على جبال هراكول، حيث إن الوعي والتنشئة الاجتماعية فيها قويتان، ولم تنفصل أبداً عن ترابها، وهي منطقة تتمتع بالتمسك بهويتها الثقافية والروح الاجتماعية القوية وتاريخها، وما زالت محافظة على هذه السمة حتى الآن، وبعد أن وصل مقاتلو كريلا حرية كردستان إلى بوطان، وطد أهالي المنطقة، الذين يتمتعون بمشاعر وطنية قوية، علاقتهم أكثر مع النضال التحرري، ولا تزال هذه العلاقة مستمرة بقوة حتى هذه الفترة، وقدم أهالي قرية أوراخ تضحيات كبيرة على مدى المرحلة الممتدة ل 40 عاماً، ودفعوا أبنائهم الأعزاء والشجعان للانضمام إلى صفوف نضالنا، حيث استشهد من عائلة وأقارب رفيق دربنا عباس، شقيقه عيسى إيبكتن في العام 1990 في كفر، وابن عمه عمر (أحمد إيبكتن) في العام 1988، وابنة عمه جيان هراكول (هندستان إيبكتن) في العام 2015 بمدينة كوباني، واستشهد من أقاربه أيضاً، زنار (طلعت إيلهان) في العام 2015 بمدينة كوباني، وابنة خاله سرهلدان (ديلا أيهان) في العام 2020 بمنطقة هراكول.
ونشأ رفيق دربنا عباس في منطقة من هذا القبيل وضمن ثقافة اجتماعية من هذا النوع، ولم يذهب إلى مدارس الدولة التركية، وتعلم القراءة والكتابة من تلقاء نفسه، ونشأ في كنف الحياة القروية الطبيعية والجماعية، حيث كان منهمكاً مثل عائلته في الأعمال الزراعية، وكان يرمن قوت يومه من خلال الزراعة، وتنحدر عائلة رفيق دربنا عباس من القسم الكورمانجي للشعب الكردي، وهي عائلة صامدة لم تقع تحت تأثير نظام الحداثة الرأسمالية وتسير خلف المصالح الخاصة، وقد شكلت هذه السمات للعائلة تأثيراً على شخصية رفيق دربنا عباس، وجعلته ينشئ على أخلاق قوية وتربية اجتماعية، ولم يكن رفيق الدرب عباس، الذي كان يتحلى بشخصية وأخلاق قوية، غير مبالٍ بالنضال التحرري لشعبنا، فمنذ ريعان شبابه وقع تحت تأثير حقيقة القائد أوجلان، وقد أدرك رفيق الدرب عباس، من خلال تأثره من القائد، والروح الرفاقية لحزب العمال الكردستاني ، والحياة الفدائية لرفاق الدرب الشهداء، بأنه كشخصية كردية مشرّفة يجب أن يتصرف بمسؤولية، وانطلاقاً من هذا الأساس، انخرط في العمل ضمن صفوف الكريلا في منطقة هراكول، وقام بعمل النشاط العسكري، حيث إن مهمة النشاط العسكري هي بحد ذاتها محفوفة بالخطر، ويصبح دائماً هدفاً للعدو، ومثل التنفس من الكريلا، قاد نشاطه على الرغم من جميع المخاطر بطريقة ناجحة، ولكن لم يجد رفيق الدرب عباس هذه المهمة التي قام بأدائها من خلال تضحيات فدائية كبيرة كافية بالنسبة له، وقرر بأنه ينبغي الانضمام بشكل كامل ضمن صفوف النضال، وعلى هذا الأساس، انضم مع اثنين من رفاق دربه في منطقة هراكول إلى صفوف قوات الكريلا.
