لسيّد أنطونيو غوتيريس الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة – نيويورک.
سموّ الأمير زيد بن ڕعد الحسين المفوّض السامي لمفوصية حقوق الإنسان – جنيف
نتوجّه لسعادتکم برسالتنا هذه آملين أن تحظی ببالغ عنايتکم واهتمامکم، إذ نُعرب لکم من خلالها عن عميق قلقنا بسبب الأوضاع المتردّية التي تعيشها منطقة عفرين السوريّة ذات الغالبية الکوردية منذ بدء العدوان الترکي عليها بتاريخ 20/1/2018 عبر العملية التي سُمّيت ب (غصن الزيتون) و انتهت بإجتياحها وإحتلالها من قبل الدولة الترکية، ترافقها فصائل سورية مسلّحة مرتزقة تتبع لها.
فعفرين مدينةً و بلداتٍ و قری تعيش کارثةً إنسانيةً حقيقية جرّاء الغياب الکامل لسلطة القانون و نتيجة الإنتهاکات و الجرائم الفظيعة التي تُرتکب بحقّ أهلها المدنيين اڵامنين فيها.
سعادة الأمين العام :
سعادة المفوّض السامي :
إنّ ما ترتکبه الفصائل السورية المسلّحة في عفرين تحت إشراف دولة الاحتلال الترکيّة وبتوجيه منه ودعم مباشرٍ وغير محدودٍ لهم من قبلها، من أعمال قتلٍ وسلبٍ و نهبٍ و سرقة و اختطافات قسرية و اعتداءاتٍ جسدية و تعذيب و تهجيرٍ قسري للسکان المدنيين و الاستيلاء علی دورهم و ممتلکاتهم و توطين الغير فيها، ترقی في الکثير منها لمستوی جرائم الحرب و الإبادة الجماعية و الجرائم ضد الإنسانية بمعايير و مضامين مواد القانون الدولي الإنساني و لا سيما اتفاقيات جنيف الأربعة (1949) و بروتوکوليها الملحقين (1977) و نظام ڕوما الاساسي للمحکمة الجنائية الدولية (1998) و اتفاقيتي لاهاي (1899-1907) والاتفاقية الدولية لحماية جميع الاشخاص من الاختفاء القسري و غيرها من العهود و المواثيق و اعلانات الحقوق العالمية التي تسعی لصون قدسيّة الإنسان و کرامته.
علماً أن کل تلک الجرائم تحدث بشکلٍ واضحٍ و فاضح إذ نمتلک مئات التقارير و الصور و الفيديوهات الموثّقة ڕغم التعتيم الإعلامي المريب و الخطورة الشديدة علی القائمين بمهام التوثيق و التسجيل و الرصد.
سعادة الأمين العام :
سعادة المغوض السامي :
لا بدُ من لفت عنايتکم أيضاً إلی وجود سعيٍ ممنهجٍ و منظّمٍ وخطير من قبل ترکيا و الفصائل المسلحة الموالية لها، هدفه تدمير کلّي أو جزئي لمکوّن أوجماعة علی أساس قومي ألا وهو المکون الکردي وبشتی السبل و مهما کانت الوسائل وحشيّة و إجرامية، بهدف تغيير الخصوصية العرقية و القومية لعفرين ذات الطابع الکردي.
حيث تعمل علی احداث تغيير ديموغرافي واسع النطاق عبر استقطاب و جلب عوائل عربية من مناطق اخری في سورية و تقوم بتوطينهم في مساکن و ممتلکات العفرينيين بعد طردهم منها وإغلاق المنافذ و المعابر و الحواجز أمام من نزحوا جرّاء الأعمال القتالية و منعهم من العودة الی قراهم و بلداتهم،.أضف الی انها تقوم باختطاف المئات من المدنيين قسريا و تقتادهم الی جهات مجهولة دون ان يعلم أحد بمصيرهم.
و بالتالي هناک جرائم بموجب اتفاقية منع و معاقبة الابادة الجماعية (1948) ولا سيما بموجب المادة الثانية منها وهي قصد ترکيا و الفصائل إحداث تدمير کلي أوجزئي لجماعة قومية.
