$عفرين تحت الاحتلال (76):تفجير سيارة واستشهاد مدنيين… اعتقالات تعسفية، تسخير مواطنين وطرد إمام جامع، إزاحة للشريط الحدودي$
يدعي طاقم الحكم في أنقرة ب “توفر الأمان” في المناطق السورية الخاضعة لجيشه! ولكن الوقائع والأحداث المريرة تدحض تلك المزاعم؛ ففي منطقة عفرين المحتلة لا يجرؤ أبناءها – الشباب منهم خاصةً – على التنقل بحرية، متى شاؤوا وأينما أرادوا، لاسيما بين القرى ومركز عفرين، إلا للضرورة القصوى، خشية التعرض للإهانات أو الاعتقال أو الاختطاف أو السرقة أو لحادث مدبر ما، وكأنهم في سجنٍ كبير؛ علاوةً على فقدان حماية الممتلكات وإمكانية رد المظالم؛ إضافةً إلى وقوع تفجيرات بين المدنيين كل فترة بأساليب عديدة، تحمل بصمات الإرهاب ونمط جرائم التنظيمات التكفيرية المتطرفة، وتقف وراءها جهات ليس لها هدف ومصلحة سوى ديمومة حالة الفوضى والفلتان وتهجير المزيد من أبناء المنطقة، إلا أن سلطات الاحتلال تُسارع في كل مرّة إلى اتهام (الوحدات الكردية) بتنفيذها دون أدلةٍ أو تحقيقات شفافة، مثلما صرّحت وزارة الدفاع التركية مؤخراً حول تفجير سيارة صهريج مازوت صباح الإثنين 10-02-2020م، وسط مدينة عفرين- شارع راجو، أمام محل “فطائر ميلانو”، الذي أدى إلى اندلاع نيران هائلة والتسبب في أضرار مادية بالمحلات والمباني المجاورة وبعض السيارات، وإصابة /11/ شخصاً بجروحٍ متفاوتة، واستشهاد /6/ مدنيين، بينهم المواطنين (حنان عبدو /53/ عاماً ونجله الوحيد عبد الرحمن /13/ عاماً، جانكين محمد عبدو/32/ عاماً) من أهالي قرية حسيه- معبطلي وذكر “المكتب الصحي في عفرين” مقتل (سمهان علون من “خان شيخون”، رائد عتال من “حلب”، رجل مجهول الهوية)، حيث يخيم بعد كل تفجير أو سقوط قذائف حالةً من الفزع بين المواطنين؛ ورغم تواجد كاميرات المراقبة في كل الشوارع والأزقة، إلا أن سلطات الاحتلال لم تكشف حتى الآن عن المتسببين أو المنفذين لتفجير ما.
تستمر الاعتقالات العشوائية في المنطقة، ففي قرية “كعني كوركيه”- جنديرس، اعتقل المواطن آلان محمد عبدو بتاريخ 6 شباط، وبعده بيوم اعتقل شقيقه خليل الذي بادر بالسؤال عن وضعه، ولا يزالا مجهولي المصير.
وكان المواطن الشاب “عز الدين جمال شيخو” من قرية أومو- معبطلي قد اعتقل من قبل ميليشيات “السلطان مراد” منذ أكثر من عامٍ وثلاثة أشهر، ولا يزال مجهول المصير.
وبعد مداهمة قرية “كمروك”- معبطلي في 8 شباط، من قبل الشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، تم اعتقال الشابين (جهاد إبراهيم بن حسن، شيار محمد مصطفى) وإطلاق سراحهما بعد يومين. وكانت قرية سيمالكا المجاورة، يوم 2 شباط، قد تعرضت لمداهمة من قبل ميليشيات “السلطان مراد” التي اعتقلت من مواطنيها (الأشقاء الثلاثة عدنان و محمود و أحمد أولاد حميد محمد) وأفرجت عنهم بعد التحقيق، و(الأشقاء الأربعة إدريس و إبراهيم و عصمت و حميد أولاد مصطفى حميد)، حيث تعرضوا للتعذيب وأُفرج عن “عصمت” بسبب تدهور صحته، ولا يزال الثلاثة البقية قيد الاحتجاز في مركز ناحية بلبل.
أما قرية “كوبلك”- ناحية شرّا المؤلفة من /55/ منزلاً، فقد عاد إليها فقط /25/ عائلة من سكانها الأصليين عقب نزوح الأهالي في آذار 2018م، وتم توطين أكثر من /80/ عائلة حتى الآن فيها من المستقدمين، وقد تم اعتقال المواطن “محمد هورو بن كمال /30/ عاماً أب لثلاثة أطفال” وإخفائه قسراً منذ نيسان 2018م، ولا يزال مجهول المصير.
