$عفرين تحت الاحتلال (83): المخفون قسراً والمختطفون والمعتقلون تحت خطر الإصابة ب “كورونا”… ارتكاب الجرائم والانتهاكات مستمرة$
“فيروس كورونا المستجد” فرض أوضاعاً أكثر قسوةً على من يعيش في ظل الاحتلال وتحت سطوة ميليشيات متطرفة ووطأة أزمات مركبة عصفت ببلدنا منذ سنوات؛ ورغم الخوف العالمي من انتشاره وفي الوقت الذي تنشغل فيه جميع الأمم والدول بكيفية مكافحته، لايزال ارتكاب الجرائم والانتهاكات مستمرة في عفرين.
“المعتقل المخفي قسراً نوري إبراهيم جابو “
ما يقلق الأهالي بشكل كبير هو خطر إصابة أبنائهم المعتقلين والمخفين قسراً ومختطفين مجهولي المصير، تجاوزت أعدادهم ال/1100/، والمئات في سجون ما تسمى ب “الشرطة والجيش الوطني السوري”، بفيروس كورونا، داخل سجونٍ تفتقد لأدنى قواعد الصحة والسلامة؛ بينهم نساء ومسنين، معظمهم مدنيون كانوا قد بقوا في ديارهم أو عادوا إليها بعد النزوح إثر العدوان الذي شُن على المنطقة خلال الربع الأول من عام 2018م، وذلك على خلفية اتهامهم بالعلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة (موظف، عضو مجلس محلي أو تشريعي، عضو كومين، أسايش، حراسة ليلية، خدمة إلزامية…) أو بتهم مفبركة أخرى، الأمر الذي يُعتبر “اعتقالات عشوائية وتعسفية على خلفية سياسية” تتحمل مسؤوليتها سلطات الاحتلال التركي، ويُعدُّ مخالفةً جسيمة للمادة /70/ من اتفاقية جنيف الرابعة /1949م/ التي لا تجيز “لدولة الاحتلال أن تقبض على الأشخاص المحميين أو تحاكمهم أو تدينهم بسبب أفعال اقترفوها أو آراء أعربوا عنها قبل الاحتلال…”؛ من أولئك المخفين قسراً المواطن “نوري إبراهيم جابو” /42/ عاماً من قرية قره كول- ناحية بلبل الذي اعتقل منذ نيسان 2018م.
يُذكر أن الاعتقالات مستمرة، وإن تكررت بحق نفس الأشخاص وعلى أساس ذات التهم، حيث تُعاد مقاضاة من أُخلي سبيلهم بكفالة مالية تتراوح بين /100-200/ ألف ل.س، أمام ما تسمى ب “محكمة الجزاء”، ليصار إلى تغريم المعتقلين بمبالغ جديدة واستكمال باقي أيام السجن إن كانت مدة الحبس التي قضاها أقل من الحكم الصادر بحقه، ومن حالات الاعتقال الجديدة:
– في 17 آذار، بحق المواطن “شيخموس محمد علي” من أهالي قرية “عربا”- معبطلي، أثناء تواجده في مدينة عفرين.
– في 18 آذار، بحق المواطن “حبش بهجت حبش” من أهالي قرية “عربا”- معبطلي، أثناء تواجده في منطقة الصناعة بمدينة عفرين.
– في 24 آذار، بحق المواطنة “كيبار محمد كولشو” في مركز ناحية معبطلي.
“المختطف رضوان حنان حسن”
– وفي 23 آذار، اختطف المواطن “رضوان حنان حسن” من أهالي قرية مسكه- ناحية جنديرس، وهو كان لاعب رياضي في صفوف نادي عفري سابقاً، من مكان عمله في مركز مدينة عفرين، من قبل ميليشيا مسلحة، ولا يزال مجهول المصير.
– وفي 26 آذار، اختطف المواطن “لقمان شيخموس” /41/ عاماً من أهالي قرية “قسطل كيشك”- ناحية شرَّا، من قبل ميليشيات “لواء السلطان مراد”، واقتيد إلى جهةٍ مجهولة، ولا يزال مجهول المصير.
– اختفاء المواطن “أحمد علو” /39/ عاماً من أهالي قرية مستكا- ناحية شيه/شيخ الحديد، في مدينة استنبول، منذ حوالي أسبوع، بُعيد مراجعته لأحد المشافي الحكومية، ويُرجح أنه اعتقل على يد الأمن التركي على خلفية تقارير كيدية رُفعت به في عفرين.
انتهاكات وجرائم أخرى:
– قرية “إسكا” بجنوبي عفرين فيها حوالي /250/ منزل، وبقي فيها من السكان الأصليين حوالي /125/ عائلة، بينما تم توطين حوالي /800/ عائلة من المستقدمين إليها، ضمن المساكن وخيم نُصبت في القرية ومحيطها، وعلى أراضٍ تم تأجيرها من قبل الميليشيات.
