القضية الفيلية وتجير المتحقق
يعاني الطيف الفيلي في العراق من ظلامة كبيرة بسبب اختلاف الرؤى والمواقف السياسية، الكورد الفيليون هم كورد بهويتهم وثقافتهم الخاصة ولهجتهم المتميزة البسيطة، كما يدل على ذلك اسمهم، وهم جزء لن ينفصلوا عن الشعب الكردي في جمهورية العراق وجزء لا يتجزأ من الامة الكردية المقسمة بين دول العراق وايران وسوريا وتركيا ، لقد أثبت الكورد الفيلية هذه الحقيقة وهذا الواقع عبر السنين والاحداث ولحد الآن ولكن اصبح ضحية للمواقف السياسية بعد عام 2003 وتبرز في أي زمان يحدث في انفراج في موقف معين والحصول على اي مكسب حتى وان كان صغيراً رغم المعاناة الكبيرة التي عانى منها هذا الطيف النبيل في الإبادة الجماعية كما وقع على الكورد عمومًا، كان هدفاً عنصريا من قبل البعث الصدامي،من خلال حملات وحشية ضد الإنسانية احرقت اليابس والاخضر من امالهم وتطلعاتهم ، تم التخطيط لها وتنفيذها من قبل عناصر سلطة البعث وذلك وفقاً لعدة مراحل قد بلغت ذروتها من الوحشية والعنف والدمار في سنوات 1970 – و1980، حيث تم اعتقال وتهجير ونفي الآلاف منهم وتجريدهم من مستمسكاتهم التي تثبت اصالتهم العراقية وممتلكاتهم المنقولة والغير منقولة ورموهم في العراء.
ان اعادة حقوقهم هي ليست منة من احد انما هوحق وواجب لكل من يتصدى ويدعي انه يعمل من اجل هذا المكون المهم والكبير في المجتمع العراقي ويجب ان لا تجير المنجزات لحسابات اخرى ، انا هنا لا اود ان اتنصل لكل الجهود الخيرة التي انجزت مجموعة من القرارات لصالح هذا الطيف المظلوم واخرها ما قام به من قبل الاخ الفاضل النائب حسن مردان المطالبة بنقل سجل ا لكورد الفيلية من دائرة الاجانب الى سجل العراقيين ىوهي خطوة نالت استحسان الفيليون وهو حق من حقوقهم المشروعة وهي بلاشك كانت جهود فردية واتت اكلها والحمد لله ويحاول البعض التشويش على هذا المنجزولكن مع الاسف تصدم دائماً عند التنفيذ بالتماطل من قبل الدوائر المعنية وتحتاج الى متابعة جدية لتنفيذ تلك القرارات وعلى ان لا تبقى حبراً على ورق وشعارات يردده البعض و لا ابخس الناس اشيائهم فقد بذلت جهود واسع من قبل احزاب وشخصيات مختلفة تعمل على الساحة السياسية العراقية وساهمت في المطالبة بحقوقهم واسفرت عن قرارات عديدة فيها لو طبقت بالشكل السليم لعادت الكثير من الحقوق التي لم تصمد في حين التطبيق القرارات تلك وظلت تواجه هذه الشريحة الواسعة مرارة التنفيذ وهي الاكثر عدد من اطياف اخرى حصلت على مكاسب نيابية لا تساوي اعداد نفوسها والتي تشكل المجتمع العراقي على اسس اما قومي او مذهبي من التغيب ولا تساوي الخسائر الكبيرة التي قدمها هذا المكون الشريف والمظلوم الذي قدم 22 الف شهيد ضحيا بيد النظام البعثي المجرم بحجة ( التبعية ) وتم تغيب اجسادهم الطاهرة وقرابة مليون مهجر ومسفر وتجاهلتها البعض من الحكومات التي جاءت بعد السقوط نظام البعث المجرم بقيادة الطاغية صدام حسين عام 2003.
