قراءة في زيارة نسرين عبدالله القيادية في YPG لجمهورية التشيك الدلالات و النتائج
ابراهيم ابراهيم
على الرغم من صرف ملايين الدولارات ، و الحروب و الهجمات الارهابية المنظمة ، التي شنتها التنظيمات الارهابية من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام ، و جبهة النصرة ، و عشرات الكتائب الارهابية الاخرى بدعم مباشر من الدولة التركية برئاسة حزب العدالة و التنمية و قائدها الروجي و السياسي رجب طيب أردوغان ، و رغم المحاولات الدؤوبة والمستمرة له ، من فرض حصار دولي و اقليمي على الشعب الكردي و تجربته الديمقراطية في الإدرة الذاتية ، و قواتها المتمثلة بوحدات حماية الشعب و المرأة YPG و YPJ من خلال محاولات جر الدول عبر استغلال مصالحها معها ، لوضعها في قائمة الارهاب استطاعت وحدات حماية الشعب و المرأة YPG و YPJ أن تثبت أنها فعلا ليست مجرد قوة عسكرية موجودة على الارض فقط ، بل انها تملك مشروعا سياسيا و أخلاقيا و حضاريا تمثل بما قامت به خلال الاربع سنوات الماضية ، من حماية الشعب السوري و بكل مكوناته و بصرف النظر عن انتماءاته الاجتماعية “الاثنية” و السياسية و الدفاع عنها في إطار مشروعها الانساني المتمثل في اخوة الشعوب.
و لذلك كان من الطبيعي أن نرى اليوم ، افراداً قادريون فعلا على تمثيل تلك القيم و المبادئ و لعل الاسماء هي كثيرة في هذا المجال وقد تعد بالالاف, هؤلاء الاشخاص و الافراد الذي نشروا رسالة الشعب الكردي الحضارية ليس فقط في ساحات الحرب ، بل في ساحات الحوار و التواصل الحضاري و الديبلوماسي حتى تخطت كل المؤامرات الدولية و الاقليمية ، و حتى الكردية عليها ، لتحول انتصارات في كوباني و عفرين و الجزيرة إلى قبلة العالم في المقاومة و الحرية و الديمقراطية, ليصل الامر ببعض الدول و مراكز القرار الدولي بالتخلي عن مصالح اقتصادية كبيرة لها مع اعداء وحدات حماية الشعب و تؤسس لعلاقات لا تقل في مستواه عن علاقات دول بأخرى.
و كان آخر انتصارات وحدات حماية الشعب و المرأة YPG و YPJ ، هو حضور القيادية في هذه الوحدات مع عبدالسلام مصطفى ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD و بدعوة رسمية في #05-09-2015# حضور المؤتمر السابع لخبراء عسكريين استراتيجيين ، و جنرالات يرسمون سياسات بلادهم في وسط اوربا ” النمسا, التشيك, بولونيا, سلوفاكيا” في مدينة براغ و القائها لكلمة و باللغة الكردية في المؤتمر لتقابل كلمتها بتصفيق حار من الحضور في ظل اهتمام اعلامي و سياسي و عسكري تشيكي ، والملفت في زيارة نسرين عبدالله, الاهتمام الذي تجلى في استقبال رسمي لنائب وزير دفاع دولة اوربية لممثلة وحدات حماية الشعب نسرين عبدالله و تعتبر الثانية اوربيا بعد استقبال الرئيس الفرنسي لها في اوائل شباط 2015 بالاضافة إلى لقائها اهم الشخصيات السياسية و العسكرية الاخرى في جمهورية تشيك مثل “Jarome Shtatina ” عضور البرلمان الاوربي و نائب رئيس لجنة الامن و الذي يشغل نائب رئيس الهيئة الخارجية في البرلمان الاوربي و الذي قبل يد نسرين عبدالله و بانحناءة, أيضا و Petr Mach رئيس حزب الاحرار اليميني و عضو البرلمان الاوربي و آخرين ، وجرى تقليدها وسام الدفاع الوطني التشيكي الذي يمنح سنويا لاكثر الشخصيات و المنظمات و الاحزاب التي ساهمت في تحرير اوطانها و عملت من اجل الحرية و الديمقراطية .
و يبدو أن ذلك لم تكن مجرد مجاملات تسود عادة العلاقات السياسية و التجارية بين الدول و رؤسائها او ملوكها . خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الطرفين غير متساويين لا اقتصاديا و لا قانونيا فتشيك دولة ، و وحدات حماية الشعب YPG قوة عسكرية صغيرة مقارنة بدولة تملك جيشا و اقتصادا و ..و…و, فقد تجلى نتائج ذلك الحوار الذي ترأسته و قادتْه ُالمثقفة و العسكرية و الديبلوماسية نسرين عبدالله كإحدى المقاتلات الكرديات في جبهات قتال عديدة من أهمها كوباني حتى استطاعت أن تكسب فعلا الرأي العام السياسي و العسكري قبل الجماهيري التشيكي بفعل ما تملك من مخزون لغوي و مفردات خطابية تؤثر في دائرة الفعل الجماهيري معتمدة بذلك على الارث الثوري و النضالي و الفكري لقواتها عبر مسيرة تأسيسها و حتى الآن .