وكان رفيق دربنا عباس، الذي انضم إلى صفوف الكريلا في هراكول، معجباً دائماص بشموخ جبال هراكول، وأراد أن يصبه أسداً من أسود هذا الجبل، ومقاتلاً من مقاتلي الكريلا الذين لا يُقهرون، وبهذه الغاية، أطلق على نفسه اسم عباس هراكول، وخاض حياته الثورية بهذا الاسم، وتعلّم رفيق دربنا عباس، الذي كان عاشقاً للحياة الطبيعية والجبلية للكريلا، حياة الكريلا بسرعة مبكرة دون أن تواجهه أي صعوبات أو مشقات، باعتبار أنه بالأساس كان بوطانياً وجبلياً، وانتقل إلى منطقة بوطان، وتلقى تدريبات المقاتلين الجدد في غضون عدة أيام وانتقل إلى الممارسة العملية للكريلا، وعلى الرغم من أن رفيق الدرب عباس لم يذهب إلى المدرسة ولم يكن لديه الكثير من المعرفة النظرية، إلا أنه أدرك الطبيعة الحقيقية لحزب العمال الكردستاني من خلال مشاركته الطبيعية الفطرية والصادقة والبسيطة، وبهذا الشكل، انضم بإيمان راسخ إلى الممارسة العملية، وأظهرت مشاركة رفيق الدرب عباس بأن المشاعر الحقيقية والأصيلة تمنح الإنسان وعياً وإرادةً قوتيين للغاية، وانخرط رفيق دربنا عباس، الذي واصل مسيرة الكريلا على هذا الأساس، في الممارسة العملية بمنطقة بستا حتى العام 2013، وشارك بفعالية في الأنشطة العسكرية وملاحم حرب الشعب الثورية ما بين أعوام 2010 و 2011 و 2012، ودفعت الشجاعة العظيمة لرفيق الدرب عباس، وقلبه الذي لا مكان للخوف فيه، وغضبه الشديد ضد العدو المحتل والمستبد الذي دمر جغرافية كردستان، أن يتولى زمام القيادة في الأنشطة العسكرية، حيث أصيب في أحد هجمات العدو خلال العام 2011، واتخذ من هذا الأمر تجربة عسكرية بالنسبة له وواصل نضاله.
ولم يجسد رفيق الدرب عباس في ذاته شخصيته المثابرة وشجاعته في الحرب، بل رسخ في الوقت ذاته أيضاً، الإيديولوجية الآبوجية والسمات الثورية في شخصيته، وبذل جهداً كبيراً للغاية لكي يصبح شخصية حرة، وأوضح رفيق الدرب عباس أن من لا يقوم بتدريب نفسه ليس بمقدوره أن يمنح المعنى الحقيقي للحياة، لذلك حاول على الدوام الاستجابة للمرحلة من تدريب نفسه، وحقق في الشخصية البوطانية الموجزة والمثابرة مسيرة على خط البطولة من خلال النضالية الآبوجية والمعرفة القوية، وانتقل رفيق دربنا عباس إلى مناطق الدفاع المشروع بناءً على مرحلة انسحاب كريلا شمال كردستان التي تطورت في العام 2013، ومنذ اليوم الأول من انضمام رفيق الدرب عباس الذي كان منخرطاً في مرحلة عملية متواصلة، أتيحت الفرصة له في مناطق الدفاع المشروع بتلقي التدريب الحزبي والتعرف بقوة على حزب العمال الكردستاني والأيديولوجية الآبوجية، ومن هذا المنطق، تلقى في العام 2014 تدريباً على تكتيكات الأسلحة الثقيلة لأول مرة في الأكاديمية العسكرية التخصصية، وأصبح مقاتلاً محترفاً في القسم التكتيكي، وبعد الأكاديمية العسكرية التخصصية، التحق مباشرةً بمرحلة التدريب في أكاديمية الشهيد إبراهيم على أساس تعزيز سماته القيادية، وتلافي أوجه القصور في نضال الكريلا، وإبراز أسلوب القيادة الصحيحة وممارستها العملية، وقد أصبحت المرحلتين الأكاديميتين فرصة عظيمة لتعميق وتطوير رفيق دربنا عباس، وأصبح في الوقت نفسه مناضلاً وقيادياً آبوجياً بارعاً، بحيث يمكنه تلبية متطلبات العصر.
وإن تعاون مرتزقة داعش وفاشية دولة الاحتلال التركي، التي هي حقيقة يدركها الجميع وتتأكد بوضوح بشكل يومي، أطلقت في العام 2014 هجوماً مفتوحاً على مصراعيه ضد الشعب الكردي، حيث شنّت الدولة التركية ومرتزقة داعش هجوماً بشكل مشترك ضد الشعب الكردي بهدف القضاء عليهم، وقد تم اختيار كوباني من أجل ذلك على وجه الخصوص، لكن كوباني لجمت فاشية الدولة التركية ومرتزقة داعش، وسطرت بطولة مشرّفة بموقفها الأسطوري الذي دخل التاريخ، بحيث جعلت البشرية جمعاء مندهشة أمامها، وعندما شُنّت الهجمات على كوباني في العام 2014، حمل رفيق دربنا عباس، الذي كان أحد الفدائيين الآبوجيين، سلاحه على الفور، وبارد إلى التحرك من أجل وقف زحف هجوم الإبادة هذه ضد أبناء شعبنا، وبانضمامه إلى قوى الحرية في روج آفا، قدم فائدة كبيرة لأبطال الشعب الكردي من خلال خبراته في حياة الكريلا وحارب ضد فاشية داعش بشجاعة كبيرة، وتولى رفيق دربنا عباس من خلال موقفه الحازم ويقظته العسكرية، مسؤولية الوحدة الأمنية المعنية بأمن رفاق دربنا في قيادة حزبنا، وتولى تنفيذ هذه المهمة الحساسة والخطرة على مدى عامين بكل إخلاص وحذر كبير، واتخذ من أسلوب وموقف رفاق دربه في قيادة الحزب كمثال يتقيد به، واكتسب خبرة مهمة في النضال التنظيمي.