– قامت ميليشيا “العاصي- لواء سمرقند” بالاستيلاء على ألف شجرة زيتون في قرية “فريريه”- جنديرس عائدة للمواطن “الدكتور خليل حسين حاج عبدو” من أهالي بلدة كفرصفرة، المقيم حالياً في ألمانيا.
– في قرية جوقيه/جويق، فرضت ميليشا “فرقة الحمزات” أتاوى شهرية جديدة، /2500-5000/ ل.س على أصحاب المحلات والجرارات، عدا التي فرضتها سابقاً منذ عامين، /500/ ل.س شهرياً عن كل عائلة و/500/ ل.س أخرى باسم النظافة.
– في قرية “شيخ”- ناحية راجو، إثر دخول الجيش التركي إليها عمد إلى تأسيس قاعدة عسكرية له في قمة “كازيه” بجانب القرية، فأُزالت حوالي /300/ شجرة زيتون عائدة للمواطن “حسين حنان” وحوالي /200/ شجرة للمواطن “عبدو شيخ عبدي”، إضافةً إلى أضرار أُلحقت بالحقول المجاورة، وقد تم تفكيك القاعدة العام الفائت.
غابة قستل قبل القطع
موقع غابة قستل بعد القطع
– أشرنا في تقريرنا السابق إلى قطع كامل غابة “تِنكْ تِنكيه- Tîngtîngê” وكتبنا خطأً أنها تقع جنوبي قرية قره تبه- عفرين، بل هي تقع في شمالها، كما أن الميليشيات قطعت كامل غابة قرية “قستل”، الواقعة غربي تلك الغابة، وهي أيضاً مزروعة منذ عام 1974م، وقد خيَّم بجانب الموقع مُهجًّري ريفي إدلب وحلب الذين يتم توطينهم بشكل متواصل، بعد أن أجَّرتهم إياه تلك الميليشيات.
كما أن إفلات قطعان المواشي للرعي في أغلب مناحي منطقة عفرين أصبحت ظاهرة تضرّ كثيراَ بأشجار الزيتون والفاكهة والمزروعات عموماً، حيث أن المربين والرعاة – الذين تم توطينهم قسراً- يحملون السلاح أيضاً، فلا يجرأ أحداً من المزارعين الاعتراض وطردهم، أو حتى الشكوى ضدهم، خشية عاقبةٍ أسوأ، وأغلب الشكاوي لا تؤدي إلى نتائج مرضية؛ على سبيل المثال هناك قطعان عديدة في محيط بلدة جلمة- جنوبي عفرين، وكذلك ضمن حقول الزيتون على جانبي طريق عفرين – راجو، وفي سهول زرافك وآفرازيه- معبطلي، خاصةً وأن الأعشاب منتشرة في الكثير من الحقول التي لم تُحرث بَعدْ بسبب الأمطار وغلاء مادة المازوت، ورغم أن ما يسمى ب “غرفة زراعة غصن الزيتون” قد أصدرت تعميماً- كإجراء شكلي- في 19-03-2020 بمنع رعي الأغنام في الأملاك الخاصة، دون إصغاء من الميليشيات والذين تم توطينهم في المنطقة، حيث أن بعض متزعميها يقومون بضمان حقولٍ للزيتون في نطاق سيطرتها للمربين من أجل رعي مواشيهم.
ومن جانبٍ آخر، تواصل قوات الاحتلال التركي ومرتزقته قصف بعض قرى وبلدات شيروا والشهباء- شمال حلب، المكتظة بمُهجَّري عفرين، ففي 26 آذار ، قصفت بلدة “تل رفعت” وأصابت المواطن عبد الرحمن إبراهيم من أهالي قرية “كوتانا”- ناحية بلبل بجروح، وكذلك ألحقت أضرار بشبكة مياه الشرب وببعض المنازل والممتلكات. وكانت في 23 آذار، قد قصفت محيط قرية “أم حوش” وأصابت مواطناً مسناً من أهاليها بجروح.
وكذلك خلال اليومين السابقين، وقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين ميليشيات “الجبهة الشامية” و “اللواء 51” في حي الأشرفية وبالقرب من دوار “كاوا” داخل مدينة عفرين، أدت إلى مقتل وجرح البعض من عناصرها وخلقت أجواء من الرعب بين الناس، بسبب الخلاف على المسروقات ونطاق النفوذ.
إن أهالي عفرين يناشدون الحكومات والمنظمات المعنية بالوضع السوري والأمين العام لهيئة الأمم المتحدة والمؤسسات المعنية التابعة لها، بضرورة التحرك العاجل للضغط على الحكومة التركية لأجل الإفراج عن كافة أبنائهم المعتقلين والمختطفين، خاصةً وأن جائحة “كورونا المستجد” يهدد حياة السجناء بشكل كبير؛ ويؤكدون على أن أبناءهم أبرياء، فلم يرتكبو جرائم بحق أحد أو بحق الدولة التركية، وليس من حقٍ شخصي لمدعٍ عليهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]