$عفرين تحت الاحتلال (96): استهداف مواطنٍ معاق، تفجيرات، سرقة محصول السماق، تسوية تل أثري مع الأرض بعد نبشه وسرقته$
هل حقاً تركيا ليست دولة احتلال?! كيف لا، وهي التي قامت بشنّ ثلاث عمليات عسكرية عدوانية “درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام” ضد سوريا باستخدام مختلف الأسلحة الجوية والبرية بشكل مباشر، وبمشاركة الميليشيات الإسلامية السورية المتطرفة التابعة للإئتلاف السوري- الإخواني والموالية لها، ضاربةً بعرض الحائط كل المواثيق والعهود الدولية والقرارات ذات الصلة وأخلاقيات حسن الجوار وكل النداءات، فاحتلت مناطق (جرابلس، الباب، اعزاز، عفرين، كري سبي/ تل أبيض، سري كانيه/رأس العين)، وهي التي جيَّشت تلك الميليشيات وحرَّضتها ضد عفرين وأهاليها، لتعيث فيها فساداً وترتكب كل الانتهاكات والجرائم ضد البشر والشجر والحجر، حيث يُرفع فيها العلم التركي وتُدرس اللغة والثقافة التركية في مدارسها وتُعمَّم تداول العملة التركية بدلاً عن السورية؛ بإشرافٍ وتوجيهٍ مباشر من سلطات الاحتلال واستخباراتها.
منذ اليوم الأول لاحتلال منطقة #عفرين# من قبل تركيا ومرتزقتها، لم تُدَّخر جهداً أو تتوانى عن ارتكاب الفظائع، تنفيذاً لسياساتها العدائية التاريخية ضد الكُرد عموماً، حتى المعاقون لم يسلموا منها؛ وهذه هي القصة الأليمة للمواطن المعاق “أحمد دين” من أهالي قرية “معسركه” – ناحية مابتا/معبطلي: أبٌ لأربعة أطفال، ومصاب بإعاقة دماغية، وزوجته هي التي تقوم بإدارة المنزل وتربية أطفالها، كون أحمد غير مؤهل؛ فبعد اجتياح القرية من قبل الجيش التركي ومرتزقته، “أحمدي دين” لم يترك عادته في التجوال ليلاً ضمن القرية، وفي صيف 2018م بينما كان في إحدى جولاته ليلاً صاحت به دورية مسلحة للتعرف عليه، لكنه لم يتوقف، فانهالت عليه بوابل من الرصاص أدى إلى بتر إحدى ساقيه وإعطاب الأخرى، ليصبح معاقاً من الأرجل أيضاً، علماً أن الميليشيات المسيطرة على القرية كانت على علم بوضعه الصحي.
وفي سياق الانتهاكات والجرائم التي تُرتكب باستمرار، رصدنا ما يلي:
– في قرية داركير – ناحية مابتا/معبطلي، بالتعاون مع مختار القرية، قامت ميليشيا “الحمزات” بقطع أشجار الزيتون في بعض حقول القرية واعتقلت العشرات من السكان الأصليين على مدار عامين ونصف، واتهمت والدة “محمد ملا” من قرية “جوقيه” المجاورة بالتعاون مع وحدات حماية الشعب، وقطعت أشجار زيتون عائدة لها، ووضعت يدها على مواد الإغاثة ومنعت الأهالي من الاستفادة منها.
– المواطن “شعبان عبد الرحمن عطش”، في الثلاثينات من عمره، من أهالي قرية “شنكيليه”- ناحية بلبل، لدى مروره بدراجته النارية من أمام مقرّ إحدى الميليشيات، تم استهدافه بطلقات نارية، فأُسعف إلى إحدى مشافي اعزاز وأجريت له عملية جراحية، وأعيد إلى منزله في 22-06-2020م.
– تفجير سيارة في شارع الفيلات بعفرين بتاريخ 20-06-2020م، خلَّف أضراراً مادية وستة جرحى، بينهم أطفال.
