سيروان اسماعيل
نقد مسلسل فاتح القدس: #صلاح الدين الأيوبي# ، وهو إنتاج مشترك باكستاني تركي.
تبدأ الحلقة الأولى بتشويه لحقائق تاريخية وارتكاب جريمة كبرى بحق تاريخ الأكراد، وهو ناتج من حقد تركي، الذي يتجلى في فكر ذئب الأعور (كمال أتاتورك) والفكر الطوراني المتصل بتمجيد الفكر القومي التركي. من بين الأخطاء التي وقعت فيها المسلسل:
وُلِدَ صلاح الدين الأيوبي في قلعة تكريت عندما كان والده حاكمًا لتكريت، وتم طرده من منصبه بسبب مساعدته لعماد الدين الزنكي وإنقاذ حياته ويامر الخليفة العباسية بطرده من منصبه ومن تكريت، ثم يتوجه الأب مع عائلته إلى الموصل حيث تم الترحيب بهم من قبل عماد الدين الزنكي. وما سرده المسلسل من تشويه لحقائق تاريخه، حيث لم يولد صلاح الدين في طريق كما يصوره المسلسل التركي .
يقوم الكتاب والمخرج والشركة المنتجة بتشويه الحقيقة عبر ربط ولادة صلاح الدين بفترة حكم نورالدين الزنكي، وهذا قد يكون ناتجًا عن جهلهم باللغة العربية أو محاولة لتحقيق أهداف سياسية تركية وتمرير رسائل للتشويه في تاريخ صلاح الدين. ففي الواقع، عندما وصول عائلته إلى الموصل، كان عماد الدين زنكي يحكم وليس نورالدين.
بعد موت ابن نورالدين الزنكي وزوجته، يصل شيركوه مع طوارن شاه إلى قصر نورالدين، ويخرج أمير نورالدين لنجدة نجم الدين. هذه تحريف للأحداث وإضافة أحداث غير واقعية إلى القصة. الحقيقة هي أن عائلة صلاح الدين لم تُلاحق من قبل فرقة من جنود الجيش العباسي، وصلاح الدين لم يولد في خيمة في الغابة كما يصوره المسلسل التركي.
من لقبه بصلاح الدين هو عمه شيركوه وليس نورالدين الزنكي، ومن يبرر هذه الأخطاء يظهر جهله أو رغبته في تحريف الحقائق ولا علاقة له بناء الشخصية الدرامية حيث يظهر مسلسل بان نورالدين الزنكي يطلق عليه هذا اللقب.
في بداية المسلسل تظهر نورالدين وهو يحلم بفتح القدس، وعلى الرغم من وفاة زوجته وابنه في نفس اليوم الذي وُلد فيه صلاح الدين في المسلسل،وهذا محظ افتراءلان الحقيقة هي أن صلاح الدين كان عمره 16 عامًا عندما تم زواج نورالدين من عصمت الدين خاتون.
الكتاب يهمش دور نجم الدين الأيوبي وأخيه شيركوه في تحرير المناطق في شام، ويغيب عن ذكر مساهمتهما وتضحيتهما في المعارك ضد الصليبيين، ويظهر غباءً سياسيًا وقفزًا على حقائق تاريخية.
استخدام الخيال والتلاعب به في سرد القصة يعد جريمة بحق المشاهدين ويخدم الأهداف السياسية التركية. فقد ظهر المؤلف والمخرج صلاح الدين يتجول في شوارع المسجد الأقصى ويدافع عن يهودي يريد مسيحيًا أن يقتله عند الحائط، وصلاح الدين الأيوبي لم يدخل الأقصى الا بعد فتحها . ولا أعلم من أين جاء المؤلف بتلك الواقعة.اما عن مشاركة صلاح الدين وهوى يدافع عن عسقلان قبل سقوطه بيد الصليبين فاتفلك اكذوبة اخرى و قد سقط عسقلان عندما كان تحت حكم فاطميين سنة 1099، و ادخال عنصر الشيعة في هذا تخدم فكرة التشيع و الذي اصبحت له اثره حتى داخل البيت التركي.
تركيا، من خلال مسلسلاتها، تسعى لتوجيه الرأي العام نحو توسيع نفوذها في المنطقة، ولكنها تواجه فشلًا في تحقيق ذلك في بعض المناطق.
سيناريو المسلسل، كما بدا في الحلقة الأولى، بعيد عن الحقائق التاريخية وأقرب للخيال وبعيد عن الواقع و اشبه بفليم هندي.
السؤال الذي يظل دون إجابة: لماذا يحمل الكتاب والمخرج وشعب تركيا حقدًا على الأكراد؟
قام جمال عبدالناصر بإنتاج فليم حول حياة صلاح الدين الأيوبي، حيث قدمه كبطل يحاول تمجيد القومية العربية، ولكن يظهر في الفيلم العديد من الأخطاء التاريخية. بالمقابل، قام المخرج نيازي مصطفى بتناول حياة صلاح الدين في مسلسل من جزئين، و تم تصويره كزير نساء، بينما قدّمه هوليوود و صورته في عمل يظهروه بشكل مهزوز، بينما قدمه بي بي سي وهو خائف من ملك انكلتر و هو يقتحم خيمته راكب على فرسه و قدّمت سوريا تصويرًا أفضل ورعاية للحقائق.
يجب أن يتم إعادة عرض شخصية صلاح الدين بطريقة مستقلة عن الأفكار القومية والعنصرية التركية والعربية، وبعيدًا عن مهاترات السياسة والحقد القومي على الأكراد.
فهو يستحق كل الاحترام و تقدير و خدم الاسلام في وقت لم تمجد القومية على حساب الدين.[1]