هوزان امين- صدر في الآونة الاخيرة كتاب جديد يحمل العدد 32 من سلسلة منشورات مؤسسة سما للثقافة والفنون في دبي ، يحمل عنوان حوار مع قاضي ثورة البارزانيالعلامة #عبد الله ملا رشيد الغرزي# من تقديم وحوار الكاتب ابراهيم اليوسف .
يتناول الكتاب المؤلف من 90 صفة من القطع المتوسط ، حياة العلامة عبدالله ملا رشيد واهم مؤلفاته وكذلك شهادة رجل عاصر العديد من الثورات الكردية ومعاناة وعذاب شخص مكافح مجاهد في سبيل تطبيق السنة النبوية الشريفة ونشرها بين الناس لتبيان الحقيقة ، انه الرجل الذي خاض غمار الحياة بكل قساوتها وجاب كردستان لاجل رفع راية الحق ، دخل السجون ونام في الكهوف وعاش مع البيشمركة وحمل السلاح الى جانبهم ، حكم بالاعدام غيابياً من قبل النظام الصدامي البائد ابان الثورة في كردستان العراق ، عين قاضي على منطقة سنجار من قبل الملا مصطفى البارزاني ، انه ذاكرة حية يتحدث بلغه عربية طليقة عن تلك المحطات المهمة في حياته ، بكل صراحة ودون خوف ويجاوب على اسئلة ربما بقيت حتى الآن بلا اجوبه.
انه الملا عبدالله ملا رشيد سليل عائلة وطنية مناضلة في كردستان الشمالية حيث ولد في منطقة عرزان ، ووالده كان احد ابطال انتفاضة ساسون ، بعد ان ضاق بهم الحياة و سقوط ثورة الشيخ سعيد بيران و ثورة ساسون هاجروا الى القامشلي ، تتلمذ على يد والده وتعلم الفقه، ومبادئ اللغة العربية، وعلم المنطق والفلسفة، وأصول الدين وتابع علومه الدينية في مدرسة خزنة على يد الشيخ علاء الدين الخزنوي الى ان نال اجازته في العلوم الشرعية.
يتطرق الكتاب الى كل تلك المراحل من حياته ونضاله ، عبر طرح اكثر من 30 سؤالاً من قبل الكاتب ابراهيم اليوسف ، بالاضافة الى العديد من المواضيع الهامة المتعلقة بالدين والافتاء والشريعة وكذلك رأيه حول الادب الكردي والشعر ، وخطبه الدينية باللغة الكردية حينما كانت اللغة الكردية ممنوعة ، رأيه في الطرق الصوفية في كردستان والديانات الاخرى والعديد من المواضيع الاخرى الحساسة التي تهم المجتمع.
يعتبر هذا الكتاب شهادة ووثيقة تاريخية مهمة ، وقد ذكر المحاور في مقدمته للكتاب عن خصال الملا واوجزها بهذه الكلمات ، وقد ادرجت على الغلاف الاخير للكتاب:
وحقيقة، أن الحديث مع العلامة الملا عبد الله ملا رشيد نكهة جدّ خاصة.
فهذا المثقف الموسوعي الرائد، والخطيب المفوّه ذو الكلمات المؤثرة، في شؤون الدين والإنسان، بل وهو الكردي بامتياز، ورجل الدين المؤمن بامتياز، وهو الإنسان المحب لكل الخيّرين بامتياز أيضاً..
والحديث معه هو حوار مع الحكمة في أجمل صورها: حوار مع ذاكرة متّقدة، وبداهة حاضرة، ذكاء مشتعل ، ونبع سلسبيل من أعالي طود كردي باسق.
تلك وغيرها هي بعض صفات هذا الكردي الذي هو شاهد حقيق على ما يقارب قرناً من الزمان.
أجل، إنه ذاكرة كردية كاملة بامتياز، شاهدٌ على الحلم، وتواضعه ، شاهدٌ على الخطّ البياني الكردي على امتداد ذلك الشريط الزماني كاملاً..!
مع هذا العلامة الجليل، والمرجع الديني، والأديب يعود محاوره إلى عالم المتصوفة، والنقشبنديين، بل وإلى عوالم الثوار الكرد الغيورين بحق..!.
يبقى ان نذكر ان مؤسسة قد كرمت العلامة الملا عبدالله على اعماله ونضاله بتقديم شهادة تقدير له ، وقد نشرت تلك البادرة من المؤسسة في نهاية الكتاب وما طبع هذا الكتاب واظهاره للملاً إلا دليل على خدمة المؤسسة للشخصيات الكردية وتكريم لهم.
وجدير بالذكر ان عبدالرحيم مقصود وهو احد تلامذة العلامة ملا عبدالله ساهم في مراجعة الكتاب واضاف اليها فقرة تتناول خصائص الملا عبدالله وعلومه ، تحت عنوان رحلة في مدرسة ومنهج ملا عبد الله الغرزي يتحدث فيها عن مدرسته ومنهجه التعليمي وعن امور آخرى كثيرة.
يبقى ان نذكر اخيراً ان صورة الغلاف للملا عبد الله ملا رشيد الغرزي وملحق البوم الصور الذي ادرج في الكتاب مصدرها موقع غرزان الذي يشرف عليه عبدالرحيم مقصود.[1]