وانضم رفيق الدرب عباس، الذي أنجز هذه المهمة الحساسة بنجاح، إلى الأنشطة التدريبة في مدرسة مظلوم دوغان المركزية في العام 2018، لتعميق الخبرة التي اكتسبها من خلال نموذج القائد وللوصول إلى تأسيس الكادر الحزبي القيادي، وإن تعميق المعيار الأيديولوجي للمرحلة التدريبة وسط الحزب، ومناقشة مشاكلنا التنظيمية بانفتاح وشجاعة كبيرة، والبحث عن حلول لمشاكلنا النضالية، ومحاولة فهم أسلوب والإيقاع الآبوجي، أدى إلى ظهور تطورات مهمة للغاية لدى رفيق دربنا عباس، واتخذ رفيق الدرب عباس، الذي يشعر بالمسؤولية تجاه خط حرية المرأة والنضال التحرري للمرأة، من كسر الصور النمطية للأيديولوجية الذكورية السائدة هدفاً منشوداً بالنسبة له، والسعي لترسيخ موقف الرجل الحر في شخصيته، وأن يكون رفيق الدرب الحقيقي مع المرأة الحرة، وبهذا المعنى، ناضل ضد الجوانب الإقطاعية في شخصيته، وحاول خوض نضال التمييز الجنسي بشكل مؤثر، وتمكن في الأماكن التي مكث فيها، من كسب محبة واحترام جميع رفاق دربه، ورفيقات دربه على وجه الخصوص.
وأخذ رفيق الدرب عباس على عاتقه المسؤولية على مستويات مختلفة، انطلاقاً من المقاتل إلى قائد لفريق، ومن قائد فريق إلى قائد جبهة، وركز على تعريف القائد أوجلان المعركة هي التي تبحث عن قائدها وحاول أن يخلق في شخصيته استجابة لذلك الأمر، حيث لم يعتبر رفيق الدرب عباس القيادة كواجب ورتبة، بل يقيّمها كمبدأ للحياة واسماً للقيادة في حزب العمال الكردستاني، ولهذا السبب ايضاً، أوضح أن كل مناضل من مناضلي حزب العمال الكردستاني هو قائد وقيادي بارز، واتخذ هذا الأمر دائماً كأساس بالنسبة له، وبعد أن أنهى تدريبه في ربيع 2018، أصر برغبة ومحبة وتحدي الانتصار على الذهاب مرة أخرى إلى بوطان وتم قبول اقتراحه.
وعاد رفيق الدرب عباس إلى منطقته كقائد آبوجي لديه خبرة كبيرة في الحرب وقدم تضحيات عظيمة لشعبه، وانتقل إلى بوطان وشارك في قيادة هراكول، ولاحقاً شارك في القيادة أيضاً لمنطقة كاتو، وتولى القيادة فيها بطريقة فعالة، ونظراً لمعرفته الجيدة لبوطان، فقد تولى القيادة في جميع أنشطته، وكان يجد الحلول أينما كانت تحدث فيها العقبات، وأصبح رفيق الدرب عباس على الدوام منبعاً للروح المعنوية بالنسبة لجميع رفاق دربه من خلال مشاركته الحقيقية والفدائية والمتواضعة.
وأثناء قيام كل من رفيقي دربنا عباس وخمسين بواجبهما، دخلا في معركة مع العدو، ونتيجة لذلك، حاربا بشجاعة كبيرة، والعدو الذي لم يستطع الصمود أمام رفيقي دربنا الأبطال، أقدم على شن الهجوم بطريقة وحشية على رفيقي دربنا باللجوء إلى استخدام أقسى التقنيات الحربية، وارتقى رفيقي دربنا عباس وخمكين إلى مرتبة الشهادة سويةً دون أن يتنازلا عن الفدائية النضالية حتى أنفاسهما الأخيرة.[1]