أقّل ما يُقال: كلام من شخص لم يتعرف يوماً على الديمقراطية
سيهانوك ديبو
ليست المرة الأولى التي يحلل فيها السيد عبدالحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا منذ أكثر من خمسين سنة وعلى طريقته المعهودة الخلط في الأمور؛ واصفاً حزب الاتحاد الديمقراطي بأن (الديكتاتوري) وأن طريقة إدارته للأمور -بحسبه- لا تختلف عن النظام.
ملاحظات عديدة تقفز إلى الواجهة دون استئذان ومن دون أن تكون لها بداية كما حال بداية غالبية الأحزاب في المجلس الوطني الكردي – وهي بطبيعة الأحوال مستترة- على عكس النهايات البائنة لحالاتهم التي باتت المعروفة ومنذ عُهدة الردائة في الإسلوب لغالبية الأحزاب الكردية وهذا هو المتفق عليه شعبياً وبامتياز وهذا ما يرددونه في مقابلاتهم بمناسبة أو دونها. وأصل الديكتاتورية ليست ممارسة فقط وإنما فكراً ومذهباً؛ واصرار كل من تشبه تصريحاته وأقاويله ما يرددها السيد عبدالحميد هو الأصل من الديكتاتورية وهو الديكتاتوري الأصيل وأنه لم يتعرف يوماً على الديمقراطية ولم يصدفها بل هي الغائبة والمغيّبة لديه ولدى مُحالفيه الجدد.
واصرار كل من يصر بأن الإدارة الذاتية هي الاتحاد الديمقراطي هو الزيف بعينه؛ والإدارة تشمل حتى اللحظة أربعة عشر حزباً من بينهم الاتحاد الديمقراطي، ومن بينهم أحزاب سريانية آشورية وعربية. فكيف استوى عنده وعند غيره هذا التصوير؟ مع العلم بأن الاتحاد الديمقراطي أبرز الأحزاب التي شاركت المعارضة في تشكيل هيئات ومؤتمرات، وآخر ما يُحسب للحزب هو مشاركته في برامج الأجندة الوطنية في بيروت بإشراف من منظمة الإسكوا والتي تم من خلالها إنجاز توصيات للحل السياسي السوري وتضمينها بنظام اللامركزي الديمقراطي بعد مقاربات ومقارنات أكاديمية وسياسية بين الأزمة السورية وبين أزمات مرت بها دول تكاد تشبه أوضاعنا كأندونيسيا وكينيا جنوب أفريقيا.
أما الخلط (المضحك) حديثاً؛ فهي محاولة الانفصال بين حزب الاتحاد الديمقراطي وبين وحدات حماية الشعب والمرأة؛ وكليهما جزءان أساسيان من حركة المجتمع الديمقراطي ومن الإدارة الذاتية الديمقراطية كمشروع مطروح من حزب الاتحاد الديمقراطي، وقد وقعت عليه كل الأحزاب في المجلس الوطني الكردي قبل العامين من تاريخه، وجددتا التوقيع في اتفاقية دهوك الأخيرة في الربع الأخير من العام الفائت. فمن من الطرفين يمارس الديكتاتورية؟
الديكتاتورية هي وقوفك إلى جانب الخطأ من المسألة برمتها وتشبثك كما تشبث شركاؤك الذين لا يربط بينكم سوى خيط هو للعوزة فقط هو أصل التدهور في أدائكم ومصدر التشويش الكبير الممارس من قبلكم على مكتسبات الإدارة الذاتية والالتفاف الملفت للنظر من قبل مكونات روج آفا حول الإدارة ومن أسستها؛ أحزاباً وهيئات ومؤسسات وشخصيات وفعاليات وطنية، مثل ذلك مثل حال القفزة الدولية في العلاقات بينها وبين الإدارة التي وصلت إلى الشراكة والتحالف ضد الإرهاب الدولي، وأن الإدارة أصبحت جزء مهما من الحل وبدونها لا يمكن الحديث أصلاً عن أي حل.
كما يتسائل الكثيرين: هل من المعقول أن يتحدث شخص عن الديمقراطية وأصبح له على كرسي رئاسة حزبه أكثر من خمسين سنة؟ وهل من المعقول أن يتغير سبع رؤوساء أمريكيين غالبيتهم مكثوا دورتين؛ والسيد درويش باق ويتحدث عن الديمقراطية ويصف من قدم الشهداء وأحدث من خلال مشروعه جلبة تاريخية في الزمان والمكان المناسبين مُتَقَوِّلاً بأنهم الديكتاتوريون؟
أما مسائل التفرد والتسلط فهي أيضاً تعابير يستخدمها من كانت حركته السلحفاتية؛ وهؤلاء علاوة أنهم لا يميزون بين المُبادر في الثورات وبين من كان أدائهم الأضعف وعن الآلية المتهافتة حتى يقررون على شيي؛ يحتاجون عشرات الاجتماعات ومئات الساعات؛ فهل بناء الأوطان تنتظر اجتماعاتكم أيها السادة؟
أقل ما يمكن قوله على ما قاله السيد درويش وما يردده شركائه (الخيطيين) أنها ثرثرة لأشخاص لم يتعرفوا يوماً على الديمقراطية. فهنيئاً لكم أمكنتكم وهنيئاً لنا الحركة المستمرة الموصوفة بها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وهنيئاً لنا أخطائنا التي نمارسها يومياً ونتعلم منها يومياً.
[1]