فقد حمل “Jarome Shtatina ” و هو الشخصية الاكثر تأثيرا في تشيك و اوربة رسالة إلى قاعة البرلمان الاوربي الذي ضم اكثر من 700 برلماني اوربي مفادها ان وحدات حماية الشعب الكردية YPG هي القوة الاكثر تنظيما و صدقا في محاربتها للارهاب العالمي و علينا كممثلين لشعوب اوربة و حكومات تقديم الدعم الفوري لهذه الوحدات …!! ففي سابقة قادها “Jarome Shtatina ” و وصفتها اوساط اعلامية متايعة بالهامة جدا أن البرلمان الاوربي وضع بندا اضافيا إلى بنود الاجتماع الشهري للبرلمان الاوربي الذي انعقد في ستراسبةرغ يوم الاثنين 07.09.2015 و هو ضرورة بناء أسس التعاون، و مساعدة وحدات حماية الشعب الكردية YPG و بموافقة المئات من اعضاء البرلمان الاوربي حيث تم طرح العديد من النقاط المتعلقة بهذه الوحدات في الاجتماع منها:
– تقديم الدعم المباشر لهذه الوحدات
– اجراء لقاءات مباشرة مع قيادتها لانها القوة الاكثر تأثيرا غلى الارض في مواجهة داعش
– اجراء لقاء فوري بين البرلمان و حلف الناتو للبحث في آليات التعاون العسكري مع وحدات حماية الشعب.
– دعوة هذه الوحدات إلى بروكسل و ستراسبورغ و التعرف عليها اكثر.
– تسليمها قيادة الحرب البرية ضد داعش في سورية
و قال “Jarome Shtatina ” في بداية حديثة الامس كان لي الشرف بأن التقي بامرأة كردية تمثل كبرى القوات وأكثرها تنظيماً وِأشدها مقاومة في وجه الارهاب الدولي .. نعم كان لي شرف اللقاء بنسرين عبدالله ممثلة وحدات حماية المرأة YPJ الكردية و هي الشخصية التي حاربت في كوباني ، و تابع جارومي علينا التعامل مع هذه الحقيقة التي تؤكد كل معطيات الحرب على الارهاب ، أن المرأة الكردية في روج آفا كان لها الدور الهام و الاول في الحد من تمدد تنظيم داعش و النصرة الارهابيتين في سوريا و طالب شتاتنيا عضو البرلمان الاوربي و نائب رئيس لجنة الامن الاوربية و نائب لرئيس الهيئة الخارجية للبرلمان بأنه حان الوقت أن تعطي أوربة قرارها الحاسم بالتعاون مع هذه الوحدات العسكرية التي اثبتت جدارتها الاخلاقية و العسكرية و تقديم الدعم العسكري الفوري و قد قدمت حكومة بلدي العام الماضي 400 طن من السلاح للكرد ، لذلك و من أجل هذه الحقيقة أطالب جميع الحكومات الاوربية و دول الاتحاد الاوربي بأن بقفوا كتفا لكتف و يدا بيد مع وحدات حماية الشعب YPG و يحتكموا لى ضميرهم الانساني في أن مقاومة هؤلاء للارهاب هو دفاع عن البشرية و تابع جارومي اطالب دول الاتحاد بتقديم الدعم العسكري المباشر لهم, فهم الذين اعطوا القيمة العسكرية للضربات الجوية الدولية و لولاهم لما كانت النتائج كماهي الآن.
و يبدو و من خلال التمعن و متابعة هذه الزيارة و قبلها استقبال الرئيس الفرنسي لوحدات حماية الشعب و ممثلتها نسرين عبدالله و آسيا عبدالله الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD فضلا عن نشاطات صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي الديبلوماسية ، أن اوربا بدأت فعليا بقراءة الوضع السوري و الكردي في روج آفا و وحدات حماية الشعب الكردي YPG و YPJ قراءة جديدة ، بعد ان أُثبت الوقائع فشل المشاريع الاقليمية و خاصة التركية و المحلية السورية المتمثلة بالائتلاف الوطني السوري و اكذوبة الجيش السوري الائتلافي و الثورة التي تحولت إلى حرب عصابات يقودها النظام من طرف و داعش و جبهة النصرة و بعض الكتائب التابعة لها من طرف آخر في الاخذ بيد الشعب السوري إلى بر الامان و السلام حيث لم يبق امام أوربا و العالم سوى القوى الكردية أو عناصر الادارة الذاتية الديمقراطية الموجودة الآن على الارض و التي تتبع لها وحدات حماية الشعب بِما تقدم هذه الادارة من مشروع وطني ديمقراطي و انساني يشهد لها العالم بما قدمت و تقدمه في ظل الحرب و الحصار و سيادة التعيش الاخوي بين مكونات الشعب السوري و المساواة بينهما.[1]