وفي نفس سياق الفوضى والفلتان، حدث انفجارٌ أثناء مرور دراجة نارية بجانب حاوية قمامة (وضعت فيها عبوة ناسفة موقوتة)، ظهر الأربعاء 24-06-2020م، فأدى إلى وقوع جرحى وأضرار مادية في موقع الحادث وسقوط شهيدين اثنين، هما:
1- الشاب “عيسى حسين /17/ عاماً” من قرية ماراتيه – عفرين، يتيم الأب ومعيل لأهله.
2- الشاب “محمد أحمد طاهر حماليكو /33/عاماً”، أب لطفلين ومن أهالي قرية حسيه – مابتا/معبطلي.
ولم نتمكن من الحصول على أسماء الجرحى.
– في قرى “بيليه، أحمد مستو، قزلباش” – ناحية بلبل، بدأ المستقدمون الذين تم توطينهم فيها بتحويش وسرقة محصول السماق، رغم أنه غير ناضج بعد. ولدى اعتراض أحد المواطنين ومحاولته لمنع الذين كانوا يسرقون حقله أمام عينيه، تنمروا عليه وأهانوه وأطلقوا الرصاص الحي فوق رأسه. ولدى شكواه لمتزعمي ميليشيا “صقور الشمال” أفاد رجلٌ من السارقين أنهم سيواصلون جني السماق دون خوف من أحد.
– ميليشيا “الجبهة الشامية” المسيطرة على قرية “أرندة” – شيه/شيخ الحديد تنتهي من حفر ونبش تل “أرندة” الأثري وتُسوِّيه مع الأرض، حيث قامت فيما سبق بقطع حوالي /500/ شجرة زيتون كانت مزروعة على سفح التل.
– بسبب إغلاق المعابر، هناك حركة لتهريب البشر – ليس فقط من أهالي عفرين بل من المستقدمين الذين تم توطينهم في المنطقة أيضاً- بين عفرين وحلب عبر مناطق نبل والزهراء وما حولهما وبأثمان باهظة، وفي السياق نفسه يتم قبض /100/ دولار عن كل شخص يود السفر من عفرين إلى منطقة منبج، وذلك للوصول إلى معبر “عون دادات” التابع لمنطقة الباب، وتُسيطر عليه ميليشيات ما تسمى ب “درع الفرات”.
– ميليشيات “السلطان سليمان شاه – العمشات” في مركز ناحية شيه/شيخ الحديد وقرية “كاخريه” تقوم بإخراج كل مواطن يسكن لوحده في منزله أو منزل غيره، وذلك لأجل تأجيره للمستقدمين وتوطينهم بدلاً عنه، وفي سياق متصل تطلب من أهالي قرية “كاخريه” دفع غرامة مالية مفروضة على منازلهم، وإلا يُخرجون منها، حيث قامت بإخراج بعض العوائل من منازلها وسكنتها في خيم بالقرب من بيوتها، واستولت على تلك المنازل وأجَّرتها للمستقدمين.
رغم كل ما يعانيه أهالي عفرين من اضطهاد وموبقات وصعوبات معيشية لا تُطاق، ورغم شعورهم بالغبن والخذلان، إلا أنهم سعداء مما يجري من حوارات كردية- كردية، ويتمنون أن ترتقي لتشمل كافة أطراف الحركة الوطنية الكردية في سوريا، لإدراكهم أن تلك الحوارات مفيدة وستساهم في إنجاح حوارات سورية – سورية مقبلة بإيجابية وفي السعي لإيجاد حلٍ سياسي لعموم القضايا الوطنية السورية وخاصة القضية الكردية العادلة؛ دون أن تتجاهل الأطراف الكردية قضايا المناطق المحتلة، عفرين وغيرها، أو تتناسى العمل على إنهاء الاحتلال التركي لها وإعادتها للسيادة السورية وإدارة أهاليها.
لمكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]