ولد عام 1965 في قرية قريبة من مدينة القامشلي بغرب كوردستان، اضطر الی ترك الدراسة وهو في مرحلة الاعدادية بسبب عدم امتلاكه هوية والمتعارف عليهم في سوريا بالاجانب (مكتوم القيد) ويقول انه لا يملكها لحد اليوم، انتقل الی العاصمة السورية دمشق عام 1982 ومنها بدأت رحلته بين رحاب الادب الكوردي حين تعلم اللغة الكوردية وتتلمذ علی يد الراحل أوصمان صبري وعلی الرغم من عدم وجود مدارس ومناهج تعليمية للغة الكوردية ومنعها من التداول من قبل السلطات السورية واظب علی اللغة الكوردية بمجهوده الذاتي علی الدراسة وتطوير نفسه بمساعدة بعض الاصدقاء من المثقفين في القامشلي.
وحين عاد الی مدينته القامشلي احس بالحاجة الماسة الی تعليم اللغة الكوردية وضرورة تعلم جيل الشباب للغتهم ولعدم توفر الكتب التعليمية وقلتها آنذاك قام بتأليف كتاب عن تعلم اللغة الكوردية اللهجة الكورمانجية وعن طريقها استطاع فتح دورات تعليمية للشباب الكورد وقام بطبعها بمنزله بآلة الفوتوكوبي وطبع 1000 نسخة ووزعها علی الراغبين بتعلم اللغة الكوردية، الی ان تغيرت الظروف بعض الشيء وحصل علی رخصة طبعها بشكل رسمي في دمشق من قبل دار الزمان عام 2012 ونتيجة للحاجة الماسة اليها وزيادة الطلب عليها طبع منها لغاية اليوم ثلاث طبعات وتدرس اليوم في مدارس جان للطلبة الكورد اللاجئين في تركيا للمراحل المتقدمة.
التقيته في دياربكر علی هامش الكونفرانس الاول لمثقفي غرب كوردستان في تركيا وتحدث عن اللغة والثقافة الكوردية ونتاجاته وجهوده في سبيل اغناء الثقافة والادب الكورديين حيث قال بذلك الصدد في ظل ظروف صعبة من منع للغة الكوردية استطعت بالرغم من امكانيات المحدودة قبل 15 عاماً من فتح دورات للغة الكرودية وتعليم المئات من الشباب الكورد لتلك اللغة التي نحن بحاجة ماسة لها ومن ثم اعطائهم شهادات في نهاية الدورة
صلاح محمد ليس ضليعاً فقط في مسألة اللغة الكوردية بل كان من الصحفيين النشطين وهو صاحب تجرية وجهد كبير وعمل في العديد من المجلات الكوردية التي كانت تصدر في سوريا قبل عشرات السنين ومنها (كوليستان، روج، زين، المثقف التقدمي، مواسم، كوليزار الخاصة بالاطفال وتحت ظروف المنع والملاحقة والامكانيات القليلة من الناحية الاقتصادية كانت تتوقف تلك المجلات عن الصدور خلال فترات متقطعة، وكتب المقالة والمواد المختلفة في تلك المجلات بثلاث اسماء مختلفة، لهذا يقول اصبحت الجندي المجهول بين المثقفين الكورد، بسبب عملي المتواصل في كل تلك المجلات بالاضافة الی تنضيد ومراجعة العشرات من الكتب التي صدرت لكتاب ومثقفين في منطقتنا، ولكن لم اكن اعر اهتماماً بأسمي وعلی ضرورة ابرازه علی صدر تلك الكتب، اليوم نجد العشرات من المهرجانات تعقد خلال العام ويكرم المثقفين فيها ولكنني لم اجد المنظمين والقيمين عليها يقولوا ان هناك كاتب يستحق التقدير والاحترام علی اعماله الادبية.
نتاجاته الادبية
هو صاحب 22 نتاج ادبي متنوع ومؤلف من دوواين شعر، لغة، ترجمة، من الكوردية الی العربية وبالعكس وطبع منها لغاية اليوم 4 منها.
ديوان نوبار عام 1999
حريق سينما عامودا للراحل ملا احمد نامي (ترجمة) الی اللغة العربية وطبعها بالفوتوكوبي سنة 2000
ديوان هيفيا من عام 2003
تعلم اللغة الكوردية(الكورمانجية) فوتوكوبي عام 2006
تعلم اللغة الكوردية (الكورمانجية) دار الزمان في دمشق عام 2012
بالاضافة الی وجود العديد من النتاجات الاخری من دوواين شعر وترجمة لازالت تنتظر الطبع، و تحدث عن كتابه الذي اخذ منه تعباً وجهداً كبيراً بإسم (أحداث تاريخية) استطاع لغاية اليوم جمع 61 الف حدث تاريخي من ما قبل الميلاد ولغاية تاريخ اليوم استطاع جمعها بالرغم من قلة المصادر ولايزال يعمل فيها.
وعن كتابه قصة حريق سينما عامودا للراحل ملا احمد نامي تحدث قائلاً سمعت بتلك المأسات الكبيرة التي جرت في عامودا واستطعت الحصول علی نسخة من كتاب حريق سينما عامودا باللغة الكوردية وقمت بترجمتها وقام الكاتب ابراهيم اليوسف بالمراجعة والتدقيق فيها ومن ثم طبعت منها 1000 نسخة بالفوتوكوبي في منزلي وبتعاون اولادي معي ومن ثم وزعتها خلسة علی المهتمين، قامت مؤسسة سما للثقافة والفنون بإعادة طباعة ذلك الكتاب بترجمة آخری مشكورة من قبل قادر عكيد في السنوات الاخيرة.
للاسف بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها سوريا بشكل عام والمناطق الكوردية بشكل خاص اضطر الكاتب صلاح محمد للهجرة مع اسرته الی مدينة باطمان في شمال كوردستان حيث يعمل اليوم لتأمين قوت اسرته وقال لنا في ختام حديثه انه تجري اليوم محاولات علی قدم وساق من قبل المثقفين في غرب كوردستان لابراز صوتهم ومحاولة لملمة شملهم وتأسست العديد من المؤسسات والمجموعات ولكنه بحسرة يقول لم انتمي الی احد منها، واتمنی ان يتوحد جميع المثقفين في اتحاد خاص بهم بعيد عن تأثيرات القوی والاحزاب السياسية كما تمنی ان يتمكن من طبع نتاجاته الاخری.[1]
التآخي