لعل من اهم أسبابها غيابهم عن المحاور هو عدم وجود كتلة فيلية تتبنى استحقاقاتهم في حوارات الكتل السياسية وهي من أهم الأسباب في عدم تبني قضيتهم في إطار مؤسساتي رصين القوام انما تم تاسيس منظمات ضعيفة او فئوية طامعة سرعان ما تشتت بسبب ابتعادها عن المكون وعدم خلق قاعدة شعبية تلتف حولها سواء من الأحزاب الإسلامية في الحكومة العراقية او في كردستان العراق ولا يعني بأن القيادات الاساسية السياسية للأحزاب والرئيسية في الاحزاب الكوردية لم تتبنى مساند الفيليون في تكون هوية سياسية خاصة بهم ابداً فهم لا يؤلون جهداً لرفع الحيف عنهم ولكن زيادة المشاكل والأزمات والانشغال بهموم أخرى أدت الى ضعف الاهتمام بقضاياهم،
لقد أصبحت هذه القضية هامشية بامتياز عند من هم متصدين لقضيتهم بسبب الحالة النفعية التي استحوذت على المجموعات التي تشكلت سابقاً وتنسب إليهم ولم تهتم بقضاياهم الاساسية وهجرهم للقضية الأصلية الفيلية .
لا يصف أبناء الكورد الفيليين أنفسهم بأنهم كرماء فحسب، بل إن الكثير منهم يضيفون إليها الفروسية والشجاعة والولاء ودعم قوميتهم الكوردية، حيث لعبوا دورًا مهمًا وحيويًا في الاحزاب الوطنية والقومية وقدموا الدماء من اجل الثورات الكوردية الحديثة والمعاصرة وكذلك الأحزاب اليسارية والدينية كجز من واجبهم الوطني والعقائدي،
رغم ذلك انا في هذا الوقت اقدم كامل وتقدير لجهود البعض من المسؤولين الذي تحملوا المسؤولية التي نسبت اليهم في خدمة ابناء هذا المكون طيلة السنوات 19 الماضية وكان لهم الدور الريادي في تقديم العون لإخوانهم وبجهود مضنية لمساعدتهم بشكل واخر ولا يسع المجال لذكر أسمائهم ولكن كتبت لهم بصفحات بيضاء نقية من الاخلاص والتفاني في تاريخ الكورد الفيلية لمساند استحقاقات المكون ولهم الجزاء الحسن من الله سبحانه وتعالى.
هناك مشاكل كثيرة للكورد الفيلية لم تحلها الحكومات المتعاقبة السابقة، ولحد الآن يراجع الكورد الفيلية شعبة الأجانب في بغداد من أجل استحصال الجنسية ورفع قيود سجلاتهم رغم اصالتهم العراقية ولاشك أن موافقة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في نقل سجلات الكورد الفيلية من سجل الأجانب الى سجل العراقيين خطوة مباركة وهو جزء من قرار المحكمة الجنائية العراقية بتأريخ 29-11-2010 الذي اعتبرها من جرائم الابادة الجماعية بكل المقاييس وبحسب قرار مجلس النواب العراقي المرقم ( 26 ) لسنة 2008 ويشكر عليها ونشيد على جهود الأخ الفاضل النائب حسن مردان عضو مجلس النواب العراقي التي بذلها دون كلل من أجل تحقيق هذا المكسب حتى وان تأخرت جهود من سبقه شيئاً وتعتبر جهود فردية لا يمكن انكارها ويحاول البعض تغيبها وتجيرها لنفسه حسب الكتب والمراسلات العديد والمتابعة الجادة لحين التحقيق هذا الهدف . ان تحقيق الأهداف لا تتحقق بالمؤتمرات والندوات والشعارات انما بالمتابعة وبذل الجهود وتوحيد الإرادات لا بالتمني انما بالعمل الجاد ، والكوم التعاونت ما ذلت….
عبد الخالق الفلاح
كاتب وإعلامي فيلي[1]