المؤلف: فاروق حنا عتو
2017
عنكاوا في ذاكرة ابنائها ” كتابة : نمرود قاشا وأنت تدخل عنكاوا قادماً من اربيل تواجهك لافتة كتب عليها “عنكاوا …. مدينة السلام والتآخي” ينتصب بعدها مباشرة تمثال ضخم للسيدة العذراء “مريم” فاتحة ذراعيها ترحب بالقادمين وكأَنَّ لسان حالها يقول: أدخولها أمنين، فمنذ أن سكنها أول إنسان كانت ملاذاً للأمن والطيبة والسلام، وفي أزقتها الضيقة لا تجد غير الابتسامة والترحيب بمفردات سريانية ” بْشّيِنا ، رِّشَ رِيشِي، رِشّْ عَيْني” (وعليكم السلام، انتم فوق راسي وعيني)، كيف لا وانتم تدخلون أقدم مدينة مأهولة في العالم . هذه المدينة التي استقبلت ثلاثة أضعاف سكانها خلال فترة التهجير القسري ، حيث أمست كتلة بشرية كبيرة تتحرك في شوارعها تبحث عن موطئ قدم تستريح فيه بعد ساعات من المعاناة والانتظار والجوع والعطش . ووفاءا لهذه المدينة الطيبة , كان لعاشقها وأحد أبنائها ” فاروق حنا عتو ” أن أتم سفر تاريخي مهم اسماه ” عنكاوا …. في ذاكرة أبنائها ” وقد أقيمت احتفالية التوقيع على الكتاب مساء الأحد 1 تشرين الأول 2017 وعلى قاعة جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا . افتتح الأمسية سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس أساقفة ايبارشية اربيل الكلدانية , حيث قال : عنكاوا , البلدة ذات التاريخ العريق , وإحدى نجمات مدن شعبنا المسيحي وقد ظلت شامخة ترفل بنور الإيمان , عنكاوا بأزقتها وكنائسها وأسواقها لوحة براقة تشير إلى الزمن بألق وشموخ . وعن الكتاب قال وردة : سفر شيق من تاريخ بلدتنا وإضافة مهمة في أدب البلدانيات , وتخليدا لتاريخ شخصيات وأحداث وقصص وشعر وأغاني ليكون مرجعا لكل من يريد التعرف على عنكاوا . بعدها ألقى الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف أستاذ الدراسات العليا في جامعة صلاح الدين والذي راجع الكتاب وكتب مقدمته إذ قال : هذا الكتاب ينطوي على جرأة وشجاعة نادرتين , فالإقدام على كتابة تاريخ قرية معاصرة محفوفة بالمخاطر , حيث لم يكن هناك مؤرخين وغلبت الأمية وندر التسجيل وافتقدت الوثائق وعليه بذل المؤلف جهودا مضنية ولسنوات ليحصل على كل فائدة وشارة يعز وجودها في كتاب . وأضاف رؤوف : واحسب انه نجح في ذلك إلى حد كبير , فهو لم يقتصر على جانب من تاريخها دون آخر , فقد تناول حياة أهلها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية , وما اختصوا به من حرف وصناعات وأدوات وعادات وتقاليد فجاء جامعا بين الآثار والتاريخ . الإعلامي مال الله فرج والذي راجع الكتاب لغويا كانت له مداخلة ايضا حيث قال فيها : استطاع المؤلف أن يأخذنا في جولة ممتعة بولادة مطبوعة هذا ليدخلنا في جولة ممتعة وهو ينفض الغبار عن زمن مضى ويعيد الحياة لتضاريس منسية او ربما مطوية عبر ( 694 ) صفحة توزعت حول تاريخ المدينة وجغرافيتها والمنعطف الروحي البارز والحاسم في مسيرتها . واختتم فرج ورقته بالقول : مهما أفضنا في تقييم هذه الموسوعة فإننا لم نفيها حقها نظرا لشموليتها وقدرتها على نقل ومضات متوهجة بالمصداقية لمدينة عرفت بالمحبة . بعد ذلك كانت مداخلة أخيرة للأديب السرياني كوثر عسكر والذي راجع الكتاب باللغة السريانية . مؤلف هذا الكتاب فاروق حنا عتو اختتم هذا المداخلات بالقول : جاءت فكرة التوثيق بسبب التطور الذي اجتاح مختلف نواحي الحياة والتوسع العمراني الكبير وذلك للمحافظة على تراث عنكاوا عبر محاولة التوثيق هذه , وقد وثقت كل ما يتعلق بالتراث المادي من أزياء واكلات والعاب والصناعات الشعبية إضافة إلى انساب وبيوتات عنكاوا .[1][2]