وفي قرية كوتانا- بلبل، يوم 11 شباط، تم اعتقال المواطنين المسنين (سفر أحمد جولاق /70/ عاماً، عدنان محمد حسن /50/ عاماً) وإطلاق سراحهما بعد دفع غرامة مالية /150/ ألف ل.س عن كل واحد.
وفي سياق نشر الثقافة الجهادية- العثمانية الجديدة وضبط عمل أئمة وخطباء المساجد وتوظيف الدين في السياسة والأعمال العسكرية، قام متزعم ميليشيا “اللواء112” في بلدة بعدينا، بناءً على قرار الاستخبارات التركية، يوم الخميس 13 شباط، بطرد الشيخ “عبد الرحمن راموسه- أبو محمد” من إمامة وخدمة جامع البلدة، لأنه غير مدرج في قوائم “الإمام الخطيب”، وكان قد تعرض للتحقيق لأكثر من مرة، وإذ ندد بسرقة مقتنيات الجامع من أواني نحاسية خاصة بغسل الموتى ولوحات الطاقة الشمسية- الكهربائية وبطاريات وبعض أجهزة مضخمات الصوت من قبل الميليشيات المسلحة إبان اجتياحها للبلدة، كما كان يشجب في خطبه السرقة والنهب والمظالم الاجتماعية؛ وهو من أهالي قرى الشهباء- شمال حلب، وعمل في الجامع منذ أكثر من /20/ عاماً بناءً على طلب أهالي “بعدينا” وعلى نفقتهم، وكان يحظى باحترام ومحبة معظمهم، والذي ودَّعهم بحزن وامتنان، وسط مشاعر سخط الأهالي على فراقه؛ ويُذكر أن منزله في مدينة عفرين قد تعرض للتخريب والسرقة صيف عام 2018م، أثناء غياب أفراد أسرته عنه ظهيرة أحد الأيام.
وفي 13 شباط، أجبر متزعم ميليشيا “صقور الشمال” في قرية بيليه- بلبل أصحاب عشر جرارات زراعية على تسليمها له وإيداعها في مبنى معصرة القرية، بحجة أن أحدهم لم يلبي طلبه في تأمين صهريج ماء له، رغم تساقط الثلوج، ولدى تلكؤ أحدهم في تسليم جراره، قام بإصابة إطاراته بالرصاص، وإذ يخشى مالكوا الجرارات من طلب فدى مالية لقاء إعادتها. مثلما تقوم ميليشيات “السلطان مراد” في قرية “قره كول”- بلبل بإجبار أصحاب الجرارات على تأمين صهاريج ماء الشرب لمنازل عناصرها وللذين تم توطينهم دون دفع الأجور، وتُصادر الحطب من الأهالي لصالحهم، لا سيما وأن بعض عناصرها قامت بالسطو- للمرة الثانية منذ عام- على منزل المرأة العجوز “صديقة علي” في القرية وسرقوا منها نقوداً وبعض مقتنياتها وحاجياتها.
ومن جهةٍ أخرى، أقدمت الحكومة التركية على إزاحة الشريط والجدار الحدودي إلى داخل الأراضي السورية بعمق /300/ متر على طول سفح الجبل المطل على “قرية زعريه”- ناحية بلبل، متجاوزةً الحدود الدولية المتفق عليها، والذي بُني جداره العازل منذ حوالي أربعة أعوام على الجهة السورية من المنطقة الفاصلة بين البلدين، وذلك من أجل تعزيز مراقبة واستحكام جيشها على سهول وقرى الناحية.
إن ما يزيد العبء على كاهل أهالي عفرين هو توطين مئات الآلاف من النازحين وأسر مسلحي الميليشيات السورية الموالية لتركيا وإسكانها قسراً – تغيير ديموغرافي ممنهج – في المنطقة من قبل سلطات الاحتلال، ضمن ممتلكاتهم ومساكنهم ومحالهم وعلى حساب حقوقهم وبالترافق مع اضطهادهم أيضاً بمختلف الأشكال؛ فلا تزال قوافل النازحين تتدفق إلى عفرين، في الوقت الذي تم فيه تهجير أكثر من /200/ ألف نسمة من سكانها الأصليين قسراً إبان العدوان عليها في الربع الأول من عام 2018م، وهم مشتتون في مناطق الشهباء وبعض بلدات وقرى ريف حلب الشمالي، وفي الداخل السوري وبلاد المهجر.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]