سعادة الأمين العام غوتيريس :
سعادة المفوّض السامي الحسين :
وضعناکم من خلال هذه الرسالة في صورة موجزة وعامة عن الأوضاع في عفرين، و لا ندري إن کنا قد وُفقنا في التعبير لکم عن أن الوضع خطيرٌ و خطيرٌ جداً و يُنذر إستمراره بنتائج کارثية و بترسيخ و تعميق صراعات و أحقاد مستقبلية بين المکونات و المجتمعات قد تمتد لمئات سنينٍ قادمة.
لذلک جئناکم ملتمسين من خلالکم المجتمع الدولي بکافة هياکله وفروعه و مؤسساته النهوض بواجباته و مسؤولياته فوراً و العمل بصورةٍ أساس علی مايلي :
• دعوة ترکيا کدولة عضوة في المؤسسة الدولية الی احترام ميثاقها و الالتزام به عبر الوقف الفوري لانتهاکاتها و جرائمها هي و الفصائل الموالية لها و الانسحاب من عفرين.
• دعوة ترکيا الی الإفراج الفوري عن کافة المختفين و المختطفين لديها و لدی الفصائل السورية التابعة لها و وقف الاختفاءات القسرية و الاعتداءات الجسدية وممارسات التعذيب و کافة مظاهر العنف بحق المدنيين.
• مطالبة ترکيا الالتزام بمعاملة الأسری والمحتجزين لديها ممن شارکوا في اعمال قتالية ضدها بموجب قوانين الحرب الدولية و القانون الدولي الانساني و لا سيما مواد اتفاقيات جنيف ذات الشأن.
• مطالبة ترکيا بضمان العودة السالمة و اڵامنة لکافة المدنيين النازحين و المهجّرين الی منازلهم و ممتلکاتهم و وقف ممارسات الإبتزاز و الترهيب بأشکالها و تأمين الحماية و سبل و مستلزمات العيش الکريم و الخدمات للسکان، کون کل ذلک من التزامات دولة الاحتلال بموجب ميثاق جنيف الرابع 1949.
• الوقف الفوري لعمليات التوطين للعوائل العربية داخل عفرين و إخراج المستوطنين فوراً و تأمينهم في أماکن اخری ڕيثما يتمکنون من العودة الی مناطقهم الأصلية.
• مطالبة ترکيا بإفساح المجال لوسائل الإعلام و اللجان و المنظمات الدولية الانسانية و الإغاثية والحقوقية کافة و منظمات المجتمع المدني بدخول عفرين و ادخال کافة المستلزمات و المواد الإغاثية و تأمين الحماية و الضمانات الکافية للجهات المختصة و لجان تقصّي الحقائق لتقوم بنقل و توثيق الانتهاکات و الجرائم و التجاوزات کافة.
• سعي الامم المتحدة عبر مؤسساتها و فروعها ولا سيما محکمة الجنايات الدولية نحو فتح تحقيقات و محاکمات لملاحقة و معاقبة مرتکبي الجرائم و الانتهاکات في عفرين أيّاً کانت صفتهم و تعويض المتضررين عن تلک الجرائم
وتفضلوا بقبول فائق التقدير و الاحترام
#29-05-2018#
الموقعون علی المذکرة :
1 - التحالف الوطني الکردي في سوريا (HEVBENDI).
2 – حزب الاتحاد الديمقراطي PYD
3 – الحزب الديمقراطي التقدّمي الکردي في سوريا.
4 – حزب التآخي الکردستاني.
5 مرکز عدل لحقوق الانسان في سوريا.
6 اللجنة الکردية لحقوق الانسان في سوريا (الراصد).
7 – المنظمة الکردية لحقوق الإنسان DAD
8 -جمعية الشعوب المهددة – فرع ألمانيا.
9 – مؤسسة ايزدينا Ezdina
10 – مؤسسة البناء القانوني من أجل تنمية الفکر القانوني Binyat
11 -الجمعية الثقافية الکردية في بلجيکا HÊVÎ
12 – مرکز ليکولين للدراسات و الأبحاث القانونية – المانيا.
13 – الهيئة القانونية الکردية DYK